سدُّ النهضة: أضواءٌ على الاجتماعِ الوزاري الرابع ووثيقةِ الخرطوم

د. سلمان محمد أحمد سلمان
1
التأم بالخرطوم خلال أيام الأحد والأثنين والثلاثاء السابع والعشرين وحتى التاسع والعشرين من شهر ديسمبر عام 2015 الاجتماع الرابع لوزراء الخارجية ووزراء المياه في كلٍ من إثيوبيا ومصر والسودان لمناقشة المسائل العالقة بين الأطراف الثلاثة حول سدِّ النهضة. وقد كان ذلك الاجتماع مواصلةً لاجتماع الوزراء الستّة الثالث والذي انعقد يومي 11 و12 من ديسمبر، أي قبل أسبوعين من ذلك الاجتماع، بالخرطوم أيضاً. وقد أصدر الوزراء الستّة مساء يوم الثلاثاء 29 ديسمبر 2015، ووقّعوا على بيانٍ (تمّت تسميته بـ “وثيقة الخرطوم”)، أكّدوا فيه التزامهم باتفاق إعلان المبادئ حول سدِّ النهضة المُوقّع في شهر مارس عام 2015 (كما سنناقش لاحقاً في هذا المقال).
وافق الوزراء أيضاً على ترشيح لجنة الخبراء الوطنية لبيت الخبرة الفرنسي “أرتيليا” والذي سيحلُّ محلَّ بيت الخبرة
الهولندي “دلتاريس.” وبموجب تلك الموافقة فإن بيتي الخبرة اللذين سوف يقومان بالدراستين الخاصتين بسد النهضة وتأثيراته (كما سنناقش لاحقاً) هما ?بي آر ال?، و”أرتيليا” الفرنسيين، على أن يقودَ الأولُ العملَ في الدراستين، بمساعدة الثاني.
كما أقرَّ الوزراءُ اختيارَ مكتبِ المحاماة الإنحليزي “كوربيت وشركاؤه” لصياغة العقود بين الشركتين ولجنة الخبراء الوطنية، وللمساعدة في المتابعة، وللإشراف القانوني، على الدراستين. وكوربيت وشركاؤه هو مكتب محاماة عالمي متخصّصٌ في عقود البنية التحتية وحلِّ المنازعات الدولية عن طريق الوساطة.
حدّد البيانُ المدةَ الزمنية لتنفيذ الدراستين بين ثمانية أشهر إلى عام. وسوف يتمُّ تمويل الدراستين وتكلفة مكتب المحاماة بالتساوي بين الدول الثلاثة. كما اتفق الوزراء الستة على عقد جولةٍ جديدة من المباحثات في الأسبوع الأول من شهر فبراير القادم، يشارك فيها الوزراء الستة، لمتابعة تنفيذ ما تمّ الاتفاق عليه في وثيقة الخرطوم، ومعالجة أيّةِ عوائق تكون قد أطلّت برأسها من جديد.
يأتي اجتماع الخرطوم الثلاثي الرابع وبيانه الختامي المتمثّل في وثيقة الخرطوم على خلفيّة مجموعةٍ من التطوّرات الخاصة بسد النهضة ومياه النيل خلال العام 2015. ويمكن إيجاز تلك التطورات في الآتي:
2
أولاً: وقّعتْ الدولُ الثلاثة على “اتفاق إعلان مبادئ حول مشروع سد النهضة الإثيوبي” في 23 مارس عام 2015. وتمّ التوقيع بواسطة رئيسي الجمهورية المصري والسوداني، ورئيس الوزراء الإثيوبي، أنفسهم، وليس بواسطة وزراء الخارجية أو الري. وقد نصّ الاتفاق في مادته الثانية على أن “الغرض من سد النهضة هو توليد الطاقة، المساهمة في التنمية الاقتصادية، الترويج للتعاون عبر الحدود والتكامل الإقليمي من خلال توليد طاقة نظيفة ومستدامة يعتمد عليها.” عليه فقد أنهى الاتفاق حالة الارتباك المصرية السودانية تجاه سد النهضة، وأوضح قبول الدولتين صراحةً لقيام سد النهضة الإثيوبي، وكذلك أغراض السد.
كما نصّت المادة الأولى من اتفاق إعلان المبادئ على مبدأ “التعاون في تفهّم الاحتياجات المائية لدول المنبع والمصب بمختلف مناحيها” مُنهيةً بذلك الجدل القانوني بين الدول الثلاثة (ودول حوض النيل الأخرى) حول ملكية مياه النيل، ومرسّخةً لمبدأ الانتفاع المنصف والمعقول لكل دول الحوض. وهذا هو المبدأ الأساسي للقانون الدولي المياه.
وكما ذكرنا أعلاه فقد نصّتْ وثيقة الخرطوم على التزام الدول الثلاثة باتفاق إعلان المبادئ حول سد النهضة، ووضعتْ وثيقةُ الخرطوم بذلك حداً للشائعات التي كانت قد أشارتْ إلى أن مصر على وشك اتخاذ إجراءٍ بالانسحاب من اتفاق إعلان المبادئ.
3
ثانياً: نصّتْ المادة الخامسة من اتفاق إعلان المبادئ على: “تنفيذ توصيات لجنة الخبراء الدولية، واحترام المخرجات النهائية للتقرير الختامي للجنة الثلاثية للخبراء حول الدراسات الموصى بها في التقرير النهائي للجنة الخبراء الدولية خلال المراحل المختلفة للمشروع.” وكانت الدول الثلاثة قد اتفقت على القيام بدراستين. تعنى إحدى هاتين الدراستين بموارد المياه ونموذج محاكاة نظام هيدروكهربائية، بينما تعنى الدراسة الثانية بتقييم التأثير البيئي والاجتماعي والاقتصادي لسد النهضة على السودان ومصر. اختارت الدول الثلاثة في شهر أبريل عام 2015 بيت الخبرة الفرنسي “مجموعة بي آر ال”، يعاونه بيت الخبرة الهولندي “دلتاريس”، للقيام بالدراستين، تحت إشراف اللجنة الثلاثية للخبراء، والتي أصبح اسمها “لجنة الخبراء الوطنية.”
