إذا بُنيت “محلات” عليه وقام البيع واجتمعت الآلاف.. سوق أبو جهل: علامة كردفان التجارية

الأبيض – خالدة ودالمدني
يبقى اسم المكان وشكله صامديْن حيال التغيُّرات التي تقترحها الحكومات والإدارات المحلية المتعاقبة وفق معتقداتها السياسية واتجاهاتها الفكرية، فيظلان تاريخاً تتوارثه الأجيال.
بالنسبة لسوق (أبو جهل) بالأبيض ظهر ذلك جلياً، حيث قُرِّر في سنة ما تغيير اسمه التاريخي إلى (سوق ابن مسعود)، فباء الترويج له بفشل ذريع ولا يزال الناس يرددون الاسم القديم (أبوجهل) وتلهج به ألسنتهم دونما تأتأة أو تردد، كما يحدث عند (ابن مسعود)، فحينما يلفظ به البعض، سرعان ما يردفونه بتوضيح، مرددين (أبو جهل.. أبو جهل).
منتجات غابية
تتمتع شمال كردفان بالكثير من المنتجات المحلية ذات الفوائد الغذائية والاقتصادية ما جعل أسواقها تُعج بخيراتها الوافية. وفي هذا الصدد يتربع سوق أبوجهل على عرش مدينة الأبيض حاضرة الولاية. قصدنا زيارته لسببين، هما: عراقته وما روي لنا من أخبار شائقة عنه، وكيف يزخر بمنتجات كردفان الغرة (أم خيراً جوّه وبرّه)، تلك المنتجات التي تخطف الأنظار وتلفت الأبصار تتبدى في ألوان التبلدي والنبق والقضيم، وهي معروضة على واجهات المحلات في سوق (أبو جهل) بطريقة جاذبة.
ونيم ظليل
أشجار النيم العملاقة الظليلة التي اتخذها تجار السوق محلات لهم، بانتظار اكتمال بناء محلاتهم الجديدة، تحجب عنهم من أشعة الشمس، فتراهم يستظلون ويتاجرون تحتها وكأنهم أسرة واحدة.
يقول الطريفي محمد من قدامى تجار (أبو جهل) ومالك (فرّاشة) فيه: نحن أبناء كردفان نعمل بالزراعة والتجار في ذات الوقت، فنأتي بما نزرعه إلى السوق لنبيعه. وأردف: “الحمدلله بلدنا أمان، نخلي بضاعتنا كدا بره ونمشي الزراعة وما بتجيها عوجة”. وأضاف: “الحكومة حالياً تبني لينا في دكاكين جديدة، وبعد تكتمل نرحل ليها، إن شاء الله”. وختم الطريفى مشيراً إلى عراقة أهل كردفان وصفاء قلوبهم وكرمهم, وعدَّها صفات توارثوها عن أجدادهم، وتعبيراً عن ذلك أهدانا نبق ولالوب و دوم.
قبلة للأجانب
على بعد أمتار من محل الطريفي، التقينا عبدالله هارون الذي بدأ نشاطه في هذا السوق منذ 1992 م، بحسب روايته، التي واصل فيها قائلاً: كما ترون بأعينكم فإن كل منتجاتنا كردفانية 100%، كالتبلدي، الكركدي بنوعيه الأحمر والأبيض، النبق، اللالوب، التسالي، والشطة. وأضاف: كل الأسعار في المتناول، رغم ارتفاع أسعار التبلدي نتيجة لاستخدامه في الكثير من الصناعات.
يمضي عبدالله هارون شارحاً: لا يقتصر الحراك داخل السوق على مواطني المدينة والزوار من المدن السودانية الأخرى، بل يتعداهم إلى الأجانب من السوّاح أو العاملين في السودان مثل الصينين بجانب موظفي الشركات والطيارين. وأثنى على جهود حكومة الولاية لتطوير السوق الشعبي الأشهر في السودان قاطبة، بحيث يُملك أي تاجر دكاناً مقابل القليل من التكاليف.
تراثيات رائعة
إلى ذلك، وفي منحى آخر، التقينا محمد عمر وهو يتوسط بضاعته من التراثيات والأعمال اليدوية، حيث أشار إلى أن كردفان تتمتع بالتراثيات كاشفاً عن كل هذه المنتجات محلية الصنع والخام كالجلد والسعف وغيرهما. وأردف: تُصنِّع هذه التراثيات فتيات من الرهد والأبيض، ونصدرها إلى أم درمان، ونسعى لتطويرها بإدخال بعض الخامات الأخرى
اليوم التالي
خوفى الشديد أن تخرب علينا حكومة الكيزان هذا السوق و تدمره، فهى لم تترك شئ جميل فى حياتنا الا و دمرته، دمرت أهم معلم فى الخرطوم حديقة الحيوانات بدل تطويرها و كذلك فعلت بالسكة الحديد و المدارس العريقة مثل خور طقت و حنتوب ووادي سيدنا و حاولت تدمير الوزارات و بيع أرضها ليذهب ريعها لجبوب حرامية الانقاذ و لكنها لم تفلح فى ذلك و غيرها من المعالم الجميلة، الله يستر.