إلى متى نبكيك يا وطن

اسماء محمد جمعة

بنهاية كل عام أي حكومة في العالم تخرج إلى شعبها ببشريات جميلة وترسم له عاماً مشرقاً بالتطلعات وتهديه المزيد من الرفاه ومقومات التقدم والازدهار، فتفتح له أبواب الأمنيات مشرعة ليحلم بكل ما يشتهي حتى وإن كان من بالمستحيل، إلا حكومتنا لا يكفيها ما فعلته وتفعله بالشعب السوداني، فهي أيضاً لا يعجبها أن يطل عليه العام الجديد كما يطل على كل شعوب العالم، تستخسر فيه حتى الأمنيات والأحلام التي لا تكلفها شيئاً، فتصر أن تتعسه وتبشره بالشقاء، وفي اللحظة التي يستعد فيها العالم للاحتفال بالعام الجديد تستعد هي لإرهابه نفسيًا بالأخبار السيئة التى ستحملها إليه إطلالة العام القادم الذي سيكون الأسوأ حسب سياساتها، فهي تزرع العام الجديد بالألغام وتفخخه قبل أن يطل علينا.
وزير مالية حكومة المؤتمر الوطني يقف أمام البرلمان ويعلن رفع الدعم عن القمح والمحروقات والكهرباء مع مطلع العام القادم ، سيادته يلقي اللوم على المواطنين لأنهم تحولوا إلى مستهلكين ، وهو بذلك يتفق مع البرلمان الذي يرى أن الشعب هو سبب تدني الاقتصاد، الحكومة والبرلمان معًا يحملان الشعب مسؤولية جريمتهما، مع إننا لم نسمع يومًا أن هناك شعبًا ارتكب جريمة ضد نفسه فالحكومات من تفعل .
حسبما هو معروف علميًا ومنطقيًا هو أن سياسات الحكومة هي التي تدفع شعبها للعمل ليصبح منتجًا وفاعلاً ، أو إلى الخمول والعطالة ليصبح مستهلكًا وفقيرًا، وحكومة السودان هي من النوع الثاني فعلت كل ما بوسعها لتحول هذا الشعب إلى عاطل وخامل وفقير، وقبل قدومها كان منتجًا وفاعلاً وغني لدرجة أنه يحلم بأن يكون السودان سلة غذاء العالم لولا أنها سرقت ذلك الحلم بليل.
السيد وزير المالية وصل به الظلم والجور ليبرر حقيقة العلم والمنطق بحديث غير مقبول لكل ذي عقل، يحمل الشعب أخطاء حكومته رغم أن الشعب من يصر على الإصلاح ويطالب به بكل الوسائل وحتى هذه اللحظة ، فهو يريد أن يكون فاعلاً ومنتجًا وقد كان كذلك ولكن كيف في ظل حكومة تضع له العراقيل وتكبله ؟.
ربع قرن من الزمان لم تنجز الحكومة خلالها إلا الشقاء والأسف والحسرة والظلم والهم والغبن والشقاء والتعاسة والتخلف والدمار هذا هو ما قدمته للشعب، وإن كان مستهلكًا فليس لديه شيء يستهلكه إلا هذه المنتجات التي تفننت في إنتاجها حكومة المؤتمر الوطني، والشعب يتجرعها في صمت .
السيد الوزير لم يكتفِ بذلك بل وعد بحلول هي في حد ذاتها مشكلات أخرى، وهو يعلم علم اليقين ألا شيء يمكن أن يحل مشكلات السودان ما دام الفساد هو سيد الموقف، وإن كانت الحكومة تريد الإصلاح فلترفع عن الشعب عبء الفساد فقط ، ولكنها لن تفعل فهي من غير الفساد تموت.
بالرغم من أن هناك الكثير الذي يمكن أن تفعله الحكومة لتبشر الشعب بما هو أفضل، ولكنها لا تستطيع لأن الفساد يسيطر على تفكيرها ونواياها فيظهر في أفعالها ويوجه سلوكها، ولذلك هي لا تملك غير هذا البرنامج القاتل لتبشر به الشعب كل عام بمنتهى المتعة والتشفي وهي تحمل الشعب المسؤولية، ولكن السؤال المهم إلى متى سينتظر الشعب وهو لا يفعل شيئاً غير البكاء على هذا الوطن ؟ إلى متى نبكيك يا وطن ؟

