أمين عام مؤتمر الكنابي بالسودان .. : الكنابي قضية رأي عام مسكوت عنها!…مواطنو الكنابي يشكلون 70% من العاملين بالتعدين الاهلي !

أمين عام مؤتمر الكنابي بالسودان ..
في حوار غير مسبوق و لا تنقصة الصراحة!!
() مؤتمر الكنابي رؤية علمية لمشروع سكن حضاري !
قضية الكنابي في السودان وجدت إهتمام بعض أفراد و جماعات من الشعب السوداني لما تمثله من إشكالية شغلت الرأي العام بعد أن تكشفت الكثير من جوانبها اللا إنسانية وبعض المسكوت عنه بمنطق هذا العصر فهي تشكل قضية حقوق انسان برزت الي السطح أكثر بعد الإنهيار الذي حدث للزراعة والمشاريع الزراعية وعلي وجه الخصوص مشروع الجزيرة ، من منطلق النظرة الاقتصادية الاجتماعية ، يشكلون (طبقة)العمال الزراعيين الذين خلقوا فائض القيمة في الانتاج الزراعي (ينتجون الذهب و نصيبهم التراب) . هذه (الطبقة ) لها القدح المعلي في الانتاج ولكنهم لم يجدوا الاهتمام لا من الحكومة ولا حتي من الكتاب و الباحثين واجهزة الاعلام المختلفة غير محاولات متفرقة هنا و هنالك إلا أن ابرز عمل جاد يمثل رؤية علمية تهدف الي استنهاض هذه الطبقة و تنظيمها لتصبح فاعلة في تغيير علاقات الانتاج التي ساهمت في اضطهادهم و عزلهم عن بقية مكونات طبقات وفئات الانتاج الزراعي ، حول هذا الخصوص كتب الاستاذ يوسف عبدالمجيد قبل نصف قرن تقريبا في سفره العظيم (أجراء الريف ) بحث علمي مميز جدير بالقراءة قائم علي منهج الصراع الطبقي و قوانيته ،تناول طبقة العمال الزراعيين من حيث دورهم في الانتاج و مدي الاستغلال الواقع عليهم تاريخيا منذ قيام الشركات الزراعية و مشروع الجزيرة حتي تدهوره الآن لتبدأ مرحلة جديدة ارتبطت بالأوضاع الاجتماعية التي بدأت تتداخل فيها ابعاد هي الاقرب الي انتهاكات الحقوق الانسانية بعد انهيار العلاقة الانتاجية بسبب ما حدث لمشروع الجزيرة وبقية المشاريع الزراعية الاخري لتصبح قضية العمال الزراعيين قضية انسان يسكن في بيئة الكنابي يواجه حياة متردية لا آدمية تفتقد لأهم و أبسط المقومات التي من المفترض ان توفر للانسان من سكن مناسب و الحصول علي خدمات المياه النظيفة والكهرباء وأبسط الخدمات الصحية والتعليمية وصحة البيئة علي الرغم من وجود هذه الكنابي التي يسكنها هؤلاء العمال الزراعيين في وسط البلاد بالقرب من تمركز كل الخدمات إلا أن واقعهم كمن هم وراء التخلف بقرون . قضية الكنابي تمثل قضية حقوق انسان تبرز للسطح بقوة بعد التحولات النوعية التي طرأت علي انسانها بظهور اجيال جديدة تسلحت بالعلم والمعرفة ساءها الواقع الذي يعيش فيه أهلهم و ذويهم ، بعد أن كان التعبير همسا أصبح الآن بالصوت المسموع وعلي اثر ذلك تكونت تنظيمات مطلبية تجمعت كلها في ما يعرف بمؤتمر الكنابي التنظيم الجامع لكل سكان الكنابي والذي تأسس مؤخرا بالقاهرة وصارت له فروع في كل قارات العالم التي يوجد فيها ابناء تلك الكنابي . حول القضايا الاساسية التي يتبناها مؤتمر الكنابي كجسم جامع كان لنا هذا اللقاء مع الاستاذ جعفر محمدين عابدين أمين عام مؤتمر الكنابي بالسودان لتسليط الضوء علي هموم وقضايا مطلبية تمثل منفستو المؤتمر ، فالي مضابط الحوار :
حوار / حسن وراق
نبذة تعريفية حول مؤتمر الكنابي ؟
مؤتمر الكنابي حركة مطلبية تتبني قضايا انسان الكنابي في الوسط (دائرة الإقليم الاوسط السابق) ، تكون المؤتمر في مارس 2013 من كل الكيانات الموجودة في الكنابي من شباب و شيوخ وادارة أهلية ولجان شعبية ، مزارعين وعمال وطلاب بغض النظر عن خلفياتهم العقائدية و الطائفية وتوجهاتهم السياسية حيث يمثل المؤتمر قوس قزح التنوع الاثني و الثقافي والفكري لكل مكونات سكان الكنابي .
اللمحة التاريخية لقيام هذه الكنابي ؟
ظهور سكان الكنابي في وسط السودان بالأخص ولاية الجزيرة قديم كقدم المشروع أو قبل قيام مشروع الجزيرة .الهجرة الاولي بدأت في عهد الثورة المهدية فبعد فتح الخرطوم عام 1885 تدفقت مجموعات كبيرة من أبناء دارفور وكردفان مناصرة للثورة المهدية فسكن البعض منهم في الخرطوم والبعض الآخر انتشروا في المناطق المجاورة للعاصمة بعد أن ضاقت أمدرمان . بعد سقوط الدولة المهدية انسحب الكثير من ابناء دارفور وكردفان بعد أن قطع عليهم الجيش الانجليزي طريق العودة إلى الغرب فكانت هذه أول دفعة تسكن ولاية الجزيرة حتى قبل قيام مشروع الجزيرة وتحديدا عام 1911 في طيبة الشيخ عبدالباقي اول تجربة لقيام مشروع الجزيرة بالطلمبات .الدفعة الثانية من سكان الكنابي ..دخلت الجزيرة مع بداية قيام مشروع الجزيرة سنة 1924الي 1936 أغلبهم امتلكو حواشات إلا أنهم رغم ذلك يعانون من التهميش والإقصاء ونقص في الخدمات إلى يومنا هذا . المجموعة الثالثة دخلت الجزيرة عام 1984 بسبب الجفاف والتصحر الذي ضرب غرب السودان آنذاك وتعتبر هذه المجموعة من أكثر مجموعات الكنابي تهميشا وأكثرهم معاناة في كل المجالات الخدمية ، يقتلهم الفقر والجهل والمرض .
