أخبار السودان

جمهورية النيل.. الحكمة قد لا تتكرر!!ا

تراسيم

جمهورية النيل.. الحكمة قد لا تتكرر!!

عبدالباقى الظافر
[email protected]

خطفت دموع سكرتير برلمان الجنوب بشير بندي أضواء الجلسة التاريخية لبرلمان الجنوب.. فقد انخرط البرلماني الكبير في نحيب متصل.. بينما كان وزير السلام وعضو البرلمان باقان أموم يقدم للمجلس اقتراحًا بإعلان استقلال جنوب السودان تحت مسمى جمهورية النيل.. الجلسة شهدت ضجيجًا وهتافات تمكن بصعوبة رئيس المجلس جيمس وانى ايقا من السيطرة عليها.
الرئيس سلفا كير خاطب البرلمان بعد إجازة القرار بأغلبية الثلثين.. وقال إن شعب جمهورية النيل قد قال كلمته.. ودعا حكومة الخرطوم لأن تصبح شريكًا لصناعة السلام والرفاهية والتنمية.. وسأل دول العالم لأن تحترم خيار شعبه.. دعوة الرئيس سلفا كير وجدت صداها فقد اعترفت كمبالا وسبع دول إفريقية على الفور بالدولة الوليدة.. ومضت على إثرهم دولة النرويج وجمهورية التشيك.
المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية قال إن حكومة بلاده تتفهم وتحترم الخيار الجنوبي.. إلا أنها بانتظار التشاور مع الحلفاء والأصدقاء لإصدار قرار توافقي.. فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لاجتماع طارئ لمجلس الأمن لمناقشة تداعيات الأحداث في السودان.
القاهرة أرسلت اللواء عمر سليمان للخرطوم.. حيث اجتمع مع الرئيس البشير بحضور نائبه الأستاذ علي عثمان.. ورفض المبعوث المصري الإدلاء بأي أقوال للصحفيين الذين احتشدوا في باحة القصر الجمهوري.. اللواء سليمان سيسافر إلى كمبالا بعد أن علقت الخرطوم الرحلات إلى مطار جوبا.
نذر حرب بدأت في أجواء السودان.. الرئيس البشير ارتدى الزى العسكرى بعد غيبة طويلة و اعلن في بيان غاضب بثه التلفزيون الرسمي أن هذه الخطوة غير دستورية ولا تتسق مع اتفاق السلام الموقع في نيفاشا.. وقام بدوره بإعلان حالة الطوارئ في جميع انحاء السودان.
جوبا ردت على تصاعد التوتر بإغلاق حدودها مع الخرطوم.. ودعت المتطوعين للانخراط في معسكرات التدريب.. فيما اتصل العقيد القذافي بكل من الرئيس البشير وغريمه سلفا كير مطالبًا بالتهدئة وعارضًا وساطة طرابلس لتسوية الخلافات التي بدأت باستقالة مفوضية الاستفتاء.. التي ردت الأمر لصعوبات لوجستية تعترض عملها وتدخلات سياسية من جميع الأطراف.
هذا السيناريو التخيلي ربما يتجسد على أرض الواقع.. عملية الاستفتاء على تقرير المصير يصعب إجراؤها حسب مواقيتها المضروبة.. الحركة الشعبية تعترض وترفض أي تأجيل.. المؤتمر الوطني لن يقبل بأي تسوية تخرج عن الاستفتاء الشعبي المباشر وتصنع دولة في حدود السودان الجنوبية.
النتيجة سيان وهي الانفصال ..أو الانفصال.. إن تم إجراء استفتاء الجنوب في يناير القادم ووفق المعطيات الراهنة.. أو تم إعلان الانفصال من داخل برلمان الجنوب.. في نهاية المطاف ستضاف دولة جديدة فى إقليم تقتله الفرقة والشتات.
الخيار الذي يجب أن تتحسب له حكومة الخرطوم أن الجنوبيين قد يضطرون إلى إعلان دولة خارج مسار الاستفتاء المقرر له يناير المقبل.. وماتحتاج إليه حكومة البشير هو حكمة جمال عبدالناصر في التعامل العقلاني والهادئ مع قرار البرلمان السوداني إعلان الاستقلال من داخل البرلمان فى ديسمبر 1955م.
التاريخ قد يعيد نفسه.. ولكن الحكمة قد لا تتكرر.

التيار

تعليق واحد

  1. الحكمة الوطنية ان يذهب البشير ونظامة الى مزبلة التاريخ… كيف يسلم ان تيقي حكونى ادمنت الفشل في السلطة.. افيدونا..ياسيد البشير سلم البلد للعقلاء واذهب كفاك انت ليس قدرا انت فرد مقابل وطن…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..