تسيب الأطباء أم تسيب الوزارة

منصات حرة

تسيب الأطباء أم تسيب الوزارة

نورالدين محمد عثمان نورالدين
[email][email protected][/email]

الأسلوب الذى لجأت إليه وزارة الصحة من تخفيض لمرتبات أطباء الأمتياز ومن ثم محاولة ضبط حضور وغياب الأطباء فى المستشفيات عبر إستلام المرتب شخصياً من الطبيب والذى كان يتم إرساله للحساب البنكي هو أسلوب العاجز كيف ياوزارة الصحة يصرف أطباء مرتباتهم وهم أساساً لا يمارسون المهنة بل ومعظمهم خارج البلاد وبإفتراضنا أن الطبيب الذى يفعل هذا غير جدير بممارسة هذه المهنة الإنسانية أين كانت الوزارة كل هذه الفترة التى كانت تهدر فيها أموال المواطن المسكين على بعض الأطباء المتسيبين بسبب تراخي وزارة الصحة على الرقابة وبسبب ضعف الوزارة فى تلبية إحتياجات ذات الأطباء فإذا كان رب البيت بالدف ضارباً فشيمة أهل البيت الرقص والطرب .. الخطأ الأول من وزارة الصحة التى لم تقم بدورها فى تنظيم هذه المهنة ومتابعة المستشفيات هل توجد مأساة أكبر من أن تظن الوزارة أن هذا الطبيب يؤدى واجبه وهو لم يمارس المهنة لشهور أو سنين ويأخذ مرتبه كاملاً .. هذا جانب والجانب الآخر ماذنب هؤلاء الأطباء الذين يقفون صفوف لصرف مرتباتهم فى منتصف النهار دون أى إعتبار ، كان الأجدى قبل أن يظلم الطبيب الملتزم بذنب المتسيب أن تراجع الوزارة المستشفيات فحكاية إستلام المرتب يدوياً وشخصياً حكاية غير مجدية وغير صحيحية .. فيمكن للطبيب المقيم فى كسلا أو سنار أو حلفا أو قل فى القاهرة أو فى الرياض أو فى دبي أو حتى فى أمريكا أن يقطع تذكرة ذهاب وعودة ويصرف مرتبه ومنها يقضى يومين بين الأهل وبهذا يكون قد أثبت للوزارة أنه موجود ويمارس المهنة وبعدها سيتواصل إرسال مرتبه الذى لايستحق لحسابه البنكي لسنين أخرى دون علم الوزارة .. فالتقصير الأساسي فى عدم متابعة حضور وغياب الأطباء هى الوزارة ، وعليها من الآن أن تقوم بواجب ضبط حضور وإنصراف الأطباء ومتابعة الطبيب المناوب فأرواح الناس ليست لعبة وأموال الشعب ليس مال سائب يا وزارة الصحة كأطبائكم المتسيبين .. وهنا سؤال منطقي لأهل العلم هل يعتبر صرف الطبيب لمرتب دون أداء عمله ( سرقة ؟ ) تستوجب قبل إقاف المرتب العقاب القانوني وقبل أن نعرف رأى القانونيين وأصحاب الإختصاص ندعو وزارة الصحة القيام بواجباتها الإدارية كاملة والتراجع عن أسلوب الضبط عبر المرتب فهو أسلوب يمكن التحايل عليه من قبل الأطباء فالأسلوب الناجع هو أسلوب الضبط الإدارى ويا حبذا لو عممت بصمة الحضور والإنصراف فالمستشفيات هى المرافق الأهم فى الضبط والإلتزام فهى تهتم بحياة الإنسان .. أما ماحدث فى اليومين السابقين من تدافع وإزدحام وهرج ومرج لصرف المرتبات هو حقيقة كان مشهد غير لائق بالأطباء وغير لائق بوزارة كوزارة الصحة فمن يرى هذا الكم الهائل من أطباء الأمتياز وهم يقفون فى صفوف سيصاب بالهلع فمن سيراعي المرضى فى هذا الوقت وكل الأطباء خارج المستشفيات والسبب أيضاً ليس الأطباء فالوزارة هى صاحبة الحظ الأوفر فى هذه الأخطاء التى حدثت فحتى لاتتكرر المأساة ونشهد إضرابات وإعتصامات والمتضرر الوحيد هم المرضى على وزارة الصحة تحمل مسؤوليتها كاملة فى الرقابة على المستشفيات وتنظيم مهنة الطب فالمتسيبين ليسوا فقط أطباء الأمتياز فهناك من هم أعلى درجة و أكثر تسيب وبمراحل والعيادات الخاصة تشهد بهذا .. فرحمة بالمرضى إلتزموا ..
مع ودي ..

الجريدة