أخبار السودان

وانا ما بجيب سيرة الجنوب !!

بثينة تروس

من المؤكد حين تطالعنا الأخبار بتصريح جديد لحكومة الاخوان المسلمين ، اول ما يتبادر الي الذهن انه سيكون خصماً علي حساب الوطن والمواطن المسكين، فلقد صاحبت قراراتهم علي الدوام الريبة وسؤ الأخلاق ورقة الدين.
لقد اوردت قناة الجزيرة ، تقريرا مصوراً تداولته الوسائط الإعلامية بعنوان ( الحدود بين دولتي السودان وجنوب السودان)! تقرير المذيع الطاهر المرضي، جاء فيه ان المسؤولين في الدولتين عبرا الحدود مشياً علي الأقدام ، إيذانا بفتح الحدود بين الدولتين…
واستمر التقرير المصور في تفاصيل مشيرا الي التطبيع الكامل بين الخرطوم وجوبا، وسهولة العبور من معبر ( جوده) السودانية الي الرنك بجنوب السودان… وذكر معتمد محلية الجبلين السودانية موسي الصادق علي عيسي، ان المواطنين لايحتاجون للعبور الا لبطاقة شخصية! يبرزها للعبور شمال او جنوب. كما أكد علي ذلك رصيفه من دولة جنوب السودان، بول لوال نائب محافظة الرنك.. ختم المعلق حديثه (بان هذا تطورا جديد انعكس إيجاباً علي القبائل الحدودية، أمناً وتجارةً ومنافع اخري، لاكثر من عشرة ملايين نسمه يسكنون علي الحدود) .انتهي
وامتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بتعليقات مباركة وفرحه، تعاطفاً مع تلك الوجوه الطيبه التي غمرها الفرح بفتح الحدود من المواطنين الشماليين والجنوبيين .
ومن منا لاتهزه العاطفه الإنسانيه السليمه؟ والحلم بوحدة السودان ! لكن يجب ان لا ننساق كأننا عمي! لما ارادته لنا الحكومة من الفرح الطفولي بملاقاة الإخوة الاشقاء.
اذ يتحتم علينا السؤال من الذي فصل الجنوب ؟ ومن هم الذين استفادوا من تلك المحرقة ؟ ومن هم الذين باعوا بترول الجنوب وقفلوا الحدود!! وحولوا جميع الأموال الي ارصدتهم في البنوك العالمية؟؟
ومن هم أعداء المواطن الصابر الراضي بالرغم من صعوبة الرزق وضنك العيش؟
في السابق قد كبر وهلّل الاخوان المسلمين، وأقاموا حروبهم الجهادية، وبرامجهم التعبوية (ساحات الفداء)، و أعراس الشهيد، وغيره من نعيق الشؤم، حتي انفصل الجنوب، ثم هاهم مجدداً يكبرون ويهللون، لفتح الحدود والتطبيع بين الشمال والجنوب!!
فلقد عبر مواطن سوداني في استطلاع فتح الحدود بقناة الجزيرة، ابلغ تعبير عن الضرر الذي لحق بهم، من إقامة الحدود بين ابناءً الوطن الواحد!!
ذكر قائلاً ( الناس هناك فقدت كل ما تملكه من ثروة او تجارة!! لكن اليوم وجدنا بي فرحه وبسطه شديده عشان نرجع لي وطنا ونستقر زي ما كنا مستقرين زمان).. انتهي
هل يأتري سوف يتم تعويض من الحكومة لهؤلاء المساكين في الحدود، من مناطق أعالي النيل، والوحدة، وغرب بحر الغزال، وشمال بحر الغزال، ووارب ، والرنك وغيرها، وهم بتعداد العشرة ملايين نسمة المذكورة!! والاعتذار لهم عن تشريدهم ومعاناتهم وعدم استقرارهم! والاعتراف بفشل سياسات الحكومة منذ فصل الجنوب وقفل الحدود؟؟
لكن علي اي حال عهدنا بحكومة الاخوان المسلمين، انها لاترجو الخير لهذا البلد، فمنذ ان استولت علي السلطة، لاكثر من ربع قرن انها تدبر له المؤامرة تلو الآخري ، شوهت عليه دينه ، بالهوس الديني، وسرقت ثرواته واستنزفت موارد البلاد كافة، وبلغ الفساد في عهدهم، حدا جعل رئيس الدولة يستخدم محاربة الفساد كدعاية انتخابية!! في انتخابات الرئاسة المزيفة ( أعلن الرئيس السوداني المشير عمر البشير، عن تكوين هيئة عليا للشفافية لمكافحة الفساد بصلاحيات واسعة تتبع للرئاسة. وتعهد في أول خطاب له بعد أداء القسم لفترة رئاسية جديدة، يوم الثلاثاء، أن يكون رئيساً لجميع السودانيين.) –
