قضاة وقضاة

سيف الدولة حمدناالله
? حدث في فترة الديمقرطية الأخيرة أن قام طلاب جامعة القاهرة فرع الخرطوم (النيلين الآن) بتسيير مظاهرة ضخمة توجهت من الجامعة إلى وسط السوق الأفرنجي، وفي سرعة وصلت قوة من الشرطة للتصدي للمظاهرة بمصاحبة قاضٍ رفض الإستجابة لطلب قائد قوة الشرطة بإعطاء الأمر بإستخدام القوة في تفريقها، ثم ما لبثت المظاهرة أن إنفضت من نفسها لنفسها في سلام دون خسائر أو أضرار.
? أثناء إشتعال المظاهرة، علم وزير رئاسة مجلس الوزراء المرحوم صلاح عبدالسلام الخليفة برفض القاضي لإستخدام القوة في فض المظاهرة، وإعتبر أن ذلك تقصيراً منه، فتوجه وهو في ثورة من الغضب إلى مكتب رئيس القضاء (مولانا ميرغني مبروك)، ودخل عليه دون إستئذان ليشتكي إليه فعل القاضي، فلم يقبل رئيس القضاء منه ذلك التصرف فأمره بالإنصراف من مكتبه، وقد إستجاب الوزير لذلك دون مناقشة (يُروّج لهذه الواقعة بأنها كانت طرد من المكتب).
? أثار تصرف الوزير القضاة الذين رأوا فيه تدخلاً من السلطة التنفيذية في أعمال القضاء ومساساً بإستقلاله، وذهب كثير من القضاة لمطالبة لجنة القضاة بإعلان الإضراب عن العمل، غير أن اللجنة لم تستجب إلى ذلك، وحيال هذا التصعيد، بادر الأستاذ ميرغني النصري بصفته عضواً بمجلس رأس الدولة وهو من أعلام القانون وكان نقيباً للمحامين بالإتصال بلجنة القضاة وإجتمع بها في مكتبه بالقصر، وذكر لهم أن مجلس رأس الدولة يأسف لتصرف الوزير وأنه – المجلس – على إستعداد لتقديم إعتذار مكتوب للسلطة القضائية بما يجعلها تتجاوز خطأ الوزير، وقد كان، فإنتهى الموضوع عند هذا الحد، وليس صحيحاً أن رئيس الوزراء الصادق المهدي قد تدخل في هذا الموضوع خلافاً لما يقول به البعض.
? هذه قصة تستحق أن تُروى للتاريخ، ولكن ليس هناك قيمة يعترك عليها قاضيان في نسب واقعة منع الشرطة من إستخدام القوة في تفريق تلك المظاهرة، بحسب الجدل الذي ثار حول ذلك، فمثل هذا الفعل لا يستحق أن يُمجّد عليه قاضٍ في ذلك الزمن بنسبته إليه ولا ينتقص من آخر يُحجَب عنه، ويشهد التاريخ على أن قضاة تلك الفترة وما قبلها كانوا يستخدمون أدنى قدر ممكن من القوة في تفريق الشغب والمظاهرات، بحيث لم يسجّل التاريخ سقوط ضحايا أو حدوث إصابات بين متظاهرين في مظاهرة أشرف على تفريقها قاضٍ، حتى أن هناك قضاة كانوا يدخلون في حوار مباشر مع المتظاهرين وإقناعهم بفض التجمهر غير المشروع في سلام دون أن يسمحوا لعسكري بتلويح عصا في الهواء للمتظاهرين، وقد حدث ذلك من قضاة كثيرون في الخرطوم ومدن السودان الأخرى دون أن يأتي لهم ذكر كأبطال على لسان.
? ولكن ما حدث – قطعاً – يصلح أن يكون درساً لقضاة هذا الزمن في فهم الدور الذي يقوم به القاضي في تفريق الشغب والمظاهرات، وإدراك الحكمة التي جعلت المشرع يسند هذه المهة للقضاء من الأساس ولا يترك تقدير مقدار القوة لمن بيده السلاح الذي يستخدمه في تفريق المظاهرة، فالأوامر التي يصرفها القاضي لقوة فض التظاهر هي في حقيقتها أحكام قضائية قد تصل في حدها الأقصى إلى تسبيب الموت كما يحدث في حال الأمر بإستخدام الأعيرة النارية، أو تسبيب الأذي الجسيم أو البسيط الذي ينجم عن إصدار الأمر بإستخدام الهراوات أو العصي أو إطلاق الغاز المسيل للدموع، فمهمة القاضي هي تفريق التجمهر في سلام لا معاقبة المتظاهرين على ما يأتوا به من أفعال أثناء المظاهرة أو الشغب، كما أن مهمة القاضي تشمل حماية المتظاهرين من أفعال قوة تفريق الشغب التي قد تجنح لإستخدام القوة المفرطة نتيجة تعرضها لإستفزاز المتظاهرين أو وقوع إعتداء عليهم، وبهذا الوصف يكون القاضي حكماً على الهواء في مسرح الأحداث، علماً بأنه وفي القانون تُسمّى قوة فض المظاهرات (الشرطة) بالقوة المدنية مع كونها تحمل السلاح تمييزاً لها عن القوة العسكرية التي يُقصد بها الجيش.