و ماذا عن التحوالات الديموغرافية سكان الكنابي في الجزيرة
تعداد سكان الكنابي في ولاية الجزيرة حسب احصائية أجريت في سنة 2008 كان عبارة عن 3.585.270 نسمة اما اليوم يقدر التعداد السكاني لولاية الجزيرة وفق نظرية الاسقاطات السكانية بعض انفصال الجنوب يقدر بحوالي 5مليون .أما تعداد سكان الكنابي وفق إحصائيات قامت بها مجموعة من ناشطين سياسيين وحقوقيين من قيادات مؤتمرالكنابي وبعض المنظمات الدولية الحقوقية يؤكدون بأن تعداد سكان الكنابي في الجزيرة بلغ عددها 2.373.524 نسمة يسكنون في كنابي عددها 2095كمبو منتشرة على امتداد محليات الولاية بينما يبلغ عدد قري الجزيرة أجمع 1572 الف قرية هذه الصورة تؤكد مدى الانفجار السكاني الضخم في هذه الكنابي الامر الذي يتطلب اهتمام مبكر قبل ان يحدث ما لم يكن متوقعا .
ما هي حقيقة الأوضاع الراهنة فى الكنابي
أزمة الكنابي تتنامي كل يوم من سيئ إلى الأسوء والأوضاع الإنسانية والصحية فيها مزرية للغاية وتعدت حد الاحتمال وبدأت ملامح هذة المعضلة قبل ثمانية عقود ونيف من الزمان ولم يسلط الضوء على هذة المشكلة طيلة هذة الفترة لأسباب كثيرة ومتعددة وسنعرض لاحقا لمجمل الأوضاع اللا إنسانية السيئة المتراكمة التي التصقت بالكنابي في السكن والصحة والتعليم. بالإضافة الي الإقصاء والاستعلاء .كل هذه الاوضاع انعكست في الشعور بالظلم و التهميش والذي سيشكل منهج في تفكير الاجيال القادمة ونحن في مؤتمر الكنابي نحاول بقدر الامكان ان نزيل هذه الصورة الشائهة والسالبة .
الاسباب والدواعي والأهداف لقيام مؤتمر الكنابي ؟
الشعور بالتهميش والإقصاء في الحياة العامة و النظرة الاستعلائية التي يشعر بها انسان الكنابي بالاضافة الي المحسوبية والمحاباة وتغييب انسان الكنابي في كافة النواحي السياسية والاجتماعية حيث صار انسان الكنبو مجرد صوت لا ينطق تتهافت عليه القوي السياسية في موسم الانتخابات مقابل وعود لا تر النور وكان لابد من وقف هذا التردي و مسح الصورة السلبية و المفاهيم الخاطئة عن انسان الكنابي من أجل ان يحتل مكانته الطبيعية في المجتمع مثل سائر التكوينات المجتمعية والتعامل بالبعد الانساني مع قضية انسان الكنابي من أجل ازالة الفوارق الاجتماعية المتوهمة و توفير الحد الادني من المطلوبات في الخدمات كالمياه النظيفة والكهرباء وصحة بيئة وعلاج و توفير وسائل الانتقال و المواصلات خاصة في فترة الخريف حيث يتعذر الوصول الي المستشفيات في الحالات الطارئة .
ماهي ابرز التحولات التي طرأت علي انسان الكنابي خلال الفترات السابقة ؟
معروف أن هنالك فئات من سكان كنابي مشروع الجزيرة تحسنت أوضاعهم لاهتمامهم بالزراعة التي أهملها أصحاب الحواشات ليصبح سكان هذه الكنابي بالمشروع مرتبطين بالزراعة و بعد أن كانوا شركاء مع المزارعين بدأوا يتجهون نحو (الدّنْقَدَة) وهي إجارة الأرض من أصحابها ليقوموا بزراعتها . يمثل سكان هذه الكنابي كميونة أسرية اقتصادية متكاملة تشتمل علي الإنتاج النباتي والبستاني والحيواني ولعلهم قد نجحوا في ما قد فشلت فيه إدارة المشروع بالتالي أي محاولة لإصلاح مشروع الجزيرة ما لم تتخذ من تجربة سكان هذه الكنابي مدخل لعلاج أزمة المشروع لن يكتب لها النجاح و فوق كل هذا بدأ يلوح واقعا جديدا لهذه الكنابي جدير بالتوقف حياله ، قيام اعداد من الاسر الاهتمام بتعليم ابنائهم واصبح ذلك هدف اساسي اثمر عن ظهور اجيال متعلمة في كافة المجالات العلمية المختلفة فيهم الاطباء و المهندسين و والفنيين والحرفيين وغالبيتهم هاجر واغترب ساهموا في الاهتمام باهلهم سكان الكنابي .
كيف إنطلقت فكرة الكنابي واصبحت وقعا الآن ؟
من خلال وسائل التواصل المختلفة بين تكوينات انسان الكنابي في الداخل والخارج تم التوصل الي الي ضرورة تكوين جسم مطلبي يضم كل اطياف مجتمع الكنابي بمختلف توجهاتهم السياسية وانتماءاتهم الطائفية من أجل توفير الحد الادني من العيش الكريم . إنطلاقة المؤتمر من القاهرة في مارس 2013 رغم ان الفكرة اختمرت منذ 2003 .
ما هي نتائج و مقررات مؤتمر القاهرة ؟
تناول المؤتمر مجمل قضايا انسان الكنابي المتعلقة بالتهميش وتوصل الي ضرورة توفير الخدمات الاساسية بالمشاركة في كافة الفعاليات من اجل اعلاء قضية انسان الكنابي باعتبارها قضية رأي عام و نادي المؤتمر ايضا بضرورة تكوين اجسام مطلبية في الداخل والخارج حيث اسفر عن تكوين مكتب للشرق الوسط و مقره القاهرة بالاضافة الي مكاتب في الامريكتين واستراليا و مكتب الاتحاد الاروبي بالإضافة الي مكتب الداخل المكون من أمانات الولايات في الجزيرة ، سنار ، النيل الابيض ، النيل الازرق ، الشرق (كسلا وبورتسودان ) والقضارف والخرطوم . كل هذه الامانات تنبثق منها فروع في المحليات والوحدات الادارية وكلها تتبع لمؤتمر عام الكنابي الذي تقوده الامانة العامة وهي حاليا امانة مكلفة الي حين انعقاد المؤتمر العام الذي من المؤمل انعقاده في القريب العاجل .
ماهي طبيعة القضايا العاجلة التي تواجه مؤتمر الكنابي ؟
مجموع عدد كنابي الولايات الوسطي بلغ حوالي 3 الف كنبو تتمركز حول المشاريع الزراعية واهمها مشروع الجزيرة الذي تقدر عدد الكنابي به 2095 كنبو يسكنها حوالي 2 مليون و 495 الف مواطن جميعهم يعانون من عدم توفر المتطلبات الاساسية في السكن والصحة والتعليم و مياه الشرب . السلطات التنفيذية التي لم تبد أي تعاون او إهتمام بل علي العكس تدخلت السلطات بمنع مواطني بعض كنابي الجزيرة من البناء في اراضي قاموا بشرائها من حر مالهم وتم ازالة ما قام من بناء مثل ما حدث في كنبو 84 ودعابد المناقل و كمبو قنطرة الفقرا بالحصاحيصا وكمبو دار السلام المغاربة في المعيلق و كنبو طيبة جابر في قبوجة الجاموسي علي سبيل المثال .
