الرعيل الأول من منتجي (حلاوة مولد) بأم درمان.. قصة يوسف الفكي

الخرطوم : امانى شريف
يقول محمد المهدي المجذوب في قصيدته (ليلة المولد): “وزها ميدان عبد المنعم ذلك المحسن حياه الغمام)، وفي أم درمان يزهو ميدان جامع الخليفة بجموع تلتقي في كل عام، حيث الخيام يتبرجن، ويعلن الهيام وتمتلئ أرفف وطاولات المحلات بأصناف متعددة من الحلويات وعرائس المولد. فمن أين جاءت الفكرة لاختيار جامع الخليفة بالذات ليكون مكاناً دائماً لاحتفالات المولد؟ ومن هم أول من ابتدر هذا العمل ؟
(1)
ما قبل 1950م كانت الحلويات تشترى جاهزة من أحدهم (عبد الفضيل) لكن يوسف الفكي أراد أن يصنعها بنفسه، فأسس مصنعاً بالعرضه بكلفة ألف جنيه، حينها كان المنتجون قلة أمثال حجوج، مبروك، أحمد يوسف، حجير عثمان الجلال، عم عبد الرحمن بالموردة، وحمدتو بالخرطوم).
(2)
فى العام 1938م أو 1939م كان مفتش أم درمان (المستر برمبل) الذي قال لشيخ الإسلام (ود البدوي)، وهو صاحب القبة المشهورة بأم درمان: (نحن في لندن بنعمل لنبينا عيسى عيد ميلاده بهجة وبهرجة وجمال، انتو ليه ما بتعملوا عيد ميلاد نبيكم كده؟)
رد عليه ود البدوي (بنعملوا في الجوامع) فرد عليه برمبل: لا أنا عاوز تعملوه في فسحة كبيرة الناس كلها تجي تتفرج) فكانت ساحة جامع الخليفة.
()
يقول الراحل خالد الفكي: كانت زفة المولد حاجة جميلة، يتقدمها مأمور ام درمان على صهوة حصان، ويشترك فيها العسكر وأصحاب الحرف أو المهن المختلفة، تبدأ من جامع الخليفة إلى ودنوباوي وتعود مرة أخرى من حيث بدأت، وأضاف: يتم تركيب (صاري المولد) وإنارته قبل يومين من الزفة حتى أن بعض النساء كن يتبركن ويتمسحن به.
(3)
كانت حلويات المولد رخيصة جداً ( قرشين و3 قروش) للكليو، والعروس ذات الحجم الكبير لا يتجاوز سعرها (15) قرشاً، حينها كان سعر جوال السكر سعة (100) كيلو (6) جنيهات فقط، وسعر جوال السمسم (12) جنيها وجوال الحمص (8)، أما الجلكوز المستورد من بريطانيا والهند فلا يتعدى سعره (4) جنيهات، وإيجار محل (راكوبة) لعرض الحلويات بـ(7) جنيهات.

اليوم التالي