تقرير حول محاكمة مبارك – رؤية سودانية

تقرير حول محاكمة مبارك – رؤية سودانية
محمد محمد عثمان
[email][email protected][/email]
عله يكون عبرة لما تبقى من فراعنة
فرعون مصر من نعيم القصور الى غياهب السجون
الخرطوم: محمد محمد عثمان
لم يكن السيد محمد حسنى مبارك يتصور قط , وهو يفكر فى الاستيلاء على السلطة فى مصر من خلال حادثة المنصة الشهيرة , ان يكون مصيره كالذى وصل اليه الان . فمبارك تم نقله من مقر المحكمة بواسطة عربات شرطة مصفحة ومحاطة بالسياج الى سجن “طره” الشهير ليقضى بقية ايام عمره بين جدران احدى زنزاناتها تنفيذا للحكم الصادر بحقه بواسطة القاضى احمد رفعت الذى دخل التأريخ من اوسع ابوابه كونه اول قاض يقوم بالحكم على رئيس فى دولة من دول العالم الثالث بالسجن المؤبد بعد ان اطيح بثورة شعبية. وحظيت محاكمة مبارك التى وصفت “بمحاكمة القرن” بتغطية اعلامية غير مسبوقة ووفرت مادة اعلامية ثرة للقنوات الفضائية ووكالات الانباء , حيث غطى الحدث 12 كاميرا و6 مخرجين و13 مصورا و14 فضائية لنقل النطق بالحكم. بجانب ان 14 محطة وقناة فضائية اشترت حقوق البث المباشر للجلسة. و ظهر مبارك مكسورا وذليلا على عكس المرات الفائتة , بالرغم من محاولات نجليه علاء وجمال تغطية جسده الملقى على مقعد طبى من عدسة المصورين . وقد بلغ عدد جلسات المحاكمة 49 جلسة وعدد ساعاتها 205 ساعة بدأت من 3يناير 2012 وحتى 22 فبراير 2012 بما يقرب من شهرين متواليين, فيما بلغت صفحات الجلسات أكثر من 700 صفحة بينما بلغ عدد المستندات والمذكرات ما يتجاوز 60 ألف صفحة.
ومع تباين ردود افعال الشعب المصرى بعد اطلاق الحكم مابين رافض عاد لميدان التحرير مرة اخرى ومؤيد يرى ان حكم المؤبد خير جزاء له , الا ان الخرطوم ظلت كعادتها هادئة خلال الاحداث الكبرى التى تحيط بها , وهى تقاوم ارتفاع درجات الحرارة والاتربة المتصاعدة فى السماء , الا ان عددا من المواطنين الذين تحدثوا (للمجهر) ابدوا سعادة كبيرة بالحكم الصادر على رئيس مصر السابق. فسائق عربة الامجاد ابراهيم عبد الرحمن يقول “لقد تابعت محاكمة حسنى مبارك خلال جلسات عديدة وارى ان الحكم الذى صدر بحقه معقول وهو يستاهل ماجرى له. واتمنى ان يتعظ بقية الحكام العرب والافارقة لما جرى لمبارك الذى عذب شعبه شديد العذاب”. اما زهرة ابراهيم بائعة الشاى فتقول: “كنت اتمنى ان يعدم مبارك ليكون قدوة لبقية الرؤوساء.. مافعله مبارك عن المصريين وما سمعته عنه يقول ان رئيس صعب وفاسد وكان من الافضل ان يتم اعدامه بعد ان قتل الناس المتظاهرين فى ميدان التحرير”. اما عبد العزيز على الذى يعمل فى مجال الاعمال الحرة فيرى ان ” مبارك لايستحق ان يحكم عليه بالمؤبد لان عمره كبير وحالته الصحية غير جدية.. وكان من الافضل ان يتم سجنه لبضعة سنوات ثم يطلق سراحه لان الاسلام يحضنا على ان نرحم بالعاجزين.. ومع ذلك فاننى ارى ان الحكام العرب يجب ان يتعظوا مما حدث له ويحكموا شعوبهم بالعدل ويوفروا لهم سبل الحياة الكريمة”.
قانونيا يرى استاذ القانون الدستور وعميد كلية الاقتصاد بجامعة جوبا السابق الدكتور بركات موسى الحواتى ان ” حكم السجن المؤبد الذى صدر بحق رئيس مصر السابق عادل ومقبول وفقا لحيثيات القضية التى اوردها القاضى”. وقال الحواتى الذى كان يتحدث (للمجهر) خلال اتصال هاتفى يوم امس “كنت متابعا للقضية منذ بدايتها باعتبارها من القضايا التأريخية والتى نسميها كسابقة قضائية باعتبار مبارك رئيسا لدولة تم عزله بواسطة ثورة شعبية .. واعتقد ان القاضى كان منصفا لانه كان يحكم قضية ذات شقين سياسى وجنائى.. ولقد راعى القاضى الوضع السياسى فى مصر وانحاز للمواطنين”. وتابع قائلا: “بالنسبة للذين كانوا ينادون باعدام مبارك كانوا عاطفيين اكثر من اللازم , فمثل هذه القضايا يصعب جدا اثبات تهمة القتل العمد لتشابك القضية , ولذا فاننى لم اتوقع ابتداءا ان يتم الحكم باعدامه.. ولكننى كخبير قانونى غير راضى عن حكم البراءة الصادر بحق بنجليه وبقية المعاونين لأنهم يستحقون على الاقل سنوات داخل السجون لارتكابهم جرائم كثيرة”.
