أخبار السودان

رسالة خاصة – لو سمحتم:.. أقول للأهل هذه المرة…..

فضيلي جمّاع

ما كنت أحسب أن الانطباعات التي نشرتها في بعض المواقع الإليكترونية وفي صفحتي بفيس بوك حول مؤتمر أديس أبابا تجد هذا القبول من القراء. أقول ذلك دون ادعاء لتواضع زائف. لكن ما لفت انتباهي ? وهو موضوع هذه الخاطرة- شحذ النظام عبر قنواته الصحفية وعبر الأسافير لمداه الصفراء مستخدماً سلاح القبلية والجهوية لخلق معركة في غير معترك. كانت حيلة النظام وأعوانه إثارة أبناء المنطقة بحسبان أنّ ابنكم فلان الذي تنتظرون منه خيراً قد انضم لصفوف حركة المتمردين- تحديداً الحركة الشعبية لتحرير السودان! وبقدر ما اكتظ بريدي وما يزال برسائل الخيرين والخيرات من أبناء السودان في الداخل وفي المهجر- تشجيعا ومؤازرة – كانت الرسائل المغرضة على قلتها وتفاهة ما تحويه تصب في الوازع الجهوي والقبلي. وازدحمت مجموعات الواتساب باللغط حيث الضرب من بعضهم على طبول القبيلة ونحاسها.

وبقراءة هادئة وعقلانية نقول إنّ هدف منسوبي النظام كان معركة الوازع العرقي والتي سيخسرها النظام في كل أنحاء السودان طال الزمان أم قصر. وفي المنطقة التي رأيت الشمس والقمر فيها أول مرة ? وبالتحديد الجغرافي منطقة المسيرية ? يريد كاتب هذه السطور أن يبشر نظام (داعش بالوكالة) أنّ شمسه في طريقها للزوال بل وفي السودان كله.. وأنّ خوض أبناء تلك المنطقة للحروب بالوكالة يشهد آخر حلقاته القذرة. هنالك جيل جديد من الشباب والشابات ? يسعدني أنّ كثيرين منهم ممن لا أعرفهم بالاسم- يشرفونني دائماً بالتواصل عبر الهاتف والوسائل الإليكترونية واضعين نصب أعينهم صورة باهرة لوطنٍ آخر خلواً من التعصب للون والعنصر والدين. هؤلاء هم بشارتي وأنا فخور بهم/ن.

أرجو أن يسمح لي قراء هذه الخاطرة – والتي وجدتني مضطراً لكتابتها كرسالة للأهل ? أن أقول الآتي لمواطنين سودانيين ما عرفوا طريقاً للراحة مذ عملت حكومات المركز على مختلف أنواعها ? وهذا النظام على وجه الخصوص على تحريك الوازع القبلي هناك حيث يخلق لهم هذا الحراك مليشيات قبلية تخوض لهم حروبهم القذرة بالوكالة! لقد عمل نظام الانقاذ على استنفار روح الحرب والكراهية بين القبائل في تلك المنطقة في مجتمع رعوي يظل الإنسان فيه موزّعاً في هموم الترحال من موضع لآخر على ظهر الدواب خلواً من الخدمات الأساسية وعلى رأسها التعليم والدواء. وكيف يتسنى لإنسان عالق على ظهر دابة طيلة أشهر السنة أن يجد مكانه في عصر الإنترنت والفيمتو سكند؟

ولعلّ هذا النظام ? وقد انفصل الجنوب- لم يجد وازعاً للحروب التي يعيش على جثث ضحاياها سوى إشعالها في الحزام الرعوي الممتد من قبيلة سليم العريقة جنوب النيل الأبيض وانتهاء بالهبانية والتعايشة في رهيد البردي وحفرة النحاس. قامت حروب وحروب بين قبائل وإثنيات يجمع بين شعوبها أكثر من وشيجة دم وآصرة نسب. حروب بين من يسمونهم زرقة وحمرة (في دارفور) وحرب بين الرزيقات والمعاليا وحروب بين أقرب الأفخاذ في المسيرية نفسها. والسلاح الذي زودت به الخرطوم مليشيات قبلية انقلب هذه المرّة على أهلنا فاقتتلوا دون رحمة. سالت دمعتي وأنا أرى صوراً لشباب غض من الفاقد التربوي يقفزون فرحين فوق جثث قتلاهم من بني عمومتهم وأقاربهم في حرب تافهة الأسباب بين الزيود وولاد عمران (فخذين جارين من المسيرية). وأبشع من ذلك الحرب الأخيرة بين المعاليا والرزيقات. يموت الرجال والنساء والأطفال بالجملة في حرب تحركها أيدي النظام القذرة. وجيش النظام يحرس مواقع النفط في أبي جابرة وغيرها لأن ما يملأ كروش وجيوب سدنة النظام في الخرطوم أهم بكثير من أرواح تزهق في صراع قبلي لمجتمعات رعوية في غرب السودان. لم يقطع نظام الإنقاذ القبيح عشمه في بذر الفتنة وإشعال الحروب بينكم يا أهلي في تلك الديار الطيبة ، بل لن يستريح له بال والناس عندنا ينصرفون للاستقرار والتفكير في حقوقهم. لذا فإنه يستخدم من يستخدمهم من الانتهازيين لمصلحته وليس لمصلحتكم. وحين تبزغ شمس الوعي في لقاوة الباسلة ويلجأ مواطنوها للمطالبة بحقوقهم بأكثر الوسائل عصرية (العصيان المدني) يجن جنون النظام ولا يهدأ له بال.

