أخبار السودان

تختلف نظرة يوسف العميد لرحلة كفاحه عن السياسيين كونها استقصدت ضربا آخر أكثر أهمية

أم درمان ? حسن محمد على
سيجد العميد يوسف بدري وريث تعليم البنات في السودان وهو يقص تجربته “قدر جيل” أن تعليم البنات مازالت أمامه عقبات بالأساس، لكنه في عليائه سيكون مستريحا ولبنته الأولى قد نهضت وأصبحت صرحا كبيرا وضخما، فيما سيباهي بتحرره الأول من ربقة الانتماء السياسي في ذروة اندغام “المثقفين والمتعلمين” للأفكار الرائجة وقتها سواء الاستقلالية أو الوحدوية وهي تثبت أن جدوى النضال الحقيقي وراء أطروحات التعليم لا السياسة، ولو أن السياسيين اجتهدوا بقدر جيلهم في التعليم والوعي لاستطاعوا أن يكتبوا في التاريخ أكثر مما يتعرضون له الآن من انتقاد صريح رسمت له الكتب مثلما فعل الدكتور منصور خالد “فشل النخبة السودانية”، وعلى النقيض تماما فإن تصدي يوسف بدري حقق الطفرة الراهنة في تجربة جامعة الأحفاد من بين ثنايا المستحيل كرحلة كفاح أسماها في كتابه الموسوم “قدر جيل” بالعمل الطوعي كما أراد، رغم مشاقه البدنية وعنت المجتمعات التقليدية التي كانت تبعد المرأة من أي شكل حياتي بخلاف عشها الصغير الموسوم بـ”البيت”.
ولأصوات “المجايلة” في النخب السودانية صدى مسموع عبروا عنه بأكثر من رنين، وتأملوا في رحلاته مع بعضهم البعض في اجترار ربما لذكريات المكان والزمان والممارسة، أو تعبيرا عن فتح جديد لمسارات الأجيال بعدهم في عدم تنكب الطريق، ورغم أنها في الكثير منها جاءت في صيغة العمل الوطني “السياسي” إلا أن مذكرات بعضهم اختلفت في حكاية وسرد تاريخ حقبهم المختلفة متزامنة بأحداث عظيمة، وما انفك السياسيون والنخب يرددون كلمة الجيل كما هو الحال عند أحمد خير المحامي الذي كتب “كفاح جيل” في مرحلة التحرر من الاستعمار وبدء سني الدولة الوطنية.
وتختلف نظرة يوسف بدري لرحلة كفاحه كونها استقصدت بخلاف السياسيين ضربا آخر أكثر أهمية وهو تعليم البنات أو التعليم بصورة عامة، والبحث عن الوعي والاستنارة، فهو عن نفسه يصف مذكراته بالقول: “هذا قدر جيل قد خضناه عن طواعية، غير مضطرين ولا باغين ولا عادين، ولابد أن تكون هذه الأقدار قد خلقت قدرات وأكسبت تجارب”. ويطرح الكتاب في الاحتفال باليوبيل الذهبي كقيدومة بإمكانها أن تستبصر الأجيال الحالية على نوعية نضال يستصعبها أحد أبناء عمومته وهو الأستاذ عبد المنعم بدري حيث يرى اختلافا في اللحاق بطرائق تفكير جيل “يوسف بدري” والمجهود المضني الذي بذله في تحقيق أهدافه التي تخدم المجتمع، ويرى أن يوسف العميد كان يملك قدرة رؤية المستقبل لسنوات وكأنها أيام أمامه لذا فإن تخطيطه جاء متماهيا مع ما أنجزه، فيما يلاحظ الفاتح يوسف جبرة الكاتب الصحفي والأستاذ الجامعي أن المذكرات أوردت ولم تخجل من ذكر أو تستأنس ببطولة وجاءت صريحة بخلاف كل المذكرات التي تكتب بتجمل، وهو ما يثبت حسب جبرة تصالح “يوسف بدري مع ذاته وصدقه مع الآخرين”، ورغم لفظ النخبوية الذي يحيط ببدري كونه مؤسسا لتعليم البنات إلا أن جبرة يرى أن المذكرات كتبت بطريقة جزلة وبسيطة وابتعدت من التعقيد.
بدأ قاسم بدري أمس فعالية ذكرى اليوبيل الذهبي لجامعته الأحفاد وهو يدس كلمات الشكر من مقاعد خلفية وسط القاعة ووسط طالباته كأنه يكسر حاجز النخب وانفصال المثقفين عن مجتمعهم، وفي الخارج بدا في دور أبوي يجالس العشرات من طالباته ويحكي معهن تجربة أجيالهن الجديدة، لذا فإن الشاعر الشاب محمود الجيلي وهو يقص “قدر جيل” بمفرداته الشعرية يرى أنها تجربة مليئة بالعبر ليس لمن عاصروها ولكن للأجيال الحالية، خاصة في عزيمته القوية ومثابرته لتحقيق أهدافه، لذا فالاحتفال باليوبيل الذهبي لجامعة الأحفاد يحقق الآمال العريضة التي رسمها “يوسف بدري” وهو يقول “إني اود أن أرى مباني الكلية الجامعية التي تصديت لها قد اكتملت وبذلك تكون الأحفاد وصلت كرمز باق خالد لكفاح الشعب السوداني

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. ما فعله ال بدري عجزت ان تفعله كل الاحزاب الانتهازية المستوردة التي تسعى لتحطيم السودان

  2. فيما سيباهي بتحرره الأول من ربقة الانتماء السياسي في ذروة اندغام “المثقفين والمتعلمين” للأفكار الرائجة وقتها سواء الاستقلالية أو الوحدوية وهي تثبت أن جدوى النضال الحقيقي وراء أطروحات التعليم لا السياسة….

    لذلك تطورت الاحفاد

    اعجبت بمستوى المراجع التى رايت احدى قريباتى من طالبات الاحفاد تستخدمها وهى لا تقل عما نراه فى بريطانيا

    التعليم يجب ان يطور من اجل التعليم وليس لخدمة اهداف سياسية او للثراء الشخصى

    التحية من حواء السودان للدكتور قاسم بدرى وهو يختار ان يكمل المشوار الذى بداه بابكر بدرى و العميد يوسف بدرى رحمهم الله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..