بيت الضيافة والحفل المُهين الذي استفز مشاعر الشعب !!!

مهدي زين
شهد بيت الضيافة يوم الأحد الماضي ، حفلاً استفزازياً مُوجعاً ومُهيناً نظمته إدارة الصناديق الإنسانية بمنظمة التعاون الإسلامي ، لتكريم البشير بعد أن اختارته لجائزة رجل الدولة في المسئولية الإجتماعية ، واختارت الخرطوم عاصمة لهذه المسئولية للعام ٢٠١٦ !!!
هذه الصناديق ( الإنسانية ) التي جاءت تضحك علينا في عقر دارنا ، وتستفزنا ، وتضع قلائدها على عنق هذا الفرعون ، وتخلع عليه أوصافاً وألقاباً لا تليق به ، لا تعرف شيئاً عن أوضاع السودان الإجتماعية ، ولم يسبق لها أن مارست أي دور إنساني فيه ، وقد كشفت لأول مرة خلال هذا الحفل أنها بصدد فتح مقر لها في السودان وطرح مشروع وقفي بالإضافة الي مشروعات في مجال المياه والكهرباء !!!
لم يخطر السودان على بال هذه الصناديق الإنسانية طوال عمره المديد ، ولم تتذكر هذه الصناديق أن في السودان أوضاعاً إنسانية مأساوية بالغة السوء الاّ بعد أن شرفنا اللاجئون السوريون واليمنيون والعراقيون والذين تشعر دول الخليج المُؤسِسَة لهذه الصناديق بمسئولياتها تجاههم بما كان لها من دور فاعل في تأجيج الحروب التي دفعت بهم الي المنافي ، فدفعت بهذه الصناديق الإنسانية الي السودان لتتباهى بتقديم العون لهؤلاء اللاجئين وكأنها ليست هي التي رفضت استقبالهم على أراضيها!
هذه الصناديق ( الإنسانية ) جاءت الي السودان تبحث عن بشر بمواصفات محددة ، تشعر تجاههم بعقدة الذنب ، وتحاول أن تقدم لهم دعمها الإنساني وتقيم من أجلهم مشاريعها الوقفية ، ثم تكافئ الفرعون وترشيه بمشاريع مياه وكهرباء متواضعة وألقاب وأوصاف لا يستحقها !!!
هل سألت هذه الصناديق ( الإنسانية ) نفسها لماذا لفت الفرعون نظرها – في حفل تكريمه هذا – للمخاطر التي يتعرض لها النازحون واللاجئون وهم يقاسون الظروف في سوريا والعراق واليمن ، ولم يتعرض بكلمة واحدة لما حدث ويحدث للنازحين واللاجئين السودانيين الذين قتلوا بدم بارد على أسوار الأسلاك الشائكة بين مصر وفلسطين ، والذين عانوا أبشع معاناة إنسانية في الأردن ، والذين غرقوا وهم يعبرون المتوسط على زوارق الموت ، والذين عبروا نفق المانش في ظروف بالغة التعقيد ، والذين دهستهم عجلات الشاحنات وهم يحلمون بمستقبل في بلاد تموت من البرد حيتانها ؟
هل سألت هذه الصناديق ( الإنسانية ) نفسها لماذا قلب هذا الفرعون عطوف ورقيق على اللاجئين القادمين الي بلاده ، وقاس وصلد على أبناء جلدته الذين يَصُبُّ عليهم حمماً من براميل الموت ويسلط عليهم مليشياته التي لا ترحم ؟
ماذا كان يُضير هذه الصناديق لو تمهلت حتى تدرس أحقية هذا الفرعون والخرطوم بهذا اللقب ؟ وماذا كان يُضيرها لو بحثت في سجل جرائمه الإجتماعية التي هزَّت ضمير العالم كله ؟ وماذا كان يضيرها لو بحثت في سجل اعترافاته بقتل عشرات الآلاف من أهل دار فور دون ذنب اقترفوه ، وتشتيتهم في كل أصقاع الدنيا حتى ذهبوا مضطرين الي حضن إسرائيل الذي كان أرأف وأرحم بهم من هذا الفرعون ؟
ماذا كان يُضير هذه الصناديق ( الإنسانية ) لو اطَّلعت على ملف المفاوضات بين حكومته والحركة الشعبية والتي وصلت الي إحدى عشرة جولة تمسكت خلالها حكومته ومفاوضوها برفض وصول أي مساعدات إنسانية للمدنيين في جنوب كردفان والنيل الأزرق ؟ وماذا كان يضيرها لو كلفت نفسها عناء الذهاب الي مناطق النزاعات والحروب وتسجيل معاناة الناس والدمار الذي أصاب نسيجهم الإجتماعي ؟
