أكثر من المَلِك

هناك فرق
أكثر من المَلِك
منى أبو زيد
إليكم هذه الحكاية التي قفزت إلى ذهني سريعاً، عندما هممتُ بكتابة مقال اليوم.. ذات مرة ـ وفي إطار قناعتي المطمئنة بأن قارئ هذه المساحة يمتلك حقاً أصيلاً في أن يكون لها أجر مناولة شكواه ـ قمتُ بنشر رسالة قارئ كان يتظلم من تقصير إحدى الجهات الحكومية.. فاتصل بي ممثلها الإعلامي طالباً عنوان بريد صاحب الرسالة بلهجة آمرة، تشبه أحاديث الوعيد.. ذكّرتني بأجواء الويل والثبور! حدثني الرجل عن حقوق التقاضي بشأن ما نُشر.. فأخبرته عن حنيني المفرط إلى ممارسة المحاماة.. مهنتي التي هجرتها عن تقاعس بعد أن أغوتني الكتابة للصحف.. والتي لا مانع عندي من العودة اليها ـ وإن على سبيل التأقيت ـ للوقوف في وجه افتراء من تسول له نفسه ترويع الآمنين الأحرار! بعد أن تعاقبت الفصول على أجواء المكالمة.. وفي حديث مباشر مع المسؤول الذي يشغل إدارة ذات الجهة الحكومية محل التقصير.. علمتُ أن تهديد الرجل كان تذاكياً من بنات أفكاره.. وفتحاً من فتوحات اجتهاداته الشخصية.. فقد أخبرني ذات المسؤول أنه ـ ببساطة ـ لم يكن يعلم بأمر تلك المكالمة.. ولو علم لنهاه عنها.. لأنه لا يقبل ـ بتاتاً ـ مثل تلك المعالجات الساذجة لمآزق إدارته مع الصحافة.. فأدركتُ أن الرجل ـ كعادة في بلادي ـ كان ملكياً أكثر من الملك! وكلما ذكرت الملكية أكثر من الملك، قفزت إلى ذهني قناة العربية ومعالجاتها الإعلامية ـ المتحاملة ـ لقضايا السودان.. وانبثقت من ذاكرتي كتابات مديرها عبد الرحمن الراشد.. فعبد الرحمن الراشد وقناة العربية وجهان لعملة الليبرالية السياسية المتحاملة.. الرجل وقناته تجاوزوا حدود دعم السلطة ومباركة أمريكا لخط تناولهم المستورد لقضايا العرب والمسلمين.. فكان لا بد من إيقافهم ـ بعض الشيء! ـ لأنهم باتوا ملكيين أكثر من الملك! عندما قدم الرجل استقالته بسبب غضبة (ما) على بث العربية برنامجاً يقدح في صورة الدعوة الوهابية.. قالت العصفورة إن مدير قسم الرأي في صحيفة الشرق الأوسط قد أبلغ الكاتب المحبوب بعدم ترحيب الصحيفة بنشر مقالاته.. الأمر الذي نفاه رئيس تحرير الصحيفة فيما بعد.. قد يكون النفي صحيحاً وقد لا يكون.. وقد تكون عودة مقالات الرجل إلى النشر في الصحيفة في حكم المتاح جداً.. ولكن المؤكد هو أن أروقة العمل العام ـ في دول الأنظمة الشمولية ـ مليئة جداً بالملكيين أكثر من الملك! ذات الصحف التي حملت إلينا أنباء زوبعة الراشد في فنجان العربية زودتنا بأخبار.. ثم تداعيات نشر صحيفة الأهرام المصرية صوراً مفبركة تُظهر الرئيس مبارك وهو يقود زعماء مفاوضات السلام.. هو في المقدمة ومن خلفه أوباما وبقية الزعماء! وذلك نقلاً عن صورة أصلية يظهر فيها الرئيس الأمريكي وهو يقود وفد المفاوضات والجميع خلفه بالطبع.. الأمر الذي أثار اهتمام وتناول قناة بانتشار الـ سي . إن . إن.. وصحف بحجم التلغراف والجارديان.. مؤكدًا أنه لو تم استئذان الرئيس مبارك نفسه قبل فبركة الصورة لما ارتضى أن يكون محل سخرية العالم.. ولكنه حال محرري الصحف التابعة للأنظمة الحاكمة.. الذين ينتهجون التلميع والانبراء والانحياز.. فيبدون ـ في مبالغاتهم تلك ـ ملكيين أكثر من الملك! إنها أساليب التلميع الإعلامي الغبية التي بُليت بها بلادنا.. حيث مواريث النفاق والتزلف التي تزيد الطين بلة .. فتكبر صور الاحتجاج والتمرد عند الناس عوضاً من أن تتضاءل.. الإعلام الموجه لا يؤمن بأن قناعات الناس هي المضمار الحقيقي وليس قناعات الصحف والبرامج المصنوعة والموجهة! الإعلام الموجه مثل الدب الغبي الذي هشم رأس صاحبه لكي يمنع عنه إزعاج ذبابة!
