من الطاغية ؟ا

من الطاغية ؟ا

محمد حسن شوربجى.
[email protected]

حين استباح هولاكو بغداد وحرق كتبها سجن هولاكو الخليفة المستعصم بالله في أحد غرف قصره التي سكنها هولاكو ومنع عنه الطعام …. جاع المستعصم فطلب طعاما من الحرس ….جلب له هولاكو بنفسه طبقا مملوء بالذهب وامره أن يأكل …ضحك المستعصم بالله وقال : كيف يؤكل الذهب ؟
رد هولاكو : اذا كنت تعرف ان الذهب لايؤكل فلماذا أحتفظت به ولم توزعه على شعبك وجندك ليحولوه الى طعام وسيوف ورماح ويمنعوا غزوي لبغداد ؟
الخليفة : أن ذلك هو من أرادة الله .
ولاكو : اذن غزوي لبغداد واسقاط حكمك هو من ارادة الله وموتك المحتوم جوعا أيضا من إرادة الله .
ترك هولاكو طبق الذهب وخرج … وبقي الخليفة يصارع الجوع حتى مات جائعا أمام أطباق الذهب .!!
ويقول الهمذاني وهو يروى ذلك اللقاء بين هولاكو و الخليفة المستعصم فى قصر الخلافة فيقول :”إن هولاكو أمر باحصاء نساء الخليفة فبلغن سبعمائة زوجة وسرية و ألف خادمة.. وتضرع له الخليفة قائلا : منّ علىّ بأهل حرمي اللائي لم تطلع عليهن الشمس و القمر..”أى تضرع له أن يترك له نساءه اللواتى حبسهن فى قصوره بحيث لم تكن تراهن الشمس ولا يراهن القمر. وبالطبع فقد فرقهن هولاكو على جنده وقادته، بعد ان أمر جنوده بقتل الخليفة المستعصم رفسا بالأقدام لأنه عندهم أحقر من أن يقتلوه بالسيف كما يقتلون الرجال.,و قد سمح هولاكو لسكان بغداد وكذلك لجنده أن يستبيحوا ممتلكات الوزراء والأمراء وكل الأغنياء والأثرياء من أهل البلد وهكذا أيقظ بالبغداديين لأول مرة شهوة الإنتقام من الحكام وسلطتهم والتي كانت نائمة وتجسد الإنتقام بنهب مسؤولي الدولة والوزراء والأثرياء والمؤسسات .يقول الغساني صاحب كالكفر،عسجد المسبوك” يصف السلطة العباسية في أواخر أيامها (واهتموا بالاقطاعات و المكاسب ، وأهملوا النظر في المصالح الكلية ، واشتغلوا بما لا يجوز من الأمور الدنيوية ، واشتد ظلم العمال ? اى الولاة – واشتغلوا بتحصيل الأموال . و الملك قد يدوم مع الكفر ، ولكن لا يدوم مع الظلم).

وان كانت الكثير من الروايات تنافى الحقيقة والمستعصم بالله اقرب الى السنة ويبغضه الشيعة فى العراق ,
وحتى يومنا هذا فمازال البعض يشبه صداما بالمستعصم بالله وان كان بوشا هو الاقرب شبها بهولاكو وقد دك اهل العراق بكل صواريخه من قنابل ذكية وغبية اتت بمقدرات ذلك البلد التاريخى والذى ظل التاريخ يقسو عليه من حين لآخر ,
والغريب ان هذه القصة قد اختلف حولها الكثيرون بين مؤيد لهولاكو ومعارض له , ويذهب البعض كثيرا فى وصف هولاكو بالمنقذ كوصفهم الآن بوش وقد استقبلوه على ابواب البصرة بالورود والرياحين فدخل العراق مزهوا وبلغ بغداد يتهادى رغم بسالة بعض العراقيين فى ام قصر وبغداد نفسها ,
وانطوت صفحة سوداء فى تاريخ العراق كما انطوت من قبلها صفحة هولاكو والمستعصم بالله , لتبقى تلك الصفحات نبراسا لكل الطغاة فى العالم , لقد ظللنا عبر التاريخ نلعن هولاكو وظل فينا من يلعن المستعصم بالله ويلعن كل الطغاة وما اكثرهم.

تعليق واحد

  1. ليت البشير يقرأ هذا الكلام
    ويعرف المآلات
    لكن أتوقع أن الرجل في أذنه وقر
    ولا يسمع إلا عن الإعفاءات الجمركية الخاصة بزوجته وإخوته ومساحي جوخه