ماذا كان يُضير هذه الصناديق ( الإنسانية ) لو خرجت الي أطراف الخرطوم وشاهدت بعينها البؤس والشقاء الذي يخيم على الرواكيب وأعشاش الكرتون ؟ وماذا كان يضيرها لو خرجت الي شرق النيل وسألت أهل أم دوم عن مأساة الذين طاردتهم قوات الشرطة حتى دفعتهم الي الموت غرقاً في النيل ، وقذفت بأطفالهم من خلفهم ، وكأننا في أيام أصحاب الأخدود ؟
ماذا كان يُضير هذه الصناديق ( الإنسانية ) لو خرجت قبل طلوع الشمس الي قلب السوق العربي والأفرنجي لترى زرافات أطفال المجاري يخرجون من مهاجعهم ؟ وماذا كان يضيرها لو وقفت على إشارات المرور لترى بعينيها الأطفال يبيعون أوراق المناديل ، وحبات الليمون ، ويمسحون زجاج عربات الموسرين ؟ وماذا كان يضيرها لو خرجت الي دار المايقوما لترى بعينيها نتائج التفسخ الإجتماعي الذي أحدثه نظام هذا الفرعون ؟
ماذا كان يُضير هذه الصناديق ( الإنسانية ) لو قرأت صحف الخرطوم التي صدرت في الأسبوع الماضي لترى كيف تعاطف هذا الفرعون مع مروج ومتعاطي مخدرات يدمر المجتمع ، ورفض قبول استقالة والدته التي تعمل وزيرة للعدل في حكومته والتي تدخلت وأثرت على سير العدالة وأفرجت عن ابنها ، مستهتراً بمشاعر المجتمع كله ومُستهيناً بسلامته ؟ وماذا كان يضيرها لو قرأت في سجل انتهاكه للأحكام القضائية والإفراج عن القتلة والمغتصبين ؟ وماذا كان يضيرها لو قرأت ما كُتب عن سرقة أموال الزكاة وأموال الحجاج وزاد الصائمين ؟
إنَّ الإستضافة الكريمة للاجئين السوريين واليمنيين والعراقيين لا يقوم بها هذا الفرعون ولا حكومته ، بل يقوم بها شعب السودان عن طيب خاطر وكريم مَحتِد ، ولا يريد من ذلك جزاءاً ولا شكوراً ولا يرجو بهذا العمل الا وجه الله والجزاء الأوفى منه .
إنَّ ما قامت به هذه الصناديق في بيت الضيافة يُعدُّ عملاً استفزازياً كريهاً يُلبس الفرعونَ حُلّة النبي ، ونحن لا يمكن أبداً أن نقبل كشعب عانى أقسى ويلات المعاناة الإجتماعية بأن تأتي جهة غير مؤهلة لتخدعنا وتختار لنا هذا الفرعون وتنعم عليه بلقب رجل الدولة في المسئولية الإجتماعية ونحن نعلم تماماً أنه ليس أهلاً لذلك ، وأنَّه صعلوك الدولة في الفوضى الإجتماعية !!!
[email][email protected][/email]
الله يكون في عوننا يعز غيرنا ونذل نحن اهل البلد لكى يحمى نفسه من الجنائية والله يمهل ولايهمل ولاحول ولاقوة الا بالله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم، دعنى أورد لك بعض الحقائق، ليست من الشبكة العنكبوتية أو الشروق أوغيرها مما ذكرت
أولا: الملتقى الإقليمي للسفراء الدوليون للمسؤولية الإجتماعية، تنظمه الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية وهي مؤسسة معروفة في دول الخليج ولها فروع في كل من مصر وتونس واليمن والسعودية والكويت وهولندا وبريطانيا والبحرين وقطر، وهي معنية برفع مستوى الوعي حول المسؤولية المجتمعية للشركات والمؤسسات والقطاعات الأهلية والحكومية ( يمكنك زيارة موقعهم لمعرفة المزيد عنهم) regionalcsr.com
ثانياً: من ضمن فعاليات الملتقى والتي تمنحها الشبكة الاقليمية للمسؤولية الاجتماعية جائزة رجل دولة في المسؤولية الاجتماعية ، وجائزة شخصية العام للمسؤولية الاجتماعية وفاذ بها المشير سوار الذهب، وجائزة المدينة العربية للمسؤولية الاجتماعية وفازت بها العاصمة الخرطوم، وفق ضوابط وشروط يراها الخبراء في مجال المسؤولية المجتمعية في الشبكة الاقليمية للمسؤولية الاجتماعية، بالاضافة إلى فعاليات أخرى أتوقع أن تكون قد اطلعت عليها في الصحف المحلية والعربية بالاضافة إلى المواقع على الشبكة الإقليمية.
