نفايات الشمالية .. مسؤلية الحكومة !

محمد وداعة

في دراسة نشرتها منظمة الصحة العالمية عام 2012م ، أوردت ان عام 2008م ،شهد ( 7 ) سبعة مليون حالة وفاة بسبب السرطان ،( 70% ) من هذه الوفيات من دول العالم الثالث ، الدراسة توقعت ان يصل عدد الوفيات الى ( 13 ) مليون شخص بحلول عام 2030م ، و ايدت الدراسة التقارير التى تقول بان اهم اسباب السرطانات هى الملوثات التى يتعرض لها الانسان او بيئته او غذائه ، و اصدرت الامم المتحدة العديد من الاتفاقيات و القرارات فى هذا الشأن ، بما فى ذلك تشريعات تؤكد على حماية البيئة الطبيعية وصحة الانسان والحيوان والنبات ،و تفصيل أحكام فى القانون الانسانى الدولي فيما يتعلق بنقل النفايات النووية للدول النامية ، وضع الاجراءات الوقائية ، اقرار المسئولية الجنائية للجهة صاحبة النفايات ،و اشتمل النظام الاساسي للمحكمة الجنائية الدولية على هذه الجريمة وعرفتها ( ان يسفر فعل مرتكب الجريمة الى الحاق أذى بدني أو معنوي جسيم بشخص او اكثر )،
وجاء تأكيد ذلك متسقآ مع احكام القانون الدولي الانسانى ( المجتمع الدولي يقر بالمسئولية الدولية عن تدمير البيئة او الإعتداء عليها سواء تم هذا في وقت السلم او الحرب ، ويتضمن ذلك القاء النفايات في البحار او المحيطات او طمرها ، وأكد القانون على تحمل الدولة صاحبة النفايات المسئولية الجنائية تجاه الاضرار البشرية والمادية التي تترتب على ذلك ، كما نص ميثاق الاتحاد الافريقي في المادة ( 21 ) ( ان تمارس الدول الافريقية حريتها في ثرواتها ومواردها الطبيعية دون مساس بالبيئة )، وكانت معظم الدول الافريقية قد وقعت على إتفاقية باماكو بخصوص مواجهة نقل النفايات الخطرة والمشعة ، كما تضمنت الاتفاقية نفس القواعد التي وردت في اتفاقية بازل ، ميثاق الجامعة العربية لحقوق الانسان الموقع في 2004م نص في المادة ( 45 ) على ( الحفاظ على البيئة الصالحة لحياة الانسان ) ، وفي المادة ( 18 ) ( لكل انسان الحق في ان يقيم في بيئة ملائمة خالية من التلوث ) ، الدستور الانتقالى لسنة2005 م ،القانون الجنائى لسنة 1991م ، قانون، قانون صحة البيئة لسنة 2001م ،قانون حماية المستهلك ، قانون الجمارك ، قانون السلامة الاحيائية القومى ، و قوانين عديدة اعتبرت ان احداث التلوث و الاضرار بالصحة العامة جريمة يعاقب عليها القانون ،
الحكومة لم يرف لها جفن تجاه الجريمة المرعبة التى اعلن عنها رئيس هيئة الطاقة الذرية السابق الدكتور محمد صديق محمد ، و التى تمثلت فى دفن (40) حاوية نفايات مشعة فى منطقة مروى، و ترك (20) فى العراء ،و ان السلطات قد سمحت بدخول الاليات و المعدات الصينية دون تفتيش ، اذن الجريمة حدثت بعلم السلطات ، ربما يفسر هذا سكوت المسؤلين و على راسهم النائب العام ، و المسؤلين السابقين و الحاليين ، هذا ليس شأنآ سياسيآ ، و سنمضى فيه لانه يتعلق بحياة اهلنا و استقرارهم فى ارض ورثوها عن اجدادهم ، و لكل من يهمه الامر نذكر، بأن القانون السوداني لحماية البيئة لسنة 2001م ،نص على ( مع مراعاة احكام القوانين المنظمة للحقوق والاجراءات يكون لكل شخص الحق في رفع دعوى اذا حدث اي ضرر للبيئة دون الحاجة لإثبات علاقته بذلك الضرر ) ، وحدد القانون جرائم لإضرار بالبيئة في ( تلويث الهواء ، تلويث المياه ، تلويث التربة بالغاء القاذورات والمواد الطبيعية والصناعية الضارة بالصحة في التربة ، والتلويث الإشعاعي ، … الخ )
و حتى لا نتهم احدآ جزافآ فاننا نطالب بالتحقيق الشفاف بمشاركة اهل المنطقة و معرفتهم ، ولا يفوت علينا ان نسأل كبار حكامنا من ابناء المنطقة ،على سبيل المثال لا الحصر، الاستاذعلى عثمان ،د. عوض الجاز، استاذ اسامة عبد الله ، د. الكارورى ، الفريق بكرى حسن صالح ، الفريق عبد الرحيم محمد حسين ،د. ابراهيم الخضر، د .مصطفى عثمان ، الاستاذ ميرغنى صالح ، نواب البرلمان و فى مقدمتهم الفريق صلاح قوش رئيس جهاز الامن السابق، ماذا تعرفون عن هذا الامر؟ ، و كيف تم ؟، و من هو المسؤل ، ان كنتم تعرفون فتلك مصيبة ، و ان كنتم لا تعرفون فالمصيبة اعظم ،،

تعليق واحد

  1. اقسم بالله الذي رفع السماوات بغير عمد
    لقد بلغ السيل الزبي
    و قد غادر الشعراء من متردم الانقاذ الآسن القذر
    و قد اصبح باطن الارض خير من باطنها
    رفعت الاقلام
    و جفت الصحف
    فعلام الانتظار

  2. الاخوان المسلمين يعلنون الحرب علي السودان..
    من هنا حاويات مخدرات وبغادي حاويات نفايات
    يعني المجازر وحرق القري والاغتصابات وبيوت الاشباح
    كانت بروفة ساكت.

  3. الموضوع محض إشاعة أطلقها السماسرة لترحيل أهل مروي وأخذ أراضيهم الزراعية . لان الامر ان كان صحيح لتدخل المصريين لان دفن مثل هذه المواد قرب النيل يهدد سلامة المياه التي تصب في مصر. فعلي الحكومة حسم هذه الإشاعة وتمليك الحقائق للجميع تفاديا لمشكلة إقليمية ومعاقبة المتسبب

  4. وهل تعلم السلطات المصرية بهذا العبث الذي يحدث في بوابتها الخلفية؟ وهل يعلم الاخوة في مصر ماذا فعل الاخوان في هذا النهر ؟ علما بان الترابي قد هدد المصريين من قبل وذلك عندما فال ( ان هذا النهر يمكن ان يستخدم استخدتما مميتا) والان اصبحت لعبة الاحوان واضحة,

  5. ارى ان يتم فتح بلاغ جناءي بالمحكمة الجناءية الدولية ضد حكومة السودان بواسطة الناشطين بأوروبا وجماعات حقوق الانسان ومطالبتها بإلزام حكومة السودان بفتح تحقيق عاجل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..