نعم .. كنت هناك في أديس أبابا مع آخرين أخيار لمحاولة إيقاف نزيف الدم السوداني. كانت بطاقة الدعوة من الاتحاد الأفريقي لنقوم بالنصح لفريق المفاوضين في الحركة الشعبية. وأعترف أنّ مفاوضي الحركة بقيادة الأستاذ ياسر سعيد عرمان ? وقد خبرتهم لسبعة أيام – ما كانوا بحاجة لرأي مثلي وهم الذين هزموا نظام الخيبة في ميادين الحرب وفي قاعات الحوار. كان دوري متواضعاً ، ولكني أتيت لأنّ قناعتي أنّ حقن الدم السوداني سيعجل برحيل بوم الإنقاذ في السودان كله وفي منطقة ولدتني وأكرمني دافع ضرائبها بالتعليم المجاني. ولأنّ رحيل بوم الإنقاذ يعني سوداناً جديداً يتساوى فيه الناس ، كل الناس في الحقوق والواجبات. أنا مواطن سوداني يحلم بالسلام لربوع وطن أحبّه منذ صغره حتى النخاع. ولكني أيضاً أنتمي في البيت الأصغر لمنطقة علمتني ثقافة البدو والفلاحين فيها أنّ باطن الأرض خير من ظاهرها إذا كان خيارك الوحيد أن تبقى عصاً في يد الآخر يهش بها غنمه أو أن تكون كلب صيد يستخدمونك عند الحاجة مقابل الفتات. أرفض هذا لنفسي وأرفضه لأي سوداني وسودانية.. وطبعاً أرفضه لأهلي وبطانتي!

يا قرّاء هذا المقال في كل مكان، ويا أهلي في منطقة المسيرية: كفاكم نوماً. ترجّلوا من ظهور الدواب وانظروا لشمس العصر التي لا يراها من يحسب أن القبيلة هي المبتدأ والمنتهى. إنّ الحركة الشعبية ليست عدوّكم يا أهلي. أنتم ودينكا نقوك والنوبة والداجو وزغاوة وأهلنا من شمال الوطن الذين صاروا جزءا من نسيجكم الاجتماعي ? كل هؤلاء تمثلون واحدة كما كان الحال منذ عصور. يجري النفط تحت أقدامكم ويموت الناس في منطقتكم بالسل وحمّى الملاريا والتايفويد. من الذي يسرق نصيبكم من النفط ويشعل بينكم الحروب؟ هل هو الحركة الشعبية؟ أنا فخور بصداقتي للحركة الشعبية التي لست عضوا فيها ولكني أشاركها رؤية وطن جديد لكل السودانيين دون استعلاء وصلف أجوف. اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد !!

فضيلي جمّاع
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هذا مقال رائع جداً .نريد من الذين يؤمنون بهذا الأفكار أن يكونوا تياراً عاماً لتنزيل هذه الأفكار إلي أرض الواقع وتكون لهم قيادة وحزب ولايكون حديث تأخذه الرياح والسلام .