وهاهي الان تقرر التطبيع بين الدولتين في الشمال والجنوب، و بشواهد انهم صناع الموت فيه!! لابد ان هنالك منافع اخري، فعندهم الغاية تبرر الوسيلة علي الدوام.
فهل يأتري دافع التطبيع، الضائقة الاقتصادية، بعد ان نضبت موارد البلد! كما أكد سابقاً والي الخرطوم ورئيس المؤتمر الوطني بالولاية عبد الرحيم محمد حسين ، بان ( الموارد قد نضبت وان العقارات والمؤسسات الحكومية فيها مرهونة)!
ام ان له صله مباشرة بفشل مباحثات الحوار في برلين، بينها وبين الحركة الشعبية شمال!! حيث رفض وفد الحكومة، الحلول الانسانية ووقف الحرب في دارفور ومناطق النزاع في النيل الازرق!
فقد جاء تصريح رئيس الجمهورية بعد تلك المباحثات بتاريخ اليوم 127 يناير 2016. ((وأفادت وكالة السودان للأنباء، أن الرئيس عمر البشير، أصدر أوامره لكافة الجهات المختصة، باتخاذ التدابير اللازمة لتنفيذ القرار على أرض الواقع…..
واشترط السودان فتح حدوده مع جنوب السودان، بأن تقوم جوبا بطرد متمردي الحركة الشعبية-قطاع الشمال- الذين تقول حكومة الخرطوم أن حكومة جوبا تأويهم لمحاربة الحكومة) انتهي
واذا كانت حكومة الاخوان المسلمين يهمهما امر البلد الذي تحكمه، لما تغافلت عن الوضع الحالي لدولة جنوب السودان، والتي هي محاصرة بأوضاع سياسية متردية، وتشهد عدم استقرار يقارب العامين من ديسمبر 2013 . ورد في صحيفة الركوبة 1 فبراير (وفي كانون الثاني/يناير اوصت مجموعة من خبراء الامم المتحدة مجلس الامن الدولي بفرض عقوبات على رئيس جنوب السودان سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار بسبب دورهما في الحرب.) انتهي
ثم لابد لمن يتطرق للحديث عن انفصال الجنوب وضياع الوحدة، ان يذكر صاحب الثور الأسود، الخال الرئاسي! فهل يأتري راض هذه المره عن تصريحات السيد الرئيس؟؟
وفي الختام تحية للشاعر محمد طه القدال وقصيدته بعد الانفصال ( طواقي الخوف) ( انا ما بجيب سيرة الجنوب).
وللحادبين علي بلد اسمه السودان ومعافي من حكومة الاخوان المسلمين، فلتجددوا العهد بالوصية!!
لقد كتب الجمهوريون كتاباً بعنوان ( جنوب السودان المشكلة والحل) فبراير 1982
ورد في الإهداء:
((هذا القطر، بشمالييه، وجنوبيه، يمثل الرجل الواحد!!
هو يمثل الروح، والنفس، في البدن الواحد!!
و طريق الروح، والنفس، في البدن الواحد، هو الوحدة،
و الإنسجام، و التواؤم، وما هو بطريق التفرقة، ولا النشوز،
و لا الإعراض!!
فعلى المثقفين، من أبناء الشمال، ومن أبناء الجنوب،
واجب عظيم هو توحيد شقي البدن الواحد بالفكر الثاقب
و العلم الصحيح، والخلق القوي، الرصين، حتى تخرج من توحيد السودانيين: شماليين، وجنوبيين، قومية واحدة، خصبة، ذات خصائص متنوعة، ونكهة متميزة، يشحذ فكرها، ويخصب عاطفتها، الملكات المختلفة، المشرجة في تكوين الشماليين، والمشرجة في تكوين الجنوبيين ، كلٍ على حدة، وعلى السوية!!
ليس لهذا الشعب غير الوحدة!!
وليس لهذا القطر غير الوحدة!!
كان على ربك حتماً مقضيا!!) ….انتهي