غير أن الخلافات سرعان ما دبّت بين الأطراف الثلاثة، وبين بيتي الخبرة نفسيهما، حول تفاصيل مرجعيات الدراستين، ودور كلٍ من بيتي الخبرة في هاتين الدراستين. فبينما رأت مجموعة بي آر ال أن دورها قيادي، وأن مهمة بيت الخبرة الهولندي دلتاريس هي مساعدتها في القيام بالدراستين، كان بيت الخبرة الهولندي يطالب بدور الشريك وليس المساعد في إعداد الدراستين. احتدم الجدل بين الأطراف الخمسة، وبين مسئولي بيتي الخبرة نفسيهما، ودفع ذلك بدلتاريس إلى الانسحاب من برنامج إعداد الدراستين في نهاية شهر أكتوبر عام 2015. وعادت الخلافات بين مصر وإثيوبيا حول السد إلى واجهة الأحداث مرةً أخرى.
4
ثالثاً: واصلتْ إثيوبيا في تلك الأثناء بناءَ سد النهضة، وأعلنت في شهر نوفمبر عام 2015 أنها قد أكملتْ أكثر من خمسين في المائة من أعمال السد. كان واضحاً أن إثيوبيا تراهن على عامل الزمن، وأن الزمن ظلّ في حقيقة الأمر إلى جانبها. من الجانب الآخر ظل رهان مصر على أن إثيوبيا لن تستطيع وحدها تحمّل تكلفة بناء السد الكبيرة والبالغة قرابة الخمسة مليار دولار، وأن العمل سوف يتوقّف، عاجلاً أم آجلاً، بدون تمويلٍ خارجي. غير أن السنوات الماضية لم تدعم ذلك الرهان. وواصلتْ وتواصل إثيوبيا تحمّلَ تكلفة بناء السد من مواردها الوطنية، ودون تمويلٍ خارجي. ويُتوقّع أن يكتمل بناء السد عام 2017، ويكون أكبرَ سدٍ في أفريقيا، والعاشر في العالم.
5
رابعاً: أعلنتْ إثيوبيا في 25 ديسمبر عام 2015 أنها قد أعادتْ النيل الأزرق إلى مجراه الطبيعي بعد اكتمال الأعمال الخرسانية لسد النهضة. وكانت إثيوبيا قد أعلنت في 28 مايو عام 2013 أنها قد قامت بتحويل النيل الأزرق من مجراه الطبيعي إلى مجرى اصطناعي لكي تقوم ببناء السد على المجرى الطبيعي للنهر (مثله مثل أي سدٍ آخر). وقد احتجّتْ حكومة الرئيس المصري السابق الدكتور محمد مرسي على ذلك القرار الإثيوبي، ودعتْ كلَّ الأحزاب السياسية المصرية إلى اجتماعٍ عاجلٍ مشترك. تحدث المشاركون في ذلك الاجتماع عن خيار الحرب ضد إثيوبيا، وعن عملٍ عسكري لوقف بناء السد، وعن الدعم العسكري للمعارضة الإثيوبية. لم يكن المشاركون في ذلك الاحتماع على علمٍ أن الاجتماع كان مذاعاً على الهواء، وأن ما دار فيه من نقاشٍ وآراء قد أصبح متاحاً في عددٍ من المواقع الإسفيرية.
وقد أوضحَ قرارُ إعادة النيل الأزرق إلى مجراه الطبيعي أن بناء سد النهضة قد قطع شوطاً متقدّماً، وأن السد قد أصبح في حقيقة الأمر واقعاً يجب التفاوض بجدّية، وعلى وجه السرعة، حول آثاره ومنافعه. كما لا بُدَّ من الإشارة إلى أن المادة الخامسة من اتفاق إعلان المبادئ تشير إلى إعداد الدراسات “بالتوازي مع عملية بناء السد.”
6
أعادتْ هذه التطوراتُ، والجدلُ حول سد النهضة، التفاوضَ إلى النقطة التي كان مُفترضاً أن يبدأ منها في عام 2011 عند شروع إثيوبيا في بناء السد. وهذه النقطة هي: ما هي المدة التي ستملأ فيها إثيوبيا بحيرة سد النهضة والتي تبلغ سعتها حوالي 74 مليار متر مكعب، وما هي كمية المياه التي سيتحمّل فقدانها كلٌ من مصر والسودان خلال سنوات ملء بحيرة سد النهضة؟
وقد فتح هذا السؤالُ البابَ واسعاً على حقيقةِ أن السودان قد فشل خلال الستةٍ وخمسين عام الماضية في استخدام نصيبه من مياه النيل والتي تبلغ بمقتضى اتفاقية مياه النيل لعام 1959 بين مصر والسودان 18,5 مليار متر مكعب. وكما ناقشنا مراراً من قبل، فإن متوسط استخدامات السودان على مدى السنوات منذ عام 1959 وحتى اليوم لم يزد عن 12 مليار متر مكعب في العام. وهذا يعني أن السودان قد فشل في استخدام ستة مليار ونصف المليار متر مكعب من مياه النيل كل عام منذ عام 1959 وحتى اليوم (أي أكثر من 350 مليار متر مكعب خلال هذه السنوات). وقد ظلّت هذه المياه تعبر حدود السودان شمالاً، وأصبحت جزءاً من الاستخدامات المصرية لمياه النيل منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم.
7
يثير فشلُ السودان في استخدام نصيبه من مياه النيل عدداً هاماً من الأسئلة الصعبة والمعقّدة:
أولاً: ترى هل سيعرض السودان كمية المياه التي ظلّ يفشل في استخدامها كل عام على إثيوبيا للمساهمة في ملء بحيرة سد النهضة مقابل كهرباء السد؟
ثانياً: هل ستقبل إثيوبيا بمناقشة هذا العرض التفاوضي، أم سترفض ذلك لأنه سيمثّل اعترافاً منها باتفاقية مياه النيل لعام 1959 والتي رفضتها إثيوبيا وندّدت بها منذ عام 1959؟
ثالثاً: هل تنظر مصر إلى حقوقها من مياه النيل على أنها 55,5 مليار متر مكعب بمقتضى اتفاقية مياه النيل، أم ستصرُّ مصرعلى استخداماتها التي تجاوزت 65 مليار متر مكعب، وشملت ما فشل السودان في استخدامه من نصيبه من مياه النيل؟ (وشملت إضافةً إلى ذلك الزيادة الكبيرة في منسوب نهر النيل على مدى السنوات الخمسين الماضية).
هذه أسئلةٌ صعبة محورها الأساسي هو كمية المياه التي فشل السودان في استخدامها من نصيبه من مياه النيل بمقتضى اتفاقية عام 1959 الثنائية بين مصر والسودان.
8
أوضح اتفاقُ إعلان المبادئ أن الغرض من سد النهضة هو توليد الكهرباء وليس الري. عليه فإنه بمجرد ملء يحيرة السد فلن تحتاج إثيوبيا لأية مياه إضافية، بل ولن تستطيع إثيوبيا تخزين أية مياه إضافية بعد أن تمتلئ البحيرة.