ومما سبق ذكره يتضح لك بأن الصناديق الانسانية ليس لها أي علاقة بمنح الجائزة.
ثالثاً: بالنسبة لما ذكرته ولتوضيح العلاقة بين الصناديق الانسانية والملتقى، حيث أن الشيخ عبدالعزيز آل ثاني رئيس مجلس أمناء الصناديق الانسانية، وهو أيضا أحد سفراء المسؤولية الاجتماعية، وحضوره للمتلقي هو بهذه الصفة، ومما ذكرته لك سابقاً عن الشبكة الاقليمية ودورها في رفع مستوى الوعي في المؤسسات والشركات والقطاعات الاهلية وتفعيل دورها تجاه المجتمع فأحد فعاليات الملتقى كان ملتقى شراكات المسؤولية المجتمعية وتطبيقاته في المسؤولية المجتمعية، وبديهيا أن تكون هنالك اتفاقات وشراكات بين المؤسسات السودانية والمؤسسات التي يمثلها السفراء الدوليون للمسؤولية الاجتماعية، علما بأن هنالك شراكات واتفاقات أخرى تمت لم تتطرق لها مع مؤسسات وجهات كبرى أخرى غير الصناديق الانسانية (اعتقد أن أكثر ما لفت نظرك تبعيتها لمنظمة التعاون الاسلامي ومن هنا تركز حديثك عليها)
أرجو أن تتكرم بالبحث في الشبكة العنكبوتية عن الشبكة الاقليمية للمسؤولية الاجتماعية والذي أرفقت لك موقعهم الالكتروني لمزيد من المعلومات، وكذلك ابحث عن موقع برنامج السفراء الدوليون للمسوؤلية الاجتماعية للاطلاع والتعرف على كل السفراء الدوليون وسيرهم والمؤسسات الأهلية والحكومية التي يمثولونها، حتى لا يأتي كلامك مبتورا وتنقصه المعلومة الصحيحة.
رابعاً: بعيداً عن كل ماسبق، اليس من الأفضل أن نستفيد في بلدنا الحبيب من هذه المحافل وماذا إن أتت الصناديق الانسانية الآن وحتى إن كان كما تقول لم تأتي إلا بعد مجئ اللاجئين إلى بلدنا والله أعلم بالنوايا، أليس في ذلك فائدة للسودان وتخفيف العبء عن تحمل السودان وحده لفاتورة وجودهم في السودان، ولا يخفى عليك أن الذي يتحمل فاتورتهم وحده هو المواطن العادي وليس رئيس أو وزير أو مسؤول أو حتى مدير. إذا وجودهم لهم فائدة، فلنفكر بايجيابية.
خامسا: من وجهة نظري الشخصية فإن السودان مجهول عربياً وافريقياً، ودولياً وكلنا مقصرين في ذلك، فدائما نحن إما نكتب عن طيبة وأمانة السوداني، أو نكيل السباب والشتم للحكومة أو نتغني على أمجاد الماضي وخرطوم اللات الثلاثة، وفي الحالتين الشعوب العربية وغيرها غير معنية بذلك، كما نحن غير معنيين بنظرتهم تجاه حكامهم.
لذلك أستاذي الفاضل عندما قلت لك اتق الله في ما تكتب توقعت عندما ترد علي تعليقي أن ترد بعد أن توسع دائرة اطلاعك وليس أن يكون الموضوع مجرد نسخ ولصق من المواقع الأخرى
مع شكري وتقديري
أبوأحمد
مهتم بمجال المسؤولية المجمتعية
كلام في الصميم
دي صناديق البلى الماتظهر إلا بعد الخراب الذي عم ، اين كانت الانسانية حينما جاع وتشرد معظم اهلنا بسبب اخطاء الحكومات المتعاقبة سواء كانت في السودان ام غيره .
تلك مأكلة جديدة يسترزق منها اهل الحكم هنا وهناك ، ولكن ينل اي من المشردين فائدة تذكر سوى ما يشاهده باقامة تلك الحفلات المجان اهلها .
