لعبة كراسي في الإتحاد السوداني تفرضها متغيرات كروية إقليمية وقارية

السودان – كووورة

معتصم جعفر
قد يترآى لمن يشاهد ثلاث من ضباط إتحاد كرة القدم السوداني، الرئيس الدكتور معتصم جعفر، والسكرتير مجدي شمس الدين وأمين المال أسامة عطا المنان، مجتمعين في مكان واحد يعتقد أنهم في لحظة وئام وإنسجام، رغم حفاظ الود بينهم،، ولكنهم ليسوا كذلك فالأمر، منذ الآن في بدايات عام 2016 وحتى شهر أغسطس 2016 ستحدث فيه متغيرات كبيرة وغالبا لن يتواجد الثلاثي مرة أخرى في دفة قيادة إتحاد الكرة السوداني في ذات المناصب وذات مجموعة العمل التي تجمعهم.

“” تابع تحركات الثلاثي مؤخرا وخرج بتقرير حول التوقعات والإحتمالات لوضعيتهم القيادية في كرة القدم 2016 وهي السنة التي سوف تجرى فيها إنتخابات إتحاد الكرة السوداني لإختيار قيادة جديدة ومجلس إدارة جديد لكن بمعايير هذه المرة مختلفة، سوف يجد الثلاثي وهم الأوفر حظا لخوض إنتخابات إتحاد الكرة السوداني، أنهم امام لعبة كراسي لن يتواجد فيها ثلاثتهم بذات المناصب القيادية.

معروف أن إنتخابات أي إتحاد وطني لكرة القدم له عضوية في الإتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، باتت فيها مناصب الضباط القياديين تجرى على منصبين فقط، هما الرئيس ومنصب نائب الرئيس لأن النظام الأساسي ل”فيفا” بات موحدا في جميع الإتحادات الوطنية حيث ألغى النظام التقليدي المعمول به سابقا والذي كان يترشح فيه 4 ضباط.

أصبح السودان هو إتحاد كرة القدم ربما الوحيد في العالم، الذي ما يزال يعمل بالنظام الأساسي القديم وهو لا يمنع ترشح 4 ضباط لملء مناصب الرئيس ونائب الرئيس والسكرتير وأمين المال، بالتالي هو نظام مخالف منذ سنوات رئيسه لثلاث دورات متتالية كمال شداد، ولكن كمال شداد نفسه كان حريصا على عدم ضرب مجموعته التي حوله من خلال تعديل النظام الأساسي والسبب الثاني هو عدم تعديل قانون الشباب والرياضة الذي صدر في عام 2003، والذي لا يتضمن فقرة تجيز النظام الأساسي الجديد لفيفا في قانون الرياضة السوداني وهي فقرة ضرورية تشكل حماية لإتحاد الكرة السوداني من تدخلات السلطة الحاكمة، ومنذ عام 2009 ظل إتحاد الكرة السوداني هو الوحيد في العالم الذي ينتخب فيه الضباط الأربعة بإستثناء من “فيفا” وبطلب من شداد إلى حين إجازة قانون الشباب والرياضة السوداني، لتضمين النظام الاساسي لإتحاد الكرة المتوائم مع النظام الاساسي ل”فيفا” فيه، ومع ذلك حتى عام 2015 لم يجاز قانون الشباب والرياضة السوداني الجديد حى دخل العام الجديد 2016.

ولن يسمح فيفا بأن تجرى إنتخابات مجددا على 4 مناصب بالسودان، لأنه إستثنى ذلك لدورتين هما 2010-2013، ودورة 2013-2016، وتبقى المعضلة هي :متى يجاز قانون الشباب والرياضة لتجرى إنتخابات 2016 على منصبي الرئيس ونائبه فقط .

الضبابية في عدم وضوح الوقت الذي يجاز فيه قانون الشباب والرياضة جعل معتصم يشعر بأن كرسي الرئاسة يتحرك من تحته، ولأن قانون الرياضة الحالي يستمر حتى 2016 وبالتالي مخافة أن تجرى إنتخابات بالنظام الأساسي الحالي لإتحاد الكرة سارع معتصم ليحمي نفسه من عدم الترشح لرئاسة الإتحاد لدورة ثالثة، فهرع لترشيح نفسه فجأة لرئاسة سيكافا لأنه يحتل في هذه الحالة منصبا خارجيا قاريا أو إقليميا يسمح له بالترشح في السودان، وقد فاز معتصم فعليا برئاسة إتحاد سيكافا في إثيوبيا نهاية نوفمبر 2015، وهو وضع يسنده للترشح لرئاسة الإتحاد مجددا، بهذه الخطوة المفاجئة أعلن معتصم فعليا وضمنيا عن رغبته في الترشح لرئاسة إتحاد كرة السوداني وهذا يعني أنه السبب الأساسي من وراء ترشح معتصم لرئاسة سيكافا.