  2. كل ما قلته صحيح يا استاذي يجب ان يتوقف نزيف الدم هناك وما ارخصه في نظر نخب المركز والذي لا يريد ابدا ان تتوقف سيل تلك الدماء حتى يحافظوا على وظائفهم وعماراتهم وملياراتهم. هنالك مشكلتان الاولى هي قصر نظر انصاف المتعلمين من قيادات تلك القبائل من المسيرية والرزيقات على وحه الخصوص امثال عبد الله مسار وحسبو عبدالرحمن الذين ما زالو يؤججون الفتن بين الفبائل لتستمر الحروب ويقبضون الثمن وتمت مكافاتهم بالوظائف والمال واصبحو من اصحاب العمارات والمليارات. المشكلة الثانية هم شباب تلك القبائل الذين يمشي الجهل بينهم وعشقهم للقتل وسفك الدماء فروسية ويرقصون طربا على انغام الحكامات والذين يجنحون للسلم جبناء وثالثة هي تلك العروبة المتوهمة لديهم والتي تعشش في مخيلتهم والتي تدفعهم بلا هوادة للنيل من كل ما هو غير ذلك حتى اصبحوا يقولون لماذا تسمى دارفور بهذا الاسم ويجب ان تغير الاسم وتسمى دار عرب . بريمة الذي ينتمي لقبيلة المسيرية والذي يعيش بامريكا ويحمل الجواز الامريكي والذي يكتب بالمنبر العام لسودانيز اونلاين يكتب بان الجنجويد سيعيدون ترتيب الاوضاع في دارفور ويسمي المجرمين حميدتي وموسى هلال بالشيخ حميدتي والشيخ موسى هلال. الانسان المحترم فضيلي جماع نموزج للمثقف الواعي لكن الجهل يهزم الوعي وسط ابناء تلك القبائل انت تبني وغير يهدم.

  3. نحييك ايها المرهق ، الجسور
    نحن أهلك من الشمال (الجغرافي) نحن ايضا ً فخورون بك وبكل الثوار ، الشفافين ، المتمردين على المركز العنصري ، الرافضين ان يكونوا عصاً في يدهم الآثمة يهشون بها اغنامهم وخنازيرهم أو أن يكونوا كلب صيد يستخدمونه عند الحاجة .
    نحن ايضاً فخورون ان نكون اعضاء وشركاء في مسيرة النضال الظافرة بإذن الله ، مشاركين لهم رؤية وطن جديد لكل السودانيين دون استعلاء وصلف أجوف وإقصاء و إقتتال .

  4. شكرا يا أستاذ فضيلئ على مقالك الجميل.
    يجب على الجميع الوقوف ضد القبلية والعنصرية التى زرعها النظام وسقاها.
    إننا جميعا نتوق لرؤية سودان جديد واحد وموحد خال من التناحر والتباغض.

  5. التحية لك استاذنا فضيلى جماع ولكل مناضل شريف عفيف. مثل هذا الفهم المتحضر بالتأكيد يقلق مضجع الخونة المرجفين تجار الدين ولذلك كان سعيهم حثيثا -منذ استيلائهم على السلطة بليل- ان يكثفوا من حملات الاعتقال والتعذيب والاغتيال والتشريد لكل الشرفاء وما فتئوا. ولكن الله غالب على أمره ففضحهم أمام الملأ وفتنهم فى انفسهم وسنواصل النضال حتى تشرق شمس الحرية وساعتها سيعلم الظالمون اى منقلب ينقلبون. فالقصاص ات لا محالة. يرونه بعيدا ونراه قريبا. ودمت.

  6. الأستاذ القامة فضيلى جماع, لقد قلت وكفيت وأوفيت, ما كنت أعرف أنك من المسيرية لأن أمثالكم لا يتزينون أو يفتخرون بالفبيلة بل أن القبيلة تتزين وتفتخر بهم…… أنت فخر هذه الأمة بل أنت مفخرة للبشرية جمعاء…… غداً يموت بوم الإنقاذ ويندثر نعيقها وتعود ليالى الأنس ورقصات المردوم والكرانق والكمبلا والجرارى وينبت الزرع فى حقولنا التى أجدبت منذ مجىء شؤم الإنقاذ, لك التحية أيها الرائع الجميل فأنت ضمير هذه الأمة.

  7. يا أستاذ فضيلي جماع لقد مات مشروع السودان الجديد يوم أن مات جون قرنق. ولو كنت تحلم بسودان جديد كما يتمناه الرفيق عرمان والرفيق عبد الواحد، فأقدم لك نصيحة لوجه الله ( إنك سوف تنتطر طويلا طويلا طويلا جدا حتى يحكم السودان أولاد قرنق ويقوموا بتنفيذ مشروع السودان الجديد ! ).

