عِنْدَما هَمَسَ نِيردوا فِي أُذُنِي

سوزان كاشف
المَدينةُ تَنْضَحُ بِالغِوايةِ.. اللّيلُ باحْتِمَالاتِهِ السّبْعِ..
مَفتُوحاً على نَهْدَيْهَا.. عَلَى الشِّفاهِ المُدَجْجَاتِ بِالقُبَلِ العَاسِلاتِ…
النَّهارُ المُكابِرُ ظَلّ قابِعاً.. يَثْقُبُهُ الانْتِظَارُ…
وهِي تُوغِلُ فِي شَبَقِها بَعيدَاً باتِّجَاهِ الحَياةِ..
وأنَا مَا زِلتُ أبْحَثُ عَنْ وجْهِكَ بَيْنَ العَابِرِين..
أنْتَظِرُ حَبِيبَاً أُطْعِمُهُ مِنْ دَمِي.. أُلْبِسُهُ الرّيحَ قِلادَةً..
ذِكرَياتُ طُفُولَتي.. وجْهُ جَدّتي الصّبُوحُ.. مِسْبَحةُ أُمّي.. غَليونُ أَبِي..
أُختي وشِجاراتُنَا الصّغِيرةُ..
حِكَايَاتِنا.. أسرارُنا..
شَغَبُ أصْدِقاءِ طُفولتِي أَغِانيُ المَطرِ.. وأَحْلامُ العَصَافِيرِ..
صَلَواتُ جَدّي الّذِي لَمْ أَرَهُ..
أنَا مَا زِلتُ كمَا أنَا.. أنْتَظِرُ حَبِيبَاً أُطْعِمُهُ مِنُ دَمِي.. أُلبِسُه الرِّيحَ قِلادَةً
ذِكْرَيَاتُنا.. حَكاويِنَا..
أحلامُ مُنتَصفِ العُمْرِ المُؤجّلَةِ..
رَسائِلي المَلِيئَة بالغَضَبِ..
تَهَوُّرِي وحِكْمَتُكَ… ثَورَتِي وهَدُؤكَ..
مَواعِيدُكُ السَّرابُ..
وصَوْتُ نِيرُودا الحكِيمُ يَهْمِسُ فِي أُذُنِي.. إنّها سَاعةُ الرّحِيلِ… السّاعةُ القاسِيةُ والبَارِدَةُ..
التي يُخضِعُها اللّيْلُ لِكُلِّ المَواعِيدِ..
ضَرَباتُ قَلْبِي تَأخُذُ إيِقَاعَهَا مِنْ ضَجِيجِ الطُّرُقَاتِ وفَرَحِهَا..
بَدَأتْ تَتَبَاعَدُ المَدينَةُ كَحُلْمٍ حَزِينٍ.. ذاهلةً.. شاحبةً..
منهكةٌ أزِقَّتُها الضَيِّقَة تَبْتَلِعُنِش كَثَعَابِين غَبِيّة..
إصرَارُ الشّحَاذِين… أصواتُ المَارةِ… شجارُ حَبِيبين..
نَوارِسُ الرَّنْكَةِ غادَرِتْ نَهْرَ التَايمْز..
وتَمدّدَ النَّهْرُ حُزْناً فِي الشّوَارعِ..
بَاعَدَتْ المَدِينَةُ قَدَمَيْهَا لاحْتِضَانِ السُّيَاحِ..
كان الهَواءُ بِرائِحَةٍ مَعْدَنِيّة.. زَحَامٌ وخَوْفٌ..
تُهْتُ بَيْنَ الجُمُوعِ..
وأنَا أبْحَثُ عَنْ مُخلَّصِي..
يَسُوع..
غايتو القصيدة مافهمنا منها حاجة…
لكن الصورة عسل بس