تفعيل مخرجات مؤتمر لندن 2015 التداولي

د.علي نور الجليل عبد الرحمن فرغلي

اخصائي جراحة الصدر ونقل القلب والرئة (معاش)

ما زال النقاش وتداول الأفكار في أوجه بين الناشطين السياسيين حول مخرجات مؤتمر لندن. كما أن هنالك تساؤلاً من بعض التواقين إلى التخلص من كابوس هذا النظام بأسرع فرصة, عما تم إنجازه حتى الآن, أي بعد مضي بضعة أشهر من عقد المؤتمر.
ويبدو أن الجاذب الاساس لهذا الاهتمام والاندفاع هو القناعة بإمكانية تطبيق استراتيجية مبدأ اللا عنف والعصيان المدني في مواجهة هذا النظام والذي لا يتوانى في البطش وسفك الدماء من أجل البقاء في الحكم. كما أن هذه الإستراتيجية التي أساساً تتفادى عامل العنف والذي يمثل أهم أسلحة النظام من المحتمل جداً أن تجد قبولاً بين الغالبية العظمى من قوى المعارضة المدنية والمسلحة لأنها تتعارض من برامجهم بل يمكنهم إحتنضانها كسلاح إضافي. وبذلك يمكن تحقيق وإجماع متكامل ومتين يقفل الطريق في وجه النظام الذي اعتمد لحد ما على سياسة تفرقة وفركشة محاولات توحيد المعارضة طيلة هذه الحقبة.
وقد وضح للجميع بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا النظام قد أضحى في أضعف مراحله, فقد فشل فشلاً ذريعاً فس خداع الشعب بالوثبة البهلوانية تارةً وبالحوار الدائري تارةً آخرى, ثم برامج التنمية الوهمية والوعود الواهية لإصلاح الخلل المزمن.
لقد فطن الشعب لهذه الألاعيب فانفض من حولهم ومن أحسن الظن فيهم بدايةً ثم كثير من العملاء والمنتفعين.
وبالرغم من كل ذلك يستمر النظام في إعادة نفس التمثيليات بغباء يدعو للحيرة وآخر هذه الإخراجات هي لعبة (الفورة مليون) كما في لعبة الكوتشينة بين المساجين داخل السجن, حين يقرر اللاعبون أن الحد المطلوب للفوز بالجولة هي مليون طالما (لاحقين شنو) أو (ما ورانا حاجة) وهي طرفة رواها الاستاذ يوسف الجلال في مقاله بجريدة الراكوبة نقلاً عن جريدة الصيحة وذلك عندما قررت اللجنة التنسيقية العليا مد فترة الحوار إلى أجل غير مسمى حتى تتمكن أحزاب الفكة التي تفرخ نسخ جديدة كل فترة من دراسة المحضر السابق. وللإثارة إنضم أخيراً دكتور الترابي إلى مائدة الحوار ولن يفوت علينا أن الغرض من ذلك في الغالب توحيد الحركة الإسلامية وإخراجها في حلة جديدة ووعود قديمة المعنى وجديدة الملبس. أما هذا النظام فقد فقد معناه للذين ظنوا أن له معنى وفقد البوصلة فأخذ يتخبط باحثاً عن مخرج آمن ولو بعض الشئ قبل نهاية الزمن الإضافي. وكما ذكر أحد الرواة أن صيادي اللؤلؤ في قاع البحار وداخل المغارات أو الكهوف تحت الماء بحثاً عن المزيد من اللؤلو دائماً لا يتعدون نقطة اللا رجعة حتى يتمكنوا من الرجوع إلى سطح الماء لاستنشاق الهواء. أما هذا النظام بعد أن أفلس الدولة ونضب معينها بسبب الفساد الجامح والسياسات الخرقاء الفاشلة إستمر في الغوص داخل الغار في قاع البحر لإلتقاط ما تيسر من اللؤلؤ ولم يفطن وقد أعماه الجشع وبالرغم من كل هذه المؤشرات في أنه قد تعدى نقطة اللا رجعة بمراحل لذلك لم يكن أمامه إلا أن يستمر في نفس الاتجاه عله يجد مخرجاً أو يرى نوراً ولو باهتاً ولكن هيهات.
واليوم يولي النظام ظهره لصديقه الودود ايران في رسالة واضحه الى أنه لايستند الى أي موقف ويمارس الخبث والدهاء وفقاً لمصالحه الحزبيه.
, فها هو مستشفي الخرطوم التعليمي الشهير ذلك الصرح الذي يكن له آلاف الأطباء والعاملين حباً واحتراماً فهو مأوى ذكرياتهم العطرة, تركوه يهرم ويتهدم بدون صيانة أو تجديد جزئي كما يحدث في المستشفيات العالمية العريقة, قضوا عليه بدون تخطيط محكم لإيواء المرضى أو حتى إستشارة الأطباء, تركوه أطلالاً في قلب الخرطوم لتخلوا مكاناً يسيل له لعاب من يا ترى؟!!!! وأين نحن من طيب الذكر مستشفى العيون على ضفاف النيل الأزرق.
هذا الشعب الأبي الذي أشادت دول الجوار ودول الغرب بكرمه وشهامته وحبه للديمقراطية, أراد الله له أن يصبح فريسة لمغامرات بعض ضباط الجيش الذين أغراهم حب السلطة والجاه, فحنثوا قسمهم أمام الله وغدروا بالشعب الذي ائتمنهم بالسلاح فسددوه لصدره ثم عاثوا فساداً وغدراً وتبادلوا أدوارهم في إغتصاب كرامة الشعب وأذاقوه المهانة عبر ثلاث تهجمات خلال ستين عاماً.
نحن نؤمن إيماناً قاطعاً بأنه يمكننا أن نتغلب على هذه الطغمة الغاشمة إذا توحدت جهودنا واحتضنا مبدأ اللا عنف والعصيان المدني ورفضنا التعاون مع النظام حين قاطعنا إنتخابات الرئاسة ثم رفضنا الجلوس على مائدة الحوار البائس وانتصر مبدأ اللا عنف حين ارغمت السيدات عضوات الحزب الجمهوري النظام على إستلام مذكرة موجهة إلى وزير العدل تطالبه بإلغاء القوانين المقيدة للحريات وذلك في يوم 18 يناير 2016 حينما تجمعن أمام مبنى الوزارة.
لقد باشرن بكل شجاعة وعزيمة واحترام إستراتيجية اللا عنف والعصيان المدني وجلسنا على الارض بكل هدوء تحت قيادة السيدة الاستاذة أسماء محمود محمد طه وتفرقن بعد أن حققن مطالبهن.
علينا أن نعمل بكل جد لتحقيق وحدة تنظيمات المعارضة وتشجيع وتقوية النقابات والتنظيمات الطلابية والمنظمات المدنية.
علينا أن نشارك في الوقفات الاحتجاجية والاعتصام وتتويج كفاحنا بالاضراب العام وإرغام النظام على التسليم.
كل هذا لن يتم بالتمني أو بين ليلةً وضحاها ولكن بوضوح الرؤيا والصبر والعمل الدؤوب وبذل الجهد لإقناع أحزاب وجبهات المعارضة في أشكالها لتضمين إستراتيجية العصيان المدني كجزء من أسلحتها لإزالة النظام والتعاون مع التنظيمات الآخرى في وحدة متينة ومنظمة عن طريق ورش العمل ولجان المتابعة وتدريب القيادات الفعالة خاصة وسط الطلاب والمنظمات الشبابية والإستفادة من تكنلوجيا التواصل الاجتماعي ونشر التوعية عن طريق الصحف الالكترونية والمطبوعات كما من الممكن تشييد إرسال إذاعي يغطي مساحات شاسعة وتنشيط عمل المواطنين في المهجر لتعرية مخازي النظام وعزله عالمياً والله الموفق.
دكتور علي نور الجليل
نيابةً عن لجنة تفعيل مخرجات مؤتمر لندن