ماهي الجهود التي بذلت في مؤتمر الكنابي تجاه هذا الشأن ؟
لجأنا الي تشريعي ولاية الجزيرة عبر رئيسه الدكتور جلال من الله والسيد خورشيد نائب رئيس المؤتمر الوطني الذان لم يتجاوبا معنا ولم يوافقا حتي علي الجلوس معنا في طاولة واحدة وقد تبين لنا انهما لايريدان حل لقضية الكنابي .
مشروع السكن الاضطراري لتجميع الكنابي أين وصل الآن ؟
فكرة السكن الاضطراري تمت في عهد الوالي الاسبق الفريق عبدالرحمن سرالختم في عام 2005 وتم تخصيص مكتب لتنفيذ الفكرة من قبل سلطات اراضي الولاية وللاسف بعد أن جمعت الرسوم (مليارات) و وعود اطلقت تم حل جهاز السكن الاضطراري ولم تعد سيرة لهذا المشروع ولم يعرف حتي هذه اللحظة أين ذهبت الاموال التي جمعت لهذا المشروع وعموما الفكرة من اولها بغيضة من كلمة إضطراري حيث يستحق سكان تلك الكنابي سكنا مستقرا غير اضطراري .
ما هو الدور الذي يلعبه انسان الكنابي في دعم الاقتصاد القومي ؟
انسان الكنابي ارتبط من البداية بالزراعة في القطاعين المروي والمطري وهم الآن عماد العمال الزراعيين في السودان و علي عاتقهم يقع عبء ترقية الانتاج والانتاجية في المشاريع الزراعية بعد ان هجر معظم المزارعين العمل بالزراعة ليقوم سكان الكنابي وخاصة المرأة بدور كبير في انتاج المحاصيل الزراعية الرأسمالية والغذائية الاخري وفي سبيل ذلك تحملوا كل تبعات الظروف السيئة بالمشروع و تأثيرات التعرض المباشر وغير المباشر للمبيدات السامة و ظهور الكثير من حالات السرطانات والفشل الكلوي و امراض الكبد الوبائي . بعد انهيار المشاريع الزراعية حدث تحول ديموغرافي وسط سكان الكنابي بالنزوح الي المدن واشباه المدن لمزاولة الاعمال الهامشية وقطاع كبير منهم اصبح يشكل 70% من جملة العاملين في التعدين الاهلي عن الذهب لتحل المرأة في الكنابي مكانهم كعاملات زراعيات.العمال الزراعيين في تلك الكنابي اصبحوا المنتجين الرئيسيين للخضر و تزويد العاصمة والمدن المجاورة باحتياجاتهم .
ماهي الحلول العملية التي طرحها مؤتمركم لمشروع نهضة الكنابي؟ ..
أولا.. لابد من الاعتراف بأن الكنابي جزء من النسيج الاجتماعي تعتبر قوة اقتصادية دعايمة للاقتصاد الوطني
ثانيا.. لابد من مسح ميداني لكل الكنابي الموجودة في طول المشروع عرضة .
ثالثا..اعادة توزيع الكنابي ذات المساحات الصغيرة على الكنابي ذات المساحات الكبيرة
رابعا .. تحديد حرم لكل كمبو حتى إضافة الكنابي الموجودة داخل البراقين
خامسا …في كل محلية لابد من انشاء مكتب مختص لشؤون الكنابي يكون بإشراف من المكتب الولاية
سادسا .. تعين لجان لكل كمبو تكون للجنة مسؤولية مباشرة لعملية حصر الكنابي بالتنسيق مع المكتب الولاية
سابعا .. دمج الكنابي في المجتمع المحلى منعا للخلافات والاحتكاكات مع أهالي القرى
ثامنا .. إشراك أبناء الكنابي في السلطة التشريعية والتنفيذية في مشاركة العملية السياسية في البلاد
هذه بعض التوصيات والحلول العملية بموجبها يتم تحويل الكنابي إلى قري نموذجية وبالتالي سيتم معالجة قضية الكنابي وانسانها بشكل عصري متقدم كما يري بذلك مؤتمر الكنابي في خارطة الطريق التي وضعت لقضية الكنابي بالسودان .
عندنا بالقرب من قريتنا تلاتة كنابي تطلق على نفسها الأسماء التالية: الرواشدة، الزغاوة، والفلاته، الفلاته اندمجو فى الحلة وبقو جزء منها، الزغاوة بعيدين شوية وكذلك الرواشدة، لا حجر على دراستهم فى القرية ولا على عملهم لهم ما على الناس وعليهم ما عليمهم، روحوا شوفو ليكم شغلة يا بتاعين الفنادق والعيشين بعيد فى المدن، نحن عايشين فى أمان الله وبكامل التعاون مع سكان هذه الكنابي.
ان نظرية د.ادم فى الهجرة العكسية والعودة الى الجذور وارض الاجداد حتما ستغير كثيرا من ديموغرافيا كثير من الدول فى الامريكتين واستراليا ونيوزيلانداوغيرها اذا ما اتيح لها التطبيق فيتحتم على العرب حينهااخلاء شمال افريقيا والشام ومصر والسودان وتسليم الارض لاصحابها الافتراضيين الذين تستحدثهم تلك النظرية وهى لا تختلف عن حيثيات قيام دولة اسرائيل وما يجرى فى السودان منذ عقود تطبيق عملى لها على ارض الواقع حيث تبنتها الحركة الشعبية وحركات دارفور وهى فرية غربيةكنسية ترمى لافرقة البلاد وعزلها عن محيطها العربى الاسلامى ومحاصرته باقامة اسرائيل السوداء الكنسية تستخدم لتحقيقها شتى الوسائل العسكرية والدينية والاجتماعية والاقتصادية وعلى راسها التلاعب بانثربولوجيا السكان مما نرى اثره على تداخل د.ادم ومفاهيمه فى العودة العكسية الى وادى النيل من مهاجرها فى غرب افريقيا والهامش السودانى بذرائع التهميش والاضطهاد والظلم بينما الهدف الاصلى واضح لايخفى على احد وهى عين ما نرى مشاهدها ماثلة فى تلك الهجرات الافريقية الكثيفة والتغلغل الى قلب ومفاصل الدولة فى عملية احلال وابدال واسعة النطاق وتغير ديموغرافى هائل فى ظل هجرة السكان الاصليين الى خارج بلادها نظرا للتضييق عليهاوهربا من الوضع المريع الناجم عن الحصار الاقتصادى والذى يؤتى اكله كل حين بامر صانعيه ويحقق اهدافه المنوطة به تحت غطاء اجواء الحروب واللجوء واستغلال ضعف الدولة وتراخى قبضتها الامنية والقانونية وانشغالها بالحروب والبقاء وغفلة السكان وزهدهم ومرونة سلوكهم وكأنهم فى غيبوبة و عندما تعود ذاكرتهم ووعيهم سيجدون انفسهم خارج نطاق السيادة والارض معا ويكون الوقت قد فات علي اصلاح او ترميم وتعود دائرة الصراع من اجل البقاء وما الحوار الجارى الا تقنيا للامر الواقع وفرضه على السكان فالى اية هاوية نحن منساقون برضانا وارادتنا ؟
سنعرض لاحقا لمجمل الأوضاع اللا إنسانية السيئة المتراكمة التي التصقت بالكنابي في السكن والصحة والتعليم…..