يعنى انت الذبابة التى سيتهشم بسببها راس تلك الجهة الحكومية….يابت فوقى من الmania الانتى عايشة فيها دى وانزلى الى ارض واقعك
معليش ياأم الحسن انتي مافهمتي كلآم الاستاذة . ماالاستاذة مشكلتها انو ماكل الناس بيفهموا كلآمها من قراءة أولي .
كدي استهدي بالله وأديهو ( كام ) قراءة كدة وبعدين علقي .
قصتك طويلة ياأستاذة مني . أرجو تبسيط أسلوب الكتابة حتي لايظلم عند مقالك أحد !
أما تعليقي علي موضوعك اليوم فهو أننا لازلنا بعيدين جدا عن ثقافة الاعتراف بالخطأ
والخوف من المسؤول أكثر من خوفنا من وخز الضمير ودعوة المظلوم ويارب أيقظنا من نوم الغفلة .
ام الحسن مالك اتحاملت قدر دة علي بت ابوزيد ؟؟؟ انت تعليقاتك رصينة دايما ومواكبة ؟؟ وكذلك كتابات الاستاذة مني ،،
عموما ممكن الفيل تقرصو نملة وتتسبب في موتو في الاخر بس بالصبر !!! والنار بتبدأ بشرارة !! والهواء ذرتي هايدروجين وذرة اكسجين !! ولن يكون هذا الشعب ذبابة كما يحسب الملكيون ولا الملك نفسه ولكنه عملاق يقوده اقذام سيحطمها يوما ،،، ولكما التقدير والاحترام ،،،،
يا ام الحسن من lالسعودية يا أختى والله ماليك حق ،، لماذا الإصرار على الإساءة ،،،
اتمنى ان نتجنب الزعل ونكون موضوعيين
الحقيقة انا المقال عجبنى المره دى لانه واضح واشار لموضوع الإعلام الموجه خاصة مثل فضيحة جريدة مثل الأهرام وهي تزور صورة رسمية كل العالم رأها ،، وقام رئيسها بتبرير اقبح من الذنب حيث قال انه كان يريد ان يوضح الدور القيادى للرئيس مبارك،،، وهذا حال الإعلام الموجه الذى يفضح نفسه ،،،
فعلا هذا حال العلامين وخاصة الذين يعلقون على الصحف فى التلفزيون بمزاجهم ولصالح الحكومة وتطبيل هم والمزيع يعنى حاجة لمن بايخه ومافى منطق ولا عقلانية وهذا ينقص من مكانتهم لانهم بقولوا كلام هم مامقتنعين بيه وكيف يقنعوا بيه غيرهم
ام الحسن من السعودية لا داعى للإساءة يمكن ان نعلق بدون زعل
يا عبد المنعم الماء وليس الهواء
العزيز محمد شكرا على التصحيح الماء وليس الهواء كما كتبت ،،، وبالتأكيد دي اخطاء االكتابة وليس المعلومة .. ومعروفة للكل ,,
لكن ما وريتنا رأيك في الموضوع ؟؟؟ الاعلام الموجه وملكية الملكيين …
اكرر شكري واحترامي ومودتي