على هامش مؤتمر أديس: المرفعِين قال : أكّدوا لَيْ خَبَر السّرْحة!

فضيلي جماع

سعدت بما اكتظ به بريدي الإليكتروني وما وصلني في صفحتي على موقع فيس بوك من رسائل. والشكر لقراء مقالي في صحيفة (الراكوبة) الغراء حول الجولة العاشرة للمحدثات بأديس أبابا. لقد أسهمت كلماتهم في شد الحيل في زمن الإحباط وسقوط الأقنعة. ولأنّ الوقت الجاد إبان المؤتمر كانت تتخلله بعض الاستراحات والقفشات في أروقة (ماريوت هوتيل) أو حين نعود لمقر السكن، فإنّ من حق قرائنا أن يقفوا على بعض منها.

في لقاء عابر مع عضو وفد الحكومة الدكتور حمدي ? وهو من أقاربي- وبعض الإخوة الصحافيين ، كنت أنقر على أنّ شعبنا ينتظر البشارة بنجاح المحادثات وأننا يجب أن نأخذ بحكمة المرفعين (الذئب) الذي حين سمع أن أهل الحي يختصمون فيما إذا كانوا سيقدمون له وجبة الفطور أولاً أم إنه ينبغي أن يرعى الغنم ثم يعود من بعدئذ ويتناول وجبته. قال الذئب : خليهم يؤكدوا لي خبر السرحة !!

شاعت هذه الطرفة بين الكثيرين. وفي إحدى جلسات وفد الحركة الشعبية والخبراء كان الرفيق ياسر عرمان ينتظر الإفادات والتعليقات المختلفة حين دخلت الطرفة مرة أخرى وبنسخة النيل الأزرق هذه المرة. قال الأستاذ يوسف : أن ّأهل الحي أحصوا الغنم مرتين فكانت مائة لكن المرفعين أصر في كل مرة أنها 99 ..لأنّ التيس اب عيوناً حُمُر سوف يشرد أثناء السرحة (الرعي)! ظل الأستاذ ياسر في كل مرة يذكّرنا أنّ عدد الغنم مائة وليس 99 وأننا يجب أن تكون أعيننا صاحية حتى لا يشرد التيس أب عيوناً حُمُر !

تربية النضال .. ونعم التربية:
جمعتني الأيام السبعة بإخوة وأخوات تمنيت لو أنني لم أفارقهم أبداً. بعض أولئك تشرفت بمعرفتهم لأول مرة. ولما انتهت الجولة كنت أحسبني قد عرفتهم لسنين طويلة. جلست لساعات مع من حملوا السلاح مدافعين عن شرف وكرامة هذا التراب. تأكد لي تماماً أنّ الحركة الشعبية لتحرير السودان تيار عبر حاجز المكان واللون والعنصر والدين في حاضرنا السياسي والثقافي والاجتماعي. كان الإخوة: آدم كرشوم ? من رجل الفولة والتجاني تيما من جبال النوبة ويوسف من عرب الدمازين وحسان من جنوب النيل الأزرق لا يفرق بينهم إلا النوم. جلست إلى عمار آمون وهو يحدثني عن نشاط المجتمع المدني والعناية بالتربية والتعليم في عاصمة الصمود كاودة وضواحيها. وكيف أنّ الناس يمارسون حياتهم كما لو أن شيئاً لم يحدث. صار الأطفال يفرقون بين صوت الأنتينوف والميج.. ومتى سقطت الدانات والبراميل المتفجرة خرجوا من المنازل ومن الكهوف يلهون ويلعبون ! كانوا بهذا يعلنون للقتلة في الخرطوم أن ليس بمقدور كائن من كان أن يسرق حقهم في أن يكونوا بشرا أحراراً في ترابهم. وجلست طويلاً للمناضلات: بثينة دينار (من جبال النوبة ? زوجها من المسيرية) واشراقة احمد من النيل الأزرق ونعمات آدم من النيل الأبيض (من عرب الصبحة وحفيدة الأمير أب قرجة). كن يمثلن المرأة السودانية في أرقى مقام: أدب وحشمة واحترام للنفس زانها انضباط النضال رفعة. تأكد لي وأنا أستمع لقصص وتضحيات النضال أنّ الحركة الشعبية كتيار وعي في حياتنا ارتفع بعالم المرأة السودانية درجات. إن أي مجتمع يشبع جلد المرأة بالسياط وتقتصر أدبيات فقهه على الحط من كرامة المرأة ونقصان حقها في المساواة هو مجتمع وصل في انحطاطه إلى أسفل سافلين! ونظام الخرطوم أسوأ مثال لما أعني!