بثينة تروس

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. تاني الجنوب ؟ نحنا مش انتهينا من الموضوع دا
    والجماعة بقى ليهم دولة
    وقالو لينا باي باي وسخ الخرطوم فى يوم الوداع
    طيب اذا حنفتح لهم الحدود ويكون لهم حف التنقل والعمل والاقامة زى المواطنين
    ماخلاص الانفصال كان عن شنو .

  2. لم تخيبى ظنى وكنت متأكد حاتلاقى فرقة وتحشرى فيها إسم الجمهوريين أو نبيكم محمود .. أما حان الوقت وتتوبوا إلى الله !

  3. واحسن ما تجيبى سيرته واذكروا محاسن موتاكم فالجنوب بالنسبة لينا اصبح من الماضى وليته كان انفصل قبل الاستقلال .. وكل واحد ينظر زى ما داير اما راى المواطن المسكين فلا احد يهتم به او يضعه فى الاعتبار .وزمان الناس العاقلين قالوا (خلى الجفلن واقرع الواقفات) اسع انتو بالواقفات سويتوليهن شنو لامن تكوسوا للجافلات ؟

  4. الانفصال استاذتي القديرة كان خيار قادة جنوب السودان وقوى خارجية كانت لها اجندة ما بعد الانفصال ولكن شاء الله ان تأتي الرياح من حيث لا يشتهون..وهم نفسهم الآن من يسعون للرجوع الى المربع الاول واعتقد ان التطبيع وفتح الحدود هما نقطة الانطلاق الى الوصول لذات المربع.

  5. الانفصال استاذتي القديرة كان خيار قادة جنوب السودان وقوى خارجية كانت لها اجندة ما بعد الانفصال ولكن شاء الله ان تأتي الرياح من حيث لا يشتهون..وهم نفسهم الآن من يسعون للرجوع الى المربع الاول واعتقد ان التطبيع وفتح الحدود هما نقطة الانطلاق الى الوصول لذات المربع.

  6. شكرا استاذة علي المقال الرائع,هنالك سؤال للجميع من هو صاحب العقل الابليسي الذي يخطط لهؤلاء المهابيل الذين لا اري فيهم احدا لديه موهبة التخطيط الجهنمي هذا؟ من هو؟

  7. الكيزان يا،،،أخت بثينه ديوك عده كان .
    قالوا ليهم كرررررررررر بكسروها
    وكان خلوهم بكسروها ،،،الحل نقنع من
    من الديوك والعده.

  8. سؤال برئ
    الحدود دي من الاول ليه عملوها وليه قفلوهاعشان حسي يجي يفتحوها ، الحكاية وراها حكاية والايام حبلى

  9. الأستاذة / بثينه لك التحية نعم أوافقك فى كل هذا السرد الدقيق ، ولكن يا هل يا ترى نظل حبيسى هذا الفعل الماضى ونغيب الحاضر لنقتل المستقبل ؟ أو نتأقلم مع الحاضر مع خيباته لنفتح نافذةً لمستقبل ربما يكون أفضل ، وأنا فى إعتقادى المتواضع يجب أن لا نبخس المواطن حقه فى أن يفرح بفتح الحدود لأن فرحه نابع من صدقه مع نفسه لأنه حقيقة وليس ترجمة لحواس خلف الكيبورد ، ونعلم جميعا أن إنفصال جنوب السودان جاء نتيجة تراكمات من الغبن والمظالم وهذه الوصفة من المظالم متوفرة الآن فى دار فور والنيل الأزرق وكردفان وكل أقاليم أو ولايات السودان وهؤلاء الأبالسة الذين يتدثرون بثوب الإسلام جاهزون ومستعدون للدفاع عن وجودهم ولو تقزم السودان وتقلصت مسااحته لتصبح بمساحة جزيرة توتى ،وعليه علينا أن نجتهد فى الخروج من سجن الماضى لنفتح نافذة للمستقبل فى وطن يسع الجميع

