من دار الإذاعة برسل ليك تهاني اترقب سماعا.. صوت السودان

توثيق – أماني شريف
هنا أم درمان (الإذاعة السودانية الأم) التي تمت تسميتها بـ (القومية)، وتعد أحد الحيشان الثلاثة، بدأت مبكرا في منزل الراحل عبيد عبد النور في زمن قاومت فيه بفضل مجاهدات أوائل رجالاتها قلة الإمكانيات، إلى أن صعدت إلى المرتبة الأولى.
ومنذ عصر راديوهات الترانزستور وحجارة البطارية وعلى أضيق نطاق وتوسعة سمعية، ظلت الإذاعة تقدم الأخبار والتقارير والمواد المختلفة للناس في المدن والقرى النائية، فتجد راديواً وحيداً بمقهى أو دار أحدهم أو بمطعم، ويلتف حوله جميع الحضور مرهفين آذانهم منتبهين لنشرة أنباء أو أغنية يستمتعون إليها ويترنمون مع مغنيها، وهذا يمثل عالماً استثنائياً بالنسبة لهم، وتأخذهم الدهشة حول هذا الصندوق العجيب الذي يأتيهم بالأخبار والاستمتاع بالغناء كحدث جديد وفريد.
تاريخ إعلامي حافل
الراديو الذي يدير مؤشره الكثيرون صباحا ولساعات محدودة، ومن ثم ينقطع الإرسال ويعود صندوقاً صامتاً حتى تعاود برمجته الإرسالية لفترة مسائية أخرى. وفي وقت لم تكن الأفكار البرامجية قد نمت بعد ومع قلة أوائل مجاهديها بأسمائهم التي خلدها التاريخ الإعلامي الإذاعي لم تكن برامج الإذاعة موسعة بعد تتحكم فيها قلة الإمكانيات وقتها، والمتصفح للأرشيف الصحفي لصحف زمان يجد ترويجا ضمن صفحاتها لبرامج الإذاعة والأوسع في هذا الترويج في مجلة الإذاعة والتلفزيون المتخصصة في هذا المجال.
المرحلة الأولى
ولنقف عند المرحلة الأولى من عمر الإذاعة، وهي لم تزل وما جاء من ترويج إعلاني لبرامجها لأحد أيام العام 1947 كما جاء في صحيفة (السودان الجديد) الصادرة في التاسع من مايو من العام 1947 التي تجيء على فترتين صباحية ومسائية، والمتأمل لبرامجها يجدها تقف عند ثلاث محطات متتابعة فقط وتفتقر للتنوع المتعدد، حيث ينحصر في ثالوث متتابع (أنباء – غناء – أنباء) بعد الافتتاحية، وقبل الختام القرآن الكريم بالطبع.
رؤية معتصم فضل
وفي السياق يقول الخبير الإعلامي الإذاعي ومدير الإذاعة والتلفزيون الأسبق معتصم فضل لـ (اليوم التالي) إنه وقياساً على ذلك الزمن الذي لم تكن فيه الإذاعة معروفة إلى حد كبير، إلا أنها كانت تلبي طلبات المجتمع المختلفة ببرمجتها على قلتها خاصة في مجال الأخبار، وفي تطور لاحق في نفس الفترة أضيف إليها الحديث التوعوي (الحديث الطبي – حديث المزارع – وغيرها) مما ساهم في توعية المستمعين، بالإضافة إلى البرمجة الترفيهية من خلال الحفلات الحية، وكذلك الاسكتشات الصغيرة التي استقطبت عدداً كبيراً من المستمعين، وكذلك فن الدوبيت كفن شعبي يجذب المستمعين. ويضيف: برغم تلك القلة في برامج الإذاعة في تلك الفترة الأربعينية وقلة عدد الإذاعيين الذي لا يكاد يتجاوز العشرة أشخاص إلا أن الإذاعة قد أدت دورها بصورة طيبة ومثلت ركيزة مهمة، وفي تطور لاحق حتى أصبح هناك مجال للرياضة.
التطور الحقيقي للإذاعة
ويواصل الأستاذ معتصم فضل حديثه قائلاً: التطور الحقيقي للإذاعة كان في العام 1954 حيث دخلت برمجة مايعرف بـ (الأركان) كركن الأطفال وركن المرأة وركن المزارع وحقيبة الفن. وفي تطور لاحق في أواخر العام 1957 عندما انتقلت الإذاعة من منزل المرحوم عبيد عبد النور إلى الاستديوهات بمبانيها الحالية، وتطور العمل التسجيلي البرامجي إلى الشريط المغنطيسي بدلا عن الأسطوانات وتنوع البرامج وتطورها وتعددها.

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. اشكر وزير الثقافة والاعلام د.احمد فقد منح شقيقتى منزلا . وقد سهل لها كل امورها والحمدلله حتى توفيت لرحمة الله وبسكنها فسيح جناته. اوجه رسالة للرءيس عمر البشير . عبر وزير الاعلام ان يوقف عبدالرحمن الصادق المهدى من ممارسة اى نشاط انسان غير شربكة الناس في المساكل وحضور السهرات والفنانين ماعنده احساس ولا مشاعر على الاقل شوف ابوك الصادق ولموا عليك باعاق الوالدين. وبناتكم فب الخليج نحن ماعندنا صلة قرابة ولا حواء وادم مايلمونا معاهم ولو ماعاجبكم الفزعة موجودة نجيبها ليكم لحدى عندكم.وغصبا عنك اترك مساعدة البشير وهو في حاجة لمساعدتك ياعاق الوالدين.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..