التيار

تعليق واحد

  1. يابنتي
    اسعد الله صباحك
    الشاهد ان مقومات الخروج من هذه الفجيعة التي تسببت فيها الانقاذ غير موجودة فالمعارضة ضعيفة
    والحركات المسلحة لاتحمل فكرا ولاتتبني قضية
    وكل مايهمها هو الجلوس علي الكراس . ودهس هذا الشعب اصلاح
    ١- التعليم
    ٢- توفير العلاج
    ٣-خلق فرص عمل
    ٤-النهضة الاقتصادية
    ٥-دولة القانون
    ٦-العدالة الاجتماعية
    كل هذه الاطر لاتتواجد في اجندة المعارضيين ولذلك فاقادم اسؤ ياعزيزتي اخزمي امتعتك الي فرجينيا حيث يمكنك التالق في الكتابة والادب واستعيني بقصيدة ابن نوح لامل
    نقل لاستعادة التوازن النفسي وتحياتي

  2. تحية طيبه اختي
    التحليل الحكومي فيه جزء من الحقيقه وذلك لان عدد سكان الخرطوم يتعدي ثلث سكان السودان والخرطوم مدينه خدمية لاتنتج
    اما المنظور الثاني
    الحكومة عاجزة عن تحريك وادارة القوة البشرية

  3. يا اختى اسماء انتى لسع تفكرى فى البكاء عللى السودان .. البلد خلاص راح وراح زماااااااااااان . الله يرحمه . ( كان فى بلد اسمو السودان زمان )

  4. لسه ما شفتو حاجه تب
    غدا لن تجدوا دموع لتبكوا بها
    انفصل الجنوب وضاع البترول ..بكيتم
    دمر مشروع الجزيره والسكه حديد وسودانير وسودان لاين .. بكيتم
    دمر التعليم والصحه … بكيتم
    دمر قطيع الماشيه وصدرت الاناث منه … بكيتم
    دمر الانسان السوداني جوعا وفقرا ومرضا وجبايات واتاوات وحتى الدرداقات …بكيتم
    دمر النيل العظيم وفقدتم ماء النيل الازرق بتاييد سد النهضه الاسرائيلي …بكيتم
    دمر شباب الوطن وجلهم اصبح سائق ركشات اوعطالى في الملفات …بكيتم
    اسرفتم في البكاء وذرف الدموع
    فهل ستبقى ليكم دموع لتبكوا الذهب وشركه سيبرين الروسيه التي اتضح انها سودانيه لنهب الذهب كما نهب البترول قبله
    فهل ستبقى لكم دموع لتبكوا انفصال اجزاء عزيزة من الوطن بعد الجنوب إثر ثلاثه حروب اهليه ما زالت تدور رحاها وتقرر لاحدها استفتاء
    فهل ستبقى دموع لبكاء شهداء الحلقه الثانية من الثورة بعد الحلقه الاولى التي سقط فيها شهداء سبتمبر
    ومع ذلك فانهم يتشدقون بملء كضومهم عايزين تححصلوا اليمن وسوريا وليبيا مع اننا سبقنا كل هؤلاء على اقل تقدير ما زالت اليمن وسوريا وليبيا والعراق لها ابناء ما زالوا متماسكين ولم تمزق وحدتهم ولم تمزق خريطتهم الجغرافيه والاجتماعية
    ومن له دموع متبقية فليوفرها لقادمالايام
    شكيناهم لله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..