ولاية النيل الازرق … لماذا حرمان النازحين من مساعدات قافلة السلام والمحبة ؟؟

بقلم /عبد الرحمن نور الدائم التوم
*منعت الأجهزة الأمنية بالنيل الأزرق صباح الخميس 26/11/2015م بسلطاتها الواسعة ونفوذها التي لا تحدها حدود ? منعت دخول قافلة السلام والمحبة الانسانية التي سيرتها منظمة { كلنا قيم } والتي قوامها {75} خمسة وسبعين كادرا طبيا وفنيا واداريا برئاسة الفنان التشكيلي والروائي المعروف ابن قيسان عصام عمر ابراهيم الشهير{ بعصام قيسان } من السودانين فقط لنازحي محليتي {قيسان وباو} الذين اخلوا مناطقهم و قراهم منتصف يوليو 2015م نتيجة تصاعد العمليات العسكرية ? واتخذوا مواقعهم في معسكرات معلومة لمفوضية العون الانساني بالولاية ومحددة جغرافيا في مدينتي الدمازين والروصيرص ?{{البان جديد /صالحة / الشهيد أفندي / العزازة والقري / شانشا / ود أفودي /حي قيسان بالروصيرص / المدينة 4 بمحلية ود الماحي }} وبالرغم من سلامة كافة الاجراءات الخاصة بالتصاديق والتصاريح وتسجيل المنظمة لدي الجهات الرسمية ومخاطبة المفوضية ووزارة الصحة بالولاية ومساعدتها في توفير كافة البيانات والاحصاءات والتي بموجبها تم تحديد الاحتياجات الفعلية للمحتاجين ? وبالرغم من الاتصالات المباشرة بالنازحين والجهات الرسمية من قبل المنظمات المحلية القاعدية والتي لعبت عناصرها دورا تنسيقيا مقدرا في اعداد وتجهيز اماكن استضافة اعضاء القافلة في مدينة التعلية السكنية وبيت الشباب بالروصيرص ومنزل احد الخيرين بالرياض و لقد ساهمت هذه الاتصالات في اشاعة اجواء من الارتياح النفسي والتفاؤل في الاوساط الشعبية ? التي استبشرت خيرا بالقافلة و ببرنامجها الانساني والطبي ? ولقد تهيأت واستعدت هذه الفئات لتلقي المساعدات الانسانية والعلاجات اللازمة لتخفيف معاناتهم الطويلة مع الامراض المختلفة ولكن بالرغم من كل هذا وذاك الا ان هذه الاجهزة اصرت علي موقفها الرافض لدخول القافلة الانسانية التي كانت علي متنها مساعدات انسانية من ادوية مختلفة ومتنوعة ومعينات مادية من كساء للاطفال …..الخ من المعينات الاخري بتكلفة قدرت بحوالي مليارين ونصف جنيه .
وعليكم ان تتصوروا مدي الصدمة المروعة التي اصيب بها هؤلاء الابرياء وحالة الاحباط والوجوم الذي خيم علي كل الوجوه بمجرد معرفتهم بتفاصيل المأساة وارغام واجبار القافلة للعودة الي الخرطوم قسرا صباح الخميس بعد انتظارطويل ليلة الاربعاء . وحرمانهم من كل هذه الخيرات و المساعدات الانسانية , وماتزال الاسئلة تحاصر كل الامكنة ومن كل الالسنة ولا أحد يملك اجابة واحدة مقنعة عن اسباب منع دخول هذه القافلة بعد وصولها الي مشارف الولاية ؟؟ ولماذا تركت لتكبد كل هذا المشاق ؟؟ وما هو ذنب هؤلاء المتطوعين من الاطباء والطبيبات والكوادر الفنية والادارية الذين منوا انفسهم بمساعدة هؤلاء الابرياء ولكن تم حرمانهم من هذا الشرف الباذخ ؟ وما هو المغزي من حرمان هؤلاء النازحين من هذه المساعدات التي فشلت وعجزت حكومة الولاية مؤسساتها المختلفة من توفيرها وتأمينها ولماذا الامعان والاصرارعلي هذا الازلال والاهانة؟؟
والجدير بالذكر ان جميع اعضاء القافلة الــ {75} امضوا ليلتهم داخل البصات حتي الصباح ولمدة اكثر من عشرة ساعات في انتظار السماح لهم لدخول أراضي النيل الازرق وكأنهم اجانب يودون دخول اراضي دولة اخري ? هذا الموقف الغريب لا يمكن تصور حدوثه علي الاطلاق حتي ولو في افلام الخيال ? ولا يعرف حتي اللحظة دواعي هذا القرار الذي حرم هؤلاء الابرياء من هذه المساعدات. ومدي علاقته بالدوائر الاتحادية والمركزية ؟؟
* و الأدهي والأمر في هذه الأزمة ان السيد الوالي الاستاذ حسين يس حمد كلف وزير الصحة المكلف الدكتورعبدالله موسي والمدير العام لوزارة الصحة السيد ابراهيم سعد بالتحرك الي البوابة الشمالية حيث احتجاز القافلة للاعتزار لاعضاء القافلة والسماح لهم بالدخول? وبالفعل تحركا فورا يحدوهم الأمل في الانفراج ولكن اصطدما بما لم يكن في حسبان ايا منهما ? حيث تم الاصرارعلي الموقف الرافض دون اي اعتبار لقرار السيد الوالي رئيس اللجنة الأمنية ? وازاء هذه الاهانة التي تعرض له سيادته وحفاظا لماء وجهه ونطالبه باتخاذ القرار التأريخي الصحيح والذي يتمثل في تقديم استقالتكم الان وقبل فوات الاوان.
عالبية اللاجئيين المذكورين في هذا الخبر هم من مجموعة (الانقسنا) التي تسكن مرتفعات الانقسنا وتحديدا الجزء الشرقي منها ومن ضمنها جبل (كيلقو) التي احتلت قمتها قوة من الحركة الشعبية في ابريل 2015 ابان الانتخابات وعندما فشلت ثلاثة او اربعة تجريدات عسكرية من اجلاء تلك القوة اصدر الجيش قراره بجلاء مواطني تلك المنطقة جبرا وترحيلهم شمالا بحجة انهم يشكلون عونا للمتمردين وتم التهجير القسري في مايو/يونيو 2015 وبعد الابعاد حاول الجيش اجلاء تلك المجموعة التي تحتل قمة جبل كيلقو عدة مرات وفشلت حتي اليوم ويعود سبب رفض مساعدة المهجرين جبرا لذلك السبب استمرارا لسياسة (الاجتثاث العرقي) لمجموعة الانقسنا . اما الوالي واعوانه من الوزراء والمستشارين والمعتمدين فهم قطع شطرنج ولا يستطيعون حتي الاستقالة والا الحقوا بالمتمردين والحكم عليهم بالاعدام وبالواضح (ما قادرين يخارجو رقبتهم من الورطة).