عباس ناصر يكشف عن سر خلافه مع بن جدو واستقالته من الجزيرة

كتبت مايا الخوري في صحيفة الجريدة الكويتية في عددها الصادر الاثنين: بعدما لمع اسمه في أكثر من حدث من طهران إلى غزة إلى تركيا وأذربيجان وبنغلادش وصولاً إلى تميّزه اللافت في تغطية الحدث السياسي اللبناني وسطوع نجمه في "حرب تموز" 2006، ولاحقاً في أسطول الحرية الذي واكبه بالتغطية منذ انطلاقته إلى ما بعد احتجازه من الجيش الإسرائيلي بساعات… بعد هذه التميزات كلّها، قدّم الإعلامي عباس ناصر استقالته من "الجزيرة" منهياً رحلة سبع سنوات تربّع خلالها، مع قلّة من الصحافيين العرب، على رأس هرم المراسلة التلفزيونية، والسبب خلاف مزمن مع مدير مكتب "الجزيرة" في بيروت غسان بن جدو.

ما خلفيات هذا الخلاف وماذا يقول ناصر عن حقيقة ما جرى مع بن جدو؟

هل ثمة خلاف بينك وبين إدارة قناة "الجزيرة"؟

أجزم بشكل قاطع بألا مشكلة إطلاقاً بيني وبين إدارة "الجزيرة" التي تمسَّكَت بي حتى آخر لحظة. المشكلة حصرية مع السيد غسان بن جدو، وأشدّد على كونها مشكلة شخصيّة بحتة مرتبطة بذهنية الرجل الذي يملك السلطة والامتيازات ولا يتوانى عن استغلالها لأبعاد شخصية ثم يلبس لبوس القداسة والطهرانية.

على أي حال لا أريد هنا أن أتحدّث عن الرجل بغيابه، لكن ستثبت الأيام من كان المتجنّي والمفتري والمشوِّه للحقائق.

وهل وصلت الأمور إلى العداوة بينكما؟

العداوة كلمة كبيرة، أياً تكن القسوة عليّ التي وصلت إلى حدّ الإساءة إلى صورتي وتشويه سمعتي، إلا أنني لم ولن أسمح بأن يصل الأمر إلى حدّ العداوة.

بالمناسبة، تتجاوز المسألة البعد الشخصي، بالنسبة إليّ هي قضية شأن عام في مكان ما، إذ يستغلّ هذا الرجل منابر عامة لتسويق نرجسيّ صار، كما يلاحظ الجميع، "ماركة" مسجّلة له، فبدل أن يكون مدير مكتب بيروت في خدمة قناة "الجزيرة" أصبح المكتب بعدّته وعديده موظفاً لصناعة نجومية السيد المدير غسان بن جدو.

أولت الصحافة أهمية لهذه الاستقالة، لماذا؟

لأن السيد بن جدو أعطى بعداً سياسياً للمشكلة، حاول أن يقول إنه يتماهى مع خطّ "الجزيرة" التحريري ويمثّله وأنا أمثّل خطاً آخر، وهذا أمر غير صحيح إطلاقاً، أولاً لأن الجزيرة ليست حزباً سياسياً كي أكون أنا في حزب خصم، فقد نشأت لتكون منبر الرأي والرأي الآخر ومساحة لنقل الواقع العربي والدولي، ثانياً لأن علاقتي مع "الجزيرة"، على ما أجزم، كانت ولا تزال ممتازة.

إنها إحدى قدرات السيد المدير الفذّة في تشويه الوقائع وتحويرها، بما يخدم مصلحته الشخصية البحتة.

ألم تتدخّل إدارة "الجزيرة" في حلّ الخلاف بينكما؟

اقترحت أن أكون مدير مكتب بغداد أو مراسلاً متجوّلاً في محاولة منها لحلّ هذه المشكلة، وأنا أقدّر لها عرضها وحرصها على حلّ القضية بطريقة يكون فيها تكريم وترفيع لي، لكن ظروفي لم تكن تسمح لي بترك بيروت في تلك الفترة، لذا قدمت استقالتي، منهياً مسيرة سبع سنوات أفخر بها، بعدما أصبح واضحاً أن التعايش بيني وبين السيد بن جدو مستحيل، لا سيما أنه تنامى إلى مسامعي أنه قال للإدارة: "يا أنا يا هو بمكتب بيروت"، ما أظهر بوضوح نيّته إقصائي عن المكتب.

ورد في الصحف أن تغيير مواقفك السياسية سبب مشكلتك مع بن جدو، ما صحة ذلك؟

إنه تزوير سافر، لأن موقفي الوحيد كان ولا يزال نقل الوقائع بأمانة وبقدر ما أستطيع من موضوعية، لكن دعيني هنا أقول شيئاً، هذا الادعاء مردود كونه يشكّل إساءة معيبة وظالمة بحق "الجزيرة". منذ متى توظّف القناة طاقمها استناداً إلى انتماءاته السياسية أو الفئوية؟ بالتالي، هل يعقل أن تتخذ موقفاً من إعلامي لديها بسبب آرائه السياسية؟ فما بالك إن كان هذا الإعلامي يتماهي مع خط "الجزيرة" التحريري.

لكن بمعزل عن ذلك، أؤكد بما لا يحمل التأويل أن القضية، كما أسلفت، شخصية بحتة، خلاف فردي بيني وبين السيد بن جدو، بين صحافي يريد العمل بمهنية ورصانة وحرية وبين مدير يمارس سلطة مطلقة مشبعة بالنرجسية.

هنا لا بد من الإشارة إلى أن الأزمة بدأت منذ عودتي إلى بيروت، أي في أوائل 2005، آنذاك لم يكن قد تبلور الانقسام السياسي في لبنان بعد (أي لا يوجد 8 و14 آذار)، ولم يعد سراً أنني قدمت استقالتي من {الجزيرة} عام 2007 بسبب الخلاف الشخصي مع السيد بن جدو، ولم أعد إلا بعد اتصال من سمو أمير قطر، كان له أكبر الأثر في نفسي، فكيف يمكن أن يُعطى للمسألة بعد سياسي؟ عجيبة قدرة هذا الرجل على تحريف الوقائع، هو الذي يُفترض أنه مؤتمن على أحد أهم المنابر العربية، منبر "الجزيرة".

هل ما زلت تشعر بالانتماء إلى "الجزيرة"؟

بطبيعة الحال. ليست لدي مشكلة مع خطّ "الجزيرة" التحريري، هذا لا يعني ألا ملاحظات هنا أو هناك، لكني منسجم تماماً مع سياستها، لا سيما ما يرتبط بدعم المقاومة والثورات الشعبية والحريات العامة. أنا إبن هذه المؤسسة، كنت باراً بها وسأبقى سواء كنت داخلها أو خارجها.

وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..