  2. ان الطغاه البغاه علي امتداد التاريخ الانساني لا يسمعون الصحيه الا حين تاخذهم الاحداث علي غره0 فكم من معتصم الان بيننا يستبيح الاموال العامه ويعيش عيشة البزخ والترف وشعبه المسكين يبيت العراء في بيوت تحاكي اعشاش الطيور الخربه0 الم نسمع بارم ذات العماد التي بناها رئيسنا حامي الشريعه بغرض من البنك الاسلامي للتنميه فاق ال300000 دولار علي اكتاف شعبه الجائع الباحث عن لقمة العيش في بيوت النمل0 كان اولي بها اهل الدارفور الذين يعيشون معيشة في معسكرات الذل حياة تحاكي الموت0 فان ظهر هولاكو لينظف الارض من حكامنا المترفين المدعيين الذين يختباؤون تحت عبائة الشريعه والشريعه منهم براء0 فلن تجد من يتاسف عليهم انهم مجموعه من المعتصم بالله خليفة المؤمنيين ا الذي كان يدعي انه حاكم بامر الله ولكنه حاكم بامر الغريزه والشهوات0 وهم كذلك لن تزرف عليهم دمعه ولو تخطفهم الطير لانهم جففوا الرحمة من قلوب الادميين بافعالهم وممارساتهم القبيحه ففي حالة هؤلاء وقدوتهم المعتصم يعتبر هولاكو مخلص وان لعنه البعض ولكن اللعنه ستظل تطارد المعتصم ومن شايعه من حكامنا الموتورين الطغاه البغاه الكاذبين الحانثين0

  3. لم تنتهي الصفحة السوداء بعد ولا تزال المنازلة مستمرة في أرض العراق الطاهرة وها هي
    الولايات المتحدة تجر أذيال الخيبة والخسران بعد أن تجرعت مر الهزيمة في العراق وتخلى عنها
    حلفاؤوها الذين أتوا يساندوها في الغزو المشئوم وهربوا من أرض المعركة مبكرا من بأس العراقيين تاركين حليفتهم الولايات المتحدة تواجه مصيرها .. وستنتهي الصفحة السوداء حين يعود
    العراق كما كان وأفضل فقد انتهت امبراطورية هولاكو وتلاشت كأنها لم تكن وبقي العراق وستنتهي الولايات المتحدة وتتفكك وهذا هو مصير الامبرياليين والاستعماريين وسيعود العراق
    بلد أقدم حضارة عرفتها البشرية …هذا هو قدر العراق أن يواجه البرابرة وتنكسر شوكتهم على أرضه….

  4. يا مواطن : معليش انت ما فهمت المقصود من المقال
    ادعك عيونك وغسل وشك واشرب ليك كباية شاى وحاول من جديد

  5. المقال ما داير ليهو فهم يا أخ الظاهر فهو ليس مسألة رياضيات : الكاتب يقارن بين عهدين فهو في اعتقادي أخطأ في التعبير في نهاية المقال حين قال : وانطوت صفحة سوداء في تاريخ
    العراق فأن كان يقصد صفحة ما قبل الغزو الأمريكي فقد أخطأ فالصفحة السوداء هي التي يعيشها العراق الآن من تدمير واغتيالات بالجملة وهلاك للحرث والنسل …:rolleyes:

  6. العدل اساس الحكم … و الظلم ظلمات…. حين طلب احد الولاة من عمر بن عبد العزيز – رحمه الله- ان يمده بمال ليجند الجنود و يحصن المدن من الخوارج رد عليه ابن عبد العزيز " حصنها بالعدل" و في عهده توقفت كل حروب الخوارج و المعارضين فقط لانهم راوه عادلا يقيم الامور بالقسطاس المستقيم! و لا يحتاج لان يصرف 75% من ميزانية الدولة للامن و الدفاع! … قتل انور السادات و هو في اوج عظمته و في لحظات استعراضه للجيش المجيش…… و اقام صدام حسين عرضا عسكريا لجيشه الضخم و عتاده الحربي و بعدها باشهر قضي علي جيشه و قبض عليه مختبئا في احدي الحفر -كما قالوا – و اعدم….
    نصرف ثلاثة ارباع دخلنا القومي علي الامن و لا نجد الامن حتي في بيوتنا و تركبنا الهموم و الوساوس حتي اذا خرج اطفالنا للمدارس و ملايين من ابناء شعبنا في دارفور في معسكرات اللجوء و لا يجدون امنا في كل الاقليم! و ثلث بلادنا في طريقه الي الانفصال و عشرات الالاف من الجنود الاجنبية في بلادنا لتحمينا منا! فهلا كان سيحدث ذلك لو فقط اقام حكامنا العدل؟

  7. لو كان عمر بن عبد العزيز بيننا ورأى فلسطين محتلة والأمريكان يتربصون بالمسلمين والعرب
    الدوائر ترى ماذا كان فاعلا ؟ ثانيا : في أيام عمر بن عبد العزيز لم يكن هناك تهديدا فعليا من الخارج ولم تكن فلسطين محتلة بل كانت كل أرض العرب والمسلمين محررة وكان ميزان القوة لصالح المسلمين أما الآن فالوضع يختلف وللعلم الولايات المتحدة أكثر دولة في العالم في الانفاق العسكري فلماذاتنفق كل هذا الانفاق العسكري؟ ولماذا يسلحون الكيان الصهيوني بأحدث أنواع السلاح؟ …و لماذا تدافع الولايات المتحدة عن الكيان الصهيوني؟ .. نعم هناك ترتيب أولويات أقامة العدل واستباب الأمن الداخلي (توفير الغذاء والتعليم للجميع والصحة وفرص العمل وغيرها ) ..ولكن الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة تتربص بالدول المسلمة والعربية التى تبحث عن سيادتها واستقلالها الدوائر اذن لا بد من تطبيق الآية الكريمة : (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم الخ الآية ) وذلك بعد استتباب الأمن الداخلي ….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..