طرقتي بعزمك كل مجال يا بت بلدي يا بت سوداني.. دور المرأة الصحفية

الخرطوم – طيبة سر الله
لعبت المرأة السودانية أدواراً حيوية في نمو المجتمعات ونهضتها من واقع أنها من تضع الجزء الأكبر من اللبنات في المجتمع، لكونها الأم التي تمتلك سلاح التأثير في الأبناء، وهي الأخت والزوجة وشريكة الرجل في تحمل مسؤوليات الحياة، علاوة على دورها في مناحي الحياة السياسية والقضائية والتجارية والثقافية والاجتماعية والإعلامية.
وفي السياق، نظم مركز الفيصل الثقافي، بالتعاون مركز بثينة خضر مكي الثقافي للإبداع والتنوير والفنون، وفي إطار منتداه الفكري، ندوة كبرى بعنوان (دور المرأة الصحفية في ترقية المجتمع) الأربعاء الماضي. وأدارت الندوة رئيسة نادي الكتاب السوداني الأستاذة (مشاعر شريف)، وقدمت الأوراق كل من الأستاذة الصحفية (أماني شريف) بورقة تناولت دور المرأة الصحفية في ترقية المجتمع الرائدات مثالاً، بينما تناولت ورقة الأستاذة الصحفية حياة حميدة مسيرة المرأة الصحفية بتعاقب الأجيال.
حضور نوعي
الحضور النوعي شمل مختلف القطاعات الفكرية والثقافية والأدبية والإعلامية والصحفية وتفاعل مع الندوة. وكان من أبرز الحاضرين السموأل خلف الله القريش بشخصيته الغنية عن التعريف ومحمد آدم عربي مدير الساحة الخضراء والإعلامي حسن محمد صالح عن إذاعة جامعة الخرطوم. ومن الإعلاميين أمينة الفضل والناقد عزالدين ميرغني والصحفي الدكتور محمد شريف مزمل عن المكتب الصحفي للإذاعة والتلفزيون القومي وغيرهم، كما نقلت قناة قوون الفضائية الفعالية مباشرة.
توثيق للمرأة
ابتدرت الصحفية حياة حميدة الحديث بتقديم ورقتها، متناولة ما تضمنته من توثيق لمسيرة المرأة ومجاهداتها من لدن رابحة الكنانية مرورا بأول صحفية سودانية (تكوي سركسيان) تساندها في ذلك أختها (زوري سركسيان) وحتى الجيل الحالي، مستندة في ذلك إلى المراجع العديدة والبحوث المقدمة التي تناولت هذا الموضوع. أعقبتها الصحفية بـ (اليوم التالي) أماني شريف مزمل المتخصصة في مجال الصحافة التوثيقية والأرشيفية، حيث بدأت حديثها بتعريف الصحافة اصطلاحا، ومن ثم تناولت مجاهدات الصحفيات الأوائل، وكيف أنهن قد واجهن عقبات وصعوبات تصدين لها بقوة العزيمة والإصرار على إثبات الذات، حيث كن يكتبن بأسماء مستعارة ومنهن كمثال الدكتورة حاجة كاشف، التي كانت تذيل مقالاتها باسم (شورة)، وكان رئيس التحرير يتعرض للمساءلات والمواجهات كل ما نشر مقال باسم (شورة)، واستطعن بفضل إصرارهن على أداء رسالتهن وفئة مستنيرة مثقفة ساعدتهن على تجاوز هذه العقبات حتى قوي عودهن.
الصحافة النسائية
وتناولت الورقة بالتوثيق أيضاً الصحافة النسائية بدءاً بأول مجلة نسائية شهدها المجتمع السوداني، وهي مجلة (بنت الوادي) التي أصدرتها أول صحفية سودانية من أصل آرمني (تكوي سركسيان) في العام 1946 أعقبها صدور مجلات: صوت المرأة – القافلة – المنار – حواء الجديدة – نساء السودان، وغيرها من المجلات التي تناولت القضايا التي كانت تؤرق المجتمع آنذاك مثل: الشلوخ – الوشم – الحجامة – ختان الإناث وغيرها من العادات الضارة – زواج القصر – تعليم المرأة – خروج المرأة للعمل ومساواتها في الراتب مع الرجل وزواج الأجانب، وتعدد الزوجات ومحاربة غلاء المهور وتثقيف المرأة ومحاربة الزار وحلقاته، بوصفه أحد الأمراض الاجتماعية وقضية التشرد وماسحي الأحذية بالأسواق المحلية وغيرها.
توثيق للصحف
وتناولت الورقة كتابات الصحفيات السودانيات في الصحف المختلفة بالتوثيق لأول صحيفة محفوظة بدار الوثائق القومية بالخرطوم، وهي صحيفة السودان التي صدرت في العام 1903 تلتها صحيفة (الرائد) التي صدرت في العام 1913، وتناولهن لمختلف القضايا التي عملت على ترقية مجتمع تلك الأيام.
كما تناولت الورقة بالرصد التوثيقي للسيرة الذاتية لرائدات الصحافة الأوائل: تكوي سركسيان – فاطمة طالب – ثريا أمبابي – آمال سراج – فاطمة أحمد إبراهيم – نفيسة أحمد الأمين – حاجه كاشف بدري – سعاد إبراهيم عيسى – سعاد الفاتح البدوي – زينب الفاتح البدوي – علوية الفاتح البدوي – آمال مينا – فاطمة سعد الدين – نور تاور – نفيسة المليك – دولة محمد حسن – خديجة صفوت – ثريا الدرديري – فوزية اليمني – نفيسة الشرقاوي (أم أحمد) – آمنة بنت وهب – محاسن عبد العال – حياة مصطفى الماحي (أم عادل) – نفيسة محمد كامل – آمال عباس – بخيتة أمين.. وقد اتخذ كتاب الدكتورة بخيتة أمين (الصحافة النسائية في السودان) كمرجعية أساسية في إعداد هذه الورقة، فلها الشكر أجزله.
وهنالك أيضاً عدد من رائدات الصحافة اللائي والين المسيرة نذكر منهن (نعمات بلال – صباح محمد آدم – مديحة عبد الله – أنعام محمد الطيب – رقية السيد الطيب – زينب أزرق – عواطف صديق وأخريات.
ترقية المجتمع
نخلص إلى أن دور المرأة الصحفية في ترقية المجتمع السوداني دور كبير ومتعاظم وممتد منذ جيل الرائدات الأوائل وحتى الأجيال اللاحقة، ولها القدح المعلى في جعل المجتمع بفضل طرحهن الجاد والمثمر لقضاياه ومعالجتها في مصاف المجتمعات المستنيرة والراقية، ومن المؤكد أن الموهوبات من الصحفيات الشابات اللائي طرقن أبواب العمل الصحفي وجدن أمامهن قاعدة ثابتة وطريقاً رسمته لهن أمهاتهن من الرائدات السابقات، فأصبح الطريق ممهداً وعلى جنباته معالم معارك شرسة خاضتها الصحفيات الرائدات، ووجدت فيها ناشئات الصحفيات، ومن واصلن المسيرة الزاد والتجربة والخبرة التي منحتهن جرعات ودفعات في سلم النجاح الصحفي الطويل

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. الصحفيات السودانيات فاشلات بدرجة امتياز ( اطلق الكل واراد به البعض )
    ياخي ديل تاعباتننا تعب شديييييييد خلاص .
    والله ديل خبر بسيط ما يعرفن يصيغنه
    ديل فاشلات ومسجمات ومرمدات . تب عليكن وعلى صحافتكن وعلى الدربكن يا معولقات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..