تبلغ الطاقة التصميمية للسد 6000 ميقاواط من الكهرباء. وقد أوضحت المادة السادسة من اتفاق إعلان المبادئ أنه سيتم إعطاء مصر والسودان الأولوية في شراء الطاقة المولّدة من سد النهضة. جديرٌ بالذكر أن السودان يشتري حالياً 250 ميقاواط من الكهرباء سنوياً من إثيوبيا. رغم هذا فإن السودان ما يزال يواجه عجزاً كبيراً في الطاقة الكهربائية.
وتشمل فوائد سد النهضة على السودان (كما أوضحنا في مقالاتٍ سابقة) إنهاء الفيضانات، وتنظيم انسياب النيل الأزرق طوال العام، مما سينتج عنه زيادة الدورات الزراعية وانتظام التوليد الكهربائي في السودان. وتشمل الفوائد أيضاً حجز سد النهضة للكميات الضخمة من الطمي الآتية من الهضبة الإثيوبية والتي افقدتْ خزانات الروصيرص وخشم القربة وسنار أكثر من نصف طاقتها التخزينية والتوليدية.
كما أن بحيرة السد يمكن من خلال التفاوض والاتفاق أن تصبح مكاناً لتخزين المياه للسودان. فمخزون السودان من المياه في كل بحيرات سدوده الأربعة (الروصيرص وسنار وخشم القربة ومروي) لا يزيد عن 10 مليار متر مكعب (مقابل 162 مليار متر مكعب لمصر). كما أن التبخر من بحيرة سد النهضة قليل ولن يزيد عن ملياري متر مكعب (مقابل 10 مليار من التبخر من بحيرة السد العالي، وسبعة مليار من سدود السودان). وتُعْزى قلة التبخر لعمق بحيرة سد النهضة والمناخ المعتدل في إثيوبيا.
يمكن الرجوع إلى دراسة وتقرير معهد ماسشتوشس للتكنولوجيا (MIT) عن سد النهضة للوقوف على فوائد السد وآثاره على السودان، وتوصيات التقرير. وقد صدرت تلك الدراسة في شهر نوفمبر عام 2014. كما يمكن أيضاً الرجوع إلى الدراسة التي طلبها وزراء مياه دول النيل الشرقي، وتمّ إعدادها تحت إشراف البنك الدولي عام 2008، والتي توضّح فوائد سدود إثيوبيا على السودان. والدراستان موجودتان على المواقع الإسفيرية.
كما لا بُدَّ من الإشارة إلى أن مسألة سلامة سد النهضة قد تناولتها المادة الثامنة من إعلان اتفاق المبادئ والتي تقرأ:
“- تقدّر الدول الثلاث الجهود التي بذلتها إثيوبيا حتى الآن لتنفيذ توصيات لجنة الخبراء الدولية المتعلقة بأمان السد.
– سوف تستكمل إثيوبيا، بحسن نية، التنفيذ الكامل للتوصيات الخاصة بأمان السد الواردة في تقرير لجنة الخبراء الدولية.”
9
كان يمكن بقدرٍ من التعاون من مصر والسودان مع إثيوبيا في خمسينيات القرن الماضي أن يكون سد النهضة (أو السد الحدودي كما كان يُعرف وقتها) بديلاً للسد العالي وخزان الروصيرص، وأن يوفّر أكثر مما وفره هذان السدان من مياه ري وكهرباء ووقفٍ للفيضانات. وكان يمكن لذلك القرار، لو تمّ اتخاذه، أن يجنّبَ السودانَ النتائجَ الكارثية للسد العالي من إغراقٍ لمدينة وادي حلفا و27 من قراها والترحيل القسري لأكثر من 50,000 نوبي سوداني، وإغراق أكثر من 200,000 فدان من الأراضي الخصبة (وقدرٍ مماثلٍ من الأراضي التي كان يمكن استصلاحها)، وأكثر من مليون شجرة نخيل وحوامض، وآثار لا تُقدر بثمن. وكان يمكن لذلك القرار لو تمّ اتخاذه أن يوفّر لمصر أراضيها الخصبة الشاسعة التي غرقت تحت بحيرة السد (علماً بأن 90% من سكان مصر يقيمون ويعتمدون على أراضي مصر النيلية التي تمثّل أقل من 10% من أراضيها)، ويجنّبها الترحيل القسري لأكثر من 70,000 نوبي مصري، وأن يوفّر المياه التي تضيع جراء التبخر في السد العالي وسدود السودان. غير أن تلك الفرصة ضاعت لغياب التعاون وتجاهل مصر والسودان طلبات إثيوبيا المشاركة في مفاوضات مياه النيل خلال خمسينيات القرن الماضي.
ثم كان يمكن أن يكون سدُّ النهضة مشروعاً مشتركا في التمويل والملكية والإدارة والمنافع بين الدول الثلاثة، كما عرضتْ إثيوبيا عام 2011. لكن مصر والسودان تجاهلتا ذلك العرض، والذي وضح الآن أن الزمن قد تجاوزه.
10
لقد أصبح سد النهضة حقيقةً واقعة قبلتها مصر والسودان صراحةً في اتفاق إعلان المبادئ الذي وقّع عليه رؤساء الدول الثلاثة بأنفسهم في 23 مارس عام 2015. ثم تأكّد هذا القبول في وثيقة الخرطوم التي وقّع عليها وزراءُ الخارجية ووزراء الري في البلدان الثلاثة في 29 ديسمبر عام 2015.
وقد أكّدتْ مصرُ قبولَها للسد عندما طلبتْ من إثيوبيا في اجتماع الخرطوم الوزاري الأخيرإضافة بوابتين أخريتين لمخارج السد. لم توافق إثيوبيا على ذلك الطلب. وبعد نقاشٍ مستفيض اتفق الوزراء الستة على تكوين لجنة فنية ثلاثية للنظر في الطلب المصري.
وكما أوضحنا أعلاه فقد انتقل التفاوض إلى الحقوق المائية لمصر والسودان، وماهو القدر من المياه الذي ستتحمّله كلٌ من الدولتين خلال فترة ملء بحيرة سد النهضة، وعدد السنوات والمعادلة التي ستملأ إثيوبيا بمقتضاها بحيرة سد النهضة. كما يشمل التفاوض بيع كهرباء السد لكلٍ من مصر والسودان. وكما ذكرنا أعلاه، فقد أصبح نصيبُ السودان الذي فشل في استخدامه محورَ الخلاف والتفاوض.