  8. شكراً با استاذ فضيلي ، والله ووالله دمعت عيني قبل ان انهي قراءة الموضوع …

    ” يا قرّاء هذا المقال في كل مكان، ويا أهلي في منطقة المسيرية: كفاكم نوماً. ترجّلوا من ظهور الدواب وانظروا لشمس العصر التي لا يراها من يحسب أن القبيلة هي المبتدأ والمنتهى. إنّ الحركة الشعبية ليست عدوّكم يا أهلي. أنتم ودينكا نقوك والنوبة والداجو وزغاوة وأهلنا من شمال الوطن الذين صاروا جزءا من نسيجكم الاجتماعي ? كل هؤلاء تمثلون واحدة كما كان الحال منذ عصور. يجري النفط تحت أقدامكم ويموت الناس في منطقتكم بالسل وحمّى الملاريا والتايفويد. من الذي يسرق نصيبكم من النفط ويشعل بينكم الحروب؟ هل هو الحركة الشعبية؟ أنا فخور بصداقتي للحركة الشعبية التي لست عضوا فيها ولكني أشاركها رؤية وطن جديد لكل السودانيين دون استعلاء وصلف أجوف. اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد !!

    أصبت كبد الحقيقة يا أستاذ ، لماذا نتقاتل نحن ابناء الهامش وابناء العمومة وغيرنا همه البقاء في كرسي السلطة ؟؟؟؟ شكرا كثيراً

  9. يا فرس كل القبيلة تلجموا ..
    ويكسر قناعاتا ..
    ويفر يسكن مع البدو في الخلا ..
    ما برضى غير الريح تجادلهُ وتقنعهُ

  10. (أنّ باطن الأرض خير من ظاهرها إذا كان خيارك الوحيد أن تبقى عصاً في يد الآخر يهش ها غنمه أو أن تكون كلب صيد يستخدمونك عند الحاجة مقابل الفتات. أرفض هذا نفسي وأرفضه لأي سوداني وسودانية).
    يكفيك شرفا أيها الشاعر المرهف إن لم تقل اي إلا هذه الجملة التي تعني شرف أمة بحالها.

  11. شكرا الاستاذ فضيلى جماع فلن يتسرب القنوط الى انفسنا طالما فينا امثالكم من مثقفى وصفوة هذا البلد المنكوب بحثالة بنو البشر خوازيق هذا الزمان

  12. الاخ الاكبر فضيلي جماع، هذه رسالة مهمة جدا وسيكون لها ما بعدها. لقد كتبنا من قبل في مثل هذا الموضوع وبنفس هذه الفكرة ولكنك افصحت فاجدت. نحن في هامش الهامش في حاجة الى اعادة ترتيب اوراقنا بقلب مفتوح. اهلنا المسيرية قد قطعوا شوطا كبيرا وهم الان في الاتجاه الصحيح وخاصة الشباب منهم ونحن نعرفهم جيدا، لذا فهذه الرسالة ستفتح كثيرا من العقول التي تم تضليلها بمعلومات كاذبة عن الحركة الشعبية. فالحركة الشعبية هي الضمانة الوحيدة لهم لكي يحيوا حياة سعيدة وهانئة حتى ان لم يكونوا اعضاءا فيها لانها تطرح اشياءا وقضايا موضوعية وليست ايدلوجية كما يفعل النظام لذا نقول لقيادات اهلنا المسيرية و الرزيقات والهبانية والتعايشة وكل القبائل العربية في غرب السودان بدون استثناء لقد اتى الوقت بان تضعوا مصالح شعوبكم المقهورة امام اعينكم ومحاربةالمرتزقة منكم الذين يرتزقون بقضاياكم لانهم هم اس البلاء. فان فعلتم ذلك لحدثت طفرة حقيقيةولوقف الاقتتال ولتحولت طاقاتنا الى الاعمار والتنمية ولاستقرت مناطقنا وتعلم ابناءنا ومن بعدهاتسلقوا سلالم المجد لرقي هذه الدولة المنكوبة التي لم تجد من القيادة الراشدة حتى الان التي يجب ان تاخذ بيدها، فمستقبل هذه الدولة في اياديكم ولا تضيعوا هذه الفرصة.

  13. “أنا فخور بصداقتي للحركة الشعبية التي لست عضوا فيها ولكني أشاركها رؤية وطن جديد لكل السودانيين دون استعلاء وصلف أجوف. اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد !!”

    و من هنا أنا أدعوك دعوة صادقة للإنضمام لصفوف الحركة الشعبيةشمال… فإنها تتشرف بك و تطمح في أن ينضم إليها إنسان في سموك.. الحركة الشعبية ترحب و تفخر بكل من ينضم إليها و لكني سأرحب بك أنت شخصيا و أفخر بك كثيرا!
    شكرا على مواقفك الشجاعة و الشمس ستشرق قريبا! بل قريبا جدا!