والبشير يقلد على شنو ماذا الذي قدمه للسودان سوى الجوع والفقر والضنك وغلاء الحياة وكثرة الحروب وفصل السودان لدولتين وذلك ما يعرفه اهل السودان وغير السودان واشعاله للنيران التي قضت على الاخضر واليابس وجعل السودان من اغلى دول العالم نتيجة جهله وجهل وزرائه الميامين .
وهم اتوا لحكم انفسهم وتطويرها واثرائها على انقاض معظم اهل السودان وهذاما يحدث الآن ومن اموال المساكين والضرائب وبيع العملات والرشوات .
هم اتوا من اجل ذلك ليس إلا قاتلهم الله آنى كانوا……
يجب ان يقلد وسام الفشل وضياع السودان واهله.
* لو لم تكتب إلا هذا لكفاك و خلد قلمك.
الحكومة لم ترفض ايصال الاغاثة للنيل الازرق وجنوب كردفان فهى وافقت بشرط ان يتم ادخال الاغاثة عبردولة السودان ، وماتريده الشعبيةهو ادخال الاغاثة عن طريق دولة جنوب السودان يعنى حصان طروادة يتم عبره ادخال السلاح لهم كما سبق وحدث فى عملية شريان الحياه ، العجيب دولة الجنوب ذاته اغاثته بيدخل جزء منها عن طريق السودان
وماذا كان يضيرها لو تابعت كيف كان رد فعله البارد عندما كشفت التقارير عن فضيحة الفساد المالية لمكتب واليه في الخرطوم والذي لم يتورع عن تقديم استقالته ولكن الرئيس الذي قلدتموه جائزة رجل الدولة في المسؤولية الاجتماعية وببروده المعهود تجاه مثل هذه الفضائح رفض قبول استقالته بل وعبر عن رضائه التام عن ادائه … هل ترون بعد كل ذلك انه يستحق جائزتكم ..؟!!
سلم قلمك استاذ مهدي الزين .
ما يضيرنا لو خرجنا كلنا بالسلاح لإزالة هذا الفرعون وزُمرته وشنقناهم علي جذوع أشجار شارع النيل عبرةً لمن يعتبر .
ابداع يا مهدي
وفيت وكفيت
تشكر يا استاذ لكن دي مقدمة لقبول استضافة فلول الكيزان والهاربين من هلاك الدواعش فمنظمة التعاون الاسلامي صنبعة القرضاوي وسفية قطر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الكاتب المحترم
اتق الله في ما تكتب، ليس للصناديق الإنسانية أي دخل بمسألة التكريم، تأكد من مصادرك التي تمدك بالمعلومات حتى لا تضلل الرأي العام
مع شكري وتقديري
وأنت تريد أن تمنحها لشخص اخر لم يرد ذكره
حقيقة شر البلية ما يضحك
كنت أتمنى أن تقرأ تعليقي بروية ووتفهمه جيدا، ولكن يبدو أن العناد الأجوف بعدم الاعتراف بالخطاء الذي وقعت فيه هو ما يدفعك للكتابة
أولا عزيزي الفاضل، أنا لم أنفي منح البشير جائزة الدولة من أول تعليق وكان واضحا لكل ذي بصيرة، كتبت لك تحديدا حول من منح الجائزة، أنت أوردت بأنها الصناديق وأنا نفيت لك ذلك
ثانياً: في ردي عليك ذكرت لك الفعاليات الأخرى مثل جائزة شخصية العام، ومن فاز بها وجائزة المدينة العربية ومن فاز بها، وقبلهم ذكرت لك جائزة رجل الدولة ولم اذكر اسم البشير لاني لم أنفيها، ولم تكن محل حوارنا اصلاً
ثالثاً دعك من اسلوب ، (شكرا لاهتمامك الذي يغلفه الغرض ) فهو اسلوب يدعو إلى الضحك
رابعاً، اسالك بالله ماذا يكلفك لو قمت بتصفح الموقعين الذين ذكرتهما لك وهما للجهة المانحة لكل جوائز الملتقى، لتتبين الحقيقة، وعندئذ أتمنى أن تقر بخطأك وتصححه في مقالك ، لأنك قد ضللت الكثير من القراء الذين اطلعوا على مقالك
وأخيراً اتق الله في ما تكتب فأنت مسؤول عنه أمام الله سبحانه وتعالى
مع شكري