العمود الاسبوعي للاستاذ فيصل الباقر

دموع التماسيح والحديث المعسول لسحر العقول !
فيصل الباقر
[email][email protected][/email]
ما يحدث هذه الأيّام من حديث ( معسول ) عن ” التقشّف الحكومى ” والوعود (المخجوجة ) بجبر ضرر الشعب السودانى ” إقتصاديّاً ” عبر ( آليّات ) و حزمة إجراءات تقشفيّة ، تبدأها الحكومة بنفسها ، بتخفيض نفقاتها و حجم ترهّلها الوزارى وكتئب وجيوش الدستوريّين والمستشارين ، ليس سوى ” كلام الطير فى الباقير ” كما يصغه أهلنا البسطاء ، جرياً على المثل السودانى الصميم المعروف .وهو بإختصار شديد ، نوع من ” ذرف دموع التماسيح ” !.. فما يطلق عليه ( أبالسة ) المؤتمر الوطنى (تقشّف ) فى الإنفاق الحكومى ، بعد أن ” طفح الكيل ” و ” بلغ السيل الزبى ” ! ، لا همّ ولا علاقة للشعب به من بعيد أو قريب . فما إكتنزه القوم أفراداً ومجموعات من ذهب وأموال ( السحت ) فى الداخل والخارج ، عبر سنوات سياسة ( التمكين ) لا يمكن – بل يستحيل – معالجته ومكافحة آثاره المدمّرة ، بمثل هكذا إجراءات ولعب ( ثلاث ورقات ) !. فإن كان فى القوم مثقال ذرّة من صدق ،عليهم ( التحلّل) من كل المال المسروق والمنهوب من عرق الشعب وكدحه ، بالإعلان عنه وعن حجمه وعن قوائم المستفدين منه ،وإعادته للخزانة العامّة ،أو كما يسمّونها فى أدبيّاتهم (المضروبة ) ( بيت مال المسلمن ) !.وتبقى علهم بعد ذلك ، (الكفّارة ) و( التوبة النصوحة ) و( الندم ) و(الأوبة ) الصادقة لميدان السياسة السودانيّة ، بمثلما دخلوها – حفاة عراة – فى أواخر أربعينيات القرن الماضى !.
أمّا الحديث عن مبادرات ( جمع الصف الإسلامى ) ووحدته ،فهو حديث مكرور ومجّانى،اعتدنا على سماعه ،كلّما ( إدلهمّت) بالقوم الخطوب وضاقت بهم الحلقات ودارت عليهم الدوائر !.وليس فيه من جديد،سوى أنّ الجماعة تسعى لأن يتّسع جلبابها أكثر، لتضم – هذه المرّة – حزب ” الخال الرئاسى ” الذى يطلقون عليه – زوراّ وبهتاناً ( حزب السلام العادل ) بعد أن كانت ” الدائرة مغلقة ومقفولة حصريّاً – حتّى الماضى القريب- على الجماعة وحدها ” زيتهم فى بيتهم ” أى حزب (الشيخ والحيران )، مع إستمرار” لعبة ” مغازلة وإبتزاز(آخرين ) !.
أمّا تلك الصحافة المملوكة لرموز معروفة فى الجماعة .والمنشأة والمموّلة من أموال ( السحت ) والمدارة عبر ” رموت كنترول ” جهاز الأمن، فلا محالة ، سيخيب سعيها وهى تروّج لمثل هذه ( الأباطيل ) والألاعيب .وعليها أن تعلن صراحة عن خطّها السياسى وسياستها التحريريّة ، أو لتصمت ! . فالشعب ” يفرز ” صحافته الصادقة .ويحترم صحافييه وصحفيّاته ممّن يبحثون عن الحقيقة وينشرونها على الشعب، ويدفعون ثمن ذلك تضييقاً ومنعاً ” أمنيّاً ” عن الكتابة و ” رفتاً ” و تشريداُ فرديّاً وجماعيّاً من الصجف ( التابعة ) و( الموالية ) . ونفياً إختياريّاً أو إجباريّاً من الوطن. كفى ( ثعلبة ) فقد إنتهى إلى غير رجعة زمن الحديث المعسول،لسحر العقول !. فالشعب يريد إسقاط النظام !. وعلى الصحافة الحرّة والمستقلّة حقّاً،الإختيار بين الإنحياز لمعسكر الشعب ونارالحقيقة،أوالبقاء فى وحل خدمة أجندة الظالمين!.
وبعدين؟؟
الحكومة يتغذى من دماءالشعب السودانى كما يتغذى البعوض من دم البشر