محامٍ قانوني : السماحة السودانية تزيد من ارتكاب الجرائم

حذر الأستاذ القانوني مزمل تاج الدين من زيادة ارتكاب الجرائم في المجتمع نتيجة التعامل بالسماحة السودانية المعروفة في حل القضايا والمشكلات التي تطرح عبر المحاكم، وكشف أن بعض الناس يرى أن اللجوء للمحاكم يعتبر عيباً.
وقال تاج الدين يوم الأربعاء، إن الطبيعة السودانية تفرض على المجتمع السوداني بعض السلوكيات، مشيراً إلى أن البعض يرى أن اللجوء للمحاكم مسألة عيب بالرغم من أنه حق طبيعي.
وأضاف أن مثل هذه المفاهيم بدأت تتغير، وأن اللجوء إلى المحكمة حق لا بد من الوصول إليه.
وقال تاج الدين إن مسألة التسامح في القضايا التي أمام المحاكم لها إيجابيات وسلبيات كأن تحل المشكلة خارج إطار المحاكم عبر الجودية المعروفة، وأشار في الخصوص إلى أن الجودية نجحت في حل كثير من القضايا.
أما سلبياتها، يضيف تاج الدين، فتتمثل في أن السلوك الخاطئ يؤدي إلى زيادة الفعل الخاطئ وارتكاب جرائم كثيرة مسكوت عنها نتيجة للعادات السودانية والتي بموجبها تؤدي إلى تفاقم الجريمة.
وأوضح أن المفهوم العقابي لا يعني أن العقوبة لتحقيق ردع المتهم فقط وإنما لتحقيق ردع عام، وأشار إلى أن أي فعل مخالف للقانون يجب اللجوء به إلى المحكمة.
شبكة الشروق
العبارة صحيحة ولكن يبدو انها ضلت طريقها الى القضايا الشخصيةوالفردية بينما تتبدى اثارها الكارثية على مجمل الوطن وهويته وارضه ومصطلح السماحة يمكن ان تنسحب على جملة من المفردات تحمل نفس المضمون عمليا لدى كثيرين منها المجاملة والعوارة والهبالة والدروشة والطيبه والغفلة وكلها سائدة فى مجتمعنا السودانى النيلى بصفة خاصة وما حولها بصفة عامة لدرجة غابت معها معانى الحرص حتى على الارض التى فى حكم الدار والوطن وفقدان الاحساس بالانتماء والزمان والمكان والماضى والحاضر والمستقبل … وربما ذلك ما عناه صاحب التصريح مستهدفا بذلك تنبيه المجتمع الى ما ستجلبه عليه تلك الصفات السالبة من ويلات فى مقبل ايامه ومستقبل اجياله حيث الاخرون يعلمون ما يفعلون وليس من جبلهم مراعاة مشاعرهم او حقوقهم او خلقهم الرفيع فى الحياء والكرم والسماحة التى يفسرونها ضعفا واستكانة واستسلاما وغفلة يستغلونها فى التكويش على الارض والموارد حيث لم تعد تلك السجايا من اسلحة المنافسة الحرة فى وطن مشرع الابواب هش البنيان ضعيف المقاومة كاسد هزيل مثخن بالجراح تتناوشه الضباع فلا يقوى على دفعها .
ليس لدى فكرة عن منطلقات المحامى مزمل تاج الدين، ولكن مثل تصريحاته الخاطئة هذه لا يمكن ان تصدر الا من جهات تحاول ادانة المجتمع السودانى لتبرير الفشل الذريع الذى تواجهه التيارات القايضة على السلطة فى السودان منذ اكثر من اربعين عام.
اخلاق الشعب السودانى يعرفها القاصى والدانى، اللهم الا جماعات الهوس الدينى من اخوان مسلمين ومشتقاتهم واذنابهم. فهؤلاء لا يعرفون الاخلاق، ولذلك لم يستطيعوا ان يعرفوا قيمة اخلاق الشعب السودانى، وهى بالضرورة تختلف كثيرا عن اخلاقهم، وعندما استولوا على السلطة واتضح للشعب السودانى سوء اخلاقهم وسوئ صنيعهم حاولوا ان يلقوا باللائمة على الشعب.
الاخلاق اكبر واهم من القانون، فالقانون يعالج المستوى الادنى من التعامل، او الحد الذى يقع به ضرر على احد الاطراف، بينما الاخلاق تتعامل مع المستوى الاعلى من التعامل، فاذا كان القانون يتعامل مع الذى يسرق اموال الناس، فان الاخلاق تتعامل مع الذى يتنازل من ماله من اجل الناس، اومع الذى يعفى عن السارق.
القانون غرضه حفظ الحد الادنى، ريثما يتعلم المجتمع ان يعيش فى مستوى رفيع، مستوى اخلاقى.
