(العين بـ حسين) … قصة مثل شعبي يقال للكف عن الحسد.. أول طبيب عيون سوداني

الخرطوم – نمارق ضو البيت
للعيون مكانتها في كل ثقافات العالم؛ فهنالك من يعتبرها مدخلاً مهماً يجذب البعض ويجعلهم يقعون في الحب أو كما يقولون من أول نظرة، وفي ثقافات أخرى في كثير من بقاع العالم سواء في امريكا اللاتينية، أو أوربا وشعوب شرق آسيا، إلى جانب الأفارقة والعرب؛ تمثل العين جزء مهماً في ثقافاتهم ويجمعهم الإيمان بقدرة العيون الرهيبة في إحداث الأضرار؛ وذلك بالحسد، وهذا ورد في كل التواريخ القديمة عن تلك الشعوب.
ما دفعهم للاحتماء منها بالتمائم وكثير من أنواع الرقية والتحصين كي لا يصابوا بأذى، ومن هذه التمائم الخرزة الزرقاء، الكمون، وإحدى الأوراق من الشيوخ أو ارتداء صورة الفلق وآية الكرسي، وبالرغم من تطور العلم الذي فسر الكثير من الظواهر الغريبة؛ إلا أن الكثير من الناس يعلق الأذى على شماعة العين الحاسدة.
اهتمام كبير
هذا الإيمان القاطع لدى كثير من شعوب الأرض بالعين منحها هالة من الاهتمام في كثير من مناحي الحياة؛ سواء كانت أدبية، علمية أو اجتماعية، فهنالك من يقول: العين تعشق قبل القلب أحياناً. وفي الامثال السودانية على سبيل الاستشهاد ورد المثل القائل: (عين البجاح أقوى من السلاح)، والمقصود بالبجاح ? المزاح وتشبيه الشخص تشبيهات بليغة- وهذا ما يدفع الكثيرين إلى الاستعاذة من الأشخاص (الوصافين) ? كما يحلو للمجتمع السوداني تسميتهم- وقراءة بعض آيات الحفظ من العين كي لا يصابوا بسوء.
العين بــ (حسين)
وكذلك من الأمثال السودانية التي تُثبت أن العين؛ كانت ولا زالت صاحبة تأثيرات خارقة في الذهنية المجتمعية السودانية، هو المثل القائل: (العين بـ حسين)؛ وما لا يعرفه الكثيرون أن حسين هذا هو الطبيب السوداني حسين أحمد حسين، والذي يعتبر من أوائل أطباء العيون الذين تخرجوا من كلية غردون التذكارية، ولد دكتور حسين في العام 1904م وتوفي في شهر مايو من العام 1987م، لكن ظل المجتمع السوداني يستخدم هذا المثل كنوع من التمني للإصابة بالمرض للعيون الحاسدة؛ حتى لا تضرهم وتأذيهم بحسدها،وكذلك هنالك أمثال عربية تسير في نفس خط الأمثال السودانية؛ وتتمنى الأذى والمرض للعيون (الحارة)، مثل عين الحسود فيها عود، وفي الثقافات الإسلامية ما يعزز قوة العين؛ بأن هنالك حديثاً عن الرسول الكريم قال إن معظم القبور من العين، وكذلك ما معناه أن كل عين تضر وتؤذي إلا التي باركت الله.
لغة العيون وتأثيراتها
وفي السياق تقول أميمة فتح الرحمن ? خريجة علم نفس- إن هنالك علماً بأكمله رصد لغة الجسد؛ والتي كانت نظرات العيون جزءاً منها. وأضافت قائلة: وركز المختصون في رصد لغة العيون؛ على تقييم عدد رمشات العين واتساع البؤبؤ وضيقه أثناء الكلام أو الصمت، ففي حالات التشتت وعدم الانتباه تكون نظرات الشخص بعيدة، وفي حالات التردد تتشتت النظرات وكثيراً ما تتجه إلى أسفل، وهنالك كثير من حركات العين التي تدل على ما يشعر به الشخص سواء أكان محبة، أو كرهاً، أو ثقة، أو كذباً، وغيرها من المشاعر، التي غالباً ما يدرسها أطباء النفس والعاملون في جهات التحقيق مع العامة كرجال الشرطة أو القضاة، وذلك كي تسهل عليهم التواصل مع الآخرين والوصول لنتائج سريعة.
أغاني وأشعار العيون
يعتبر الشعراء العيون بوابة الدخول لروح الحبيب والعاكس لما يكنه من مشاعر وأحاسيس؛ وهذا ما دفعهم للكتابة عنها فقال الشاعر (إن العيون التي في طرفها حورٌ.. قتلننا ثم لم يحيين قتلانا) وقالها فاروق جويدة (إذا ما ضعت في درب ففي عينيك عنواني)، وكذلك قالها نزار قباني (عيناكِ كنهري أحزاني)، كما غنتها ماجدة الرومي في إحدى أغنياتها (عيناك ليال صيفية ورؤى وقصايد وردية)، وتغنى بها الموسيقار محمد الأمين (عويناتك ترع لولي وبحار ياقوت)، وقالها عتيق: (الناعسات عيونن نور جبينن هلّ)، وغيرها الكثير من الأغنيات والأشعار التي مجدت العيون وتأثيراتها
اليوم التالي
وعيناك لي سقيا وحلاوة اللقيا
اول طبيب عيون سوداني وليس من الاوايل