تدشين منتدى مالك بدري للعلوم الاجتماعية والنفسية

محمد أحمد
طرح جديد تمثل في تدشين منتدى مالك بدري أمس السبت، كالاحتفاء بالرموز المجتمعية والعلمية، والاتجاه الجديد لايجاد حلول لقضايا البلاد عبر علم النفس والاجتماع، فضلاً عن تجييل العلم والمعرفة بين جيل العلماء وجيل الباحثين الشباب، وأمم التدشين العديد من العلماء والأساتذة والباحثين.
بدأت الرحلة من رفاعة، واقترن اسمة بالتعليم فما يذكر اسم بابكر بدري إلا وذكر التعليم، خاصة تعليم البنات والذي واجه مقاومة ومعارضة شديدة. وكان الطالب مالك بدري طالباً وداعية، عرف عنه علو الهمة، اجتهد في التعليم كما اجتهد في مناهضة الاستعمار من داخل الجامعة. وكان تخرجة من الجامعة الأمريكية بلبنان في نفس عام استقلال السودان.
بدأت رحلة بروفيسور مالك بدري مع أسلمة علم النفس في وقت ارتفع فيه كعب العلمانية بشكل كبير، وكانت له يد في صلاة الجمعة لأول مرة في منطقة ليستر ببريطانيا، يعتبر البروف مفخرة للسودان في علم النفس فهو مرجعاً علمياً عالمياً في هذا التخصص، شهدت له أعمالة وانجازاته كما شهد له أقرانه وعلماء النفس في الشرق والغرب والمراكز البحثية بأوربا وأمريكا، وامتد عطاؤه في جنوب شرق آسيا بماليزيا.
الاحتفاء بالرموز السودانية
وفي سعي مركز ركائز المعرفة للدراسات والبحوث لتوظيف جهود العلماء والأساتذة لخدمة المجتمع وإيجاد الحلول لمشكلاته الماثلة، سعى المركز لتأسيس منتدى مالك بدري للعلوم النفسية والاجتماعية .
وأكدّ الأستاذ عباس هرون المدير التنفيذي بالإنابة ومدير إدارة الدراسات والبحوث أن المنتدى يُعدُّ مبادرة جديدة في طرحها ورؤاها من أجل إيجاد الحلول المناسبة لقضايا السودان ومشكلاته المختلفة وقت تمر فيه البلاد بمنعطفات خطيرة . وقال عباس أن للمنتدى برامج متعددة من أنشطة مجتمعية واصدارات ورقية وإلكترونية وبرامج إعلامية ، وأضاف أن المبادرة تبشِّر لقضية مهمة وهي الاحتفاء بالرموز العلمية والمجتمعية ، فكانت البداية بالبروف مالك بدري . وهو مساحة يجتمع فيها الأساتذة والمختصون في المجال للتفاعل مع جهود الشباب خدمة لقضايا السودان بشكل علمي. ويتوقع عباس أن يكون الاسهام فاعل في معالجة القضايا الشائكة من خلال الدراسة والتحليل وتقديم الحلول الاستشرافية.
تلبية حاجات الأجهزة التنفيذية
منبر جديد من أجل الفكر في مجال العلوم الاجتماعية، علمي النفس والاجتماع، هكذا اعتبره بروفيسور الزبير بشير طه رئيس جمعية العلوم النفسية السودانية، وقال أن المنتدى جاء ليتصدى لكثير من القضايا النفسية والاجتماعية ويعيد فيها التفكير والبحث للخروج بدلالات قد تكون ليها فوائد تطبيقية في السياسات الاجتماعية باللبلاد.
وأعتبر الزبير أن المنتدى يقدم المفكرين السودانيين، وأضاف أن بروفيسور مالك بدري يمثل ظاهره عالمية ونموذج من العقول التي يجب أن تكون متاحة للشباب، وأشار إلي أن رموز وعقول سودانية كثيرة لهم بروز على مستوى العالم نحتاج أن نقدمهم كنماذج للشباب، وقال أن بالمنتدى برامج لرعاية الشباب واتاحة الفرص لهم ليلتقوا عبر المنتدى بتلك العقول.
