الحمير في العاصمة.. ألقت “مسكنتها” وتخلت!! المكادي والديراوي

أم درمان – صديق الدخري
إلى وقت قريب كانت الحمير تتمتع بسمعة لا بأس بها في جميع ولايات السودان، حيث كان اقتناء حمار ناصع البياض يمثل قمة الأماني وأقصى الأحلام.
ولهذا كان التجار يبدعون في تصنيفها ويجتهد السماسرة في كشف محاسنها حتى يختلط الأمر على الراغب في الشراء، فلا يستطيع التفريق بين الحمار والحصان، وبما أن لكل بداية نهاية بدأت سطوة الحمير في التلاشي في ظل انتشار وسائل النقل الحديث منها والمستحدث حتى صار التفكير في امتلاك حمار يمكن أن يجعل الشخص يوصف بأقذع الصفات، أدناها (الجنون).
لكن رغم هذا لا يزال للحمير مربون ومشترون وسماسرة ومضمار لتجريب سرعتها فيه بسوق السلام في أمبدة وعدد من ولايات كردفان ودارفور.
تنقل مستمر
كل الأسواق الكبيرة بأم درمان جربت التنقل بين الأحياء المتعددة حتى استقر معظمها في مواقعه الحالية كسوق ليبيا والسوق الشعبي وسوق المواشي، إلا أن سوق الحمير لم يعرف الاستقرار منذ سبعينيات القرن المنصرم وحتى هذه اللحظة، إذ تنقل بين أحياء أم درمان القديمة وأحياء أم بدة على أن وضع عصا الرحال مؤقتاً بدار السلام غرب أم بدة وحتماً عينه على رحله جيدة في القريب العاجل – على حد تعبير سمسارها (علي الحبيب) – الذي قال: كان سوق الحمير في السبعينيات جوار حي العرب بأم درمان ثم انتقل إلى السوق الشعبي أم درمان، ومنه إلى سوق أبوزيد الذي قضى به زهاء الخمسة عشر عاماً، ومن ثم انتقل إلى موقعه الحالي بسوق (قندهار) بوحدة السلام غرب أم بدة تقريباً عام 2003م، ولا يزال به، لكنه حتماً سيرحل لموقع آخر قريباً، لأنها الآن تعرض في العراء جوار زريبة الضأن.
أنواع حسب الطلب
معروف أن الحمير تنقسم إلى نوعين أحدهما للركوب والآخر لحمل الأثقال، وكل واحد من الصنفين يأتي من مناطق محددة في السودان، فالصنف الخاص بالركوب، وهو الأفضل والأجود يجلب من مناطق القرير، بربر، نوري، تنقاسي، شندي، الدامر، دنقلا، والقليل منها يأتي من الجزيرة، هذا على حسب إفادة (الصادق حامد) الذي امتهن بيع وشراء الحمير منذ العام 1981م.
أفضل أنواع الحمير هي تلك التي تأتي من دنقلا بحسب (الصادق) الذي أضاف، الحمير الأصيلة تأتي من الولاية الشمالية ونهر النيل، لكن النهود، الضعين، الفاشر، تمثل أهم أسواق استهلاكها لأن أنواع الحمير الموجودة في تلك المناطق لا تصلح للركوب إطلاقاً، بل تتم استعانة بها في تربية المواشي ونقل المياه، والقليلون يستخدمونها في حراثة المشاريع الزراعية الصغيرة.
ويؤكد (جبارة أحمد) أن مناطق غرب السودان تعد ذات أهمية كبيرة بالنسبة إلى مربيّ الحمير، لأن معظم التجار يأتون من أقصى الغرب إلى الخرطوم لشراء حصتهم، ومن ثم يذهبون بها لتلك المناطق بحثاً عن الربح.
أسعار خرافية
في السابق كانت الحمير تُجلب من الشمال وتمر عبر الخرطوم لتذهب مباشرة لغرب وجنوب السودان – حسب (محمد الشيخ) أحد السماسرة بسوق السلام – الذي أكد أن عدد الحمير في الأسواق بأم درمان صار شحيحاً في الفترة الأخيرة، لأن المربين في الولايات تركوا تربيتها، واتجهوا إلى أعمال أكثر دخلاً منها في ظل ارتفاع تكاليف الحياة اليومية.
وأضاف (محمد) أن هناك عدداً كبيراً من الحمير التي كانت تذهب للولايات صارت تباع في الخرطوم لاستخدامها في نقل الركاب وتوزيع المياه وغيره، ولهذا تضاعفت أسعارها أكثر من مرة جراء المنافسة الحادة بين تجار الخرطوم والقادمين من خارجها، فصار سعر الحمار يتراوح ما بين (3 إلى 4) آلاف جنيه، تزيد أو تقل أحياناً بحسب الموسم لأن هناك مواسم محددة مثل فترة الصيف يرتفع فيه سعر الحمير بسبب حاجة ناس الخرطوم للعمل بها في إجازات المدارس والجامعات.
على الرغم من أن سعر بعض الحمير صار ليس في متناول يد الجميع، إلا أن نوعاً ثانياً من الحمير يسمى (المكادي) أو (الديراوي) لا يجد من يدفع فيه جنيهاً واحداً. ويعزو (الطيب حسين) أحد سماسرة الحمير بسوق السلام السبب إلى أن (المكادي) كان في السابق يستخدم في حمل الأثقال في الأرياف، لكن بعد انتشار وسائل النقل انتفت الحاجة لهذا النوع من الحمير، فتركه الناس، فصار يتكاثر حتى بلغ درجة أنه يسير في قطعان في بعض المناطق مثل كردفان والبطانة
اليوم التالي

تعليق واحد

  1. إقتباس
    (لكن النهود، الضعين، الفاشر، تمثل أهم أسواق استهلاكها…..)ههههههههها
    استهلاكها دا في الخرطوم بس يا حبيبي بسبب التجار اللحوم عديمي الضمائر.

  2. إقتباس
    (لكن النهود، الضعين، الفاشر، تمثل أهم أسواق استهلاكها…..)ههههههههها
    استهلاكها دا في الخرطوم بس يا حبيبي بسبب التجار اللحوم عديمي الضمائر.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..