جنوب السودان يتطلع إلى عهد جديد بمشاركة أعداء الأمس

حافظ عبد الماجد الأمين
إس دي نيوز
وكالات: أعلنت حكومة جنوب السودان يوم الخميس انها تتوقع عودة ريبيكا نياندنج زوجة الزعيم المؤسس للحركة الشعبية لتحرير السودان (SPLM) جون قرنق دي مابيور، بعد قضاءها ما يقارب العامين في المنفى، حيث غادرت البلاد في ديسمبر 2013 إثر احتداد الجدل الداخلي في جوبا حول الإصلاحات الديمقراطية المطلوبة لنظام إدارة الدولة ورافقها في هذه المغادرة أربعة مسؤولون بارزون آخرون كانوا قد أعلنوا تقديم مرشحين منافسين للرئيس سلفا كير في الانتخابات الرئاسية التي كان من المقرر اجراؤها هذا العام، إلا أن تلك النوايا بالترشيح تحولت إلى أحداث عنف دامية عندما اتهم الرئيس سلفا كير بعض زملائه الذين يريدون منافسته بالتخطيط لإقصائه عن السلطة بطرق غير دستورية، بما في ذلك استخدام السلاح. وألقى كير باللائمة على نائبه السابق في الحركة الشعبية ونائب في الحكومة، رياك مشار، بتدبير تلك المؤامرة “غير الدستورية”، إلا أن رياك مشار نفى ذلك الاتهام ورده إلى الرئيس سالفا كير قائلا بأنه يستخدم العنف لإسكات خصومه ومنافسيه السياسيين، ودشن هذا الحدث لانتشار الحرب واعمال العنف ضد مواقع الحكومة في عدة مدن وأماكن استراتيجية أخرى من خلال قوات معارضة مسلحة يقودها مشار.
واتخذت ربيكا قرنق موقفا نائيا عن هذه الاحداث الدامية على الرغم من مشاركة ابنها مابيور قرنق برتبة عسكرية مع قوات المعارضة المسلحة التي يقودها مشار، ولكن سبق لربيكا أن اتهمت اعلاميا الرئيس سالفا كير بالدكتاتورية وتسببه في ذبح الآلاف من أعضاء الجماعات المنتمين لعرقية النوير في جوبا، الأمر الذي أثار ضجة كبيرة وقدم دعما معنويا لقوات مشار المعارضة.
وإزاء ذلك، قال وزير الاعلام في جنوب السودان مايكل ماكوي للصحفيين يوم الخميس (26/11) أن الحكومة تتوقع عودة مجموعة مقدرة من المعتقلين السابقين إلى البلاد في صحبة ربيكا نياندنج قرنق والتي تأجلت عن يوم الخميس بسبب عدم اكتمال اجراءات سفرهم التي تتولاها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) لأن العائدين ليس جميعهم في مكان واحد وانما متفرقون بين كمبالا ونيروبي وأديس أبابا، ولكن الوزير عاد وقال انه يتوقع وصولهم إلى جوبا هذا اليوم الجمعة، وأوضح المتحدث أن الحكومة ستتولى مسؤولية توفير التنقل والإقامة الداخلية والأمن أثناء وجود المجموع في البلاد.
العائدون في صحبة ربيكا:
مادوت بيار ييل، وزير للاتصالات السلكية واللاسلكية والخدمات البريدية السابق، ماجاك أكوت، نائب وزير الدفاع السابق، دينق ألور، وزير شؤون مجلس الوزراء السابق، جون لوك جوك ، وزير العدل السابق، كوستي مانيبي وزير المالية السابق، ربيكا نياندينق دي مابيور، المستشار السابق في رئاسة الحكومة، اوياي دينق أجاك، الوزير السابق للأمن القومي، سيرينو هيتنج، الوزير السابق للشباب ، شول تونغ ماياي، الحاكم السابق لدولة البحيرات، قير تشوانغ أليونغ، وزير النقل والطرق والجسور السابق .
وكانت هذه المجموعة قد اتهمت بالمشاركة في مؤامرة انقلابية مزعومة ضد الحكم وتم اعتقال أعضاءها في جوبا عدة أشهر وأفرج عنهم بوساطة من الرئيس الكيني لكي يتمكنوا من المشاركة في مفاوضات السلام التي جرت بين القوات المعارضة وحكومة جنوب السودان برعاية منظمة الايقاد.
وسوف تشارك المجموعة في الاجتماع الأول لمكتب الرصد والتقييم المشترك لاتفاق السلام المقرر عقده في وقت لاحق من الاسبوع بجوبا. ولم ترد حتى الآن أنباء عن كبير المعتقلين السابقين، باقان أموم، وتاريخ عودته إلى جوبا.