“إخوان في الإنسانية” سائقو عربات الإسعاف.. معادلة الوقت والموت

الخرطوم – عثمان الأسباط
قد يفكر السائق كثيراً ويضرب الأخماس في الأسداس حينما تعرض عليه وظيفة سائق لعربة إسعاف، ورغم أن المهنة إنسانية بالدرجة الأولى، من واقع أن وجود تلك الأنواع من السيارات يمثل مبادرة إنسانية عظيمة، تساهم في إنقاذ حياة الناس من الموت في لحظات عصيبة، خاصة إذا كان التنقل من أماكن بعيدة عن دور المستشفيات، وتعني عربة الإسعاف بتقديم الإسعافات الأولية للمصابين قبل دخولهم للمستشفى باعتبار أنها تقلهم إلى مراكز الرعاية الصحية المختلفة.
وفي الأثناء، يجد سائقو عربات الإسعاف أنفسهم في معادلة صعبة، لأنهم مطالبون بنقل المصاب أو المريض بأقصى سرعة إلى المستشفى لكي يتلقى العلاج، ويتخطى مرحلة الخطر، وللدقة فإن لسيارة الإسعاف الأولوية في السير على الطرقات والشوارع من أجل كسب مزيد من الوقت في سبيل الوصول إلى المستشفيات أو المراكز الصحية.
خطورة بالغة
في أكثر الطرقات ازدحاماً تسير سيارات الإسعاف بسرعة جنونية، ويطلق سائقوها صافرات الإنذار والأضواء للتحذير لأجل تسهيل الحركة، وفي خضم الاستعجال وصعوبة السير وسط الجيش الجرار من السيارات قد تحدث حوادث تقود إلى وفاة سائقي عربات الإسعاف، لأنهم يقودون بسرعة جنونية، وهي متطلبات وظيفية تحكمها ضرورة توصيل المرضى والمصابين بأقصى سرعة ممكنة، لتجنب المضاعفات المسببة للوفاة، ليبقى في النهاية أن سائقي الإسعاف أمام معادلة عصيبة، فإما أن يسابقوا الزمن لكي يلحقوا من بداخل العربة إلى المستشفيات أو أن يقدموا أنفسهم ضحية لمهنتهم الصعبة.
حوادث تقود إلى القتل
في طرقات عديدة وشوارع حيوية تكثر الحفر والمطبات ما يفضي إلى الحوادث المرورية. وفي السياق، يقول علي حامد سائق سيارة إسعاف لـ (اليوم التالي): مهنة قيادة سيارة الإسعاف تحتاج إلى فن في القيادة، فهي دائماً ما تعرض السائق للخطر وتقود أحياناً إلى الموت. ويضيف: أنصح من لم يتمتع بقدرات عالية في القيادة بالابتعاد عن المهنة الصعبة، لأن هناك مواقف تتطلب الحكمة والموهبة للتغلب على المصاعب. وأردف: تكمن الخطورة في السرعة الزائدة، خاصة وأن هناك طرقاً وشوارع تكثر فيها الحفر والمطبات، وعندما تقود بسرعة هائلة في سبيل توصيل مصاب بحالة خطيرة إلى أحد المستشفيات، تتفاجـأ بحفر ومطبات في الطرق، ومع الاستعجال والسرعة حتماً سيقع الحادث ما يعرض السائق ذاته إلى خطر الإصابات الخطيرة أو الموت، مبيناً أن تخطي إشارات المرور بسرعة شديدة لحظة إنارة الإشارة يؤدي إلى حوادث أو قتل لأحد العابرين من الطريق المعاكس، مشيراً إلى أنهم أمام أمرين أحلاهما مر، فإما أن يسيروا بأقصى سرعة من أجل إيصال المصاب لأن عامل الوقت في غير مصلحتهم وإما أن يعرضوا أنفسهم إلى الخطر.
سيارات خالية من المرضى
من جهته، يقول محمد يونس سائق ركشة إنهم يعملون ألف حساب لسائقي سيارات الإسعاف لأنهم قد يتسببوا في حوادث خطيرة نتيجة للسرعة الزائدة. وأضاف: هناك سائقون متهورون يقودون بجنون ما يعرض الجميع في الطرقات إلى الخطر، مؤكداً أن وقوع أي حادث سيقود إلى وفاة أعداد كبيرة بدلاً من إنقاذ الحالة التي تقلها سيارة الإسعاف، مبيناً أن الشخص الذي يكون داخل العربة قد يتوفى نتيجة التصادم القوي في الحوادث. وأردف: حتى سائق عربة الإسعاف ذاته معرض للموت. وفي الأثناء قال علي التيجاني (مواطن) إن مهنة سائقي الإسعاف إنسانية ونبيلة، وتخدم أغراض الناس، لكنها في ذات الوقت قد تشكل خطورة إضافية على الطرقات. وكشف علي عن استغلال بعض السائقين لميزة الإفساح خاصة في أوقات الذروة، الأمر الذي يجعل المواطنين وقائدي المركبات في خطر، مؤكداً أن هناك سيارات إسعاف خالية من المرضى، ولا تحمل مصابين تمضي بسرعة في الشوارع الرئيسية للعاصمة، الأمر الذي جعل الناس لا يحسنون الظن بسيارة الإسعاف وإفساح الطريق لها. وزاد بالقول في كثير من الأحيان تحدث مخالفات مرورية لسائقي سيارات الإسعاف، خاصة الذين يتسببون في الحوادث وهم لا يحملون مصابين على متنها.
طريقة علمية
من جهته، قال الباحث النفسي محمد صديق مدني إن مهنة سائقي سيارات الإسعاف إنسانية في المقام الأول وتساعد الناس في نقل مصابيهم إلى المشافي. وأضاف: حال أن أخطأ أي من سائقيها، فهو بشر في نهاية المطاف، علاوة على أن مهنته تتطلب الاستفادة من عامل الوقت لأجل توصيل المصاب بأقصى سرعة ممكنة، فضلاً عن تضحية سائقي سيارات الإسعاف بأنفسهم في سبيل خدمة الناس، لأنهم معرضون للإصابات والموت أيضاً، مشيراً إلى أن الطريقة العلمية تتطلب وجود دفتر أو استمارة بأمر تحرك السائقين أو ما يسمى بالبلاغ، وهذا ما يسجل في استمارة المريض حسب النظام المعمول به في كل دول العالم، علاوة على وجود عداد خروج بحسب الكيلومترات التي تفصل ما بين المستشفى والمكان الذي أُقل منه المصاب وبسرعة محددة مقروناً، بحسب الحالة الخاصة التي يكون مسؤولاً عنها الكادر الطبي، ويوجد بالاستمارة زمن التحرك وزمن المغادرة وتسليم المصاب إلى الجهات المختصة. وأردف: كما هو ممنوع تشغيل صافرات الإنذار إلا في حالات طارئة

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. السلام عليكم
    التحية لسائقي الاسعاف الذين يمارسون عملهم رغم رداءة الطرق . ففي دول يوجد خط خاص بسيارات الاسعاف والشرطة .
    ثانيا : اي سيارة اسعاف فاضية بتكون ماشة تجيب حالة . لانو مافي سيارة اسعاف بتطلع بمزاجها .
    لكم الشكر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..