11
جديرٌ بالذكر هنا أن مصر نفسها لديها تجربة ملء بحيرة السد العالي والتي تبلغ سعتها 162 مليار متر مكعب (مقابل 74 مليار متر مكعب لبحيرة سد النهضة). وقد استطاعت مصرُ ملءَ تلك البحيرة الضخمة في سنواتٍ وجيزة، ودون أن يسبّب ذلك ضرراً لبرنامجها الزراعي الذي يعتمد اعتماداً كاملاً على الري من مياه النيل. من المؤكّد أن تلك التجربة يمكن الاستفادة منها في برنامج ملء بحيرة سد النهضة.
12
غيرَ أن الشهورَ القليلة القادمة ستوضّح إن كانت روح التعاون التي شملها وأبرزها اتفاق إعلان المبادئ، ثم أكّدتها وثيقة الخرطوم، سوف تتواصل، وتتمُّ الاستفادة الكاملة للدول الثلاثة من سد النهضة، أم أن الخلافات القديمة والجديدة سوف تطلُّ برأسها مرةً أخرى مهددةً بنسف ما تم الاتفاق عليه.
لكن الحقيقة الماثلة والتي لا يمكن تجاهلها أو غضُّ الطرف عنها هي أن عملية بناء سد النهضة قد دخلت مراحلَها الأخيرة والنهائية بعد أن أعادتْ إثيوبيا النيلَ الأزرقَ إلى مجراه الطبيعي يوم 25 ديسمبرعام 2015. وهذه حقيقةً لا مناصَ من قبولها قبولاً تاماً والتفاوض بمقتضاها، بدلاً من محاولة القفز فوقها.
كما أن الحقيقة الأخرى والثابتة دولياً هي أن التعاونَ الجادَ هو الوسيلة الوحيدة لإدارة المياه المشتركة وحمايتها والانتفاع منها بطريقةٍ منصفةٍ وقابلة للاستدامة، كما نصّت على ذلك وأكّدته اتفاقية الأمم المتحدة للمجاري المائية الدولية التي دخلت حيز النفاذ في أغسطس عام 2014. ونهر النيل، بمياهه المحدودة والطلبات المتزايدة عليها والنمو السريع لسكانه والتغييرات المناخية الحادّة في حوضه، هو أكثر الأنهار المشتركة حاجةً للتعاون.
دكتور سلمان هو الشخص الوحيد الذي يتحدث عن موضوع سد النهضة بموضوعية وبحقائقها .استغرب لعدم وجود هذا العالم في الجهة السودانية التي تدير الحوار مع الاثيوبين والمصريين .ياجماعة استعينوا بأهل العلم والخبرة حتي لا يلدغ السودان كما فعلوا من قبل في هجرة الحلفاويين وايضاً في نيفاشا .يجب اصحاب أهل الخبرة وعدم ترك الامر فقط للسياسين..
كلام مهنى ممتاز ويجب على السودان التعامل مع اثيوبيا بمهنية وندية بدل الجعجعة في الفاضى والمليان
لا داعي للتشاؤم . ( ورزقكم في السماء وما توعدون ) . إذا انهار السد اكيد دي حتكون عقوبة مقدرة من الله ولازم نحمد الله عليها . واذا عم الخير برضو اكيد دي حتكون رحمة من الله . وفي الحالتين ( قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا ) . احسنوا الظن بالله .
دعني اتوقف هنا في ما أوردته لنا من الاعلان في مادته الثانية:
“الغرض من سد النهضة هو توليد الطاقة، المساهمة في التنمية الاقتصادية، الترويج للتعاون عبر الحدود والتكامل الإقليمي من خلال توليد طاقة نظيفة ومستدامة يعتمد عليها.”
وقد فسرته انت بأن الغرض هو التوليد الكهربائي بينما النص خاصة في جزئيته “المساهمة في التنمية الاقتصادية” قابل لتأويله وشمل الري والزراعة متى رأت اثيوبيا ذلك.
من السذاجة اعتقاد ان احتياجات اثيوبيا من الكهرباء وهي التي تشهد واحدة من اعلى معدلات النمو في السكان والاقتصاد في افريقيا، لن يزداد وستكون غير قادرة لتوفر لنا في المدى البعيد امداد كهربائي مستدام ورخيص. الدول القوية لاترهن قرارتها المصيرية للاخرين ولوكنت مسؤولا لبدأت النظر الاستراتيجي في توليد الطاقة الشمسية الذي اخذ العالم في الاتجاه نحوه خاصة بعد التقدم التكنولوجي الذي يحدث فيه.
واقول لك بأن اثيوبيا لن تفاوض في ملء السد بناءا على هذه الحصص لانها لن تعترف باتفاقيات السودان ومصر وهو في نظري اساس الصراع الذي بين مصر واثيوبيا لما يقارب القرن ولن ينتهي هذا الصراع ببناء السد بل الشيطان سيكون في التشغيل وسنرى في العشر سنوات القادمة -ان مد في اجالنا- ان كان خوفنا في محله ام كنت انت على صواب؟
لا يفتح هذا البابَ واسعاً فقط على حقيقةِ أن السودان قد فشل خلال الستةٍ وخمسين عام الماضية في استخدام نصيبه من مياه النيل والتي تبلغ بمقتضى اتفاقية مياه النيل لعام 1959 بين مصر والسودان 18,5 مليار متر مكعب وتركه والسماح لما يعادل ستة مليار ونصف المليار متر مكعب من مياه النيل كل عام منذ عام 1959 وحتى اليوم (أي أكثر من 350 مليار متر مكعب خلال هذه السنوات) تعبر حدود السودان شمالاً، وأصبحت جزءاً من الاستخدامات المصرية لمياه النيل منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم، لكن هذا الإهمال والاستهتار ينكآن جرحاً غائراً ومؤلماً.. كيف لم يفكر الساسة طوال هذا الزمن في تحويل نصيبنا من تلك الإتفاقية الجائرة إلى مناطق العطش والجفاف في شرق السودان وأقصى غربه… ما سبب هذه القسوة البالغة في قلوبهم. سيقول قائل أن طبيعة الأرض الطبوغرافية لا تسمح بذلك لوجود سلاسل جبلية أو لأن مستوى سطح الأرض ينحدر في اتجاه النيل ولا يمكن رفع الماء إلى تلك الجهات. هذا قول مردود لأن التقدم العلمي والتكنولوجي قضى على كل مستحيل ومهد للإرادة القوية والمخلصة لأن تحقق المعجزات. كيف أمكن مد أنبوب النفط من أقصى الجنوب والجنوب الغربي إلى البحر الأحمر مع وجود كل العوائق الطبوغرافية؟ أذكر عندما قررت حكومة مايو في بداية السبعينات من القرن الماضي إنشاء مشروع الرهد الزراعي كان السؤال بشأن كيفية نقل المياه إلى ترعة الرهد وهي ترتفع عن مستوى النهر، وتكرر وقتها ترديد كلمة (الري بالناكوسي) وعرفت فيما بعد انها تعنى نقل الماء من مستوى منخفصض إلى أرض مرتفعة. وقد حدث وتم إنشاء مشروع الرهد القائم حتى اليوم…
من يرى مظاهر الفقر والفاقة والجهل والمرض في أطراف السودان ينفطر قلبه ويقتله الإحباط… منذ عدة سنوات وعدت الحكومة أهلنا في شرق السودان بمد أنابيب مياه النيل إليهم وما زالوا ينظرون إلى السراب… يقتلهم العطش والسل… ولو تم نقل جزء من مياه النيل مهماً كانت التكلفة إلى أقصى ما يمكن داخل حدود السودان غرباً ربما لم يكن الحال في دارفور قد بلغ ما هو عليه اليوم.
