لَمْلِمْ (أساميك) الجديدة وانتظرْ ريثما نعتادها.. النسي قديمو تاه

الخرطوم ? امتنان الرضي
المريديان، شارع الستين، الفندق الكبير (قراند هوتيل)، الهيلتون، المحطة الوسطى الخرطوم، دكان ود البصير، صينية القندول، كبري المسلمية، القرش والتعريفة، كلها مسميات لها دلالتها وعمقها التاريخي، إذ شكلت وجدان الناس وأحاسيسهم فرسخت في الذاكرة، فغدت لا تتأثر بما يطفو عليها من تغيير شكلي أوعواصف عارضة تفرضها تقلبات السياسة او الاقتصاد، وإن كانت ذات هذه الاسباب عي التي ساعدت على بقائها، اذا أن تغييرها شكلا لا يلغي مضمونها لارتباطها الأصيل بأحداث محددة غير مصطنعة، فتظل ــ كما أن شيئاً لم يكن ــ باقية، وهذا يلفت انتباهي إلى كثير من الأقاويل أو الأمثال السودانية التي تساند اعتقادي (الما عندو قديم ما عندو جديد، والنسى قديمو تاه، ورجعت حليمة لعادتها القديمة، والعرجة لمراحها.
فشل ذريع
يقول إبراهيم عبد القادر: نظل نردد ونتمسك بالأسماء القديمة من باب العادة والإلفة لمعرفتنا بها أكتر من الجديدة. ويضيف: نحن منذ نشأتنا نعرف عمارة الدهب والجامع الكبير وصينية القندول ولا ننظر للافتات الجديدة ولا نكترث لها.
بالنسبة لعفراء أحمد فإنها تعزي سيادة الأسماء القديمة لما سمَّته بعراقتها، ولسلوك الوفاء والولف الذي يتسم به السودانيون، بينما يقول عمر إدريس إن الأماكن والمدن كالأطفال، تولد واسمها معها يتحدث عنها ويعبر عن مكنونها وتفاصيلها الدقيقة، وربما تلعب البيئة أو الظروف الاجتماعية دوراً مهماً في تسمية المدن والأماكن وقد حاولت السلطات تغيير اسم أمبدة الحالية إلى أم درمان الجديدة ففشلت.
ألف جنيه
وفي السياق يحيل فتح الرحمن تمسك السودانيين بالقديم إلى سلوكهم الانطباعي، بحسبه، ويضيف: تظل الأسماء القديمة راسخة في أذهاننا لأنها مرتبطة بحثيثيات وأحداث معينة، ويردف: شخصياً أثرت العديد من الأسماء على وجداني وشكلته، لذلك لا أستطيع التعامل مع الجديدة، ولا زلت أطلق على العملة من فئة (الجنيه) (ألف جنيه).
من جهته يعترف أمير حسين بأنه ما يزال يتمسك بالأسماء القديمة باعتبارها أصلية. ودلل على ما ذهب إليه بالمثل القائل: (الما عندو قديم ما عندو جديد) مضيفاً: أحب الناس الكبار والقصص القديمة لأنها شكلت وجداني، ورغم أن اسماء شوارع كثيرة تغيرت، إلا أن الأسماء القديمة هي الراسخة، وأنا كسائق كثيراً ما انخرطت في جدال مع الركاب حول الأسماء الجديدة للشوارع كشارع الستين الذي سمى مؤخراً بالنفيدي.
الفرع والنيلين
أرجعت نهى كمال، طغيان الأسماء القديمة على نظيرتها الجديدة إلى أن الأخيرة رسخت في اذهان الناس وارتبطت بهم وجدانياً وصارت في حكم العادة، مشيرة إلى أن كثيرين ممن هاجروا وعادوا إلى الوطن لا يعرفون الجديدة. كما اعتبر عدلان عثمان: إن لكل عصر أسماءه، وأشار إلى أنه درس في جامعة القاهرة فرع الخرطوم، لذلك لم يتمكن هو وجيله من تداول اسمها الجديد (النيلين)، مضيفاً: لدينا مجموعة في الوتس اب اسمها (الفراعة).
خلال جولتي التقيت عادل عثمان شروني، فقال: نتعلق بالأسماء والأشياء والرموز والشخصيات القديمة، ويستطرد: مثلا كبري المسلمية الذي أزيل الآن لا يزال كثيرون يوصفون به. وأشار عثمان إلى دكان ود البصير الذي ما يزال راسخاً في مخيلتنا رغم أنه كمعلم ليس موجوداً. وأردف: التحديث لا يلغي الأثر فإلى الآن يردد الناس (الهيلتون، الميريديان، الفندق الكبير)، رغم أن أسماءها تغيرت إلى (كورال، ريجنسي، قراند هوليداي فيلا)، فكثير من الناس ماتوا لكنهم ذكراهم بقيت وستبقى (المهدي، توشكي، هكس).
القديم ولكن ….
إلى ذلك عضد حافظ الشيخ الرأي القائل بأن رسوخ الأسماء القديمة أمر له علاقة بالشخصية السودانية كثيرة الحنين والانشداد للماضي، أو لربما لأن تغيير الأسماء دائماً ما يرتبط بأحداث سياسية و اتجاهات عقدية أو آيدولوجية، وفي هذه الحالة فإن معظم الناس يحتفظون بولائهم وارتباطهم بالأسماء القديمة إذ يعتقدون أنها الأجمل، وهكذا تظل الأسماء والشوارع المرتبطة بالتاريخ لا تتغير (شارع السيد عبد الرحمن شارع المك نمر) ويضيف التغيير للاسم عندما يرتبط بشخصيات لا خلاف عليها غير مقبول بما فيها من دلالات دينية وتاريخية ووطنية، لكن بالمقابل فإن تغيير اسم كلية كتشنر إلى جامعة الخرطوم أو شارع فكتوريا إلى القصر، كانا أمرين مرحبٌ بهما من فورهما
اليوم التالي
هذا الأمر لا ينطبق على الشخصية السودانية فحسب بل يوجد بين كل شعوب العالم التى تحافظ على القديم بل تخصص له متاحف وتعقد حلقات للذكريات وكثير منهم يتحسر على غياب المسميات القديمة ونرجو منكم عدم تجريد الشخصية السودانية بهذا الفهم كأنهم الوحيدون فى العالم لا يرغبون فى الجديد والتغيير ولكن التغيير على اسس علمية مدورسة مواكبة للإرث الشعبى فى تمدد افقى ورأسى دون الذى نراه اليوم بعد خمسين عام قد تغيب الشخصية السودانية نفسها نهايك عن الذكريات .. نرجو اتلإنتباه لهذا التجريد السالب للشخصية السودانية يظهر جانب من اضعاف تاريخه وإرثه وأنه شعب يركن للقديم وهذا أمر غير صحيح بالمطلق وبطلوا فلسفلة فى الفاضى
أنا عاوز أفهم حاجة وحدة علاقت الفندق الكبير في طرابلس في الصورة الفوق الجايبنها بالموضوع شنو ؟