أخبار السودان

البحث عن خليفة لـ”ياسر يوسف” مستمر الإعلام.. حين يعتذر (الفقيه)

الخرطوم: الطيب محمد خير

انضم د.الصادق الفقيه، إلى جملة المعتذرين عن الالتحاق بحكومة الوفاق الوطني، بموجب التعديلات التي أجراها الرئيس عمر البشير أخيراً.

وكان من المقرر أن يحوز الفقيه منصب وزير الدولة بوزارة الإعلام، ما يطرح تساؤلات عن سر الاعتذار، وعن خلفاء الرجل في الوزارة التي يتولى قيادها د.أحمد بلال عثمان.

ويرى مراقبون إن د.الصادق الفقيه أكبر حجماً بتأهيله الأكاديمي العالي من نيل منصب وزير الدولة بالإعلام فهو متخصص في الإعلام السياسـي والعلاقات الدولية والدبلوماسية. ويحمل درجة دكتوراه الفلسفة في الإعلام السياسـي والدبلوماسية. كما تنقل في العديد من المناصب في المؤسسات الوطنية والاقليمة والدولية في المجالات السياسية والدبلوماسية والإعلامية والأكاديمية والبحثية، وعمل مستشاراً في رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء، وسفارات السودان في واشنطن ولندن وأسطنبول والدوحة وعمّان، وكان آخر مناصبه شغل منصب الأمين العام لمنتدى الفكر العربي في العاصمة الأردنية عمان.

أكبر من المنصب

يقول الخبير الإعلامي د.إسماعيل الحاج موسي إن د.الصادق الفقيه لديه علاقة قوية بالأسرة المالكة في الأردن، وأسندت إليه إدارة منتدى الفكر العربي والذي مقره العاصمة عمّان وهذا ما جعل الحكومة السودانية تعينه سفيراً لها في الأردن للاستفادة من القرب الذي بينه وبين حكام الأردن.

مضيفاً في حديثه لـ(الصيحة) بأنه من الواضح أن الحظوة التي يتمتع بها الفقيه في الأردن خلقت لديه رغبة قوية في أن يوطن نفسه للاستقرار في البلد العربي كونه يتمتع بوضع مميز لدى الملك، ولذلك فإن منصب وزير الدولة غير مقنع بالنسبة للرجل ليتخلى عن مكانته في الأردن.

دواعٍ

هذا عن سيرة الاعتذار، أما في ملف المرشحين للمنصب فيقول د.إسماعيل بوجود عديد الأشخاص الذين في مقدورهم شغل المنصب، خاصة والانقاذ لا تفكر كثيراً في متطلبات المنصب ومؤهلات شاغله حيث تجد كثيراً من الوزراء ليست لهم علاقة بالوزارات التي يشغلونها. وربما يتم ذلك من باب الترضية على خلاف حقبة مايو التي اهتمت بمؤهلات المنصب ومدى مواكبة مؤهلات الشخص الذي سيشغله لذلك، كان الوزراء بقامة النذير دفع الله، وبهاء الدين محمد إدريس، ومنصور خالد، وعمر الحاج موسى، وإبراهيم منعم منصور، وجعفر محمد علي بخيت.

وأكد أن الصادق هو الآن الأنسب لشغل هذا المنصب في الوقت الحالي، وشغل منصب مستشار الرئيس للإعلام لكن واضح أنه يتمتع في الأردن بوضع أفضل ولا يريد أن يضحي به لذلك اعتذر.

وأكد المحلل السياسي والكاتب الصُحفي عبدالماجد عبدالحميد لـ(الصيحة) أن هناك ثمة اختلال في معايير الوزراء في الآونة الأخيرة وهذا يتضح من اختيار علي كرتي والياً للبحر الأحمر رغم ضخامة تجربته السياسية والدبلوماسية، وبذات القدر نجد أن منصب وزير الدولة أقل من تجربة الصادق الفقيه بمراحل كبيرة لأنه ليس هناك شخص في الحقل الإعلامي يمكن أن تقارب تجربته تجربة الصادق الفقيه .

ويرى عبدالماجد أن الصادق الفقيه الآن يشغل مواقع خارجية مهمة للغاية بالنسبة للسودان. وأبان عبدالماجد للصيحة أن اعتذار الصادق عن تولي المنصب ليس كما يعتقد البعض بأنه أقل من قدراته ومؤهلاته لكن في الحقيقة أن اعتذاره جاء لأن المنظومة الكلية التي من ضمنها المنصب لا تنفع معه، كون طريقة تفكير الفقيه تختلف استناداً للتجربة التي مربها إبان وجوده في منصب المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية وهي التي جعلته يفضل البقاء خارج الأطر التنظيمية وهنا واضح أن الشخص الذي رشحه لهذا المنصب لم يستشره .

وأشار عبدالماجد الى أن الصادق الفقيه لديه رأي في جملة ما يجري لكنه لم يكتب هذا الرأي احتراما للأطر التنظيمية وفضل الانزواء في المجالات الدبلوماسية الفكرية .

ويؤيد عبدالماجد اعتذار الصادق ويقول من الأفضل له أن يعتذر لأن الواقع في وزارة الإعلام معقد وفي وضع صراعات لا يمكن للصادق أن يوافق بالعمل في مثل هذا الوسط. إضافة الى أنه وسط دون امكانات حتى إن قبل لا يستطيع أن يقدم .

ويرى عبدالماجد أن هذا المنصب يمكن لأي شخص أن يشغله لأنه منصب خلق ليكون حلقة وصل بين المؤتمر الوطني وأجهزة الدولة ولأن المسؤول عن الحزب يكون وزير دولة بالإعلام، وفي هذه الحالة من الأفضل أن يتم الرجوع للنظام القديم بأن يتم تعيين شخص أميناً لقطاع الإعلام بالحزب ووزير الدولة بالإعلام.

يذكر أن أبرز المرشحين للمنصب هم رئيس قطاع الإعلام في المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم، د.مها الشيخ، ووكيل وزارة الإعلام ياسر خضر.

الصيحة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..