لأن الحكومات المتعاقبة وآخرها حكومة المؤتمر الوطني التي تحكمت في رقاب الناس لأكثر من ربع قرن تقدم مصلحة الخارج على مصلحة البلد واستمرت تعد ولا تفي بالوعد، تبشر بالخير ولا تقدم سوى المزيد من الشقاء، فلا عجب ألاَّ يصل الماء لأطراف البلاد، فالناس في الأحياء (الشعبية) في وسط الخرطوم عاصمة البلاد وفي أطراف ام درمان العاصمة الوطنية للسودان لا يجدون أغلب شهور السنة ماء ليكفي فقط حاجة الشرب. هل أشد فشلاً وعجزاً؟ّ!!!!! هل نحتاج معجزة من السماء لنأتي بقادة وسياسيين يضعون مصلحة الوطن السودان وأهل البلد السودانيين قبل مصالح “الأشقاء”؟؟؟؟.
لله درك يا اخ سليمان-لقد سطر قلمك باسلوب علمى متقن ورصين ما لم اقراء مثله باللغة العربية وفيه كل ما يتوجب على السياسين و المثقفين والوطنين الالمام به وهنيئا لك ان تنام مرتاح الضمير بعد ان اوفت رسالتك حقها حتى وان لم تكتب غيرها ولكننى اخشى ان ينطبق على شعبنا قول الشاعر
نصحت قومى بمنعطف اللؤى-فما استبانوا نصحى الا صبيحة الغد
واجد نفسى فخورا بمستوى المعلقين الذين نأوا بانفسهم من السباب وسقط الكلام وأثروا موضوعك بالكثير من الحقائق التى تؤكد صدق ما ذهبت اليه-والمؤلم حقا ان سوداننا لا ينقصه امثالك من العلماء والمفكرين الاجلاء ولو رجعنا لملفات البرلمان عقب استقلاله مباشرة واكتفت البرلمانات اللاحقه والانقلابيون بتنفيذ اطابيره لكان السودان من سوامق الامم فى التقدم-ولكفانا الله شر الفقر والتمزق والاقتتال-ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر تطبيق قانون من اين لك هذا ومشاريع التنمية والحفاظ على استغلال القضاء والخدمة المدنيه والجيش وابعادهم تماما عن الشؤون السياسيه-
واما فيما يخص سد النهضة فاننى كمواطن اطرح الاسئلة التاليه
١-يدرك المثقف السودانى ان سد النهضة قائم لا محاله بسبب مجموع الدول القويه صاحبة المنفعة منه اوالتعاطف ومنها على سبيل المثال لا الحصر اسرائيل لكى تكمل به اتفاقية كامبديفيد فى إحكام حصارها لمصر ضمانا لوجودها وفقا لسياستها المعلنه- ولا يمكن لعاقل بان يقول ان اثيوبيا ستضحى بقوت شعبها فى بناء سد لا تجنى فوائده- وبناءا عليه لماذا لا تلتزم حكومة السودان بالواقعية فى تعاملها مع هذا الملف؟
٢-يعلم المثقف السودانى بالانفجار السكانى بكل من مصر واثيوبيا ولاسبيل لحل هذا الاشكال الا بالاستحواذ على الارض الكامنة بينهما طوعا او قهرا وخير مثال لذلك نجد ان مصر اقدمت برغم جسامة التضحيات التى قدمها الشعب السودانى للشعب المصرى حتى فى حروبه مع اسرائيل على التحايل فى اغتصاب حلايب بعد سنوات من طردها لشركات التنقيب عن البترول والمعادن المتعاقده مع حكومة السودان-وليس ببعيد ان يكون الاقدام على قتل حسنى مبارك من تدبير مخابراتهم فى الخرطوم وانطلى على ذكاء من اقدموا عليه وإلا لما ذهب حسنى مبارك بعربة مصفحه لاثيوبيا ولما بدأ السيسى حملة ترشحه من حلايب- وما صرفته مصر بدون مقابل لمصرنة هذا الجزء المبتور من الوطن الغالى ومن الاصل لقبيلة البجه لم يسبق ان صرفته فى تاريخها على اى اقليم من اقاليمها- ولن يكون ذلك لسواد عيون سكانها لان مصيرهم لن يوكون غير مواطنين بالدرجة السفلى ان لم يرحلوا قسرا عنها بعد تثبيت ملكيتها لمصر واستغلال كنوزها- والسودانين قاطبة يدركون عقدة السيادة للون الابيض فيها ويدركون عموم نظرتهم للسودان
وعليه وبرغم واقع وطنى المغلوب على امره وحفاظا على عظيم ثرواته فان ساسته لو صدقوا النية والعزم والاخلاص للوطن-لا لذواتهم الفانيه- قادرون على انقاذه من براثن الذئبين والرقى به لمصاف الدول المتقدمه وذلك لان السياسة هى فن الحصول على اكبر قدر من الممكن فى الظروف والقدرات المتاحه وذلك بفعل الاتى
أ-نزع فتيل اى اشتباك مع اثيوبيا باتفاقيات دوليه لا تخفى على الاعلام والمواطن السودانى وان يكون شعارهم التبدير وليس الركون للمماطلة والتاخير
ب-نسمع اشاعة بان اثيوبيا ستبيع الكهرباء للسودان بسعر التكلفة-واذا كان ذلك حقيقه فلماذا لا يكون من حق المواطن تمليكه حق الاطلاع على الاتفاقية المبرمة بكمية الكهرباء وسعرها والمده الزمنيه لها حتى يامن الوطن عواقب المفاجاءات؟ والى متى يظل المواطن وحتى البرلمان والاعلام مغيبين عن كامل النصوص للاتفاقيات التى تمس حياة المواطن ومستقبل الاجيال والوطن- ولا يعلم محتواها الا من يوقع عليها وخاصته قبل ان تصبح نافذة المفعول ويكتوى المواطن الكادح بنارها- وعلى سبيل المثال لا الحصر اتفاقية السد العالى مع طلعت فريد واتفاقية اديس اببا بخصوص الجنوب مع نميرى واتفاقية نيفاشا مع على عثمان