الكثيرون لا يعلمون أن مجدي شمس الدين المحامي شخصية طموحة جدا ولا يعرف اي شخص كيف يفكر، لكنه يختار اللحظة المناسبة ليخلط الأوراق “إغتنام الفرصة”، فمنذ دخوله إتحاد الكرة السوداني عام 1993 نجح مجدي في الوصول لعضوية فالمكتب التنفيذي لإتحاد الكرة الافريقي “كاف” وذلك بدون أن يعاني، بل وجلس على المقعد القاري مرتين، وخطط مجدي بشكل جيد جدا ليكون رئيسا لإتحاد كرة القدم السوداني في عام 2016، لأنه لم يسبق له أن ترشح له من قبل، ثانيا أن سنواته ال25 بالإتحاد السوداني تشفع له الوصول لمنصب الرئيس، ثالثا أن قانون الشباب والرياضة لن يستثني دكتور معتصم جعفر “قبل فوزه برئاسة سيكافا”، لأنه سبق أن عمل دورتين بالمنصب، لكن ألجمت مفاجأة فوز معتصم برئاسة سيكافا، مجدي شمس الدين واربكته ولخبطت حساباته محليا وقاريا.

معادلات مجدي المرتبكة الآن تتجلى في أنه لن يكون الوحيد الذي كان يريد الترشح لرئاسة إتحاد الكرة السوداني سيكون معتصم حاضرا بالإستثناء لخوض الإنتخابات، ثانيا فوز معتصم جعفر برئاسة سيكافا هدد إستمرار مجدي في مقعد الإتحاد الافريقي لكرة القدم، لأن قيادات إتحادات بسيكافا رددت فورا بعد إنتهاء إنتخابات سيكافا وفوز معتصم وعبر وسائل إعلام محلية ببلادها ، أن السودان لا يمكن أن يتواجد في رئاسة سيكافا وفي ذات الوقت لديه ممثل في المكتب الننفيذي ل”كاف”، وإختارت مجموعة من الإتحادات بسيكافا أن تخوض إنتخابات المكتب التنفيذي بالإتحاد الأفريقي في مقعد السودان في2016 أو 2017، وهكذا فأن مجدي شمس الدين تبعثرت أوراقه وبات محاصر محليا وقاريا في المناصب التي يحتلها ولا مهرب أمامه غير التقدم للترشح لمقعد في “فيفا” وذلك ليس بالأمر السهل، كما أن مجدي لن يقبل بغير رئاسة إتحاد الكرة السوداني ليسنده للبقاء في تنفيذية “كاف” كرئيس لإتحاد وطني معتبر ، أما فشله في الوصول للرئاسة فله عواقب وخيمة منها أنه بعدم عضويته في الإتحاد السوداني قد لا يجد سند ودعم ترشيحه من الوجوه الجديدة بالإتحاد مجددا للعضوية بتنفيذية “كاف” أو “فيفا”

أما اسامة عطا المنان أمين مال إتحاد الكرة السوداني فقد ساند مجدي من قبل في الحصول على مقعد وعضوية تنفيذية “الكاف” عام 2013، وساند معتصم بقوة للحصول على رئاسة سيكافا، فهو كسب الطرفين ويقف منهما عبر مسافة واحدة وكليهما لن يضايقه في منصب نائب الرئيس لأنه مقبول من كليهما..أسامة نجح في خوض ولعب مباراته الخاصة بذكاء لخوض معركة نائب الرئيس القادم في إتحاد الكرة السوداني.

تلك كانت قراءة واقع لمجموعة مؤثرة في مسيرة إتحاد الكرة السوداني منذ نحو عقدين، تواجه في 2016 العديد من السيناريوهات حول بقاءها و إستمرا-ها من مقر إتحاد الكرة السوداني في أغسطس 2016.

تعليق واحد

  1. The three stooges التلاتة ده يضربو بيهو ده… ما فيهم و لا واحد يستحق ان يكون عامل نظافة في اتحاد كرة محترم……

  2. ماذا فعل هذا الثلاثي لكرة القدم السودانية؟ مجدي شمس الدين يجسم على صدر اتحاد كرة القدم لمدة تزيد عن 25 عاما. هل طور الكرة السودانية؟ كل سنة والفريق القومي يتراجع ويتمرمط امام دول بدأ نشاطها في كرة القدم بعدنا بعشرات السنين. فليذهبوا جميعا ويأتي اصحاب الكفاءات المعروفين لادارة أمر الكرة في بلادنا.

  3. ماذا فعل هذا الثلاثي لكرة القدم السودانية؟ مجدي شمس الدين يجسم على صدر اتحاد كرة القدم لمدة تزيد عن 25 عاما. هل طور الكرة السودانية؟ كل سنة والفريق القومي يتراجع ويتمرمط امام دول بدأ نشاطها في كرة القدم بعدنا بعشرات السنين. فليذهبوا جميعا ويأتي اصحاب الكفاءات المعروفين لادارة أمر الكرة في بلادنا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..