? قد لا يعلم كثير من قضاة هذا الزمن – ومثلهم كثير حتى من قيادات الشرطة – أن هناك منشور قضائي يوضّح أسس وضوابط إستخدام القوة اللازمة لتفريق الشغب والمظاهرات، من بينها أن يُعهد إطلاق النار إلى جندي أو ضابط محدد يتم تعيينه بالإسم، وأن يكون الأمر بذلك مكتوباً ما أمكن ذلك، وأن يكون إطلاق النار على منطقة الأرجل ولا يجاوز في إرتفاعه الركبة، ولا يسمح بإطلاق أعيرة نارية في الهواء (بخلاف ما هو شايع)، وأن يحدد القاضي الجهة التي تُستهدف من إطلاق النار (كأن يُستهدف شخص يحمل أداة قاتلة أو يقوم بفعل خطير)، وأن يتم جرد عدد الطلقات بحوزة كل أفراد القوة بعد تفريق الشغب لتحديد من قاموا بإطلاق النار وعدد الطلقات التي إستخدموها، بما يُمكّن من التحقيق معهم لاحقاً حول الظروف والملابسات التي دعت أي منهم إلى إطلاق النار، وعقب فض المظاهرة يقوم القاضي – وكذا يفعل قائد قوة الشرطة – بإعداد تقرير يوضّح فيه كل هذه الملابسات ويخضع التقرير لفحص ومراجعة قاضي المديرية.
? هذه هي القواعد التي تحكم تفريق الشغب والمظاهرات، وهي قواعد وضعها الإنجليز لحماية من كانوا يتظاهرون في مواجهتهم، وكما تبيّن، فهي قواعد في غاية الصرامة، ذلك لأن مصادرة الحياة من النفس البشرية لا يمكن أن يتم بقرار يتخذه وينفذه من يكون في موقف خصم وبحسب تقديره، برغم أنه، والحق يُقال، أن المواد التي تتعلق بفض الشغب في قانون الإجراءات الجنائية بها خلل كان يستلزم معالجة لم تتم حتى جاءت كارثة الإنقاذ التي أخذت القانون برمته وألقت به في البحر، وهو أن القانون لم يُلزم الشرطة بإخطار القاضي المختص بقيام الشغب، وإكتفى بالنص على أن تكون سلطة إصدار الأمر بإستخدام القوة لدى القاضي في حال حضوره، وتكون لأعلى رتبة عسكرية موجودة عند غيابه، بيد أن ما يُخفّف من آثار هذا العيب أنه ومن ناحية عملية، وبحسب تقاليد العمل التي كانت تتوارث جيلاً عقب جيل، كانت الشرطة تقوم بإخطار القاضي المسئول الذي يحضر بنفسه أو ينتدب غيره من القضاة لهذا العمل.
? حتى جاء اليوم الذي أصبح فيه قتل المتظاهرين يتقدم على مهمة تفريقهم، وأصبح الذي يتفرّج على المظاهرة وهو يقف أمام باب منزله هدفاً للقناصين، فلا غرابة أن يسقط أكثر من مائتي شاب وشابة في أقل من نهارية كما حدث في إنتفاضة سبتمبر، ولم يعد هناك دور للقضاة في تفريق التجمهر، فليس هناك اليوم قوة شرطة معروفة تحت إمرة قائد معلوم تقوم بتفريق المظاهرات، فالذين يطلقون النار يفعلون ذلك وهم على ظهر عربات “تاتشر” متحركة وكأنهم يقاتلون عدو أجنبي يبادلهم إطلاق النار، ولا أعتقد أنه سيأتي اليوم الذي تنتهي فيه التحقيقات التي وعد بها وزير العدل لتفضي إلى معرفة من أطلق رصاصة وقتل من.
