نجلاء سيد أحمد ..المرأة التي تقف خلف الكاميرا …أمام العالم

أشياء صغيرة

أمل هباني

نجلاء سيد أحمد
المرأة التي تقف خلف الكاميرا …أمام العالم …

((((حينما يحاول المجرم أخفاء جريمته بأي شكل ….. سيطفئ النور أولا …))))((
وأطفأ المجرم النور ….. حينها اكتشف أن ثلاثة يراقبونه ؛عينان وكاميرا …..لم يحسن أذا أخفأ جريمته مادامت المرأة التي تقف خلف الكاميرا ؛ أمام العالم ………………..
وبدأ خطته الشيطانية ليسحب المرأة التي تقف خلف الكاميرا من أمام العالم حتى يتخلص منها تماما ….فلم يبق من الشهود سوى أولئك الثلاثة …..عيناها التي ترصدان وتشاهدان وهما تتجولان في كل مكان …..وكاميرتها التي تنقل ما رأته عيناها ليشاهد العالم بنفسه ويشهد ويحس مثلها بما تحس به ولا تمتلك سوى كاميرا تصل الضحية في أي ركن قصي من اقاصي وطن كلما بعدت عن محط الانظار فيه اصبحت صيدا سهلا لاستباحة كامل حقوقك بل اصبحت كائنا مهملا كامل الحق في الاستباحة لأنك لا ترقى لمستوى مواطن كامل الحقوق ….ومنذ أن قررت أن تقف خلف الكاميرا ….أمام العالم ،لتنقل لهم ما تراه ونحن نعلم أن المجرم عندما أطفأ النور لأخفأ جرائمه سيرتكب جريمة الخلاص منها ،وبما أنها تقف أمام العالم لتشركه في رؤية ماحدث فهو لن يتركها بتاتا ،وسيجرها جرا ليبعدها من أمام العالم،ويفعل ما يحلو له في الظلام ….لذلك يجب الا يتركها العالم تغييب عن أنظاره …..وهي التي وهبت حياتها وأمنها ووقتها ثمنا حتى يرى العالم ….في حين ينام كثيرون ويتجاهل كثيرون ويهرب كثيرون بقيت هي ….لا تخاف ….ولا تتضارى …..ولا تتجاهل …ولا تهرب … …ولو اغلقت كاميرتها واكتفت بهذا الدور لكفاها ،لكنها حاضرة بانسانيتها التي تفوق الوصف ،فهذا مفصول يحتاج لاعانة وذلك مريض يحتاج لدواء وغيرهما طالبة تحتاج لمصاريف الدراسة …….وحاضرة بالتزامها وايمانها بحتمية التغيير مهما كلف من ثمن غير مشروطا بخروجها من ذاك الحزب أو دخولها ذاك التنظيم ….كل العالم مدين لها بوقفتها أمامه من خلف الكاميرا ….فلنفعل ما فعلته معنا حماية لها ولحقوقنا وحرياتنا التي خنقت حتى كادت أن تفيض روحها من قبل ذات المجرم الذي يسعى لأن ينشر الظلام حتى يخفي جرائمه ….
مسارات …25 .مايو