تعليق واحد

  1. الاخ عمر الحاج…تحية طيبة
    كلامك طيب…لكن ياخي خلي الطريقة السودانية بتاعة اللخبطة دي وركز في الموضوع الاساسي وموضوع التقاعد والمعاش دا موضوع شخصي تحجكمة قوانين ان كان ذلك في الغرب او في الشرق.
    جماهير الشعب السودان عانت وتعاني من قهر نظام القتلة لكنها فقدت الامل في المعارضة التي اصبحت رد فعل للنظام ومعتمدين علي البيانات التي يصدرونها في المناسبات وعند الضرورة ..ثم ان المعارضة اصبحت تضم قوي سياسية كانت جزء من نظام القتلهة مماشكك في مصداقية المعارضة الحقيقية المعروفة بمواقفها التاريخية…مع الازدواجية المربكة التي بانت علي الاحزاب الكبيرة واقصد الامة والاتحادي فبعد ان كانت لها مواقفها الواضحة من الانظمة الدكتاتوريةالتحية لجماهيرها الوفية لشعبها ووطنها..لكن قياداتها..خاصة السيد الصادق المهدي والسيد محمد عثمان المرغني…فهم مع نظام القتلة مهما انكروا ذلك ودعواه لاحترام خيار اولادهم التزام بالديمقراطية ماهو الا ادعاء لاغير…قريبا وقريبا جدا ستنفض عنهم الجماهيروتصطف جانب جماهير الشعب وتنتصر لوطنها ضد دعاة الدولة الدينيةوعلينا ان لاننسي ان اول من طالب بها هم المرغني عندما طالب بالجمهورية الاسلامية والمهدي عندما طالب بنهج الصحوة..

  2. انا محاسب ولست متخصص في المجالات الطبية لكن استغرب كثيرا كيف للاطباء وخاصة مثل النابغة د.علي نور ان يتقاعدوا ويكونوا في المعاش وهم اصحاء بدعوي بلوغهم سن التقاعد-هم يقيمون بالغرب المتمدن ولديهم خبرة متراكمة يستصعب علي خريج جديد اوشاب في بداية علم الطب ان يبلغ ما بلغوه-السؤال الي د.علي نور الجليل كيف يتقاعد الاطباء وهم ولله الحمد بصحتهم ويستطيعون اداء اعمالهم ؟؟-

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..