? أهمية الحديث في هذا الموضوع، أنه لا يستحق الإحتفاط بوظيفة تستحق أن يرتكب صاحبها جريمة إزهاق نفس بشرية خارج نطاق القانون، فمسئولية هذه الجرائم تكون أمام الخالق مسئولية شخصية ولا تتم تحت راية نظام أو حزب، فضلاً أنه لا يصلح دفعاً أمام القانون الإدعاء بأن هذه الجرائم قد أرتكبت تنفيذاً لأوامر يوم يأتي يوم الحساب، ولو أن أفراد الشرطة والأمن الذين يرتكبون هذه الجرائم رفعوا رأسهم لرأوا ما فعله النظام بزملائهم الذين أخلصوا له وإرتكبوا جرائم قتل أبرياء لإرضائه وهم اليوم يقضمون أصابعهم من الندم قبل أن يأتي عليهم يوم الحساب.
? هذه حقائق تحملنا للقول من جديد بأن مسئولية جرائم القتل التي وقعت في حق المتظاهرين الأبرياء (ومثلها ما حدث في مجزرة العيلفون) تقع على عاتق الذين أصدروا الأوامر وهم يجلسون على الأرائك وليس على الذين نفذوها وحدهم، وهو يوم يرونه بعيد ونراه قريب.
سيف الدولة حمدناالله
[email][email protected][/email]
انتهت الدوله السودانيه منذ 30/6/1989 ولم يعد لها وجود واصبح ابناء ذلك البلد
يموتون يوميا اما بسبب الحروب او النزوح اواللجو اوالتعذيب فاصبحت تلك الدوله
بلا قانون ولا دستور فصار القوى فيها يقتل الضعيف والحرامى فيها شريف.
مقال رائع يستحق الحفظ وإعادة نشره شهريا على كل مواقع التواصل …دمت دوما مدافع عن الحق، وأكثر الله من أمثالك…لك التحية والتقدير…
مولانا سيف .. تحياتي
متعك الله بالصحة والعافية .. أفصحت وأبنت وأوضحت, وبذا لا عذر لمن يعتذر بعدها فالكل الآن يعرف موقفه وها قد تمايزت الصفوف تماما. وفقنا الله وإياكم في حضور يوم يقوم الحق وترجع الحقوق لأهلا في هذا الوطن الجريح.
لعنة الله علي الكيزان .. لعنة الله علي شيخهم .. لعنة الله علي الهمبول وتوابعه وزوابعه
(أحتاج يا أخي الي تواصل مباشر معك .. وأنا في الرياض, رجاءا الرد)
الله يكرمك فى الدارين الاستاذ سيف الدولة ويرفعك اعلى الدرجات لانك دوما مع الحق ما حدت عنه قيد انملة. ..يا ليت مقالك يكون تذكرة وعبرة ل زملائك القضاة لان مسؤوليتهم هى الاكبر امام الله تعالى يوم الحساب
خرجت الرجرجة في عهد الديموقراطيّة متظاهرين و هم يصيحون ” العذاب و لا الأحزاب” , و يبدو أن دعوتهم استجيبت !
مهما كانت الأحزاب غبيّة و طائفيّة فلا بديل للديموقراطيّة فهي ممارسة تصحح نفسها بمرور الوقت . على نقيض الديكتاتوريّة الّتي تزيد قبحا كلّما طالت .
عسى أن نكون تعلّمنا الدرس و نحافظ على الديموقراطيّة يوم تأتينا .. و نتمنّاها قريبة !