الخبراء .. جاءوا ليقولوا: الوطن أولاً:
الأساتذة: احمد كوريا ومهدي داود الخليفة (حزب الأمة -الجبهة الثورية) والأستاذ الصحفي عبد الوهاب همت وأحمد بيرق وزينب كباشي (الشرق) وكاتب هذه السطور ومنعم الجاك (مجتمع مدني) وخالد سلك (حزب المؤتمر السوداني) ما جاءوا للنزهة. كانوا يسهرون الساعات الطوال لقراءة مقترحات الآلية الأفريقية ثم يدلون بدلوهم. لم تحجب عنهم الحركة الشعبية معلومة واحدة فهم جاءوا ليسدوا لها النصح. كانوا مع وفدها ليل نهار.

وأخيراً..
علمت أنّ أحد صبية صحافة النظام وصفني بأني قد بلغت السبعين!! وأنني وآخرين جئنا لنعطي الأفكار للأستاذ ياسر عرمان! لن أقف كثيرا عند مسألة العمر لكني أود فقط أن أقول لصحفي زمن الغيبوبة أن شقيقي الذي يكبرني بأربع سنوات ? وهو خبير سابق بالأمم المتحدة- لم يبلغ السبعين بعد. من الأفضل أن يتحرى الصدق حتى لا يكتب عند الله كذاباً. لك الله يا مهنة النكد حين كان على رأسك رجال ترفع أقلامهم أعمدة التقدم في بلادنا من أمثال العتباني وبشير محمد سعيد ومحجوب عثمان. وأطال الله أعمار من عاصروا تلك الحقبة من أمثال محجوب محمد صالح ونفعنا الله بأقلام تنافح في عز الهجير من أمثال فيصل محمد صالح وزهير السراج وعيسى الحلو وآمال عباس وأمل هباني وآخرين! وأزيد بأن احترامي للأخ ياسر سعيد عرمان تضاعف وأنا أستمع إليه وأراه يقود وفده المفاوض بحنكة يحسد عليها. لقد كان عرمان واحمد سعيد وعمار آمون وبثينة دينار خبرة ليست بحاجة لمثلي ليعطيهم النصح والمشورة. لكني أعيد ما بدأت من أنّ الحركة الشعبية تيار وعي في حاضرنا السياسي والثقافي .. وهي إضافة لإرثنا النضالي بكل ما تعني الكلمة.
وبيننا الأيام.

فضيلي جمّاع
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. “…..من الأفضل أن يتحرى الصدق حتى لا يكتب عند الله كذاباً..”. إطمئن يا أستاذ فجماعة المؤتمر الوثني و طبَالوهم قد سبق و أن كتبوا عند الله كذابين، و لماذا نذهب بعيداً، فهم مكتوبون عندنا نحن البشر كذابين، فما بالك عند من يعلم خغئنة الأنفس و ما تخفي الصدور؟

  2. الملاحظ دائما فى مجتمعنا نعظم الأشخاص والبعض يقلل من شأنهم ودون شك أهمية الأشخاص لهم ميزتهم الخاصة فى خلق التوازن ( البيئى ) الفكرى وبما تلهج به ألسنتهم من افكار ورؤى /ولكن الأستاذ / فضيلى جماع ذكر نقطة فى غاية الأهمية وهى هنا منقولة بالنص :

    لكني أعيد ما بدأت من أنّ الحركة الشعبية تيار وعي في حاضرنا السياسي والثقافي ..

    فجيب أن لا نركز على الأشخاص بمرجعياتهم المختلفة ولكن أنظروا لهذه الأفكار التى تشكل ميزان فى توازن المعادلة التى تمثل الكم والإرث الثقافى لجموع الشعب فالأشخاص ماضون وهناك من ينقر على أيكونة ( الشخص)وليخرج لنا مساوئه إن كانت فيه أو لم تكن وهناك من ينقر عليها ليخرج محاسنه فيجب الجميع أن يعمق النظر ويتجاوز الأشخاص وأمجادها لغيات آنية تنافسية لا تحمل إلا رؤى ضيقة متحوره فى الآن والزمان ولا تمت للوطنية ومستقبل الأمة بصلة

    النظر لمن قال/ دون النظر لما قال/ هذه هى مشكلتنا الجميع سيذهب جفاء ويبقى ما ينفع الناس

