رسالة إلى الراحل المقيم ابراهيم سليمان وأفراد أسرته

بقلم: بدرالدين حسن علي
أرجو أولا أن لا تكون هذه رسالة عزاء متأخرة لرحيل الأستاذ المعلم الأخ الصديق إبراهيم سليمان ، وأسباب تأخرها ترجع للأمراض التي داهمتني في الشهور الأخيرة وألزمتني سرير المستشفى رغم التطور الكبير الذي تشهده كندا في المجال الطبي ومجانية الكشف والتشخيص والعلاج ….إوحتى في حالة تأخرها أرجو تحمل تأخيرها إكراما لرحيل أخ وصديق أعزه كثيرا ، وهو حقيقة بمثابة الأخ الذي لم تلده أمك !!!وجميع أفراد أسرته بمثابة أبنائي !!!
حاليا بدأت أتعافى وعودة الإبن الضال وبمعنى أصح عودتي للحياة الطبيعية بعد معاناة قاسية مع المرض الذي أودى بحياة أخي وصديقي إبراهيم وأمراض أخرى شفاكم الله منها .
سأقفز على حقائق التاريخ مجبرا أخاك لا بطل فأكشف عن أيام جميلة رائعة قضيتها مع الراحل المقيم إبراهيم وزوجته الفاضلة محاسن وكريمته الصيدلانية الرائعة والإبن الرائع هو الآخر أيمن? مقتول مصطفى سيداحمد ” الذي علمني كيف أحب ” المصطفى ” وهذه الأيام تمر ذكرى رحيله النبيل ،ووقف معي مواقف مشرفة لا تنسى .
عندما أدركت كريمتي ” مهيرة ” عودتي للحياة
الطبيعية ، شرعت تحكي لي عن ما فاتني ، ويا سبحان الله كانت بداية حكاويها عن قصة ” ألف ليلة وليلة ” التي قضيتها في “الزاوية ” في ضيافة اسرة الراحل المقيم إبراهيم سليمان وكرم السودانيين في الزاوية الليبية ، وقبلها مع أصدقاء أعزاء في مصراته ، على رأسهم د. قسم الباري .
حتى هذه اللحظة لم ألتق د. أمجد ، ولكن الله أكرمني بالتفرب إلى شقيقه أيمن ، فأرعبني شموخه وأخجلني تواضعه وقتلتني طيبته وطيبة والدته وشجاعة والده وكرمهم الفياض جدا ، فعدت من ليبيا إلى أسرتي الصغيرة فرحا رغم الأحزان وما زالت ذكريات الزاوية محفورة في ذاكرتي لا يمكن أن أنساها مهما طال الزمن وتكللت بذكريات أخرى مع أصدقاء أعزاء مثل محجوب عباس ، جعفر عباس ، عبدالوهاب همت وقائمة طويلة من أروع الناس الذين عرفتهم ، ولا أدري لماذا أفجعني رحيل إبراهيم وعندما حكت لي كريمتي مهيرة عنه ، حقيقة أدركت أني أحب هذا الرجل حبا جما ولفني حزن عميق على رحيله ورحيل إبنه محمد وظروف الوطن الملازم .
الراحل قضى سنوات طويلة في مهنة التدريس في السودان وفي ليبيا ، وهي مهنة شاقة كما يعرف الجميع ، وكان يتمتع بسمو أخلاق غير عادي ، وطيلة فترة إقامتي في دارهم العامرة لم أره إلا ضاحكا يحكي لي عن ذكريته بتواضع غريب ، وعرفت أن جميع السودانيين في الزاوية يحبونه كثيرا ويعتبرونه ” نموذج للسوداني الأصيل الخلوق يحترمه الكبير قبل الصغير ” ، حكى لي عن مهنة التدريس في السودان وفي ليبيا ، وعن أيام الضنك والعذاب التي عاشها ، وعن زوجته الوفية محاسن كزام ، وكانت المفاجأة عند زيارتهما للقاهرة فشرفني بزيارته والتعرف على أسرتي
أغتنمها مناسبة لأشكر جميع أهل الزاوية وجميع أسرة ناس مصراته ، وأعبر عن بالغ سروري بسيرة رجل إنسان لم يحب الأضواء وعاش عصاميا حتى آخر رمق من حياته ، تقبلوا عزائي يا أيمن وأمجد وباقي الأسرة ، وتقبل عزائي يا همت ولوالدتك الرحمة .