الصورة الذهنية عن السودان … من رأى ليس كمن سمع.. مشاهدات وفد الكونغرس

الخرطوم ? زهرة عكاشة
يتمتع السودان بخيرات وافرة، ويتميز إنسانه بميزات عديدة، لا توجد في كل بقاع العالم،طيبة وكرم لا حدود له، قد يصل الأمر حد السماجة. وفي المقابل فنحن السودانيون صادقين حد أننا لم نستطع تجميل وجهنا للعالم حتى يرانا في أبهى حُلة وأجمل صورة، والإعلام السوداني لم يتمكن من عكس ذلك، لأننا كسودانيين نؤمن بالحقيقة ونتعامل على أساسها، ما لم يثبت العكس، ولم نتعلم أن نرى الأمور من زوايا أخرى.
وعد خليفة التي زارت السودان هذه المرة كمستشارة لوفد الكونغرس الأمريكي الذي زار البلاد مؤخراً بدعوى من منظمات المجتمع المدني المقيمة هناك، شكت لدى لقائها صحفيين بجمعية (إعلاميون من أجل الأطفال) من الصورة السوداء للسودان التي أحدثت فجوة كبيرة وخلقت أزمة هوية سودانية للسودانيين وأبنائهم المقيمين في المهاجر وتحدثت أيضاً عن وفد الكونغرس وما خرج به من انطباعات عن السودان فماذا قالت؟.
تطور كبير
لم تخف الناشطة وعد خليفة دهشتها من التطور الذي حدث في السودان لاسيما في مجال الطرق وإنارتها، وقالت: أنا ومنذ إقامتي في الولايات المتحدة الأمريكية لم أستطع نسيان بلدي الأم بالرغم من أن عمري آنذاك لم يتجاوز الخمس سنوات، ولعبت أسرتي الصغيرة، التي غرست حب الوطن بداخلي وهي تحكي عن ذكريات جميلة ومجتمع مثالي، دوراً كبيراً في تغيير الصورة الذهنية للسودان رغم قساوة ما ينشره الإعلام. وأشارت وعد إلى أن ما يعكسه الإعلام المرئي والمسموع والمقروء ورقياً وإلكترونياً ـــ بحسب وعد ـــ أثار الرعب في قلوب عدد كبير من السودانيين، وحتى الحكومة والمجتمع الأمريكي، صورتهم الذهنية عن السودان سيئة للغاية، وما نحتاجه في الوقت الراهن تغيير تلك النظرة السالبة بأخرى إيجابية، ودللت بأن وفد الكونغرس كان حذراً في بادئ الأمر لكنه ختم زيارتة بسوق أم دمان، وهذا يعني وجود سلام ولا مكان للخوف والتوجس في السودان. وأضافت: العالم مليء بالمشاكل وحتى أمريكا يقتل فيها عدد من الأشخاص كل يوم، لكن لا أحد يعلم بذلك لأنهم يريدون عكس الجانب المشرق لأمريكا.
تعزيز الثقة
وأشارت وعد الى أنهم من خلال المنظمات التي يعملون فيها يحرصون على رفع وعي الشباب السوداني في أمريكا بأهمية أن تكون لهم هوية، والاعتزاز بسودانيتهم، وقالت: لابد من تعزيز الثقة في السودان وإعادة الهوية التي تنازل عنها الكثيرون، سيما أولئك الذين لم تسنح لهم الفرصة زيارة السودان، وبعد انتشار الأخبار السالبة التي تتناولها وسائل الإعلام باتوا لا يرغبون في زيارتها، وتنصلوا منها وأبدلوها بأخرى. وقالت وعد: زيارتي مع الكونغرس كانت تفسيرية وتوضيحية، فهم أتوا لاستقصاء الحقائق وتقييم آثار العقوبات والمقاطعة الاقتصادية على المواطن السوداني، ولأنني سودانية الأصل وأعلم القيم والعادات والتقاليد السودانية يطلبون من حين لآخر توضيح بعض الأشياء. وأردفت: وجد الوفد أن العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان لم تؤثر على المسؤوليين في الحكومة، وإنما كانت واضحة تماماً على المواطن السوداني الذي ليس لديه القدرة في الحصول على التعليم أو العلاج رغم أنها من أبسط الأشياء.
العيش في سلام
ولفتت وعد إلى الكرم والتسامح والتكافل الاجتماعي الموجود في السودان، وقالت: لن تجد في أمريكا مثله فكل شخص فيها يهتم بنفسه فقط، وأضافت: لدينا عادات وتقاليد نادر ما نجدها في مجتمعات أخرى لابد من إبرازها، ولدينا ميول للعيش في سلام، مستحيل أن تجده في دول أخرى وأبسط مثال على ذلك أن انفصال الجنوب تم دون عنف وإهدار المزيد من الدم، وتساءلت: لماذا لا نستغل كل تلك الأشياء الجميلة وننهض بالسودان، ونغير اللون الأسود الموجود في ذهن العالم، ونقول لهم إن السودان به عدد من الألوان “الأحمر، الأخضر، الأصفر”.
وضعية جيدة للمرأة
وعد وجدت المرأة في السودان لها شأن عظيم، وتبوأت عدداً من المناصب اللقيادية والدستورية في الدولة. وقالت: كنت أظن بحسب ما نسمع عن السودان أن الرجل هو المسيطر والماسك زمام أمر المرأة، وأن لا حياة لها خارج منزلها، لكن الحقيقة أن المرأة في كل مكان وتحت قبة البرلمان هناك عدد منهن. وأضافت: فقط تحتاج إلى مساندتها في مكافحة الأمراض والعادات التي تضرها، وبعد انتشار وباء السرطان يجب مكافحة سرطان الثدي وعنق الرحم، والزام دعم كل المبادرات التي تعمل في هذا المجال للتخلص منه

اليوم التالي