الهجرة القسرية … آثار سالبة على المرأة والطفل.. شائكة ومعقدة

الخرطوم ? زهرة عكاشة
لا شك أن وضع المرأة والطفل يشغل حيزاً كبيراً في تفكير العالم، لأهميتهما، لا سيما المرأة التي تلعب دوراً كبيراً في تربية النشئ، وتعرضها للضغوط يؤثر سلباً على المجتمع؛ لذلك حمايتها ضرورة اقتضتها الفطرة التي فطرها الله عليها، ويصبح الالتفات إلى ما يضايقها ويعكر صفوها من الأهمية بمكان، فصلاحها يصلح المجتمع لأنها تخرج له رجالاً ونساءً. تحدثت د. سارة أبو الباحثة الاجتماعية عن قوانين الهجرة وشروطها في ندوة الهجرة القسرية وأثرها على المرأة والطفل التي أقامها الاتحاد النسائي الإسلامي العالمي الأسبوع الماضي، وابتدر نقاشها معتمد اللاجئين حمد الجزولي.
وتعد الهجرة في الأصل انتقال الشخص من بلده الأصل إلى مكان آخر بغرض البحث عن تحسين معيشته والاستقرار النفسي والأمني، وقد تكون الهجرة إجبارية أو اختيارية، إجبارية في حالة الكوارث الطبيعية واختيارية في حالة الاغتراب واللجوء وداخلية مثل حالة النزوح. هكذا ابتدر حمد الجزولي معتمد اللاجئين حديثه، وقال: الهجرة معروفة منذ زمن الرسول عليه الصلاة والسلام، والسودان له تاريخ ناصع في استقبال وإيواء اللاجئين، وتشهد المحافل الدولية على ذلك.
شائك ومعقد
وأوضح حمد أن عدد اللاجئين في السودان فاق الـ”60″ مليون لاجيء، وهو رقم كبير مقابل الإحصاءات منذ الحرب العالمية الثانية، خاصة بعد مأساة سوريا. ولفت الى أن هناك عدداً من البؤر الملتهبة في العالم؛ الأمر الذي جعل من اللجوء موضوعاً شائكاً ومعقداً. وأضاف: إن كل لاجيء مهاجر، وليس كل مهاجر لاجئاً، وأن الإحصاءات الحديثة كشفت أن بين كل “7” أشخاص يوجد شخص لاجيء أو مهاجر أو نازح، وهذا مؤشر يقود الى زيادة العدد بصورة كبيرة، كما أثبتت الاحصاءات أن دخل المغتربين والمهاجرين في العالم بلغ “450” مليار دولار في العالم، ما جعل عدداً من الدول تعتمد عليهم في دخلها، وهذا مؤشر إلى جوانب الهجرة الإيجابية، فكلما كانت مرتبة ومقننة تعود بالفائدة للبلاد، وكلما كانت عشوائية وغير مقننة يكون هنالك ضحايا، وأغلب ضحاياها من النساء والأطفال، الذين ثَبتت نسبتهم عالمياً “70%” من ضحايا الاتجار والتهريب والبشر، مؤكداً أن السودان يعاني من تهريب في البشر وليس اتجاراً. وقال إن التهريب هو نقل شخص من مكان لآخر برضاه مقابل أجر، وتنتهي العلاقة بين الناقل والمنقول بانتهاء المهمة، أما الاتجار فهو إكراه شخص ونقله من مكان لآخر، وتبدأ من الدول المصدرة إرتريا، إثيوبيا والصومال ودل عبور كالسودان ودول مقصد كالدول الأوربية وإسرائيل، ويأخذ مسارين الأول عبر الصحراء الشمالية إلى سيناء ومنها إلى إسرائيل، أما الثاني من دارفور إلى ليبيا ثم البحر الأبيض المتوسط والى أوربا التي تتذمر من تلك الهجرات غير المقننة.
أول قانون
وقال حمد أول ما بدأ التهريب في السودان ظهر قبل أربع سنوات بشرق السودان وضحاياه من المهاجرين وطالبي واللجوء. وتابع: وضعت ولاية كسلا أول قانون لمكافحة التهريب والاتجار والبشر لكن وزارة العدل رأت أن يكون القانون مركزياً الذي سن في اكتوبر “2014”م. وقال إن الهجرة القسرية تتأثر بالأحداث العالمية، فما حدث في باريس مؤخراً أثر كثيراً على الهجرة، وكان ضحاياها المهاجرون إلى أوروبا الذين وجدوا حواجز صد وهناك دول أغلقت حدودها تماماً.
ولإزالة الخلط أكد حمد أن الإثيوبيين الموجودين في الخرطوم ليسوا لاجئيين، وإنما هم مهاجرون اقتصاديون سواء أتوا بطريقة قانونية أم غير ذلك، وحكومة السودان عن طريق معتمدية اللاجئين تحاول جاهدة تقنين وضع اللاجئين، بمنحهم بطاقات حديثة، وبواسطة السجل المدني تم منحهم بطاقة تسمى بالرقم الأجنبي وبذلك يمكن معرفة أعدادهم والتفريق بين اللاجيء ودون ذلك، خاصة وأن البلاد يدخلها اللاجئون من الشرق والغرب والخرطوم تعج باللاجئين.
خطر الإيدز
وأشار عمر محمد سلمان إدارة مكافحة الإيدز والأمراض المنقولة جنسياً وزارة الصحة ولاية الخرطوم إلى الآثار السالبة للهجرة سواء لجوء أو نزوح أو هجرة اقتصادية، كاشفاً عن اتفاع نسبة الإصابة بمرض الإيدز، وقال: بحسب الإحصاءات التي أوردتها مراكزهم أن الإصابة بمرض الإيدز مرتفعة جداً وهذا أمر غير متوقع لأننا كنا نأمل انخفاضها بعد انفصال الجنوب. وأضاف: وفقاً لهذه المؤشرات أؤكد أن شبابنا في خطر، وأننا ماضون الى كارثة لا محالة، وعد عمر الهجرة بأنواعها كافة أحد الأسباب التي ساهمت بشكل كبير في ارتفاع نسبة الإيدز بالبلاد، ولابد من وضع التحوطات اللازمة التي تحد من ذلك.
النعومة لا تحل المشكلات
ودعت بروف سعاد الفاتح الى عدم دفن رؤوسنا في الرمال وترك الحبل على الغارب لإخواننا الجنوبيين الذين أتوا بالسكين والساطور ويعيثون في الأرض فساداً نهب وقتل دون رادع. وقالت: إن المعاملة الناعمة لا تحل المشكلة، ولابد من إيجاد حلول جذرية، لاسيما وأن الخرطوم لا تحتمل أي اضطرابات، ولا تحتمل أي زيادة سكانية، بلا كتاب منير، وكلنا نعلم ونشتكي من انعدام الخدمات “كهرباء وماء” وخلافه، سيما في ظل تمدد رقعة الخرطوم الجغرافية، التي ليست باستطاعة الحكومة أن توصل لها الخدمات الأساسية. وطالبت الاتحاد السوداني الإسلامي العالمي بتشييد قرية سكنية من “25” منزل في دارفور لتكون مأوى لكل من لا مأوى له واردفت: (باستطاعتكم ذلك

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..