واتسمت علاقة الحكومة السودانية بنظيرتها المصرية خلال حقبة مبارك بالتوتر الشديد , والعداء المبطن خاصة فى اعقاب المحاولة الفاشلة لاغتيال مبارك فى اديس ابابا واتهام اسلاميين بالضلوع فيها. واخر مرة زار فيها الخرطوم , كانت قبيل اجراء الاستفتاء حول مصير جنوب السودان , عندما هبط فى المطار العسكرى بمنطقة وادى سيدنا , فى وقت كانت فيه وسائل الاعلام تنتظر طائرته فى مطار الخرطوم , والتقى الرئيس البشير وسط ترتيبات امنية غير مسبوقة , ومكث لساعات قبل ان يغادر الى جوبا. وتقول كثير من الدوائر الدبلوماسية ان مصر مبارك لم تفعل كل مافى وسعها لمساعدة الحكومة السودانية فى مواجهة قضية محكمة الجنايات الدولية التى اتهمت البشير وعددا من القيادات فى الحكومة بارتكاب جرائم فى دارفور , واضافت تلك الدوائر ان مصر لم تستخدم نفوذها وعلاقاتها القوية مع دول الغرب والولايات المتحدة الامريكية من اجل مواجهة هذا الملف. وكان لافتا ان الخرطوم تنفست الصعداء وابدت ارتياحا كبيرا عندما ثار المصريون ضد مبارك وخلعوه من الحكم , وربما ذات من فرحتها عندما تم الحكم عليه بالسجن المؤبد واغلاق اى احتمال لعودته الى الحكم الى الابد وربما الانتقام منها.وفى هذا الصدد يقول القيادى فى حزب المؤتمر الوطنى ? الحاكم الدكتور ربيع عبد العاطى ان “الحكم الذى صدر فى حق مبارك معقول جدا وهو تتويج للثورة المصرية وبداية جديدة للمصريين”. ومضى عبد العاطى يقول: “الاهم فى محاكمة مبارك انها اثبتت ان مصر فى الاتجاه الصحيح وان القضاء فيها مازال نزيها .. واعتقد ان هذا سمهد لعلاقات جيدة بين الخرطوم والقاهرة خلال الفترة المقبلة”. وعلى عكس ارتياح الاسلاميون فى الحكم فى السودان , ابدى الطرف الاخر من الاسلاميون فى المعارضة امتعاضا من قرار القاضى رفعت بالمؤبد لحسنى مبارك. ووصف القيادى بحزب المؤتمر الشعبى كمال عمر قرار القاضى “بالبائس وانه لايتناسب مع الجرائم التى ارتكبها مبارك”. ومضى القيادى فى الحزب الذى يتزعمه الدكتور حسن الترابى الذى يجد الحظ الاكبر من العداء من نظام حسنى مبارك يقول: “من الواضح جدا القضاء المصرى مازال اسيرا للمجلس العسكرى الحاكم والذى هو من بقايا نظام مبارك.. كنت اتوقع ان يتم الحكم بالاعدام على مبارك لانه كان وراء جرائم القتل التى وقعت للمتظاهرين فى ميدان التحرير”. واوضح عمر الذى كان يتحدث (للمجهر) عبر الهاتف يوم امس ” الان يجب على المصريين ان ينتخبوا مرشح الاخوان المسلمين محمد مرسى لو ارادوا انقاذ ثورتهم.. من الواضح ان مصر مازالت تعيش ازمة طويلة , ولو جاء احمد شفيق رئيسا لمصر فانها سيعيدها الى عهد مبارك لامحالة”.
عموما , فان الحال الذى وصل اليه “فرعون مصر” الذى كان له سطوة عالية وصوت عالى وحياة باذخة وهو الان فى داخل احدى الغرف فى احدى السجون التى كان يسجن فيها معارضيه , هذا فضلا عن غيره من الحكام العرب الذين تم اسقاطهم بواسطة ثورات شعبية فى بلادهم , ربما يكونوا عظة وعبرة لغيرهم من الحكام فى بعض الدول الذين يعتقدون ان الملك باق لهم للابد, وما اكثرهم!
المجهر السياسى
قال كمال عمر …”” الان يجب على المصريين ان ينتخبوا مرشح الاخوان المسلمين محمد مرسى لو ارادوا انقاذ ثورتهم..”
قلنا ليكم الناس ديل كلهم أحمد و حاج أحمد، مؤتمر وطني و اللا شعبي و اللا جبهة اسلامية و اللا …و اللا… واللا..كله من أجل قهر الناس باسم الدين. صحيح المصريون أمام خيار صعب و هو الفلول و اللا الاخوان. هم جربوا سوء حكم الفلول، لكنهم لم يجربوا حكم الاخوان و السلفيين و الدولة الدينية، خاصة و أن فصيلة دم الإخوان المسلمين المصريين هي نفس فصيلة دم المؤتمرجية الفي السودان. مصر فينيتوووو بكا اسف.