  14. لله درك صديقي فضيلي ان ليل الظلم سينجلي قريبا و بارادة شعبنا و ان شمسهم افلة لا محال دون عودة فالتحية لك ولكل ابناء شعبنا الشرفاء و لاهلنا في كردفان الذين مؤكد سيمتلكون الوعي وسيرفضون ان يكونوا اداة للنظام يقتلون بعضهم وبعض ابناء شعبهم

  15. وكان المفردات والكلمات واللغة لم تخلق الا لك يايا أستاذ فضيلي,فقد حملت الكلمة الصادقة الوطنية ونثرتها في وجوه انتهازيين الإنقاذ رؤوس الفتنة.سلمت أنام لك التي سطرت ردا وطنيا مخلصا

  16. سلمت يداك يا استاذنا ..اتيحت لي في فترة التسعينيات ان ازر تلك المناطق ،بلادها حباها الله كل شئ مياه دفاقه و خضرة على امتداد البصر و ماشية تسد قرص الشمس ، والله ذهلت واندهشت طبيعة ساحرة تنبض بالحياة وانسان كريم عزيز و مرحاب اما باطن الارض فالنفط .فسالت نفسي في حسرة هل كل ذلك الخير الوفير في بلدنا السودان و لا ندري به ،للاسف اننا في السودان لا نعرف بلادنا و لا بعضنا بعضا بشكل جيد..المهم كل شيء هنالك موجود الا الخدمات فلا مدارس ولا مشافي و لا ولا ولا حتي المدن بلا مياه و كهرباء فمثلا مدينة كالمجلد لا توجد بها شبكة مياه ..والله حزنت و تألمت واحسست بمرارة الظلم ،شعرت بذلك و لست مسيري فانا لاانتمي لقبيلة المسيرية العظيمة ولكنني انتمي لقبيلة السودان الكبير الذي لا ارضى و لن اقبل بان تضام و تظلم اي جهة من جهاته فنحن جسد واحد واي شبر في السودان هو جزء مني احس به وبانسانه فنحن امة واحدة..ومن هنا دعوني أقول لكم يا اهلنا في تلك الاجزاء العزيزة من وطننا بالله عليكم كفاية حروب عبثية انتم الخاسرون منها اولا و الخاسر الثاني بلدكم السودان الكبير ماذا استفدتم من تلك الحروب لا مدارس ،لا مياة ولا مشافي و لا مصانع ،اتحدوا واستقروا وطالبوا بحقوقكم من تعليم وصحة وتنمية.. فبدلا من سماع اصوات الدانات نريد ان نسمع اصوات الطائرات وهي تنقل منتجات الالبان واللحوم والجلود الى الاسواق العالمية لست في حلم و لكنني ارجو ذلك وهذا ممكن..ويا من نصبتم انفسكم قيادات متحدثة باسم أهلنا في تلك المناطق بالله عليكم اتقوا الله في اهليكم لا تبذروا بذور الكراهية والحرب بين مكونات تلك المناطق فوالله كلنا جسد واحد وما يجمعنا نحن السودانيون اكبر بكثير مما يفرقنا..ويا معارضة ويا حكومة كفاية حروب وتشرذم ليس من اجلكم ولكن من اجل الاجيال القادمة ازرعوا المحبة و قيم التسامح و التعايش..ختاما تحياتنا لك استاذنا فضيلي جماع فقد هيجت فينا لواعج الشوق لمناطق احببناها منذ ان تنسمنا عبيرها وراينا خضرتها وانسانها النبيل جيناكي زي وزين هجر الرهيد يوم جفّا
    جيناكى زى وزين عاد فارى الجناح
    شالو الحنين يسبق رياح ورياح
    والغربة ليل طويل لمتين يجينا صباح

  17. جيناك نعبر ليك زي الطيور عايدين
    فاكرنك تكوني الجنة للحنو ليك راجعين
    وتكوني عش قمرية يحضن جنا الوزين

    ستعود استاذ فضيلي إن شاء الله رغماً عن أنف الجنجويد وداعش ..

    ستعود وسنعود حتماً ..قل آمين ..