    التيار الثقافى الذى أشار إليه الأستاذ / فضيلى هو إرث باقى بوجود هؤلاء أو بغيرهم وفى كل مرة سيخرخ لنا من يحمل ويحمى هذا التيار فهل نحارب شعبنا ونحارب أنفسنا على مر القرون والعقود/ ودون ان نجد تمازج يصلح حال هذا البلد / فإلتقاء التيارات التى تملأ سماء بلادنا السياسى ستصنع وطن قوى مؤثر فى الكرة الأرضية متى ما إلتقت ستشكل وطن يحمى ويحتمى فيه الجميع

  3. اكثر ما يخشاه النظام هو فكر ووعي الحركة الشعبية فهو المنافس الحقيقي في كل شيء ووجوده سيحدث حراكا حقيقيا لذلك ينبح الكلب خوفا على ذنبه..!!..

  4. يا استاذ فضيلي ما كان تجيب سيرة صبية صحافة النظام لانك اكرمته بذكرك اياه وكان مقالك سيكون اجمل بدونه فهو الان في طرب لانك ذكرته وهو يدري انه نكره.

  5. واصل سعيك … واصل واصل
    واصل سيرك
    كان ما كنت الزين ود حامد كان حا يكونك واحد غيرك
    في فضاء فالك يا انسان
    نسمة تقولك في الامكان
    ابدع واحسن من ما كان

  6. السودان والسودانيين لا يمكن ان يعيشوا فى امن وامان طالما هذه الوجوه العكرة تراوغ لكي تنعم من المنظمات اليهودية وتنفذ الاجندة الاجنبية

  7. الكل يقاتل من اجل السلطة الحكومة للحفاظ علي الكرسي وغنائمه والمعارضة من اجل السلطة ولكنها تلبس ثياب حقوق المواطن المغلوب علي امره . حكومة سيئة ومعارضة سيئة وبينهما يضيع الوطن والحرب لا منتصر فيها ولن تحل المشكلة لا الحكومة قادرة علي انهاء المعارضة ولا المعارضة قادرة علي الوصول للحكم عن طريق السلاح وكان الله في عون محمد احمد الغلبان .

  8. حقا نحن فى حاجة لمرفعين يؤكدوا له زمن السرحة ﻷنها جرادة فى يده وليس سرب طائر فى الجو كالوليمة التى يعدونه بها . حقا نحن فى حاجة ماسة لفعل ﻻ مواعيد وتصريحات وتناقضات .. وإﻻ سينقض مرفعين الشعب المكبوت فيقضى على ال99 الباقية او المتبقية بعد التيس اﻷحمر

  9. لله درك يافضيلي جماع قمة في كل شي راايع رااايع (المرفعين والسرحة) التيس ابو عيون حمر ههههههه ههههههاااي لكن الهوان ده جيهتو جيهة كفاية عليه .. هناك القاب كثيرة لاخوان الشيطان ( الحاج ساطور- ابوعفين – ابوقرضمة – والتيس ابوعيون حمر هههههههااي والله ده اسم مطابق في كل شي ) لبلبة في الفاضي وعنجهة …… ياجماعة عرفتو التيس ابو عيون حمر ( صاحب مؤسسة تعليمية كبيرة استحوذ علي كل الميادين والساحات في الاحياء محاور يجيد اللبلبة كان في الدوحة والان في اديس ياله من تيس لبلاب

  10. أستاذنا فضيلي لك آلاف التحايا وأنت تساند رفقاء النضال والتحرر من أخوان ياسر عرمان …..لقد زينت جيدنا بعقد من الماس ونحن نقرأ ونرى صورك في سوح النضال التي نحلم بأن تكون أنت أحد مشاعلها التي لا تنطفئ……مرة أخرى لك التحية يا أيها الثائر الحبيب إلى نفوسنا

  11. تقول انك لم تبلغ ال 70 لنقل ال 50فهل انت مقتنع بي عرمان ؟عرمان واهم ان كان يظن سيكون له دور في مستقبل السودان

  12. شكراً الاستاذ الجميل فضيلي جماع ..جهرك بالحقيقة هو ما يغيظهم ..نعم ان فكر الحركة الشعبية سيظل مصدر تنوير للوعي .. باذن الله .. وسيدرك الجميع بان الفكر المستنير سيعم الجميع ..وسيظل الجميع يبشر بالسودانوية..بعد عودة الوعي المستلب..

  13. و حتّى في أعزّ ساعات النضال هناك ساعة بعد ساعة.

    وهي أيضاً ساعة لا تقلّ جديّةً عن أختها.

    حيّيتم يا أستاذ فضيلي و حيّاكم الغمام.