ت-ان يتم الاسراع فى ترسيم الحدود مع اثيوبيا بصورة عاجلة ولا لبس فيها حتى لا تتكرر خدعة الاعتراف بحكومة جنوب السودان قبل ترسيم الحدود
ث-الالغاء الفوري لاتفاقية الحريات الاربعه مع مصر لانها وبدون شك تسمح للجيش المصرى او مخابراته بالتواجد داخل السودان لضرب سد النهضه والقاء المسؤولية كاملة على السودان وبذلك تعاد لعبة حلايب بصورة ادهى وأمر ولا ينفع بعدها التحسر والندم-وتفجير السدود مهما كانت قوتها ليس بالامر المستحيل حتى على الافراد المدربين بقدرات عاليه-ومعلوم ان مصر حتى الان لا يكفيها نصيبها الحالى من المياه ومضافا اليه ما عجز السودان على استغلاله وان مسؤوليها صرحوا علنا وتكرارا بان قيام سد النهضة بالنسبة لهم هو مسالة حياة او موت
ج-معلوم ان اسرائيل تهيمن على تحريك كل القوى الكبرى فى العالم ابتداءا من الولايات المتحده واوربا الغربية والشرقية وروسيا والى حد كبير الصين والهند ونجد كافة الدول العربيه المحيطة بها كمصر والاردن على اعتراف كامل بها والاخرى على علاقة علنية او سرية معها وتتطالعنا الاخبار الحاليه ان اردوغان الذى استأسد عليها بعد تحديها للقانون الدولى وقتل مواطنيه يطلب اليوم ودها بشده ولا يشك احد فى عمق وطنيته الا ان واقع الامس قد تغيربالنسبة له ووجد انه لو تعنت فان الغرب سيخذله ويقدم شعبه لقمة سائغة لروسيا فضحى بعزة نفسه من اجل شعبه-والمفارقة اننا فى السودان لا نحتكم للعقل ويقودنا الافراد كما تقاد السوائم وليت واحد من قادتنا الاجلاء تطوع بمقال يوضح لنا فيه الاسباب المنطقية لمعاداة اسرائيل والولايات المتحده ونحن فى الظروف الراهنة احوج ما نكون لاتفاء شرهما ان لم نخشى مؤازرتهما لعدونا وحتى وان لم يكن لكسب خيرهما
الحذر ثم الحذر من تعليقات المصريين الذين تجنسوا سودانيا علي يد مصطفي اسماعيل هولاء سسيكونون خط الدفاع الاول عن المطامع المصريه في السودان ويسعون لتدمير مشاريع التنميه في بلادنا ,,,
سبق ان كتبت وعلقت ولم يرد اى من التعليقات واننى اؤيد كل ما قاله المعلق الذى يسمى نفسه ” اعوذ بالله ” فهو رجل صادق مع نفسه وقد برأ ذمته امامكم وامام التارخ .
أعوذ بالله
فعلا عميانين
أري أننا فعلا مضللين
أما عن من وصف رؤيتي المخالفة لرأيه فقوله ووصفه بأنها غير سودانية ووصفها بالتفاهة هو أكبر دليل أن هذه البلاد منقسمة ومصابة بفيروس الشتات
السنوات قريبة وتمر سريعا وسوف نري
أما عن الضلال فهذا أمرا في يد الله وكذلك الهداية
وأري أن غضبه عظيما وإلا لما سلط العصابة لكي تفرتك البلاد
لأننا نستاهل
شكرا يادكتور على المقال الرصين لدى استفسار سبق ان قرأت لك على موضوع المياه بان الحصة الغير مستعملة من قبل السودان تذهب لمصر وهى دين عليها فاذا كان ذلك صحيحا ارجوا ان نعرف كيف يمكن استرجاع هذا الدين ام انه ذهب فى خبر كان كما ذهبت حلايب والفشقة وغيرها مااخبار تصريحات الرئيس حول سودانية حلايب؟
الاخ بلدي حبوب : شكرا. نعم هنالك ثغرة واضحة في هذا الاتفاق وياليتهم اخذوك معهم في الفريق الذي صاغه لغويا.
الاخ السماك: شكرا واتفق معك في ملاحظتك ان هذه المشاريع تأتينا نتائجها كمنتج ثانوي وسؤالك “اين نحن” تبقى اجابته رهينة بقدرتنا على التوحد والعمل معا من اجل بلدنا.
خلال اليوم الفائت اطلعت على دراسة الجامعة العريقة ام اي تي – والتي اشار لها د سلمان- وهي باللغة الانجليزية ويمكنكم الوصول لها في هذا الرابط:
http://jwafs.mit.edu/research/publications/2014/ethiopian_dam_report
هذه الدراسة نتيجه لورشة عمل وهي في تقريرها تحدثت عن الجوانب الفنية في: هندسه انشاء السد، وادارته في انتاج الكهرباء واتفاق بيعها، والحاجه لدراسة تأثيره علي ملوحة التربة ومواسم الفبضان بعد تشغيله وضرورة التنسيق في التشغيل بينه وبين سد العالي في مصر -مع اغفال تام او عدم معرفة للذين شاركوا فيها بوجود سد اخر مهم هو الروصيرص في السودان.
الا ان اسوأ مافي هذه الدراسة انها اغفلت تماما المسألة القانونية ومن الغريب انه لم يشارك اي بروفسور قانون دولي حسب قائمة الاسماء التي شاركت بالورشة، هذا في نظري يضعف الدراسه. مثلا الدراسة تثمن موقف اثيوبيا الذي اعلنته بانشاء السد دون الاضرار بالسودان ومصر لكن هذه الكلمة “عدم الاضرار ?no harm?” يقر التقرير في الهامش بانها كلمة غير محدد المقصود منها بل ويعترف بعدم معرفة لجنة التقرير بحاجات السودان ومصر المائية التي يمكن بها تحديد عدم الاضرار هذا!
