الباشكاتب .. يستاهل..!

محمد عبد الله برقاوي ..
حينما يصبح الفنان صاحب رسالة ..يترسخ في وجدان الإنسانية حيثما كانت .. فالفن لا يعترف بحواجز الحدود ولا بلون السحنات ولا بأختلاف الألسن وتنوع الجنسيات .. فالنغم العذب يترقرق في الجوف الظامي للجمال متى ما صبه إبريق الصوت الشجي و عزفته أنامل الإحساس الصادق .
إن الموسيقى إذا تمكن شدوها ..
دلف النقاء الى النفوسِ وجاسا..
واللحنُ لو مس الشغاف وهزها ..
يُعطي التمتع بالجمالِ قداسه ..
محمد الأمين باشكاتب الفن السوداني واحد من القلائل الذين صمدوا في الصف الأول مع الكبار ولم يتراجع قيد أنملة عن موقع القمة التي إعتلاها مبكراً .
بالأمس كرمته بعثة الإتحاد الأوربي بالخرطوم في اليوم العالمي لحقوق الإنسان كأحد أبطال الإنسانية مسخراً فنه الذي شمخ به عبر عقود مسيرته التي خلدت منحوتة على جدار التاريخ الفني .فاستشعر ذلك الدور كل أهل الوطن الحبيب وتبعهم حتى الأروبيون في تكريم الفن السوداني ممثلاً في أحد أعمدته الشماء صوتاً قوياً وحسا وطنياً شفيفاً تدفق مع طوفان أكتوبر أناشيداً لثورة إنحنت لها هامات كل الشعوب الحرة .
لم يكن تكريماً لشخص في حد ذاته بل هو وقفة إجلال لكل عمالقة الفن السوداني بشتى ضروبه للذين رحلوا عن دنيانا وللذين لا زالوا يعطرون ليالينا بفنهم الأصيل الذي يصقله الزمن ولا يصدأ مهما تكالبت عليه أوحال الغث .
مبروك للباشكاتب .. ويستاهل .
[email][email protected][/email]
لما كرموه السودانيون اذكر رده :
يا ظالمآ فى الغيب.. أو حتى بيناتنا
أحذر ملاقاتنا
تاركآ السادن الدائم والأوحد على مهدى يتلفت كايس محل الواطا تبلعه و لما الماكرفون جابوهو للبأشكاتب هو نط زى العوير ووقف داير يدخل خشمو،بس محجوب شريف قهمو على لسان الباشكاتب ..معليش نسيت البيتين من الزحمة ،لو فى زول حافظ القصيدة بكون شاكر .و التحية لود اللمين المبدع والوطنى.
انظروا ماذا قال السلف الخايب السافل في الفن والغناء والعزف
وتأملوا كيف يكرهون الحياة ومن يمجدها ويكرهون الجمال والرقي:
قال ابن القيم رحمه الله : فالغناء يُفسد القلب ، وإذا فسد القلب هـاج في النفاق . اهـ .
ولا شك أنه إذا كان من خلال آلة موسيقية فهو أشـدّ في التحريم .
قال الإمام البيهقي – رحمه الله – : وان لم يداوم على ذلك ( يعني على الغناء ) لكنه ضرب عليه بالأوتار ، فإن ذلك لا يجوز بحال ، وذلك لأن ضرب الأوتار دون الغناء غير جائز لما فيه من الأخبار . ( يعني لما ورد فيه من الأحاديث ) .
والغناء والأغاني من الباطل .قال خالد بن عبد الرحمن : كنا في عسكر سليمان بن عبد الملك فسمع غناء من الليل ، فأرسل إليهم بكرة فجيء بهم ، فقال : إن الفرس لتصهل فتسوق له الرمكة ، وإن الفحل ليهدر فتضبع له الناقة ، وإن التيس لينبّ فتسترمّ له العنز ، وان الرجل ليتغنى فتشتاق إليه المرأة ، ثم قال : اخصوهم ! فقال عمر بن عبد العزيز : هذا مُثلة ، ولا يحل ، فخلَّى سبيلهم . رواه البيهقي في شعب الإيمان .
ألف مبروك للموسيقار الذى شرف كل سوداني وسودانيه الاستاذ مجمد الامين.