الخصم السياسي في في ظل كل الانظمة الاسﻻمية الديكتاتورية ومنذ فجر التاريخ كانت ترتعد من خصومها وتقتل باسم الله ,واحيانا الاعذار انها الحرب ,كل شي جائز,الم يخبرنا التاريخ عندما قطع الحجاج راس عبدالله بن الزبير وارسله لي ابن عبدالملك بن مروان وانه كيف اخذ راس عبدالله بن الزبير بين يديه وكيف احتفل بموته,هذا الجنس (الاسلاموي)من ذاك الصنف الذي كان يتخذ الدين مطيه فيبرر بشاعة فعله بانها احكام الله ,والان كل شيء في سودان الموت يتم بننا موكلون عن الله وننفذ مشيئته ,ومن كان منكم غير متوضئا فلا يقرا مقال استاذنا سيف الدوله حمدنالله والعقده علي الراوي مهدي ابراهيم بين هلالين
لك الود يا موﻻنا
نشكرك مولانا هذا التنوير يصب في خانة يجب على شعب السودان اعادة الحال لما كان عليه قبل انقلاب مليشيات الاخوان على الحكومة الدستورية بافرعها الثلاث في يونيو 30, 1989 والجمعية التاسيسية في حالة انعقاد حتى الساعات الاولى من الصباح للميزانية واجازة اتفاق الميرغني قرنق وبداية وضع دستورنا الدائم كانت اشراقة ذاك اليوم هو اليوم الحقيقي لسودان ديمقراطي حر وارادة ابية لشعبنا العظيم , اكثروا من الدعاء الى الله ليغير هولاء الاخوة الذين حنثوا قسمهم لله بالمحافظة على الدستور الذي يمثل شرف الخدمة العامة والعسكرية والمدنية , صلوا لهولاء الاخوة ان يرفعوا عنا الفساد والبلاء , صلوا ان يحفظ الله بلدنا من غير دماء بريئة تسفك , صلوا ياشعب السودان ان الله اعطاكم هذه السلطة لترسموا حياتكم القادمة , حياة الأجيال الأتية , ان الأوان اخي القائد ان تعيد وطنك الى ما قبل انقلاب الأخوان على الشرعية الدستورية وان هذا الحوار ضياع لاموال شعبك وانت لا تحتاج الى هذا الحوار طالما دستور البلاد لسنة 1956 يمثل لك الطريق الذي يجسد ارادة شعبك في انتخاب جمعية تاسيسية بلجنة انتخابات من القضاه والمحامين , تامين سلامة البلاد واراضيها خلال الفترة الأنتقالية بنفس النصوص التي نص عليها الدستور , تكوين مجلس سيادة يشمل كل السودان , وتسليم رئاسة الوزراء لرئيس الوزراء المنتخب لتكملة هذا العمل وان شعب السودان سيقف معك بالعهد المكتوب , ان الأوان أيها الاخ الكريم .
محي الدين الفكي
مستشار قانوني ومحامي
امير المؤمنين الرئيس المزمن اعترف صراحة فى صحيفة المدينه السعوديه بانه انزل القوات الخاصة وحسمت ( الفوضى ) .. تانى التحقيق فى شنو ؟ مش الاعتراف سيد الادله يامولانا ؟
القوات الخاصة الان اصبح اسمها قوات التدخل السريع . وكلنا نعلم ان الجيش السودانى تم حله وتسريحه تدريجيا باشراف الخيش الترابى وسوار الدهب العميل الخائن خوفا من الانقلابات . وتم الاستعاضة عنه بقوات الجنجويد وعصابات النهب المسلح والمرتزقه من داخل وخارج السودان .
شكرا مولانا سيف الدولة على ماورد فى المقال خاصة الجزئية المتعلقة
بتبصير ومناشدة افراد الشرطة بمسؤليتهم الدينية والاخلاقية لما يفعلون
فقط اود التنويه الى ان التعميم يوصم صاحبة بعدم الموضوعية فى كل مجتمع
يوجد الصالح والطالح ونحن نعمل فى الحقل القانونى نشهد الله ان هناك قضاة
الان فى الخدمة هم مثال يحتذى ونابهم وما نابهم فى سبيل مواقفهم نسال
الله ان يثبتهم على الحق
مقال يستحق الاشادة ، وربنا يشمل أهل السودان بعفوه ورعايته ويحفظ أرواحهم . التي تزهق بسبب حكومة البشير. يموتون بالحرب في دارفور والنيل الازرق ، والشرطة تقتل المتظاهرين وكذلك رجال الامن الخونة. وأخيرا صار اتحاد الطلاب يقتل زملائه الذين يجهرون بكلمة الحق ، وقد أهداهم البشير سيارات الكرولا الفارهة لسرعة الأداء واللحاق بهم أينما ذهبوا.
يا مولانا كان اخى ضابط شرطة سابق وحكى لى عن زمن كان فيه السودان جميلا وانسانه نبيلا والقضاء فيه محترم لدرجة القداسة وذكر اسماء قضاة كانت المهنة تفتخر بهم اداءا ومسلكا وخلقا ومن ضمنهم شخصكم الكريم واحمد الفاضل ازرق وغيركم من القضاء القضاة والان جاء قضاة الغفلة اشباه الرجال ولارجال اصحاب الذمم الخربة والضمائر غير النظيفة والنفوس غير الشريفة فراينا امثال مدثر الرشيد قاضى المؤتمر الوثنى وراينا القضاة المرتشين والفاسدين وعلى راسهم رئيس القضاء الاسبق قاضى النكاح جلال محمد عثمان اللص القذر وقريبا سنبلج فجر الحرية والانعتاق والعدالة وسيعود السودان جميلا نبيلا وليس ذلك على الله بعزيز.