  10. عليكم يا ابناء السودان بدول المهجر خاصة ابناء دافور تنظيم مظاهرات و اعتصامات بصورة مستمرة امام السفارات والبرلمانات والله والله اهلكم فى المعسكرات فى خطر قادم لا محال الابادة قادمة قادمة اذا لم تتحركوا والخطة جاهزة فقط البشير وزمرته ساعين لطرد البوليس وهو بعثة اليوناميد عليكم ان تفكروا فى مصير اهلكم قولوا للعالم بصوت عالى واسمعوا الجميع اجبروهم على منع الابادة القادمة ارفعوا شعارات ولافتات اكتبوا عليها (لا تتركوا البشير يقتل ما تبقى من ابناء دارفور ،قولوا بصوت عالى اليوناميد لازم تبقى لحماية اهلكم فى المسكرات، قولوا للعالم وللامم المتحدة سحب البعثة يعنى مباركة الابادة لاهلكم)لا تتخازلوا الوقت ينفد امامكم ماذا تنتظرون

  11. اعتقد ان قرار فتح الحدود مع الجنوب هو فرار عشواءى غير مدروس ولا محسوب العواقب .كذلك فان الذين يؤيدونه انما ينطلقون من منطلقات عاطفية فقط .فجنوب السودان فى الوقت الحالى يعانى من صراعات على السلطة اقعدته عن القيام بدوره كدولة ذات سيادة لها قدراتها على القيام بمهامها السياسية والاقتصادية والامنية بذلك فان فتح الحدود انما سيؤدى الى انفلات امنى بسبب دخول مليشيات جنوبية مسلحة للشمال وربما اشتباكها مع القبائل الحدودية بالاضافة لذاك فان فتح ااحدود سيؤدى لرفع اضافى لاسعار السلع فى السودان الشمالى بسبب سعى بعض التجار لتصدير المنتجات المحلية من ذرة وفول وبصل وتمور وخلافه لدولة جنوب السودان.عليه يتضح ان فتح الحدود لن يفيد ايا من الدولتين.لقد اصاع سياسيو وحكومتا البلدين فى الفترة الانتقالية فرصة تحقيق استقرار للبلدينن وذلك بالسعى للانغصال وتحقيقه دون تبصر.فلا يجدى الان النكوص عما تسببا فيه بايديهما.لقد كان قرار الانفصال خطا كبيرا ليس اكبر منه الاخطا فتح الحدود الان

  12. كل الموضوع ليس ذو قيمة و فايدة لمحمد احمد الأغبش لان كل همه قفة الملاح ، فالجنوب تم فصله باستفتاء ابنائه فقط حيث لم تستفتي حكومة الاخوان مواطن الشمال، و عندما نشب الخلاف بين تماسيح الجنوب و جفت نقاطة الدولار و جاع الجنوبي البسيط تذكر كريماً ذله لئام قد يقتسم معه لقمته كما كان في السابق .
    لكن قد يكون ذلك صعب التحقيق حيث بصقتم في الماعون الذي كُنتُم تتقاسمون فيه الكسرة و الملاح ، لكن الظالم ظالم .
    بمناسبة كتاب الجمهوريين عن الجنوب ، هل لك ان تتكرمي و تشرحي لنا لماذا لم ترفع الصلاة عن نبي الاسلام ( ص ) حتي مرضه و لم يستطيع ان يصلي في مسجده و رفعت عن محمود نبي الجمهوريين ؟

  13. هذا مقال ضرب مربط الفرس . قل من يفهم مقصده . اى كانت فهى سودانية اتركونا من الجهوية والعصبية لا احد يقدر ان يهدى اخر فالبيان علينا والهداية من الله تبارك وتعالى حسب رغبة العبد منا وسعيه واجتهاده فى طلب العلم . انما السودان وطن للجميع فالدينكاوى زول والرفاعى زول وود الجارية زول وان كان ود ذنى وتسمى لامه ولم يعلم بابيه . المهم المقال ورد فيه الحق .