  18. كل ما قلته صحيح يا استاذي يجب ان يتوقف نزيف الدم هناك وما ارخصه في نظر نخب المركز والذي لا يريد ابدا ان تتوقف سيل تلك الدماء حتى يحافظوا على وظائفهم وعماراتهم وملياراتهم. هنالك مشكلتان الاولى هي قصر نظر انصاف المتعلمين من قيادات تلك القبائل من المسيرية والرزيقات على وحه الخصوص امثال عبد الله مسار وحسبو عبدالرحمن الذين ما زالو يؤججون الفتن بين الفبائل لتستمر الحروب ويقبضون الثمن وتمت مكافاتهم بالوظائف والمال واصبحو من اصحاب العمارات والمليارات. المشكلة الثانية هم شباب تلك القبائل الذين يمشي الجهل بينهم وعشقهم للقتل وسفك الدماء فروسية ويرقصون طربا على انغام الحكامات والذين يجنحون للسلم جبناء وثالثة هي تلك العروبة المتوهمة لديهم والتي تعشش في مخيلتهم والتي تدفعهم بلا هوادة للنيل من كل ما هو غير ذلك حتى اصبحوا يقولون لماذا تسمى دارفور بهذا الاسم ويجب ان تغير الاسم وتسمى دار عرب . بريمة الذي ينتمي لقبيلة المسيرية والذي يعيش بامريكا ويحمل الجواز الامريكي والذي يكتب بالمنبر العام لسودانيز اونلاين يكتب بان الجنجويد سيعيدون ترتيب الاوضاع في دارفور ويسمي المجرمين حميدتي وموسى هلال بالشيخ حميدتي والشيخ موسى هلال. الانسان المحترم فضيلي جماع نموزج للمثقف الواعي لكن الجهل يهزم الوعي وسط ابناء تلك القبائل انت تبني وغير يهدم.

  19. نحييك ايها المرهق ، الجسور
    نحن أهلك من الشمال (الجغرافي) نحن ايضا ً فخورون بك وبكل الثوار ، الشفافين ، المتمردين على المركز العنصري ، الرافضين ان يكونوا عصاً في يدهم الآثمة يهشون بها اغنامهم وخنازيرهم أو أن يكونوا كلب صيد يستخدمونه عند الحاجة .
    نحن ايضاً فخورون ان نكون اعضاء وشركاء في مسيرة النضال الظافرة بإذن الله ، مشاركين لهم رؤية وطن جديد لكل السودانيين دون استعلاء وصلف أجوف وإقصاء و إقتتال .

  20. شكرا يا أستاذ فضيلئ على مقالك الجميل.
    يجب على الجميع الوقوف ضد القبلية والعنصرية التى زرعها النظام وسقاها.
    إننا جميعا نتوق لرؤية سودان جديد واحد وموحد خال من التناحر والتباغض.

  21. التحية لك استاذنا فضيلى جماع ولكل مناضل شريف عفيف. مثل هذا الفهم المتحضر بالتأكيد يقلق مضجع الخونة المرجفين تجار الدين ولذلك كان سعيهم حثيثا -منذ استيلائهم على السلطة بليل- ان يكثفوا من حملات الاعتقال والتعذيب والاغتيال والتشريد لكل الشرفاء وما فتئوا. ولكن الله غالب على أمره ففضحهم أمام الملأ وفتنهم فى انفسهم وسنواصل النضال حتى تشرق شمس الحرية وساعتها سيعلم الظالمون اى منقلب ينقلبون. فالقصاص ات لا محالة. يرونه بعيدا ونراه قريبا. ودمت.

  22. الأستاذ القامة فضيلى جماع, لقد قلت وكفيت وأوفيت, ما كنت أعرف أنك من المسيرية لأن أمثالكم لا يتزينون أو يفتخرون بالفبيلة بل أن القبيلة تتزين وتفتخر بهم…… أنت فخر هذه الأمة بل أنت مفخرة للبشرية جمعاء…… غداً يموت بوم الإنقاذ ويندثر نعيقها وتعود ليالى الأنس ورقصات المردوم والكرانق والكمبلا والجرارى وينبت الزرع فى حقولنا التى أجدبت منذ مجىء شؤم الإنقاذ, لك التحية أيها الرائع الجميل فأنت ضمير هذه الأمة.

  23. يا أستاذ فضيلي جماع لقد مات مشروع السودان الجديد يوم أن مات جون قرنق. ولو كنت تحلم بسودان جديد كما يتمناه الرفيق عرمان والرفيق عبد الواحد، فأقدم لك نصيحة لوجه الله ( إنك سوف تنتطر طويلا طويلا طويلا جدا حتى يحكم السودان أولاد قرنق ويقوموا بتنفيذ مشروع السودان الجديد ! ).

