(بلادك حلوة أرجع ليها) الغناء الوطني.. بدايته ومساراته وتطوره

الخرطوم : أمانى شريف
عرفت جميع الشعوب الأغنية الوطنية إبان نضالاتها ضد الاستعمار، وهذا يشمل السودان بطبيعة الحال، حيث كانت ولا تزال الأغنية الوطنية باعثة ومحفزة لحب الوطن وبذل الغالي والنفيس والتضحيات الجسام من أجله؛ لذلك ربما غالباً ما ينحو شعراء الأغنية الوطنية إلى صياغتها في كلمات من أجل حض وتحريض الشعوب على الدفاع عن أرضهم وصون تراب وطنهم وحماية مكتسباته النهضة أو لتشجيع المهاجريين للعودة إلى الوطن وإعماره كما يتبدى ذلك في (بلادك حلوة أرجع ليها دار الغربة ما بترحم).
الثورة ضد الاستعمار
وفى هذه المساحة نركز على الأغنية الوطنية ودورها في إزكاء الحس الوطني وتحرير الوطن من المستعمر، ثم إعماره و تنميته ? في ما تلا ? الاستعمار من الحقب الوطنية. ولتسليط الضوء على ذلك نقتبس من كتاب (من تاريخ الغناء والموسيقى في السودان) لمؤلفه الأستاذ معاوية حسن يسن ما يلي: ” بعد ثورة 1924 كتب الشاعر عمر البنا قصيدة يحرض فيها الشباب السوداني على الثورة على الاستعمار “الغيرة وين يا مسلمين؟/ ما فيش مغيث ما فيش ضمين/ أين العبيد حاج الأمين؟/ ود عبد اللطيف الهمام حمل اللواء قاد الزمام/ ببلادنا ناهض للأمام/ ما بخشى من سجن أو حِمامْ).
وفي السياق ذاته نظم الشاعر محمد ود الرضي إثر اندلاع ثورة 1924م ومغادرة الجيش المصري للسودان قصيدة بعنوان (الطير الرحل ) ومطلعها (يا حليل الجيش الرحل / كان قريب أصبح زحل) وإبان معركة كررى وانتصار جيش المهدية ظهرت خلال تلك الفترة أغنية تمتدح أنصار الإمام المهدي وبطولاتهم: (المدفع هدر وفي كرري الضحى/ حاشا ما جروا أنصار الإمام مثلهم ندر).
نبقى ليك أركان
إلا أن في فترة المطالبة بتقرير المصير، اختلفت إلى حد ما صيغ الغناء الوطني، فكانت على سبيل المثال أغنية (قائد الأسطول) للشاعر سيد عبد العزيز: ( نفديك شباب وكهول ونبقى ليك أركان)، كما قدم الشاعر عمر البنا والمطرب كرومة أغنيتهما الوطنية الشهيرة (انهض يا شباب): انهض ياشباب الكسل بطال/ يهدم الآمال للحظوظ عطال/ ما في شعب اتقدم واتصف بكمال/ إلا بعد نشاط يبلغ الآمال / وفي سبيل سودانكم قابلوا الأهوال).
إلا القدح المعلى في نشر الأغنية الوطنية في تلك الفترة والترويج لها، كان للشاعر (خليل فرح)، وتظل أغنية (عزة) نموذجاً يحتذى إلى اليوم في هذا المضمار: “عزة في هواك نحن الجبال/ ولي البخوض صفاك نحن النبال / عزة قومى كفاك نومك / وكفانا دلال يومك).
أول أغنية وطنية:
يعتقد أن أول أغنية وطنية حديثة فى السودان هي نشيد (صه يا كنار) الذي كتب كلماته الشاعر الصاغ/ محمود أبوبكر: صه ياكنار وضع يمينك في يدي/ ودع المزاح لذي الطلاقة والدَّدِ/ صه غير مأمور وهات مدامعاً كالأرجوانة وأبكِ غير مصفدِ/ سأزود عن وطني وأُهلك دونه يوماً يجئ فيا ملائكة اشهدي).