الاخ بلدي حبوب : شكرا. نعم هنالك ثغرة واضحة في هذا الاتفاق وياليتهم اخذوك معهم في الفريق الذي صاغه لغويا.
الاخ السماك: شكرا واتفق معك في ملاحظتك ان هذه المشاريع تأتينا نتائجها كمنتج ثانوي وسؤالك “اين نحن” تبقى اجابته رهينة بقدرتنا على التوحد والعمل معا من اجل بلدنا.
خلال اليوم الفائت اطلعت على دراسة الجامعة العريقة ام اي تي – والتي اشار لها د سلمان- وهي باللغة الانجليزية ويمكنكم الوصول لها في هذا الرابط:
http://jwafs.mit.edu/research/publications/2014/ethiopian_dam_report
هذه الدراسة نتيجه لورشة عمل وهي في تقريرها تحدثت عن الجوانب الفنية في: هندسه انشاء السد، وادارته في انتاج الكهرباء واتفاق بيعها، والحاجه لدراسة تأثيره علي ملوحة التربة ومواسم الفبضان بعد تشغيله وضرورة التنسيق في التشغيل بينه وبين سد العالي في مصر -مع اغفال تام او عدم معرفة للذين شاركوا فيها بوجود سد اخر مهم هو الروصيرص في السودان.
الا ان اسوأ مافي هذه الدراسة انها اغفلت تماما المسألة القانونية ومن الغريب انه لم يشارك اي بروفسور قانون دولي حسب قائمة الاسماء التي شاركت بالورشة، هذا في نظري يضعف الدراسه. مثلا الدراسة تثمن موقف اثيوبيا الذي اعلنته بانشاء السد دون الاضرار بالسودان ومصر لكن هذه الكلمة “عدم الاضرار ?no harm?” يقر التقرير في الهامش بانها كلمة غير محدد المقصود منها بل ويعترف بعدم معرفة لجنة التقرير بحاجات السودان ومصر المائية التي يمكن بها تحديد عدم الاضرار هذا!
حمدا لله علي سلامتك دكتور سلمان,,,
دائما توافينا بالمفيد ,,نحن نعلم ان المصريين تهمهم مصالحهم فقط وهذا من حقهم ولكن لن نقبل ان تحاول مصر جررة السودان لكي يقف معها ضد سد الهنضه علي الرغم من فوائده الجمه لبلادنا,,,
علا صوت عملاء مصر كمال علي والمفتي الذين انحازوا لمصر والمصالح المصريه ضد بلادنا ومصالحنا الاستراتيجيه واستغلهم الاعلام المصري وفسح لهم المجال ومنحهم من الالقاب ما لاينطبق عليهم من علماء الي خبراء يشار لهم بالبنان في مجال المياه والسدود!!
احتجاج المصريين علي حجم بحيرة سدة النهضه وال 74 مليار متر مكعب من المياه التي سيتم تخزينها في البحيره بحجة انها ستؤدي لانهيار السد.. في الوقت الذي مازال السد العالي قائما علي الرغم من ال162 مليار متر مكعب من المياه والتي تحتويها بحيره النوبه وهي كما نري حجة داحضه,,
سد النهضه قائم وجل الشعب السوداني يري فوائد سد النهضه لبلادنا واذا ما تضررت مصر من سد النهضه فهذا امرهم ولا يخصنا في شئ لان مصالح السودان لا يعلي عليها,,
سبحان الله .. مصر شيدت على النيل السد العالي (162 مليار متر مكعب) لتحقيق نهضتها .. وإثيوبيا على وشك الإنتهاء من تشييد سد النهضة (74 مليار متر مكعب) لتحقيق نهضتها..
السؤال : ماذا شيد السودان لتحقيق نهضته؟؟؟!
السودان ينتظر الصدف الناتجة عن التخطيط العلمي من إثيوبيا وغيرها لمستقبل نهضتها الاقتصادية .. ثم نقفز نحن بمجرد علمنا بما تخطط له إثيوبيا لنهضتها هي .. ثم التفكير في كيفية الإستفادة من خططها .. يعني مصلحتنا هي By-product لمصالح الآخرين ..
متى ينفطم السودان من إعتماده الكلي على ما تركه لنا المستعمر من البنية التحتية التي شيدها لمصلحته (مصلحتنا فيه By-product أيضاً) ويفكر في مشاريعه الخاصة التي تستجيب لتقدمه .. شوف مشروع الجزيرة .. السكة حديد .. المصالح والوزارات .. النقل النهري الذي ناله التدمير .. ألخ ألخ ..
ما عندنا مخ زي ما لمصر مخ ولإثيوبيا مخ ؟؟؟ يعني فالحين في الكلام بس؟؟!! الغريبة أنو ما حد سوداني شاعر بهذه الخيبة والبلادة .. وبدلاً الشعور بخيبتنا والنهوض لفعل شيء جالسين نكتب ونكتب ونكتب فيما يخطط له ويفعله الآخرون!!! نحن السودانيين فلاحتنا في أيه؟؟!
وأوع تقول لي السبب هو النظم التي حكمت السودان .. هذه النظم كان ومازال على رأسها “سودانيون” مش “إسرائليون ولا حبش ولا أمريكان ولا نيوزيلانديين” .. نريد إجابة حالاً ..
مصلحة السودان فوق كل المصالح وعلى الشعب السودانى التمسك بذلك بعيداً عن المنبطحين والمرتزقة من الكيزان والصادق والميرغنى وكل من ينبطح لمصر – السودان لنا ونحن له والمطلوب من هذه الحكومة الفاسدة منع منح الجنسية لاى اجنبى لو عاش فى السودان مليون سنة – السودانيين العاشو فى مصر وحاربو مع فاروق وساكنين فى مصر واولادهم ولدوهم فى مصر لم يحصلو على الجنسيةحتى الان ولن يحصلو عليها – نحنا كل عابر سبيل يمر بالسودان ياخد جنسية مما ادى لكثرة المنتفعين الذين لا ولاء لهم للسودان لانهم اجانب وللاسف منهم وزراء كثر فى حكومة الكمونية هذه
(جديرٌ بالذكر أن السودان يشتري حالياً 250 ميقاواط من الكهرباء سنوياً من إثيوبيا. رغم هذا فإن السودان ما يزال يواجه عجزاً كبيراً في الطاقة الكهربائية.)
