كريستينا صوايا: أشعر بنقمة على المجتمع الذكوري

مدافعة قوّية عن حقوق المرأة وتحمل أعمالها الدرامية رسالة لتصحيح الخلل في المجتمع. إنها ملكة جمال لبنان السابقة كريستينا صوايا التي تطل في مسلسلها الثاني «غزل البنات» بدور يندرج ضمن الكوميديا الخفيفة، بعدما أطلت في الأول «ذكرى» بدور درامي. عن تجربتها الدرامية ومشاريعها ونظرتها إلى واقع المرأة في المجتمعات العربية كان اللقاء التالي معها.
كتب الخبر: ربيع عواد

كيف تقيمين الأصداء على مسلسل «غزل البنات» الذي يعرض على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال؟

جيدة ومشجعة وأنا سعيدة بها، خصوصاً أن المسلسل يتمحور حول أخبارنا الاجتماعية كصبايا وكيفية تعاطينا مع الجنس الآخر، كل واحدة حسب طبعها، في إطار جميل وعفوي يدخل الفرح إلى قلوب المشاهدين الذين يحتاجون إلى هذه النوعية من الدراما لأنها تخرجهم من ضغوط الحياة اليومية.

ودور مايا الذي تؤدينه؟

مايا شخصية مركبة وصعبة، فهي فتاة قوية وقديرة ومستقلة ولديها تأثير على صديقاتها، حققت نفسها من دون دعم أو مساعدة أحد، لكن مشكلتها أنها تعاني عقدة من الرجل منذ صغرها ونمت لديها نقمة ضده، بسبب والدها الذي تحمّله مسؤولية انتحار والدتها، لذا تعتبره مجرد أكسسوار في حياتها. هذه الشخصية موجودة في مجتمعاتنا العربية لذلك حصد الدور نجاحاً وأنا سعيدة به.

ما أوجه الشبه بينك وبين مايا؟

ثمة نقاط كثيرة مشتركة بيننا لناحية الانفعالات السريعة والعفوية، فأديت الدور بعفوية وصدق، بالإضافة إلى الاستقلالية كوني امرأة ناجحة في عملي واتكل على قدراتي.

وأوجه الاختلاف؟

اختلف معها في تطرفها إلى أقصى الحدود، فأنا مع لغة التفاهم والحوار لبلوغ مبتغاي، وأؤمن باستحالة أن تعيش المرأة لوحدها من دون رجل، هذه سنّة الحياة وهو أمر لا تؤمن به مايا، لكني أبرر لها موقفها كونها تعاني عقدة الأب منذ صغرها.

هل أنت متصالحة مع الرجل الشرقي؟

ليس تماماً، ولدي نقمة على المجتمع الذكوري الذي نعيش ضمنه في لبنان والدول العربية، كيف لي أن أكون متصالحة مع الرجل والقوانين لا تساوي في الحقوق بيننا؟ أستغرب أنه حتى اليوم يُنظر إلى المرأة على أنها عنصر ضعيف والرجل وصيّ عليها في النواحي المهنية والاجتماعية وغيرها… مع العلم أن المرأة لا تختلف عن الرجل في الذكاء والثقافة والوعي والإدراك، وقد أثبتت تفوقها عليه وقدرتها على أن تكون فاعلة في المجتمع وأماً ومربية للأجيال في الوقت نفسه.

كيف تنظرين إلى وضع المرأة العربية اليوم؟

ما وصلت إليه المرأة العربية اليوم من تقدّم هو بفضل مثابرتها وإرادتها القوية في إثبات نفسها من دون مساعدة أحد، وما زالت تكافح لأخذ أبسط حقوقها التي يحرمها منها المجتمع الذكوري، أنا ثائرة تجاه هذا الواقع وتجاه القوانين الظالمة للمرأة.

كيف يمكن تغيير هذا الوضع؟

من خلال سنّ قوانين تجرّم كل من يعنّف المرأة وتعديل القوانين المجحفة بحّقها والتي لا تساويها بالرجل.

وماذا عن واقع المرأة اللبنانية؟

تعاني جوراً وظلماً كبيرين. أين المنطق في أحقية الرجل مثلا أن يتزوج من أجنبية ويعطي الجنسية لها ولأولاده فيما تحرم المرأة من ذلك؟ هل يعقل ألا يحقّ للمرأة أن تفتح حساباً مصرفياً لأولادها من دون موافقة الوالد؟ عيب أن ندّعي الحضارة والتقدم أمام هذا التخلّف.
ثم أليس محزناً أن يسجّل طفل أنه لقيط في حال كان والده مجهولاً، وأن تلازمه هذه الصفة طيلة حياته؟ إذا لم تكن ثمة نية لتشريع هذا الوضع فليُنظر إلى كل حالة على حدة لأن ثمة أوضاعاً اسثنائية.

كيف أوصلت صوت المرأة عبر أدوارك الدرامية؟

في مسلسل ذكرى جسدت معاناة المرأة اللبنانية المتزوجة من أجنبي ولا تستطع إعطاء الجنسية لزوجها وابنها الذي يعيش غريباً في وطنه… هنا أتساءل ماذا لو كان الأب لبنانياً والأم فرنسية مثلا؟ لكان عاش وأولاده مكرمين على غرار أي فرنسي آخر… كذلك عكست مشكلة الزواج المدني الذي ما زال غير مشرّع في لبنان.
ما جديدك على صعيد الدراما؟

تلقيت عرضين من سورية ومصر، لكن العمل فيهما مؤجل بانتظار هدوء الأوضاع الأمنية والسياسية.

هل تؤيدين الأعمال العربية المشتركة؟

بالطبع لأنها توسع انتشار العمل، وتكسب الممثلين خبرة لأنهم يتفاعلون مع بعضهم البعض، وتقرّب المجتمعات من بعضها وتضفي تنوعاً على العمل.

هل شاهدت مسلسل روبي؟

لم أتابعه بشكل كامل لكني أحببت التنوّع بين الممثلين اللبنانيين والسوريين والمصريين.

ماذا عن التقديم، هل ما زال وارداً؟

ثمة عروض في هذا المجال، إنما الإنتاجات الضخمة قليلة ولا نجدها على الشاشات، وقد زادت الأوضاع السياسية الراهنة هذه المشكلة.

هل تابعت برنامج «رقص النجوم»؟

بالطبع. نجح من جوانبه كافة ورفع نسبة المشاهدة للمحطة «برافو».

في حال طلب منك المشاركة العام المقبل، هل توافقين؟

خضت تجارب التمثيل والتقديم والغناء وتبقى تجربة الرقص، فلمَ لا؟

هل أنتِ سعيدة؟

ما من سعادة مطلقة. أنا مع القناعة من دون التخلي عن الطموح، وفقت بين بيتي وعملي ونجحت في ذلك، ولدي مزيد من الأمور أريد تحقيقها.

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..