مظاهرة حضارية

مظاهرة حضارية

أحمد المصطفى إبراهيم
[email][email protected][/email]

تخيل أنك طالب في المدرسة الثانوية ونشرت الصحف خبراً بأن والدك متهم في قضية فساد مالي، وكل الطلاب حولك بدأوا ينظرون إليك باعتبارك ابن متهم، فمن يُقدر الأذى النفسي الذي سيقع عليك ومن من الناس يستطيع أن يتخيل الوضع النفسي لهذا التلميذ.
وإذا ما خرج من المدرسة تخيل كل الشارع يصيح خلفه وين أبوك؟ وين أبوك؟
أهل الدكتور خالد سليمان طالبوا بإطلاق سراحه أسوة بالذين هم أكبر منه ولم يمكثوا في القسم غير فترة التحقيق. وزير الأوقاف السابق د. أزهري التيجاني وأمين الأوقاف السابق د. الطيب مختار يتمتعان بكامل حريتهما، ود. خالد لفترة أربعة اشهر هو في الحراسة.. أين الإخوة؟ أين الزمالة؟ أين المروءة؟
أسرة خالد التي تظاهرت بكل حضارية في شارع الستين عفواً شارع بشير النفيدي وهي تحمل خرقة قماش مكتوب عليها «ارحموا ضعفنا أو لن نخاف قوتكم»، هذه الأسرة النبيلة تطالب بتقديمه للمحاكمة، وهم واثقون في القضاء ومستعدون لتقبل كلمة القضاء الأخيرة، ولكن أن يعاقب بالحبس أربعة أشهر بلا إثبات تهمة فهذا أمر يحتاج إلى وقفة. ومن يعوضه هذا العمر الذي قضاه مع السكارى ومرتادي الإجرام، وهو الشيخ الوقور الذي لم يرَ هذه المواقف المأسوية في حياته إلا في حراسة القسم الشمالي. ويوم زرته كانت الشرطة تسحب رجلاً مخموراً يصيح بأعلى صوته، قلت: ما هذا؟ قال لي خالد: هذا المنظر أصبح عادياً بالنسبة لنا.
صراحةً العدالة هي عماد الحكم، وهي التي تحصن الحكم وليس القوة.. وإلا أين القذافي؟ وأين صدام؟ بل أين حسني مبارك؟ ولا مانع من الاتهام.. ولكن أن يكون الانتظار بلا حدود فهذه عقوبة قبل الحكم. فهل يُعوَّض من تثبت براءته عن الشهور التي مكثها بالحبس؟ وكيف يكون التعويض عن الآلام النفسية التي لحقت بالأسرة كلها صغاراً وكباراً وهل يكون تعويضاً مادياً.
ثانياً: أين المتهمون الآخرون؟ لماذا هم خارج الحراسة؟ وهل حقاً خالد «كبش فداء»؟ وهل إذا بدأت المحاكمة سيتورط آخرون ربما يكونوا كباراً؟ بالمناسبة ما هو تعريف الكبير؟
هذه القضية التي كانت ساكنة أو تسير ببطء حركتها هذه المظاهرة الحضارية، وأبت الشرطة إلا أن تفسد عليهم سلوكهم الحضاري وهو الاحتجاج الصامت مع لافتة قماش أو لافتتين.. فما الداعي لاستخدام القوة وقد طلبوا إذناً من الشرطة بتسيير هذه المظاهرة، ولكن الشرطة اعتذرت لأسباب رأتها منطقية، وهم أصروا على تحريك القضية بهذه الطريقة الحضارية فلماذا استخدمت الشرطة العنف؟
نعود إلى متى سيمكث بالحبس د. خالد سليمان المتهم في قضية الأوقاف التي كان أمينها في السعودية وبتوجيه من رؤسائه مكتوب فيه فتح الحساب الخاص بعد اقتناعهم بألا طريق لرد الأوقاف الضائعة إلا عبر هذا. ولتبق هذه الرواية من طرف واحد.. ومتى تقدم القضية للمحكمة حتى تفصل المحكمة بعد أن تسمع وتستوثق؟
يا وزير العدل ارنا لماذا هذه القضية مجمدة كل هذه المدة؟ ونسأل ببراءة: أليس هناك سقف زمني لحبس متهم بالحراسة في قضية مدنية؟!