ماهي ابرز التحولات التي طرأت علي انسان الكنابي خلال الفترات السابقة ؟
قيام اعداد من الاسر الاهتمام بتعليم ابنائهم واصبح ذلك هدف اساسي اثمر عن ظهور اجيال متعلمة في كافة المجالات العلمية المختلفة فيهم الاطباء و المهندسين و والفنيين والحرفيين وغالبيتهم هاجر واغترب ساهموا في الاهتمام باهلهم سكان الكنابي ……
طيب المشكلة وين اذا كان ابناء الكنابى استطاعوا ان يعلموا ابناءهم ويطلعوهم مهندسين واطباء؟ كثير من الاطباء والمهندسين والناس المتعلمين ومنهم اسماء معروفة فى شمال السودان خرجوا من اسر فقيرة تعمل بالاجرة فى الزراعة وتعيش على وجبة واحدة يوميا.
فقط عندما تعلم الابناء واغتربوا واهتموا باسرهم تمكن اخوتهم من مواصلة التعليم وبعدها ارتفع مستوى الاسرة ومن بعدها القرية وهكذا
استهدوا بالله نعم هنالك مشكلة فى عدم الاستقرار ولكن حالكم افضل من سكان الاطراف فى الخرطوم وبورتسودان وغيرها من المدن الذين يتم طردهم من سكنهم العشوائى بدون ايجاد بديل. المشكلة هى الفقر وعدم التخطيط الذى يسود البلد باكملها وحاليا لا توجد تنمية فى اى منطقة الا من جانب سكانها. ربما على الحكومة تخطيط مناطق ثابتة للسكن حتى يتمكن سكان الكنابى من تنميتها بانفسهم اذا ما ارادوا لان الحكومة لا تصرف فى التنمية اما ما عدا ذلك فلا ارى ان لديهم مشكلة تختلف عن الاخرين
رد علي محمد حسن فرح
انت واضح انك مابتعرف تاريخ كوش ونبتة ومروي ,وعشان نرد ليك وتفهم لازم تكون عارف تاريخ ودا بحتاج انك تقرا انثربولوجي من جامعة محترمة علي الاقل.
لكن لا بأس اقرأ هذا وشكرا:
حول أصول سكان السودان -12- … بقلم: البروفسور استاذ التاريخ في جامعة الخرطوم/ أحمد الياس حسين طباعة أرسل إلى صديق
الخميس, 25 آب/أغسطس 2011 13:54
من هم سكان السودان قبل ظهور المسميات القبلية الحالية
[email protected]
سـكان شمـال السـودان
في دراستنا لقبائل السودان قبل القرن الخامس عشر تتبعنا في مقالاتنا السابقة سكان شرق السودان وسنبدأ هنا بتناول تاريخ سكان شمال السودان. ونبدأ بالنوبا التي سبق وأن تتبعنا بعضاً من تاريخهم قبل القرن السابع الميلادي في كتابنا “السودان: الوعي بالذات وتأصيل الهوية” والذي تناولنا فيه مقدمة لسكان السودان قبل دخول العرب والاسلام. وسنبدأ بمقدمة صغيرة عن تغير المناخ وظهور الصحراء الكبرى وأثرها على تاريخ السودان، ثم نأتي بملخص عام نلقي من خلاله المزيد من الضوء على ظهور المجموعات التي أطلق عليها اسم النوبا قبل ظهور اسم النوبة بالتاء المربوطة منذ القرن السابع الميلادي في المصادر العربية، ثم نتناول موضوع ظهور النوبة في اتفاقية المسلمين مع أهل مصر، كل ذلك بمثابة تمهيد لما سنتناوله في موضعاتنا عن تاريخ النوبة وأرضها وسكان شمال السودان بعد القرن السابع الميلادي.
الصحراء الكبرى وتاريخ وادي النيل
كتب المفكر والمؤرخ السنغالي المشهور والذي تأسست جامعة باسمه في الولايات المتحدة الأمريكية الشيخ أنتا ديوب في منتصف القرن الماضي على صفحة غلاف كتابه المشهور “The African Origin of Civilization: Myth or Reality الأصل الافريقي للحضارة: أسطورة أم حقيقة” كتب “تاريخ افريقيا السوداء سيبقى معلقاً في الهواء ولا يمكن كتابته بصورة صحيحة مالم يتجرأ المؤرخون بربطه بالتاريخ المصري” يقصد ربطه بالتاريخ المصري القديم.
وأرى أن تاريخ السودان (والتاريخ المصري القديم) سيبقى معلقاً في الهواء ولا يمكن كتابته بصورة صحيحة مالم يربطه المؤرخون بتاريخ الصحراء الكبرى. فالصحراء الكبرى أثرت على تاريخ وادي النيل تأثيراً قويّاً منذ فجر تاريخه. وفهم ذلك الأثر يتطلب منا الرجوع قليلاً إلى الوراء للتعرف على التغيرات المناخية وتأثيرها على طبيعة المنطقة.
يرى العلماء أن مناخ الكرة الأرضية كان في العصور المبكرة دائم التقلبات، وإذا رجعنا إلى نحو خمسة عشرة ألف سنة نجد آثار تحولات كبرى وتعاقب فترات جفاف ورطوبة في مناخ الكرة الأرضية أدت ? كما يقول علماء المناخ والجيولوجيا ? إلى تغيرات كبيرة في المعدل السنوي لسقوط الأمطار، وفي معدل مناسيب المياه في البحار والأنهار وفي الحياة الحيوانية والنباتية.
فعلى سبيل المثال يقول سيد R. Said ?Chronological Framework: African pluvial and glacial epoch ? in J. Ki-Zerbo ed. General History of Africa I: Methodology and African Prehistory 385-386كان حجم بحيرة تشاد أكبر اثنتي عشرة مرة من حجمها الحالي، وامتدت شمالا حتى فزان الأمر الذي أثر كثيراً على المناخ ونسبة الأمطار في المنطقة. وكانت هنالك أنهار دائمة الجريان وبحيرات في جنوب ليبيا والمناطق الواقعة إلي الشرق منها حتى جبل العوينات. كما كان أقليم السدود في جنوب السودان عبارة عن بحيرة تمتد شمالاً حتي منطقة الخرطوم الحالية.