  14. حكومة بتتصرف كأنها فى بيتهم .. أغلقت الحدود فى الوقت الكان ممكن نستفيد اقتصاديا مثل يوغندا وعندما افلسوا فتحت الحدود ليكونوا عبء علينا .. غير أن الانفصال لم يكن له ما يبرر وقرار فاشل بكل المقاييس

  15. الحركة الشعبية والحركة الاسلاموية فشلوا فى توحيد السودان وفشلوا فى ادارة البلدين بعد الانفصال مفروض بعد كده يرميهم شعبى البلدين فى الزبالة مكانهم الذى يستحقونه!!!
    ويا حليل قرنق الذى لو عاش لفوزه الشعب السودانى برئاسة الجمهورية!!

  16. ردود للأخوان: [محمود ، سوداني طافش ، حسين حامد]
    . كلمة حق أُريد بها باطل

    من أستراتيجيات الأخوان الجمهوريين ، للإنتشار و كسب التأييد ، هو إدعاءهم الكاذب ، بإنهم مضطهدين و لا ينالون فرص كافية كغيرهم.

    و هم في هذا ، كاذبين.

    و من أراد أن يتحقق من كذبهم ، فليراجع جميع المواقع الإلكترونية ، فسيجد ، إنتشار كبير جداً لمقالات الجمهوريين و أشياعهم ، و قد أفسدوا مواقع و صبغوها بصبغتهم ، و حالياً لديهم هجمة شديدة (مقالات و مواضيع) ، على موقع الراكوبة ، و هو الموقع الوحيد في الساحة الذي ينجذب إليه غالبية قطاعات الشعب السوداني ، لأنه موقع حر ليس له توجهات و يحتضن الجميع.

    جماعة الأخوان المسلمين (و التنظيمات المتأسلمة) ، يعتقدون بأنهم أفضل المسلمين ، و لديهم نظرات و آراء متفاوتة نحو المجتمع.

    من التجربة المصرية و من تجربتنا نحن في السودان ! كل هذه الجماعات عقيدتها قائمة على العداء نحو المجتمع ، سواء بالتجهيل أو بالتكفير ، رغم نكرانهم ذلك ، لكن ممارساتهم تؤكد ذلك.

    على أرض الواقع ، أي ذو عقل سليم يعلم فساد عقيدتهم و خبث نواياهم (يظهرون خلاف ما يبطنون).

    الأخوان الجمهوريون و أشياعهم ، ينعتون كل من لا يوافق فكرهم ، بأسوأ الصفات ، و يشنون عليه حمله شعواء ، ساعدهم في ذلك عزوف العلماء و الباحثيين الصادقين عن التصدي لهم ، و ساعدهم أكثر أن من يتصدون لهم معظمهم بروفيسيرات آخر زمن ، عقول خاوية و طبالين للحكومة.

    البروفيسير أحمد مصطفي حسين (جمهوري) في مقالة له بعنوان (أرفق بنفسك قليلاً يا دكتور محمد وقيع الله) – 21/01/2016 ، بالراكوبة ، يرد فيها على الدعي أعلاه ، جاء فيها:

    إقتباس:
     
    [فكل من يعترض على الفكرة الجمهورية متمسكا برسالة الاسلام الأولى وشريعتها ? وهى رسالة عظيمة وشريعة حكيمة كل الحكمة فى وقتها، واجهت وقدمت حلولا لقضايا وقتها- فهو داعشى، عرف ذلك أم لم يعرف، او مزيف لشريعة الاسلام بالزوغان والتنطع كما تفعل أنت ومعارضو الفكرة الجمهورية الذين يحاولون الاعتزار للشريعة والتنصل منها بعد أن واجههم تقدم القيم الانسانية فى المساواة بين البشر وحقوق الانسان بتحديات لا قدرة لهم عليها] ، إنتهى الإقتباس.

    الجميع يعلم أن الجمهوريون يقصدون بالرسالة الأولى ، ديننا الذي نحن عليه ، الإسلام الذي نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم.

    أليس حكمه الذي أطلقه على أمة (جميع المسلمين) سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ، التي تؤمن به رسولاً خاتماً أدى رسالة ربه كاملةً (اليوم أكملت لكم دينكم) ، أليس في هذا الحكم إجحاف بحقنا (هذا على أقل تقدير!!) .