  14. أهنئك على تواضعك وادبك في تحديد الدور المناط بك في ذلك التفاوض فالواقع ان وفد الحركة يفاوض بطريقة ممتازةارعب ذكاؤها الوفد الحكومي وجعله يضع ذيله بين خلفيتيه ويهرب من مائدة المفاوضات.دورك اكبر مما صور ادبك وتواضعك-انه دور تاريخي في مناصرة الحق والانحياز اليه وتحبيب الناس فيه.انه دور مكلل بالغار

  15. استاذنا جماع
    اطال الله في عمرك رغم كبر سنك.
    اقرا لك كتير واعجب بكتاباتك . لكن حتي انت تطبل مثل الكتاب الاخرين. احترم عمرك واحترم القراء يا راجل. مقالك فيه تطبيل وتضليل. الجبهة الثورية فيها خلافات حادة الكل عارفها وانت سكت عليها كما يسكت غيرك. في خلاف في اسلوب التكتيك وفي تواصل حرب الدمار اللي خربت البلد وخاصة جبال النوبة ودارفور والنيل الازرق, وفي تولي المناصب وفي الفلوس. سكت انت عن هذا وطبلت كتير. ليس كل زول موجود في اديس هو مناضل او ممثل لحزب مناضل. الحكومة برضة بترسل عيونها الي هناك.
    .كتبت في مقالك ان المدعو احمد بيرق وزينب كباشي يمثلون الشرق. بذس الشرق اللي يمثله امثال هؤلاء
    المدعو احمد بيرق متواجد بالسفارة السودانية في القاهرة اكثر من تواجده في ميدان القتال.
    المدعوة زينب كباشي لم يشهد لها نضال ضد الحكومة. هي مغرمةبالصور وبالديكورات والزينة واللبسات والكريمات اكثر من عطاؤها السياسي. فهي لا مناضلة ولا شي..جائت وقالت تمثل الشرق في الجبهة الثورية. فجاء تصريح قوي كشف المستور للاستاذ المناضل سيد ابو امنة نفي فيه اي علاقة للجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة،بزينب كباشي ,واعلن المناضل فصلها عن كل مناصبها في الجبهة الشعبية. فلماذا تتطبلون لامثال ناس زينب وبيرق العميل؟ قلت كانوا يسهرون الساعات الطوال للدراسة ما شاء الله علي الدراسة دي. قضيتنا ضايعة لو كان امثال هؤلاء هم الذين يخططون لها
    . اخوانكم في قيادة الجبهة الثورية في حاجة للنقد والراي السديد وليس للتطبيل. النقد نافع حتي لو كان موجع حدثوهم عن ثورة اكتوبر وابريل وعن هبة سبتمبر وعن قدرة الشعب للاطاحة بالنظام عندما تتهيأ الظروف.

  16. يا أستاذ فضيلي تحياتي، با سيدي المرفعين اكل كل الغنم وفات منذ عشرات السنين ولم يجد احدا محتجا أو مقاتلا مناضلا وحتي هذا الاجتماع لا أظن انه اتي بجديد والدليل ان حتي ارسال المساعدات الإنسانية وجد تعنتا وعدم اتفاق منها الجانبين، مسكين السودان يا سيدي وقول يا لطيف وصار الامل ضعيف في هؤلاء وهؤلاء.

  17. * لك تحياتى و تقديرى, أخى فضيلى احد ابناء الوطن الشرفاء.
    * و برجاء ان تداوم على “الكتابه”, فهى تبقى على الامل حيا و قويا إن شاء الله,,
    ++ لكين يا أخى, قطعان “ابوالعفين” كلها حردت البلد بدرى!..فضل “ابو العفين” واحد بس, وده ذاتو قالوا “طردوه من السرحه!” من زمان!, الله إستر ما يكون تلب عندكم!..أصله لايوق, ما بتحلحل من الرقبه!!

  18. نقول لك الحكمة التي كان يرددها الحبيب جوغان طيب الله ثراه:

    الذبابة يمكنها ان تلسع جوادا اصيلا
    ولكنها ستبقى ذبابة…..ويبقى الجواد اصيل

    فلا يضير ايها الاستاذ الجليل فضيلي جماع ان يصفك أحد صبية صحافة النظام بما ليس فيك.
    تحياتي وتقديري واحترامي لك ولقلمك

  19. مشاكل السودان ليست عصية على الحل لولا محكمة الجنايات الدولية التى كبلت أهل الانقاذ من ايجاد حل للقضية وكذلك أهل الفساد من الانقاذيين الذين أعمتهم التخمة من التمادى فى الظلم فلك الله يا بلادى .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..