تعليق واحد

  1. ياود المصطفى

    إن كان عزاؤك فى عدالة ( دوسة) فاهدى إليك مقطع من أنية فنان العر الراحل طلال مداح

    وترحل…صرختى تذبل… فى وادى..لاصدى يوصل…ولا باقى انين

  2. ورد الآتي على لسان زوجة خالد سليمان بصحيفة آخر لحظة (( خالد سليمان المتهم بقضية اختلاس أموال الأوقاف هو الموظف الرابع وحتى الآن موجود في القسم الشمالي طيلة هذه الفترة دون أي إجراء بالتحري معه أو الإفراج عنه أو تقديمه للمحاكمة، وأعلم تماماً أنه لا علاقة لخالد سليمان بهذه المبالغ وكل ما فعله هو أنه امتثل لتوجيه الوزير أزهري التجاني بفتح حساب باسمه الشخصي للأوقاف، لأن المملكة رفضت فتح حساب بحجة أن الحج والعمرة والأوقاف كانتا هيئة واحدة تم فصلها قريباً وهو الممثل للأوقاف الخارجية، ولذلك عندما طلب منه أزهري التجاني فتح حساب باسمه رفض أن يقوم بذلك بدون خطاب رسمي من أزهري التجاني وزير الأوقاف، والآن خطاب التوجيه يحمل توقيع الوزير وآدم جماع مدير الأوقاف والأمين العام الطيب مختار وهو موجود بحوزتنا، وبناءً على ذلك قام (زوجي) خالد سليمان بفتح الحساب باسمه وفي مدة 24 ساعة تم تحويل المبلغ لناظر الأوقاف بالسعودية عبد الله السحيني السعودي الجنسية ونملك مستند قبض السحيني للمبلغ، وكل هذه المستندات بحوزتنا، كذلك لدى أعلى سلطة بالدولة، واتفقت زوجته مع شقيقه في المطالبة بالعدالة والقاء القبض على الذين معه وإلا فليطلقوا سراحه، وقالت زوجته بصوت عالٍ أتحدى ثم أتحدى أن يستطيعوا إثبات إدانة خالد سليمان ولتكن المحاكمة تحت رقابة ووجود كل الأجهزة الإعلامية والفضائيات، لأننا على ثقة من أنه بريء وأن الذين فعلوا ذلك وقاموا بتوجيهه ينعمون بالحرية)) إنتهى.
    أستاذ أحمد المصطفى معروف أن الشرطة إن لم تكن مأمورة من الكبار فلن تتصدى لأي مطالبة سلمية ،،، وكون القضية لا تراوح مكانها لهو دليل على تورط الكبار فيها بالتالي لا بد من كبش فداء وإلا لماذا يحجرون على الاجراءات القانونية ان تأخذ مجراها،،، إن عفن هؤلاء الشرذمة أكبر من قضية خالد سليمان وسيأتي يوم سيعلم فيه الشعب السوداني خصوصا من يقفون مع المؤتمر الوثني دون صالح أنهم كانوا مغفلين ويدافعون عن مجموعة من اللصوص الذين ارتدوا ثوب الدين ولكنهم أخجلوا إبليس بافعالهم النتنة ومؤامراتهم ،،،،

  3. ولماذا كان يعمل هذا الدكتور مع الإنقاذ ..ّّ؟؟ ألم يكن منهم ؟؟ ألم يفكر يوماً خلال الـ 23 سنة أن هنالك مظاليم مثله من الشعب السوداني ؟ ألم يكن في بحبوحة من العيش مع الإنقاذطيلة فترة عمله ؟ فجزاء سيئة سيئة مثلها، فعليه أن يدفع ثمن تلطيخ سمعته بالعمل مع الإنقاذ ، والمفروض أن يكم عليه بالمؤبد لنحكم نحن أيضاً بعد الثورة على زملائه في الإنقاذ بالإعدام
    فخالد يستاهل ما تسبب فيه بنفسه

    ولا أعتقد أن بريئاً أو نظيفاً أو وطنياً غيوراً كان سيقبل العمل مع الإنقاذ

  4. هل كان لك نصيب من اللقف مع الدكتور ياكاتب المقال وهذه البلبصة هي الوصلت البلد الي هذه المحطة
    هل وضع الدكتور المادي لا يزال هو نفس الوضع قبل ان يكون امين الاوقاف؟ ومن وظفوه ادري منك به
    وباوضاعه والصغار والكبار تمتعوا بالمال المسروق هنيئا لهم العذاب النفسي

  5. المدعو خالد محاسب وليس بدكتور وهي قصة طووووووووووووووويلة

    تخيل أنك طالب في المدرسة الثانوية ونشرت الصحف خبراً بأن والدك متهم في قضية فساد مالي، وكل الطلاب حولك بدأوا ينظرون إليك باعتبارك ابن متهم، فمن يُقدر الأذى النفسي الذي سيقع عليك ومن من الناس يستطيع أن يتخيل الوضع النفسي لهذا التلميذ.
    وإذا ما خرج من المدرسة تخيل كل الشارع يصيح خلفه وين أبوك؟ وين أبوك؟

    وهل فكر خالد في مصير اسرته اراد ان يوفر لهم حياة باذخة علي حساب من **
    اي لص مختلس يتحمل نتيجة عملة ولو مره موضوع خالد باسلوب الضغط من اجل البراة كلنا سوف نسرق
    سمعنا بحكاية محاسب اسمة أ ح اخر رووقة وكان لا يملك شئ

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..