لا يمكن لرجل القانون ان يقول ان الاخلاق تساعد فى الجريمة. وانما القانون المعيب هو الذى يساعد فى الجريمة. وحكومتنا الحالية وانصارها لم يشرعوا قانونا الا وكان قانون معيب ولذلك فان الجريمة زادت.
ويمكن القول بانه لولا ان اخلاق السودانيين كانت بهذه الاصالة وهذه القوة لكان اثر هذه القوانين المعيبة التى يحكم بها الاخوان المسلمين اثرا مدمرا اكثر مما هو حاصل حاليا.
يبدو عليه ضحل التقدير و قليل الخبرة بالقانون و المحاكم و حلحلة المشاكل و الجودية لا سلبيات لها و رؤية ان المحاكم عيب ربما تكون فى المسائل من الاحوال الشخصية مثل الورثات و الطلاق و النفقة غير ذلك تجد المحاكم تعج بقضاية الشركات و الاموال و الجنائية بحجم اكبر اتمنى ان يعيدوا تقيم معادلته حتى يتفهم المجتمع السودانى بصورة اعمق
كتب أحد البلغاء يطلب نوالا من أحد الخلفاء .فذهل الخليفة ببلاغته وطلاقة لسانه.
فوقع الخليفة على الرسالة : البلاغة والغنى إذا اجتمعتا في رجل أبطرتاه. فيكفيك البلاغة.
يكفيه هذه الشياكة. وما يعقدوك وتخليها. العلم ملحوق كعب البهدلة.
وعمك فرح ود تكتوك قال ( كل يا كمي قبال فمي )
يا مزمل الله يهديك …
ياخي نحن شعب طيب متسامح كريم ….
ودائماً نعفوا ونصفح عن الناس …واجرنا عند الله عظيم …ونحن كشعب سوداني
قد تربينا على السماحة والذوق والكرم والشهامة والنخوة …
نعم طريق المحاكم عندنا عيب …عيب ..وعيب كبير جداً …
أنا أسامح أخي السوداني ولا أجره للمحاكم …
فضلاً لا تكون قاسي ..وارجو أن تعتذر عن هذا النهج وهذا الأسلوب القبيح
والذي لايشبه الشعب السوداني …
بس الله يهديك …قال قانوني قال …!!؟؟؟
ما يدحض هذا القول ويبرز قلة معرفة قائله بطبيعة الشعب السوداني انه في زمان سابق قامت العدالة على المحاكم الشعبية والجوديات والمساعي الطيبة اكثر مما قامت على المحاكم الرسمية .. ومن تاريخ احد رجال الشرطة في الاسرة تدرج الرجل من ادنى السلم الشرطي العادي الى ان بلغ رتبة المقدم وكان منزله مكانا تعقد فيه التصالحات بين المتخاصمين والمتغارمين وكان المجتمع يعيش في تصالح وراض عن عمل تلك الجوديات وتقل نسبة الجريمة نظرا لهذا الجانب الهام في حياة الناس
.
القيم السودانية والخلق الكريم الذي يتمتع به الفرد السوداني يمثلان الضمان الأساسي لقوة لحمة المجتمع وتقوية نسيجه بما يحقق معنى حياة الانسان مع أخيه الانسان ، ولن تفقد المسامحة بحالٍ من الأحوال قدرها كقيمة إنسانية ولن يضمحل المجمتع بسببها واتما يرتقي بها ، ذلك ان المسامحة والنزول عن حق خاص امام المحكمة ليس فيه اضمحلال للمجتع بقدر ما انه يعبر عن رقي وسمو المسامح ، وبالطبع أن العقوبة تحقق ردع عام ، وغني عن القول ان القضايا التي ترتبط بالنظام العام القانون لا يسمح بالتنازل عنها ، ذلك ان حق التنازل فقط يكون في الحق الخاص ، وهذا لا يعني ان المسامحة تصادر المطلوب من هدف القانون الصحيح بقدر ما انها تعزز قيمة اسمى ومبدأ أكبر من ذلك بحكم انها تؤدي الى استقرار العلاقات وتجاوز الاحن بين الافراد . وهذا لا ينفي ان التنازل عن بعض قضايا الحق الخاص كتلك التي ترتبط بالممارسات الشاذة او ما يطلق عليها قضايا (العار) وتلك التي ترتبط بالشرف والعرض ، من شأن التنازل عنها المساعدة على انتشارها باعتبار ان السلوك الخاطئ يؤدي الى زيادة الفعل الخاطي كما ذكر الأستاذ مزمل …إلا انه ليس من صحيح الفهم ان نفسر مسألة المسامحة بأنها سلوك خاطئ على اطلاقه ….
.
وما أروع ان تحكمنا الاخلاق
.
……….. علي احمد جارالنبي المحامي والمستشار القانوني …….
السماحة والتسامح خلق من الاسلام وعمرها ماشانت شئ وتسهم كثيرا في محو اثار الجريمة تماما وهي سيدة علي جميع احكام المحاكم ويبدو محامينا هذا قليل التجربة