النفس الأخير
د.بشرى الفاضل
كان الجنود يستعجلونه وهو مصفّد يمشي أمامهم خبباً يستحثونه ويهشونه بالسونكي كفعل راع مع أغنامه. وكان الرجل الصامت قد ربي نفسه على وزن أدائه.
كان يشعر بأن الاستجابة للجري كما يبتغون مذلة في مثل هذه اللحظات البائسة؛ ولذلك فإنه أذعن لضربات الجنود المتلاحقة مفضلاً إياها رغم وحشيتها على الجري المهين.
وفي الدّورة شدوا وثاقه أكثر وحجبوا العالم عن عينيه بضمادة. ورجا الرجل الصامت معصوب العينين رئيس الفصيل تنفيذ طلب له أخير. وكان الضابط بعيدا جداً عن قناعات الرجل الصامت. وكان ذلك يحرك نواياه في هذه الساعة ولذلك فإنه أجاب بنفاد صبر.
– طلباتك شنو؟ ماتموت موتك زي الرجال ما بموتوا.
– عايز لو سمحت أولع سيجارة أخيرة.
– طيب. الله يطولك يا روح لكن أنا ما عندي سيجارة )مخاطباً بالجنود(:
– في حد عندو سيجارة؟
وقاطعه الرجل الصامت معصوب العينين:
– لا أنا عندي سجائر.. بس عايز وكت أشرب فيه واحدة.
– طيب.
وأخرج الرجل الصامت معصوب العينين بمساعدة الضابط لفافة من جيبه ووضعها على فمه وهتف بصوت جهير حتى سمعه الضابط والجنود معاً:
– ولعة لو سمحتم.
وصاح الضابط في جنوده:
– في حد معاهو كبريت؟
وأجاب الفصيل:
– لا أبداً سعادتك.
وقال الضابط بصوت محايد:
– مافي ولاعة. أفتكر بعد دا ننفذ.
وكانت إجابة الضابط تحصيل حاصل إذ أن الرجل الصامت قد سمعها من الجنود. وهز رأسه بأسف ثم أمسك اللفافة بين أسنانه وشفتيته واتخذ وقفة التصميم التي تدرب عليها منذ ليلة التوقيف. كان رأس الشهيد في حاجة إلى )كيف( أخيرا من هذا العالم الذي يحب. وسط هذا الكم الهائل من الفظاعة كان بحاجة إلى نار للفافته. لكن النار التي هطلت على صدره وسائر جسمه لم تشعل التبغ بل أشعلت هتافاً داوياً صلدا ثم تدلت اللفافة مع دوي الطلقات
كأنها مكسورة وهي السليمة، ولف الحزن اللفافة لكونها لم تندغم في نسيج تلك الرئة الشجاعة. ذلك خير لها من أحذية غليظة تجيء من بعد الصمت لتسحلها صدفة حين تسحب مع السحل عمداً، جثة الرجل المسلة إلى داخل حفرة إخفاء الفتك الجماعي.[/ALIGN]
much respect
رائع رائع يا ايتها البشري الفاضل ويا له من شهيد رابط الجاش تحمل ضرب الزبانيه ولكنه لم نفس للعار لكي يتسرب بين جراحه0بطل قصتنا اعادنا سنينا عدده الي ثلة الابطال الذين كانوا في كتيبة الفداء لشعبهم جوزيف قرنق وود الزين وصحبهم الاماجد0 لم يساوموا الجلادين ولكن ماتوا ميتت الابطال التي يتمناها اي رجل زغرد له حينما نادت الدايه باذون مقدمه0 ماتوا ولكن سيرتهم العطره تفتح الدروب وتجئي بالشاره ماتوا ولم تمت المكارم فيهم خلدهم شعبنا بارجوزة شاعر الشعب محجوب شريف00
ما شوفتو ود الزين الكان وحيد امو
قالوا لو ناسك كم ورينا شان تسلم
العودو خاتي الشق وحاتك ما قال طق
وما وقف بين بين قالوا ناسك كم
ورينا شان تسلم0
العودو خاتي الشق وحاتك ما قال طقك
ما وقف بين بين لموتو اتقدم
انا ما ماني زولا شين انا بجيب الشين
هكذا بطل قصتنا الرائعه كان رائعا لم يقف بين بين ولكنه وقف طودا شامخا بينما كان جلاديه يرتجفون من حسن صنيعه