  24. شكراً با استاذ فضيلي ، والله ووالله دمعت عيني قبل ان انهي قراءة الموضوع …

    ” يا قرّاء هذا المقال في كل مكان، ويا أهلي في منطقة المسيرية: كفاكم نوماً. ترجّلوا من ظهور الدواب وانظروا لشمس العصر التي لا يراها من يحسب أن القبيلة هي المبتدأ والمنتهى. إنّ الحركة الشعبية ليست عدوّكم يا أهلي. أنتم ودينكا نقوك والنوبة والداجو وزغاوة وأهلنا من شمال الوطن الذين صاروا جزءا من نسيجكم الاجتماعي ? كل هؤلاء تمثلون واحدة كما كان الحال منذ عصور. يجري النفط تحت أقدامكم ويموت الناس في منطقتكم بالسل وحمّى الملاريا والتايفويد. من الذي يسرق نصيبكم من النفط ويشعل بينكم الحروب؟ هل هو الحركة الشعبية؟ أنا فخور بصداقتي للحركة الشعبية التي لست عضوا فيها ولكني أشاركها رؤية وطن جديد لكل السودانيين دون استعلاء وصلف أجوف. اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد !!

    أصبت كبد الحقيقة يا أستاذ ، لماذا نتقاتل نحن ابناء الهامش وابناء العمومة وغيرنا همه البقاء في كرسي السلطة ؟؟؟؟ شكرا كثيراً

  25. يا فرس كل القبيلة تلجموا ..
    ويكسر قناعاتا ..
    ويفر يسكن مع البدو في الخلا ..
    ما برضى غير الريح تجادلهُ وتقنعهُ

  26. (أنّ باطن الأرض خير من ظاهرها إذا كان خيارك الوحيد أن تبقى عصاً في يد الآخر يهش ها غنمه أو أن تكون كلب صيد يستخدمونك عند الحاجة مقابل الفتات. أرفض هذا نفسي وأرفضه لأي سوداني وسودانية).
    يكفيك شرفا أيها الشاعر المرهف إن لم تقل اي إلا هذه الجملة التي تعني شرف أمة بحالها.

  27. شكرا الاستاذ فضيلى جماع فلن يتسرب القنوط الى انفسنا طالما فينا امثالكم من مثقفى وصفوة هذا البلد المنكوب بحثالة بنو البشر خوازيق هذا الزمان

  28. الاخ الاكبر فضيلي جماع، هذه رسالة مهمة جدا وسيكون لها ما بعدها. لقد كتبنا من قبل في مثل هذا الموضوع وبنفس هذه الفكرة ولكنك افصحت فاجدت. نحن في هامش الهامش في حاجة الى اعادة ترتيب اوراقنا بقلب مفتوح. اهلنا المسيرية قد قطعوا شوطا كبيرا وهم الان في الاتجاه الصحيح وخاصة الشباب منهم ونحن نعرفهم جيدا، لذا فهذه الرسالة ستفتح كثيرا من العقول التي تم تضليلها بمعلومات كاذبة عن الحركة الشعبية. فالحركة الشعبية هي الضمانة الوحيدة لهم لكي يحيوا حياة سعيدة وهانئة حتى ان لم يكونوا اعضاءا فيها لانها تطرح اشياءا وقضايا موضوعية وليست ايدلوجية كما يفعل النظام لذا نقول لقيادات اهلنا المسيرية و الرزيقات والهبانية والتعايشة وكل القبائل العربية في غرب السودان بدون استثناء لقد اتى الوقت بان تضعوا مصالح شعوبكم المقهورة امام اعينكم ومحاربةالمرتزقة منكم الذين يرتزقون بقضاياكم لانهم هم اس البلاء. فان فعلتم ذلك لحدثت طفرة حقيقيةولوقف الاقتتال ولتحولت طاقاتنا الى الاعمار والتنمية ولاستقرت مناطقنا وتعلم ابناءنا ومن بعدهاتسلقوا سلالم المجد لرقي هذه الدولة المنكوبة التي لم تجد من القيادة الراشدة حتى الان التي يجب ان تاخذ بيدها، فمستقبل هذه الدولة في اياديكم ولا تضيعوا هذه الفرصة.

  29. “أنا فخور بصداقتي للحركة الشعبية التي لست عضوا فيها ولكني أشاركها رؤية وطن جديد لكل السودانيين دون استعلاء وصلف أجوف. اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد !!”

