خواطر مع قطع التيار!!

صدي
خواطر مع قطع التيار!!
آمال عباس
٭ سحبت ادارة الكهرباء تيارها كما تفعل دائماً.. وهذه الايام الجو حار والكتاحة الترابية في عز نشاطها ومواظبتها.. وهذا مما يجعل البقاء داخل غرفة او المؤانسة مع كتاب أو مجلة.. أو جريدة امرا في حكم المستحيل.
٭ وصلت الى قرار بأن اتحدى الكتاحة واقوم بجولة لاحادث نفسي في بعض الامور وأتأمل امر هذا التراب العنيد الذي يمارس رقصة الوداع.. فكلها ايام وينهمر المطر ويرحل التراب.
٭ فجأة أخذت ادندن داخل نفسي وبصوت مكتوم بأغنية الكابلي نوم عيني البقى لي سهر وسرعان ما دخلت في متاهات طويلة.. هذه ليست اغنية الكابلي.. انها اغنية ود الفكي.. من هو ود الفكي؟
٭ انتهت معركة كرري عام 8981 واستولى جيش المستعمر المكون من الفرق الانجليزية والفرق المصرية.. والى ان استقر الحال بدولة الحكم الثنائي بالسودان بتصفية النفوذ السوداني في سلطنة دارفور التي كان يقودها السلطان علي دينار عام 6191م.
٭ طوال تلك الفترة لم تتضح الرؤية في معركة المجتمع الام درماني الذي ابكته معركة كرري عن آخره والذي تباينت فيه مشاعر الذين ابكاهم الخليفة عبد الله وذاقوا طعم القهر الذي جعلهم يطلقون الكثير من المقولات «قائل الدنيا مهدية» لا سيما بقايا الاسر المصرية والتركية.. وبعض من القبائل السودانية.. وذلك مما جعل شاعرا فذاً من شعراء البطانة وهو الحاردلو يحمل على حكم الخليفة ويتمنى زواله علناً فهو القائل:
الحال العلي يضوقوا الانصار
مكن انجليز وبشاتن حال
في حوش الخليفة ينزل السردار
شيخ الدين قبيض ويعقوب يجيب الفال
٭ في هذا المناخ والتداخلات السياسية والاجتماعية والاخلاقية واجترار ذكريات عهد المهدية في آخر ايام الخليفة عبد الله الذي قتل بعد عام من انتصار جيش كتشنر في ام دبيكرات بالنيل الابيض.. في هذا المناخ اول من قام بالغناء من الرجال «ود الفكي» وهو من الجعليين من منطقة كبوشية وربما يكون قيامه بالغناء في حد ذاته رد فعل لما كانت تحسه قبيلة الجعليين تجاه المهدية وتجاه ما فعله بهم محمود ود احمد على وجه الخصوص.
٭ المهم جاء محمد الفكي «ود الفكي» الى الخرطوم في العشر الاول من القرن العشرين واخذ يغني بشكل جديد ومتقدم وكان الغناء قبل «ود الفكي» كلمات مبتذلة سوقية تغنيها بعض النسوة وتسمى بأغاني «الدهلة» وكثيرا ما تمارس في «الانادي» بعد الانفلات ودخول جنود الاستعمار وتخصيص اماكن لشرب الخمر «الانادي».
٭ قال الفنان الكبير عبد الله الماحي: انه عندما جاء الى الخرطوم عام 8191 لم يجد فيها غير ود الفكي وهو استاذ عبد الله الماحي ومن نفس المنطقة كبوشية، وهو بالتالي استاذ لكل من جاء بعد ذلك من الفنانين.. سرور.. كرومة.. الامين برهان.. ومن حاء بعدهم.
٭ من الكلمات التي تغنى بها ود الفكي للشاعر عبد الله السلمابي نوم عيني.. سبب كل هذه التداعيات التي جاءت متدفقة رغم غموض مفاوضات اديس ابابا ورغم تحفز لجنة الاقتصاد بالمجلس الوطني لرفع الدعم عن المحروقات.. ورغم الغلاء الباطش والرغيف المتقزم درجة التلاشي.. واغنية نوم عيني البقى لي سهر في اصلها تقول:
واعدتهن بالسفر من فرقهن عقلي فر
نوم عيني البقى لي سهر
الرادي سفل هبر
بعد وقطع الخبر
انحل عضاى وما جبر
يا ام دغمة قلبي اندبر
شرع فوق قافن ينم
قول لقاري العلم
من غيرهن دين ما بتم
هذا مع تحياتي وشكري
الصحافة
قول لقاري العلم
من غيرهن دين ما بتم
يديك العافيه
ده كلو فكرتى فى وكتبتى فى عز السخانة والغبار والكهرباء القاطعة …والله ماشاء الله عليك ..انت شكلك عندك شاحن لما الكهرباء تجى بتشبكى رقبتك فيهو وبتشحنى البطارية فل…ياختى انا نازلة السودان اجازة وشيلتينى هم الكهربا البتقطع دى والحرعليك الله الشاحن ده ببيعوهو ووين