    إقتباس من تفسير بن كثير:

    [ جاء رجل من اليهود إلى عمر بن الخطاب [ رضي الله عنه ] فقال : يا أمير المؤمنين ، إنكم تقرءون آية في كتابكم ، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا . قال : وأي آية؟ قال قوله : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي )فقال عمر : والله إني لأعلم اليوم الذي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والساعة التي نزلت فيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، نزلت عشية عرفة في يوم جمعة]

    تمنى اليهودي لو نزلت هذه الأية فيهم ، و تريد من المسلمين بعد هذه الآية الصريحة من رب العباد أن يذهبوا و يبحثوا عن رسالة ثانية ، و بعد ذلك يأتي من هو أشد مكراً و دهاءاً و يبتكر رسالة ثالثة ، و يستمر المسلسل.

    إقتباس من بن كثير:

    [ وقوله : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) هذه أكبر نعم الله عز وجل ، على هذه الأمة حيث أكمل تعالى لهم دينهم ، فلا يحتاجون إلى دين غيره ، ولا إلى نبي غير نبيهم ، صلوات الله وسلامه عليه ; ولهذا جعله الله خاتم الأنبياء ، وبعثه إلى الإنس والجن ، فلا حلال إلا ما أحله ، ولا حرام إلا ما حرمه ، ولا دين إلا ما شرعه ، وكل شيء أخبر به فهو حق وصدق لا كذب فيه ولا خلف ، كما قال تعالى : ( وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا ) [ الأنعام : 115 ] أي : صدقا في الأخبار ، وعدلا في الأوامر والنواهي ، فلما أكمل الدين لهم تمت النعمة عليهم ; ولهذا قال[ تعالى ] ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) أي : فارضوه أنتم لأنفسكم ، فإنه الدين الذي رضيه الله وأحبه وبعث به أفضل رسله الكرام ، وأنزل به أشرف كتبه] ، إنتهى الإقتباس.

    بمعنى واضح: من لا يؤمن بفكر محمود محمد طه أو يتجرأ على الأعتراض عليهم ، فهو داعشي ، و هذا أقل نعت في قاموس سبابهم ، (راجعوا الأسافير).

    أليس هذا نفس نهج حسن البنا (الرسائل) ، و نهج اامودودي ، و سيد قطب الذي كفر المجتمع.

    و من أدواتهم لهدم العقيدة ، الحط من قدر الصحابة و بدعوى أن تفكير و عقول القرن السابع لا تتناسب مع العصر الحديث ، و منذ حياة محمود محمد طه ، كانوا يركزون على النيل من سيدنا عباس ، حبر الأمة ، رضى الله عنه:

    قال النبي صلى الله عليه و سلم للسائل عن يوم القيامة:

    “أَيْنَ السّائِلُ عَنْ قِيَامِ السّاعةِ؟ فقال الرّجُلُ: أَنَا يا رسُولَ الله. قال: “ما أَعْدَدْتَ لهَا”؟ قال: يَا رسُولَ الله، ما أَعْدَدْتُ لهَا كَبِيرَ صَلاَةٍ وَلاَصَوْمٍ إِلاّ أَنّي أُحِبّ الله ورَسُولَهُ، فقال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: “المَرْءُ معَ مَنْ أَحَبّ، وَأَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ”، فمَا رَأَيْتُ فَرِحَ المُسْلِمُونَ بَعْدَ الإسْلاَمِ فَرَحَهُمْ بهذا. 

     قَالَ أَنَسٌ عندما سمع بالحديث: [فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ].

    للأخوان الجمهوريون أن يحشروا مع من يؤمنون به (محمود و فكرته) ، لكن غالبية المسلمين تتمنى أن تحشر مع النبي صلى الله عليه و سلم و صحابته و آل بيته و أحباءه.

    الحيز لا يسمح بالإسترسال ، لكني لا أقبل أن تتخذ القضايا العامة التي تهم الرأي العام ، مطية لترويج الفكر الجمهوري ، فهذا إستغلال سئ للمنبر ، و لهم أن ينشروا فكرهم في مقالات منفصلة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..