    و من هنا أنا أدعوك دعوة صادقة للإنضمام لصفوف الحركة الشعبيةشمال… فإنها تتشرف بك و تطمح في أن ينضم إليها إنسان في سموك.. الحركة الشعبية ترحب و تفخر بكل من ينضم إليها و لكني سأرحب بك أنت شخصيا و أفخر بك كثيرا!
    شكرا على مواقفك الشجاعة و الشمس ستشرق قريبا! بل قريبا جدا!

  30. لله درك صديقي فضيلي ان ليل الظلم سينجلي قريبا و بارادة شعبنا و ان شمسهم افلة لا محال دون عودة فالتحية لك ولكل ابناء شعبنا الشرفاء و لاهلنا في كردفان الذين مؤكد سيمتلكون الوعي وسيرفضون ان يكونوا اداة للنظام يقتلون بعضهم وبعض ابناء شعبهم

  31. وكان المفردات والكلمات واللغة لم تخلق الا لك يايا أستاذ فضيلي,فقد حملت الكلمة الصادقة الوطنية ونثرتها في وجوه انتهازيين الإنقاذ رؤوس الفتنة.سلمت أنام لك التي سطرت ردا وطنيا مخلصا

  32. سلمت يداك يا استاذنا ..اتيحت لي في فترة التسعينيات ان ازر تلك المناطق ،بلادها حباها الله كل شئ مياه دفاقه و خضرة على امتداد البصر و ماشية تسد قرص الشمس ، والله ذهلت واندهشت طبيعة ساحرة تنبض بالحياة وانسان كريم عزيز و مرحاب اما باطن الارض فالنفط .فسالت نفسي في حسرة هل كل ذلك الخير الوفير في بلدنا السودان و لا ندري به ،للاسف اننا في السودان لا نعرف بلادنا و لا بعضنا بعضا بشكل جيد..المهم كل شيء هنالك موجود الا الخدمات فلا مدارس ولا مشافي و لا ولا ولا حتي المدن بلا مياه و كهرباء فمثلا مدينة كالمجلد لا توجد بها شبكة مياه ..والله حزنت و تألمت واحسست بمرارة الظلم ،شعرت بذلك و لست مسيري فانا لاانتمي لقبيلة المسيرية العظيمة ولكنني انتمي لقبيلة السودان الكبير الذي لا ارضى و لن اقبل بان تضام و تظلم اي جهة من جهاته فنحن جسد واحد واي شبر في السودان هو جزء مني احس به وبانسانه فنحن امة واحدة..ومن هنا دعوني أقول لكم يا اهلنا في تلك الاجزاء العزيزة من وطننا بالله عليكم كفاية حروب عبثية انتم الخاسرون منها اولا و الخاسر الثاني بلدكم السودان الكبير ماذا استفدتم من تلك الحروب لا مدارس ،لا مياة ولا مشافي و لا مصانع ،اتحدوا واستقروا وطالبوا بحقوقكم من تعليم وصحة وتنمية.. فبدلا من سماع اصوات الدانات نريد ان نسمع اصوات الطائرات وهي تنقل منتجات الالبان واللحوم والجلود الى الاسواق العالمية لست في حلم و لكنني ارجو ذلك وهذا ممكن..ويا من نصبتم انفسكم قيادات متحدثة باسم أهلنا في تلك المناطق بالله عليكم اتقوا الله في اهليكم لا تبذروا بذور الكراهية والحرب بين مكونات تلك المناطق فوالله كلنا جسد واحد وما يجمعنا نحن السودانيون اكبر بكثير مما يفرقنا..ويا معارضة ويا حكومة كفاية حروب وتشرذم ليس من اجلكم ولكن من اجل الاجيال القادمة ازرعوا المحبة و قيم التسامح و التعايش..ختاما تحياتنا لك استاذنا فضيلي جماع فقد هيجت فينا لواعج الشوق لمناطق احببناها منذ ان تنسمنا عبيرها وراينا خضرتها وانسانها النبيل جيناكي زي وزين هجر الرهيد يوم جفّا
    جيناكى زى وزين عاد فارى الجناح
    شالو الحنين يسبق رياح ورياح
    والغربة ليل طويل لمتين يجينا صباح

  33. جيناك نعبر ليك زي الطيور عايدين
    فاكرنك تكوني الجنة للحنو ليك راجعين
    وتكوني عش قمرية يحضن جنا الوزين

    ستعود استاذ فضيلي إن شاء الله رغماً عن أنف الجنجويد وداعش ..

    ستعود وسنعود حتماً ..قل آمين ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..