وذكر وندورف ورولند Fred Wendorf, R. Shcild (1994) ?Are the early Holecene cattle in the western Sahara domestic or wild? Journal of Anthropological Archeology, 3 No. 4. Onlin أنه كانت هنالك بحيرة في مِرجا غربي دنقلا وفي نبتة بلايا غربي وادي حلفا، وكان وادي هوار نهراً دائم الجريان وGrassy valley، ومياه دائمة وبرك ماء موسمية كما في واحات دنقل والفرافرة واللقية أربين وسليمة وبير صحارى وبير طرفاوي ومنطقة جبل عوينات والجرف الكبير والواحة الخارجة. وكان معدل سقوط الأمطار في شمال ووسط السودان كما ذكر آركل (ص 25 و 32) أعلى من معدل هبوطه في صعيد مصر، وبلغ منسوب فيضان النيل الأزرق في تلك الأوقات ما بين أربعة إلى عشرة مرات أعلى من منسوبه الحالي.
وهكذا كانت منطقة الصحراء الكبرى مأهولة بالسكان وتتمتع بكميات غزيرة من الأمطار، وكانت بها بحيرات وانهار دائمة الجريان وغابات وغطاء نباتي غزير. جاء في دائرة المعارف البريطانية تحت مدخل Sahara أن الرسومات الصخرية والأدوات الحجرية والفخارية والعظمية المنتشرة على طول الصحراء الكبرى توضح أنها كانت مأهولة بالسكان. كما أثبت علماء الجيولوجيا والآثار وجود أنواع كثيرة من الحيوانات في كل المنطقة مثل الظباء والجواميس والزراف والأفيال ووحيد القرن وفرس البحر والتماسيح.
وقد تعرضت هذه المنطقة إلى التقلبات المناخية التي حدثت منذ نحواثنتي عشرة ألف سنة مضت، وهو التغير الذي أدى في نهايته إلى تكوين كل من الصحراء الكبرى وصحراء شبه الجزيرة العربية. ولعبت تلك التقلبات دورا بارزا في تحركات واستقرار المجتمعات البشرية. ولم يبرز أثر ذلك الجفاف ويؤثر تأثيرا محسوسا على تحركات سكان المنطقتين منذ البداية، بل بدأ ذلك منذ نحو سبع ألف سنة مضت، وهو الوقت الذي بدأت فيه تحركات السكان من منطقة الصحراء الحالية جنوباً نحو أحواض نهر السنغال ونهر النيجر وبحيرة تشاد وشمالاً نحو سواحل البحر المتوسط، وشرقاً نحو وادي النيل. وأعقب تلك التحركات إلى ظهور ثقافات تلك المناطق والتي قادت فيما بعد إلى قيام حضارات وادي النيل وشمال افريقيا.
وتاريخ السودان في كل مراحله يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمناطق الصحراوية الواقعة إلى الغرب من النيل. وفي حديث مع الدكتورعلي أحمد قسم السيد أستاذ التاريخ القديم بقسم التاريخ بكلية الآداب جامعة الخرطوم إلى أن الصلات والتداخل السطاني بين سكان وادي النيل والصحراء الغربية لم يكن في كل الأوقات من جانب واحد بل حدث في حوالي عام 2613 قبل الميلاد اضطر سكان منطقة ما بين الشلالين الأول والثاني تحت تهديد الحملات المصرية إلى الهجرة نحو الصحراء الغربية بمواشيهم واستقر اسلافهم هناك لمئات السنين.
فمنذ عصور الثقافات المبكرة في منطقة الشهناب بشمال ام درمان وثقافات المجموعة (أ) Group A والمجموعة الثقافية (ج) Group (C) في شمال السودان وما تلاها من حضارات كانت تلك المناطق تتعرض من وقت لآخر لهجرات من المنطقة الغربية للنيل تساعد على ظهور طورحضاري جديد في المنطقة كما سنلاحظ ذلك عند حديثنا عن سكان شمال السودان.
سكان شمال السودان
المقصود بسكان شمال السودان هنا سكان المنطقة الواقعة بين موقع مدينة الخرطوم الحالي جنوباً وحتى منطقة الشلال الأول بالقرب من مدينة أسوان شمالاً لأن منطقة مابين حلفا وأسوان كانت تنتمي عبرالعصور إلى عنصر بشري واحد وهو العنصر الذييرى فيه بعض المؤرخين (سليم حسن، تاريخ السودان المقارن إلى عصر بيعانخي ص أ) أن أولئك السكان القدماء ينتمون إلى العنصر الحامي، بينما يرى آخرون كما ذكر وليام آدمز “النوبة رواق افريقية ص 122” أن سكان هذه المنطقة القدماء ينتمون إلى سلالة شعوب شمال افريقية المطلة على البحر المتوسط.
وذكر آدمز أن سكان شمال السودان في ذلك الوقت “كان لهم نفس لون البشرة الداكن مثل الأفارقة اليوم إذ ان ذلك يعتبربصورة عامة تلاؤماً شائعاً لأقوام المنطقة الحارة.” ومن المعروف سواد لون البشرة يرجع في أساسه إلي المادة السوداء الموجودة تحت الجلد (pigment) والتي يفرزها جسم الانسان عندما يتعرض لأشعة الشمس حماية له من حرارتها. ويزداد إفراز هذه المادة السوداء كلما ازدادت حرارة أشعة الشمس ويقل افرازها كلما قلت حرارة أشعتها. ولذلك تصير ألوان أجسام من يتعرضون إلى أشعة الشمس الحارة في المناطق الاستوائية والمدارية سوداء، ويقل سواد البشرة كلما ابتعد الانسان شمالاً حتى يصبح الجسم أبيضاً حيت تعتدل حرارة الأشعة.
وقد وردت بعض أخبار أؤلئك السكان القدماء في الآثار المصرية القديمة وبخاصة في الألف الثالث قبل الميلاد، فقد أرسل بعض حكام مصر في ذلك الوقت بعثات تجارية نحو الجنوب، فدون قادة تلك البعثات – مثل حرخوف – أسماء سكان بعض تلك المناطق. فأُطلقوا اسم نحسيو أو نحسي على السكان المنطق الوقعة إلى الجنوب من بلادهم، واسم التِمِح أو التِمْحو وإرتت على سكان المناطق الواقعة إلى الغرب من النيل. ويرى آركل ((A History of the Sudan p 44 أن السكان الذين تحدث عنهم حرخوف غربي النيل ربما لا تزال سلالاتهم تعيش حتى اليوم في شمال دارفور، فقد يكون الأرتي Urti في منطقة جبل ميدوب هم بقايا الارتت، وقد يكون التاما في شمال غرب دارفور هم بقايا التمح، فروايات التامة الشعبية تذكر أنهم كانوا يعيشون في منطقة بئر النطرون التي هي الآن عبارة عن صحراء قاحلة .