في يوليو من عام 1952م اضدرت الحكومة قرارآ بزيادة سعر المياه للري في مشروعات الإعاشة في الشمالية.رفض المزارعون هذا القرار بإعتباره غير عادل.
وصل مفتش مركز مروي إلي بلدة الغابة.و في اليوم التالي وصلت قوة من بوليس الدبة للحماية.كان المزارعون تبعوا المفتش الإنجليزي و معه عبدالحميد العتباني المفتش الزراعي للمركز. و في الطريق لاقتهم القوة العسكرية.طلب الضابط من المزارعين أن يتفرقوا.لكنهم رفضوا التفرق.كان أن أصدر الضابط أمرآ للشاويش بإطلاق النار.رفض الشاويش تنفيذ الأمر و طالب الضابط بأمر كتابي.كان يرافق القوة يومها العمدة أحمد سعيد.إنتهر العمدة هذا الضابط و قال له :بأمر مين تضرب يا وليد!
هجم الثائرون علي أفراد القوة و أوسعوا أفرادها ضربآ و نزعوا منهم سلاحهم و إقتادوهم حيث سجنوهم داخل مكتب الزراعة.و كانت ثورة المزارعين في مشروع الغابة الزراعي و هي أول ثورة للمزارعين ضد الإنجليز في السودان.و الموضوع طويل آمل أن أجد فرصة لنشره.
قصدت أن أشير إلي الإحتكام إلي القانون يجنب الناس الفوضي و إهانة كرامة الإنسان.
حتى أن هناك قضاة كانوا يدخلون في حوار مباشر مع المتظاهرين وإقناعهم بفض التجمهر غير المشروع في سلام دون أن يسمحوا لعسكري بتلويح عصا في الهواء للمتظاهرين، وقد حدث ذلك من قضاة كثيرون في الخرطوم ومدن السودان الأخرى دون أن يأتي لهم ذكر كأبطال على لسان.
لقد كنت مشاركا في مظاهرة متجهة إلى جامعة الخرطوم وبالتحديد بالقرب من سان جيمس قضينا أكثر من نصف ساعة ونحن نجادل القاضي وهو يستمع إلينا بكل أدب وفي النهاية أقنعنا أن نرجع قافلين وبالفعل غيرنا مسارنا وواصلنا المظاهرة ومع وجود الشرطة لم يحدث شيء شكرا لك يا أستاذ لقد ذكرتنا زمنا ولى.
شكرا مولانا ربنا يثبتك على قول الحق وينصرك في الدارين على سرد التجربة السودانية السابقة فكثير من الناس وانا منهم ماكنت اعلم ان تاريخ السودان كانت فيها تجربة كهذا ، لكن ما اود قوله هو “حت الآن هناك عدد مقدرمن القضاة نزيهين لكن لا يترك لهم مجال الاستقلال التام ” وهذه مشكلة كبيرة -نحن منذ الطفولة حتى الان نشأنا على جو غائم ومغبر والمشكلة الثانية هي مشكلة الشعب نفسه حيث اصبح منافق لا يقول الحق مثلك ، تجدهم يلحثوا وراء جنيهات قليلة لا يسمن ولا يغني من جوع ويبيعون كل شئ حتى الشرف -اعوذ بالله نسأل الله السلامة في وطن كهذا.
اهو اسامه عبدالله قتل طلبة العيلفون وربما اشترك فى مقتل المرحوم ابن بلده محمد طه محمد احمد – كما تهامس به البعض وقتها – واﻵن وبكل قوة عين وصفاقه وضمير ﻻيعذبه ( غير الله ما فى زول يحاسبنا ) وهو ناس أن الله هو المنتقم الجبار لو كان بؤمن به وأن الله جلت قدرته سوف يقتص لهؤﻻء المغدورين وأهليهم ويأخذ لهم حقهم أخذ عزيز مقتدر .
الناس ديل موقفهم صعب لو تهاونوا مصيرهم الموت وكل الناس وحتي شعوب الجوار تعرف هذه الحقيقة فشعب السودان مصيره مجهول ؤسوف يذداد الامر تعقيدا وسوف يستمر بشة في الحكم فترة جديدة اذا لم يمت برصاصة قناص او طائشة . لا توجد بشائر خير قريبا . يموت الشعب كله ولا فرصة لكي يتنازل . هذا شي ترسخ في عقول ادني فرد من الشعب .
الله الله يا استاذ متي نعود الي دولة القانون و يكون الناس سواء امامه من اعلي مستوي الي ادناهم