أكدّ على وجوب اعتماد البحوث التطبيقية وأن تكون نابعة من حاجات المجتمع لتكون موجهاً في السياسات الاجتماعية والتربوية والاقتصادية، وشدد على أن يتم اتخاذ القرارات من الأجهزة التنفيذية اعتماداً على البحوث التطبيقية التي تعالج مشكلات المجتمع. مبيناً أن الدول الغربية والناهضة الآن تعتمد بشكل أساسي على مستودعات أو جماعات الفكر
وأكدّ على ضرورة تحليل وتجديد الفهارس لعلماء ومفكري السودان وإضافة النجوم الشابة في سماء المعرفة وستخدامها في الحراك الفكري والمجتمعي.
تحرر الخرطوم الفكري :
شكر البروف في بداية حديثه ركائز المعرفة باعتبارها صاحبة المبادرة، وبيّن أن علم النفس يبدع فيه من أتي له من خارج التخصص، وقال بروفيسور مالك بدري أن علم النفس في الغرب الذي ندرسه مبني على فلسفة وتصوّر معين وليس علما بالمفهوم المعروف، وأضاف أن العلم الحقيقي في علم النفس هو منطقة حدودية بين علم النفس وبين علوم أخرى دقيقة، ، وقال مالك أن تأثره في جانب أسلمة العلوم وعلم النفس بدأ بكتابات محمد قطب، وذكر أنه رفض مبادئ علم النفس حول الأنانية والدوافع الشخصية، التي اعتمد عليها العالم من كتابات فرويد، وذكر أن كتابات فرويد لم تكن حقيقية، وأثبت ذلك كتاب فرويد آند كوكين، كتبته امرأة من فيينا، ذكرت ادمانه للكوكايين، وكشفت أن الكثير من الحالات التي ذكر أنه عالجها لم تكن حقيقية منها قصة (آنا)، مضيفاً أنه صهيوني ومشترك في نادي صهيوني، وانتحاره في بريطانيا كان في يوم من أعياد صيهون.
وبين أن كل أمة من الأمم في الماضي والحاضر ولا المستقبل لديها فلسفة للحياة تأخذها كأنها دين لكن لا تسمى ديناً، وينى عليها التصور العام للإنسان والكون والحياة. وقال أنه من الغريب أن يظل هذ الرجل مسيطراً على الفكر النفسي إلى الآن، خاصة في فرنسا وعدد من الدول منها دول شمال افريقيا مصر والجزائر حيث تعتمد عليه في تحليل النفس..
وأكدّ أن التصور في الغرب للحياة هو تصور متطرِّف في جوانب كثيرة، وأوضح كمثال أن الجمعية الأمريكية للطب النفسي تمنع أي أخصائي معالجة الشاذين جنسياً، وقال أن أي أخصائي يحاول معالجة شاذ جنسياً يتم طرده من الجمعية ولا يحق له أن يزاول العلاج ، وذكر أن الخرطوم تحررت من فكر علم النفس العلماني، وتفخر جامعة الخرطوم أنها قدمت كورس عن علم النفس في 1977م في علم النفس والاسلام، ولم تسبقها جامعة، في وقت كانت كل دول العالم تدرس علم النفس كما هو. وأضاف أن أول محاضرة قدمها عن علم النفس والاسلام في الجامعة الأردنية بعد تأسيس علم النفس في محاضرة عامة عام 1963م سُرّ بها غير المختصين في علم النفس وأغضبت المتخصصين لرفضهم دخول الدين في علم النفس،
ونادى للبحث عن طبيعة الانسان في الاسلام، وأن الله خالق البشرية جمعاء وأنه عبداً لله، لأنه إن لم يكن كذلك فسيكون عبداً لشئ آخر، والأفضل أن يكون عبداً لله، وأن يكون علم النفس على هذا الأساس لمعالجة المشكلات بمجتمعاتنا المسلمة.
ودعا الشباب للثقة بالنفس، والتفكير في كل ما تتم قراءته وعم أخذ كل ما يكتبه بعض العلماء كمسلمات. مع قياس كل وارد على مجتمعاتنا وإلى مدى هو متأثر في الحضارة التي جاء منها، والتخلص من كل ما هو سالب لا يتناسب مع قيمنا وأخلاقنا السمحة.
ان كان هناك من يستحق الثناء والتكريم فقسمآ بالله هو هذا البروف0 الرجل الانسان العالم الفاهم الخلوق0 الشكر لكل من كتب حرفآ فى حق هذا العلامه والذى قل هم امثاله. بارك الله فى امثالك معلمى فانت منارة علم يفخر بها الوطن.