ظل هذا العنصر السكاني القديم والمعروف في كتب التاريخ بثقافة المجموعة الأولى (أ) يعيش في المنطقة حتى نحو القرن الثالث والعشرين قبل الميلاد حيث تعرض لوصول مجموعة مهاجرة يرى أغلب المؤرخين (أنظر آركل ص 44) أنها أتت من المناطق الواقعة غربي النيل. وقد تحركت تلك الهجرات بفعل تغير المناخ في المنطقة التي أصبحت اليوم الصحراء الكبرى، وبدأت آثاره في قلة موارد المياه والغطاء النباتي فازدادت التحركات السكانية متجهة نحو النيل.
ويرى المورخون (أنظر آركل ص 46 – 52) أن هولاء الوافدين المعرفين بالمجموعة الثقافية (ج- Group C) ينتمون إلى نفس سلالة المجموعة الثقافية (أ) المستقرة على النيل، لكنه يقول بأن دراسة آثارهذه المجموعة وضحت إختلاطهم ببعض الزنوج. وأرى أنه ينبغي أن نوضح هنا أن أغلب الكتاب الغربيين عندما يطلقون كلمة الزنوج يقصدون بها السود. ولذلك عرف كل سكان الصحراء الكبرى بما فيهم السودانيين Ethiopians أي السود، وهو نفس الاسم الذي عربته المصادر العربية وأطلقته على سكان المنطقة وهو السودان جمع أسود. وبالطبع فإنه ليس كل السود زنوجاً بل الغالبية العظمى من السود ليسوا زنوجاً.
فسكان جمهورية جنوب السودان ليسوا زنوجاً، فهم في تصنيف علماء الأجناس شعوب نيلية وهي خليط بين العنصرين الزنجي والحامي. والزنوج يتواجدون في قليلٍ من المواضع في افريقيا مثل بعض الأماكن في الغابات الاستوائية. ويشترك الزنوج في بعض السمات التي تميزهم عن السود الأخرين. ولذلك يوجد عدد كبير من الشعوب السوداء في القارة الافريقية مثل سكان جمهورية السودان ليسو زنزجاً. فهنالك خطأ كبير مُسَلّم به وهو أن الزنوج فقط هم سكان افريقيا الأصليين وأن ما عداهم غرباء في القارة، والواقع أن السود من غير الزنوج هم سكان أصليين في افريقيا بل يمثلون الغالبية العظمى من سكانها.
فالوافدون الجدد من مناطق الصحراء غربي النيل ذوي بشرة سمراء مثل السكان الذين نزلوا عليهم، ويذكر المؤرخون كما نقل آركل أنهم كانوا رعاة بقر (بقارة) وتحركوا بأبقارهم ذات القرون الكبيرة نحو النيل إذ أن منا طقهم أصبحت غيرصالحة لرعي البقر. ويبدوا أن مجموعة منهم تحركت جنوباً نحو أواسط وغرب دارفور لأن هيرودوتس المؤرخ اليوناني الذي كتب بعد قرون كثيرة من تلك الهجرات عن قبائل البقارة جنوبي ليبيا وذكر أن أبقارهم ذات قرون كبيرة ممتدة للأمام، ولذلك ترعى وتتحرك نحو الخلف لأنها لو تحركت إلى الأمام لغرست قرونها في الأرض. وبالطبع فان هيرودوتس لم يزر تلك المناطق ولكنه جمع الروايات عنها بما يمكن أن يكون فيها من بعض المبالغات. وربما لا زالت سلالة أبقار المجموعة C وسلالات الأبقار التي ذكرها هيرودوتس موجودة حتى الآن عند قبائل البقارة في غرب السودان.
فالتداخل بين سكان وادي النيل السوداني وسكان غرب السودان يعود إلى قرون كثيرة قبل ميلاد المسيح، وآثار الحضارات المتعاقبة التي تتواجد أطلالها على النيل اليوم قامت نتيجة ذلك التلاقح السكاني بين الشعوب المستقرة على النيل وروافده وسكان المناطق المتصلة بالنيل وبخاصة المناطق الغربية.
ويبدوا أن أعداد الوافدين الجدد (المجموعة ج) الى النيل كانت كبيرة فلم يتركوا آثارهم على مناطق النيل فقط بل أمتدت تلك الآثار إلى مناطق شرق السودان حيث أثبتت الحفريات الآثارية للمقابر القديمة في شرق السودان كما ذكر آركل أن السكان هنالك ينتمون إلى نفس سلالة المجموعة C. ويضيف آركل أن البديات والميدوب ونوبا الجبال والبجة الذين هم سلالة المجا أو الـ Medju أو Mejayw ميجايو كل هؤلاء هم نفس سلالة ذلك الجنس الأسمر الذي كان مستقرا في الصحراءغربي النيل.
كل هذه المجموعات التي استقرت في شمال السودان إلى جانب مجموعات أخرى في الوسط والشرق أسست فيما بعد دولة كوش في كرمة بعد أن استقبلت المنطقة تحركات سكانية من الغرب والجنوب الغربي. وقد امتدت حدود دولة كوش شمالاً حتى اسوان كما وضح محمد ابراهيم بكر (تاريخ السودان القديم ص 52)
وقد شهدت الفترة التالية لانهيار دولة كوش في كرمة واحتلال مصر لشمال السودان منذ منصف القرن السادس عشر قبل الميلاد صراعاً متصلاً بين سكان شمال السودان والمصريين، ويبدوا أن المنطقة كانت تستقبل المزيد من المهاجرين من الغرب والجنوب الغربي مع ازدياد مراحل الجفاف في الصحراء. وقد أدت المزيد من الهجرات إلى ازدياد تحركات السكان شمالاً وازدياد الصراع مع المصريين الذين دأبوا على تحصين المناطق الجنوبية من حدودهم وإقامة القلاع للدفاع عنها.
وفي بداية الألف الأخير قبل الميلاد تمكن الكوشيون من استعادة سلطتهم السياسية على المنطقة بقيام مملكة نبتة. ويلاحظ أن الباحثين اختلفوا في أصل الأسرة النبتية, وقد ذهب أحد الآراء إلى الأصل الليبي للأسرة، أي أن مؤسسي الأسرة قدموا من ليبيا. والمقصود بليبيا هنا منطقة الصحراء الغربية. فقد أطلقت المصادر اليونانية القديمة على هذه المناطق الصحراوية اسم “الصحراء الليبية” استند أصحاب هذا الرأي على التشابه الذي لاحظوه في بعض أنواع الأسلحة والأسماء بين الكوشيين وسكان الصحراء الغربية.