وين الرد السد ؟؟ ووين أسامة سدود الحرامي وشلته ؟؟
د. سلمان محمد أحمد سلمان
تحية واحترام
موضوع سد النهضة كبير جدا واستراتيجي لدرجة لا يمكن تصورها.أمر قبول او رفض بناء السد ينبغي ان يكون اكبر بكثير من الامور الفنية المختصة “بشوية موية وكهرباء”. السؤال الكبير هو هل من الحكمة ان ترهن السودان مصيرها لاثيوبيا؟ تحكم دولة اثيوبيا في مصدر المياه يعني ببساطة شديدة ان السودان تحت رحمة اثيوبيا…والله صحي!!..
العلاقات بين الدول ليس فيها رحمة..واثيوبيا حينما تتعامل بحب وود مع السودان حاليا فهي تسعى للتخدير حتى يكتمل بناء السد…وبعد سنتين أو ثلاثة ستبدأ في فرض نفوذها على السودان والدول المجاورة وستعرفون حينئذ المعنى الحقيقي لـ “لي الذراع ولحس الكوع”.
ثم ان العلاقات بين الدول غير ثابتة، فأثيوبيا حاليا علاقتها جيدة مع السودان، ولكن حكومتها ليست دائمة..من يدري عن طبيعة الحكومة الاثيوبية القادمة؟ الكهرباء الليلة بي قرش والشهر الجاي بعشرين قرش لو ما عجبك دق راسك في اقرب حيطة..فاليوم خمر وغدا امر…اليس كذلك؟
وهل من المعقول ان تبني اثيوبيا سد بهذا الحجم وتسمح لك بأن تستفيد انت منه بزراعة ملايين الافدنة على مرمى حجر منها وهي تتفرج؟ ومن ادراك ربما تفكر في احتلال الاراضي التي تقع امام السد…..طبعا ستقول لي مستحيل!!! وانا اقول لا…ليس مستحيلا..وما يدور في الفشقة حاليا لا ينفصل عن هذا الامر.
يا دكتور نحن ندرك ان السودان، كما مصر، ليس في يده الكثير ليفعله تجاه بناء السد ولكن علينا ان نعترف ان الأمر مقلق على نحو جوهري لجهة اننا نرهن مصيرنا لدولة اخرى. وايضا لا تنسى ان مصر ستحاول حل مشاكلها المائية على حساب السودان حتى لو استدعى الامر احتلاله…
يا دكتور الامر اكبر بكثير من مسألة موية وكهرباء.
كل كتابات دكتور سلمان عن سد النهضة تصب في صالح أثيوبيا و هو لا يأتي بالآراء التي ذكرها كتاب كثر مخالفة لما يقوله و تقوله أثيوبيا, و هذا أمر يدعو للريبة ! أولا موضوع انشاء سد النهضة و الذي كان يعرف في البداية بسد الألفية كان في غاية السرية و كانوا يطلقون عليه السد (X ) اكس و لم يخطروا دولتي السودان و مصر حسب قوانين الأمم المتحدة الخاصة بالمجاري المائيةو اختاروا المقاول الرئيسي شركة سيرين الايطالية بدون طرح مناقصةو قد انهار لها سد في زيمبابوي, و لم يقوموا بأي دراسات بيئية أو اقتصادية لتأثير السد … حتى ظهر السد عيانا بيانا !!!لقد طالب السودان و مصر بعمل الدراسات البيئية و الاقتصادية لتاثير السد و تم الاتفاق مع بيتي الخبرة الفرنسي و الهولندي لكن في السنة الماضية اتضح أن بيت الخبرة الفرنسي قد تمت رشوته من الاثيوبيين و لذلك لم يتفق مع بيت الخبرة الهولندي في توزيع العمل مما أدى الى انسحاب بيت الخبرة الهولندي !
سعة التخزين كانت 14 مليار متر مكعب و رفعوها الى 74 مليار متر مكعب رغما عن اعتراض مجلات علمية متخصصة! التمويل قالوا عن طريق شراء الشعب للسندات الحكومية فهل هذه السندات توفر 5 مليارات دولار ؟؟؟ من الواضح وجود منح مالي خارجي و من اسرائيل تحديدا !!و هل يوجد ضمان لعدم استعمال أثيوبيا مياه السد لغير توليد الكهرباء ؟
انني أستغرب عندما يقول دكتور سلمان أنه لو قام سد النهضة في الخمسينات لما كان هنالك داع لبناء السد العالي و سدالروصيرص ! و يقول أن سد النهضة يمكن أن يوفر المياه للسودان و يحجز الطمي بدلا عن سدوده الأربعة الروصيرص و سنار و مروي ( و كذلك أدخل سد خشم القربة الذي على نهر العطبراوي !! )لأن نسبة التبخر فيهم أعلى , فكيف سيغني عنهم في توليد الكهرباءالتي تحتاج الى ارتفاع مناسيب البحيرة و كيف يكون الري للزراعة !! كيف الكلام دا يا دكتور ؟هل نستعمل المضخات لري مشاريع الجزيرة و المناقل و الرهد و غيرهم ؟ حتى الكهرباء هل تظن أن اثيوبيا اذا ما باعت الكهرباء الرخيصة لنا و لمصر عند قيام السد أنها سوف تستمر تبيع لنا بعد أن تزيد احتياجاتها للكهرباء بعد قيام مشاريعها المستقبلية ؟ انهم في هذا الصيف و بناءً لكلام وزير الكهرباء معتز موسى قد قطعوا مد السودان بال 100 ميقاوات عن طريق الخط الموصل بالشبكة الاثيوبية !!
أرجو من دكتور سلمان و من بعض المعلقين أن يكونوا أكثر وطنية و أكثر موضوعية.
سد النهضه هو سد اسرائيلي صهيوني وليس هذا مختلف عليه او مثار للجدل ورغما عن ذلك تؤيد حكومة المؤتمر الوطني الاخوان المسلمين قيامه مع ان السودان يتضرر منه لربما اكثر من مصر نفسها
الموضوع لا يخرج ابدا من احدى احتمالين لا ثالث لهما
– بما ان اتفاقية نيفاشا باقرار حكومة المؤتمرالوطني هي تخطيط اسرائيلي صهيوني ورغما عن ذلك وقعتها بفعل الضغوط والتهديد بقرارات مجلس الامن والمحكمة الجنائيه الدوليه فاصبح لزاما عليها ايضا تاييد قيام سد النهضه كذلك
– اما ان تكون حكومة المؤتمر الوطني بريئه ولكنها لا تعرف كوعها من بوعها لذلك انعدمت لديها الرؤيه المستقبليه ولديها انسداد تام في الرؤيه المستقبليه ومحدودة الافق جدا فاضاعت مياه النيل الازرق كما اضاعت ايرادات البترول وجنوب السودان وغيرهما