لاحقاً ? وفي هذا الصدد – نظم شاعر (أتبرا) ( عبد الله بشير) بعيد انعقاد مؤتمر خريجي المدارس العليا فبراير 1938م قصيدة رددها معه كل الشعب إذ غناها حسن خليفة الأتبراوي: يا غريب بلدك يلا لبلدك / سوق معاك ولدك ولملم عددك/ انتهت مددك/ وعلم السودان يكفى لكفنك).
ثم لم يكتف الأتبراوي بذلك النشيد، بل غنى حزمة قضائد وطنية شهيرة منها، (لن أحيد)، للشاعر محي الدين فارس والتي يقول أحد أبياتها : (أنا لست رعديداً يكبل خطوه ثقلُ الحديد) كما غنى (أنا سوداني) للشاعر محمد عثمان عبد الرحيم، وأمة الأمجاد ويا وطني الحبيب يا أول وآخر، للطيب حسن الطيب.
يا أم ضفاير قودي الرسن:
وقد مثلت قصيدة الشاعر عبيد عبد النور (يا أم ضفاير قودي الرسن واهتفى فليحيا الوطن) الشرارة الأولى التي الهبت حماس الشعراء للمناداة بخروج المستعمر، وجاء الشاعر/ يوسف مصطفى التني بقصيدته (في الفؤاد ترعاه العناية بين ضلوعي الوطن العزيز)، وشارك السياسي خضر حمد سنة 1942م بنظم نشيد المؤتمر (للعلا للعلا وابعثوا مجدنا الآفلاك واطلبوا لعلاه المزيد للعلا)
وكان الشاعر محمد عوض الكريم القرشى من اوائل اهل الغناء الذين ساندوا قضية الكفاح الوطني، وعندما سمع أثناء زيارة قام بها لمدينة أم روابة بالغاء معاهدة 1936م المصرية الإنجليزية نظم انشودته الوطنية :
وطن الجدود نفديك بالأرواح نجود
وقد رفض مدير الإذاعة متولي عيد إذاعتها خوفاً من غضبة البريطانيين إلا بعد توسط الدكتور عبد الله الطيب محتجاً بأن ذلك هو نوع الغناء المطلوب في تلك الأيام زعزعة للمستعمر. وفي العام 1955م والسودانيين يتاهبون لنيل الاستقلال بعد حصول بلادهم على حق تقرير المصير قدم الفنان احمد عبد الرازق نشيد (ياجنود الوطن زودوا بالسلاح عن حياض الوطن)
اليوم نرفع راية استقلالنا:
في اليوم الأول من يناير 1956م قدم المطرب عبد العزيز محمد داؤود نشيداً للشاعر مبارك المغربي يصور احتفال الشعب بتحرره من الاستعمار، قم ترى الشعب الفتيا يملأ الأرض دويا/ هاتفاً للمجد هيا نعتلي هام الثريا / قطرنا اليوم استقلال. كما قدم الفنان سيد خليفة أغنية (يا وطني يابلد أحبابي) من نظم الشاعر إبراهيم. ولعل من أشهر هذه الأناشيد التي صيغت معبرة عن فرحة استقلال الوطن ونيله لحريته مانظمه الشاعر عبد الواحد عبد الله، وتغنى به وردي (اليوم نرفع راية استقلالنا
اليوم التالي
إزكاء الحس الوطني > إذكاء الحس الوطني، إلا الشاعر ود الرضي دا كان ختمي اتحادي ولا شنو يقول: (يا حليل الجيش الرحل / كان قريب أصبح زحل) إثر اندلاع ثورة 1924م ومغادرة الجيش المصري للسودان؟؟ يقول يا حليل للمصريين الجبناء الذين خذلوا رجال اللواء الأبيض وتركوهم وحدهم بعدما وعدوهم بالمساندة وربما هم الذين وشوا بهم وكشفوا أمرهم للبريطانيين. عيب وعيب كبير يا ود الرضي أما التني (المُضري) فمشكلته تانية خالص وهي مشكلة الهوية التي مازالت تعصف ببوتقة الهوية السودانية والتطور والانصهار الطبيعي لها بأرض السودان عوضاً أراضي الشعب المضري بقارة أخرى
كانت قصيدة صرخة روت دمى للدكتور محى الدين صابر إحدى اهم الأغنيات الوطنية إبان. الحركة الوطنية في الأربعينات .
ازكاء دي كلمة جديدة ؟؟؟