وبالطبع فإن ذلك التشابه أمر طبيعي للتداخل والصلات القوية والدائمة بين المنطقتين، فأصل الأسرة محلى وليست ليبية، لكنها تريبط بصلات عرقية وثقافية بسكان الصحرا الغربية. كما إن أصل الأسرة ليس مصرياً كما يقول البعض لكنها ترتبط مع المصريين بعبادة آمون الذي يرى بعض الباحثين أن أصله صحراويا أو كوشيّاً وليس مصريّاً.
فسكان المناطق الوقعة بين جنوب ليبيا غرباً والبحر الأحمر شرقاً ودارفور جنوبا كانوا ينتمون إلى سلالة وثقافة واحدة، وقد تأثروا عرقيّاً وثقافيّاً بالهجرات المتصلة من المناطق الواقعة إلى الغرب والجنوب الغربي وهي مناطق دارفور وكردفان الحاليتين وامتدادهما شمالاً وغرباً. وقد استمر هذا التماذج بين المنطقتين حتى القرون الأخيرة السابقة للميلاد حيث أشارت المصادر اليونانية والأكسومية (الحبشية) على تأثيره على مملكة مروي.
وهكذا يتبين لنا أن الأثر الواضح على التكوين السكاني في السودان جاء من ناحية الصحراء الغربية للنيل كنتيجة طبيعية للعلاقة بين المناطق الخصبة ذات الموارد المائية الدائمة وبين المناطق الجدبة قليلة الموارد تماماً مثل علاقة صحراء شبه الجزيرة العربية بتاريخ بلاد ما بين النهرين القديم. فالتحركات السكانية حدثت على مر العصور بين الصحراء والنيل، ولم يقتصر تأثيرها على مناطق النيل وروافده فحسب بل تعدى ذلك الى مناطق الشرق كما رأينا في مثال آثار المجموعة (ج) ولذلك فإنني أرى أن البحث عن تاريخ السودان على الأقل حتى نهاية العصر المروي ينبغي أن يتجه غرباً وليس شرقاً كما يتردد في الثراث والرويات الشفاهية المحلية في السودان.
تنبيـــه
? في مقالنا السابق رقم 11 عن قبيلة الحلنقة حدث خطأ قي الاستشهاد بقبيلة الخاسة في نص ملك آكسوم عيزانا بينما كان الحديث عن قبيلة الحلنقة.
? تنشر هذه الموضوعات على موقع sudanil.com
لا أدري لماذا يلوح الآخرين بالحرب و دق طبولها ؟ الموضوع بسيط ؛ خلو الناس تشرب موية من الماسورة و تدخل معاكم في الخطط الإسكانية و تتشارك معاكم في إدارة الأرض التي ولدوا و تربوا عليها ؟ ده كتير ؟
سكان الكنابي ليس من قبائل دار فور ولا ابناء كردفان ولكن اذا نبشت هذه الورقة سيكون موضوعها طويل جدا وربما تدخل في موضوع ( المقيمن بطريقة غير شرعية )؟؟؟ يعنى خلونا كلنا سودانيين وعايشين احباب ؟؟
انا من اهل الجذيرة والان ناس الكنابى موجودين معانا من غير مشاكل لكن اشتم من هذا الكيان رائحه بغيضة لكن لو فكر اى حد يلعب بزيلو ويفكر انو بخلق مشكلة مع اهل القرى الاساسين واهل المشروع والله نجيبا الواطه الشى الوحيد الما بنلعب فيهو حواشاتنا فكرو كويس والعبو بعيد الجذيرة ما هى درارفور ولا كردفان ولا الشرق عشان ما تقولو انا عنصرى ذكرت كل المناطق
اغلبية اهل الكنابى تشاديي الجنسيه ويحق لهم الجنسيه السودانيه بالقدم.
رد علي ابو مصعب
انت ذاتك تبقي منو؟
سكان الكنابي الشايفهم ديل هم سكان السودان الاصليين مثلا البعض من الفور والتاما والداجو وغيرهم اتو الي الجزيرة في ايام المجاعة في1984م والبعض اتي في بداية تاسيس مشروع الجزيرة في1924,وبعض التاما اتو الي وسط السودان مباشرة بعد سقوط مروي في عام350م. انما هي هجرة عكسية فقط.. انا يا اخي تاماوي و بقول ليك ,اي شجرة وخور وجبل و اي اثر هي للان معروفة بلغة التاما والميدب و المحس و الدناقلة
. DNAال بتحليل C للمجموعة صحيح التاما موجودين في عدة دول منها ليبيا ويسمونهم التمو او التمحو او التاما انما هم سكان وموجودين في النيجروافريقيا الوسطي ومالي والمغرب والجزائر وهم ملوك الصحراء وهم ينتسبون الي بعانغي ملك النوبة العظيم وتفراكا او تهراكا .
(قوم فرعون المؤمنين وسحرته هم من التمحو اوالتاما والميدوب والنوبيين في الشمال), السيد بكري حسن صالح وعبدالرحيم محمد حسين وفضل عبدالله فضل كلهم من عندنا ,رايك شنو. من اقرأ للبروفسر احمد الحسين الياس او ادخل في محرك قوقل ة اكتب من هم سكان شمال السودان قبل ظهور المسميات الحالية
شكرا
د/ادم موسي عبد الغفار
e-: [email protected]
رغم كرهى لحكومة الكيزان لكنى ارى ان سكان الكنابى قنبلة موقوته وقدرايت من اغتلى اسطح المنازل فرحابدخول قوات خليل ام درمان
عنصرية بغيضة تجري في عروقكم،،،،،،
تعالوا من الاخر وقولوا لناس الكنابي شيلو السلاح في وجه العرب الذين جعلوكم عبيد تعملوا لهم في حواشاتهم،،،،،
هذا ما تسعون له في نهاية هدفكم…
#دارفور شردتو اهلها الذين يعيشون في ارضهم وليس ارض جلابة نظرتكم لأنفسكم عمياء لا تري الا سواد حالك الظلام،،،
#الثمن فتاة بيضاء في ليلة حمراء والحال ياهو
نفس الحال،،،
تريدونها دارفور اخري وهذا جلي ،،،
“””زراعة وهم لا يجني منها الا الشقا والمحن “”””
هل تعلم من الذي يحصد هذه المحن ليس
انت بالطبع لانك انت الزارع،،،،
هذا موضوع خطير يتعين ان نبتعد به عن المزايدات السياسية ، مشروع الجزيرة مشروع زراعي يقوم علي أخصب تربه قي العالم ، وإذا فتح هذا المشروع للتوسع
السكني سنفقد الزراعة ومستقبلها الي الأبد ، لابد من أعداد. دراسه علمًية لتحديد السعه. الاستيعابية القصوي لسكن العمال. الزراعيين فقط وان يستوعب أسرهم
الممتدة خارج نطاق المشروع ،وعلي امتداد ربوع السودان وفقا لمكان عمل الأبناء ، بطلوا مزايدات لقد أورد تم هذا البلد موارد الهلاك !!!!!!!!!
