عصا البلياردو تتحول إلى أداة قتل مع سبق الإصرار

الخرطوم : الزين عثمان:

لو انه كان يدري بان المائة متر التي يقطعها بين منزله القابع بالقرب من مقابر الكلاكلة القبة ستكون هي اخر مشوار له في سنوات عمره ال14 ما قطعها ولتجاوز الحنين الي عصا البلياردو وكراتها ال15 بالوانها المميزة التي فقدت بريقها لصالح البلاك واتشحت الارض والمساكن هناك بالسواد ومحمد بابكر خرج من منزله يمشي علي قدميه ليعود جثة هامدة لا حياة فيها وليبحث المقعد في مدرسة الكلاكلة القبة الثانوية عمن يجلس عليه بعد ان رحل اثر ضربة عصا لم تمهله حتي ليستمتع بانتصاره وحسمه للمباراة مع الخاسر الاخر صاحب ال19 عاما وتعود تفاصيل الحكاية الي ان الامر لم يكن سوى لعبة بلياردو انتهت علي ما انتهت عليه ومحمد كعادته يبدأ يومه هناك بالرغم من تحذير ناس البيت له من هذه اللعبة التي انهت حياته هكذا حكي اهل الفقيد لحكايات القصة والتي ابتدت بنزاع امس الاول بين الجاني والمجني عليه حول نتيجة اللعبة وتبادلا التهديد ليعودا في اليوم التالي ويلتقيا علي سطح تربيزة البلياردو فبعد فوز المجني عليه لم يحتمل الجاني وقع الهزيمة وربما ثمن الجنيه المدفوع لصاحب الاستثمار في دكانته الضيقة واحتج عبر رميه الكرة في وجه المنتصر والحقها ببونية سقط بعدها محمد علي رأسه الذي اصطدم بأحد اطراف التربيزة ليحملوه الي المستشفى ويلفظ هناك انفاسه الاخيرة حتي قبل وصوله اليها وتم تحويله للمشرحة التي وجد القائمون عليها في حالة اعتصام قبل ان يخبرهم احد الاطباء بان السبب في الوفاء نزيف داخلي من المعاينة الاولية ليعودوا به بنفس الطريق الذي قطعه بالقرب من دكان البلياردو الذي اغلق ابوابه الان وليستقر في لحده ويتحول الطرف الاخر اي الجاني الي قسم شرطة الكلاكلة التي قبضت عليه ودونت في مواجهته بلاغا تحت المادة 130 القتل العمد تلك هي تفاصيل ما حدث يوم الخميس الماضي في منطقة الكلاكلة ولعبة البلياردو الوافدة تتسبب في وفاة صبي وهو ما يضيف مأساة جديدة من مآسي اللعبة التي اتهمت في وقت سابق بانها السبب الاساسي في تراجع مسألة التحصيل الاكاديمي وسط طلاب الجامعات مما دفع بجامعة الخرطوم لاصدار قرارا بايقاف ممارستها داخل مجمع الوسط او السنتر ، ولكن ان يتحول الامر لمهدد اخر هذه المرة للحياة فان العملية تحتاج لمزيد من الدراسة والتمحيص ووضع المعالجات لها والملاحظة الاولية ان اللعبة بدت تتمدد الان في كثير من الاحياء الخرطومية وسط اقبال منقطع النظير من الصغار والكبار معا اقبالا تراجعت علي اثره ساحات البلي استشن والتي تحولت الكثير منها للاستثمار في ترابيز البلياردو عبر الجنيه المدفوع اخر كل لعبة من قبل المهزوم، هكذا تبدو جدلية التنافس داخل تلك الملاعب مما يزيد من درجة عدم تحمل المهزوم لمغادرة الميدان وفي الوقت نفسه دفع مبلغ الجنيه ثمنا للخسارة ،الامر الذي اوجد له الكثير من المعارضين لهذه اللعبة من قبل الامهات باعتبار ان الابناء يقضون كل يومهم تحت ظلال ترابيزها كما ان عملية الحصول علي ثمن اللعب قد تقود لسلوكيات اخري وهو امر يبدو حتي في قصة محمد بابكر الذي قالت اسرته انهم حذروه كثيرا من الذهاب الي هناك مستخدمين الاساليب كافة دون ان يرعوي الا ان جاءت الطوبة في المعطوبة وغادر الفانية مقتولا والسبب عصا البلياردو مما يجعل من الهتاف الان ان اوقفوا هذا الامر يبدو منطقيا ، و في حالة عدم القدرة علي ذلك فان تنظيمها ووضعها تحت عيون السلطات قد يكون حلا يقطع الطريق امام مقتول جديد عمره لم يتجاوز14 عاما ومشنوق بالقصاص ايضا لم يصل بعد الي ال20 ، قصة الكلاكلة دقت ناقوس الخطر فانتبهوا أيها السادة ..

الصحافة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..