ان نظرية د.ادم فى الهجرة العكسية والعودة الى الجذور وارض الاجداد حتما ستغير كثيرا من ديموغرافيا كثير من الدول فى الامريكتين واستراليا ونيوزيلانداوغيرها اذا ما اتيح لها التطبيق فيتحتم على العرب حينهااخلاء شمال افريقيا والشام ومصر والسودان وتسليم الارض لاصحابها الافتراضيين الذين تستحدثهم تلك النظرية وهى لا تختلف عن حيثيات قيام دولة اسرائيل وما يجرى فى السودان منذ عقود تطبيق عملى لها على ارض الواقع حيث تبنتها الحركة الشعبية وحركات دارفور وهى فرية غربيةكنسية ترمى لافرقة البلاد وعزلها عن محيطها العربى الاسلامى ومحاصرته باقامة اسرائيل السوداء الكنسية تستخدم لتحقيقها شتى الوسائل العسكرية والدينية والاجتماعية والاقتصادية وعلى راسها التلاعب بانثربولوجيا السكان مما نرى اثره على تداخل د.ادم ومفاهيمه فى العودة العكسية الى وادى النيل من مهاجرها فى غرب افريقيا والهامش السودانى بذرائع التهميش والاضطهاد والظلم بينما الهدف الاصلى واضح لايخفى على احد وهى عين ما نرى مشاهدها ماثلة فى تلك الهجرات الافريقية الكثيفة والتغلغل الى قلب ومفاصل الدولة فى عملية احلال وابدال واسعة النطاق وتغير ديموغرافى هائل فى ظل هجرة السكان الاصليين الى خارج بلادها نظرا للتضييق عليهاوهربا من الوضع المريع الناجم عن الحصار الاقتصادى والذى يؤتى اكله كل حين بامر صانعيه ويحقق اهدافه المنوطة به تحت غطاء اجواء الحروب واللجوء واستغلال ضعف الدولة وتراخى قبضتها الامنية والقانونية وانشغالها بالحروب والبقاء وغفلة السكان وزهدهم ومرونة سلوكهم وكأنهم فى غيبوبة و عندما تعود ذاكرتهم ووعيهم سيجدون انفسهم خارج نطاق السيادة والارض معا ويكون الوقت قد فات علي اصلاح او ترميم وتعود دائرة الصراع من اجل البقاء وما الحوار الجارى الا تقنيا للامر الواقع وفرضه على السكان فالى اية هاوية نحن منساقون برضانا وارادتنا ؟
(( ما الغريب في ان يكون التاما والفور والميدوب والبجا من اصول نوبية))
؟؟؟؟؟
الجاب تشاد للنوبة شنووووو
رد علي الوجيع
يااخي الكريم هون علي نفسك, الموضوع بسيط جدا ,الارض يرثها عباد الله الصالحين.
القبيلة ايه قرأنية مافي مشكلة اصلا , يبدو انك فهمتني غلط, معاذ انا بعيد جدا من القبلية ,لكن حبيت نوريك حاجه عن تاريخ وتنوع السودان الجميل ده بس يااخي العزيز.
مثلا النبي الكريم محمد(ص) ليس عربيا من ناحيه اثنية, فهو خيار من خيار الي ادم. انما هو من ذرية اسمائيل ابن ابراهيم ابن اذر واذر هذا رجل كلداني من الشام لا يعرف العربية,ولونه اجمل الاوان اي اسمر.
نحن علي الاطلاق ليس ضد العربية كماتفهم يااخي العربية بفهم الرسول لسان ودين و عرب السودان زادو عليهو اللون وهذا خطأ.لان سيدنا علي كرم الله وشه وابوعبيده وعمر ابن الخطاب رضوان الله عليهم كانو سمر.ارجو كتابات الاستاذ الجميل شوقي بدري و البروفسور احمد الحسين الياس
تعرب النوبةوتنوب العرب منذاكثر الفين سنة قبل الاسلام,وانا خليط عرب ونوبة وبربر.
نقول ليك مرة تانية ,اذا قلنا ليك جزورنا من وادى النيل واليمن ومصر الفروعنية,هذا لا يعني انو الرئيس الامريكى باراك يرجع افريقيا او يرجع كل العرب في الشرق الاوسط الي افريقيا,العرب يااخي في الجزيرة العربية اساسا هاجرو من افريقياقبل انفلاق البحر الاحمر هم خليط من افريقيا مع سكان اسيا ,لذلك عرب اليمن سمر (حمير).
وحدثت هجرة عكسية للعرب مرة تانية الي السودان ,يعني رجعو بلد اجدادهم.
الموضوع كلو يااخي فزلكة تاريخية ,انا انسان مطبوع ب التاريخ وداير اور الناس السودان الجميل دا,ولكن صدقني كلما قلته صاح .
واليك اقرأ هذا مع الشكر:-
amjd njjar
الخميس، 22 مايو، 2014
التاريخ والأصول العرقية للنوبة
مقدمة
إهداء إلى كل محب لأهل النوبة وأرض النوبة من يريد أن يتعرف على تاريخ قد يخفى على الكثيرين .
أقدم لكم هذا البحث التاريخي الذي ركزت فيه على فاعل الحدث التاريخي الذي يبين ويوضح التحولات العرقية التي حدثت على أرض النوبة عبر المراحل التاريخية المختلفة ، وقد آثرت ذكر الأحداث التاريخية والحديث عن القبائل التي سكنت النوبة بالنصوص المذكورة كما هي من مصادرها التاريخية القديمة وأمهات الكتب وما قمت به هو شرح وتفسير النصوص معتمدا على أقوال العلماء والمؤرخين القدامى والمحدثين سواء العرب منهم أو الأجانب.
حيث تتوصل هذه المصادر في النهاية إلى أن النوبة خلال القرن التاسع الهجري / السادس عشر الميلادي قد بدأت تخلوا من العرق النوبي الخالص وأصبحت ذات عرق عربي نوبي حيث هاجر معظمهم إلى دارفور وكردفان وهم من العرب النوبيين أوالنوبيين المستعربين ،أما العرب المتصاهرين منهم مع النوبيين الأصليين فقد إستقروا بمناطق النوبة المختلفة على إمتداد وادي النيل جنوب أسوان إلى آخر السودان ولكن نظرا للإنعزالية الشديدة التي عاشها النوبيين الحاليين قبل التهجير الأخير في 1964م جنوب أسوان نتيجة صعوبة وصول المراكب إليهم قبل التهجير لوجود الشلال في أسوان وصعوبة التضاريس الصخرية البرية عند الشلال نسي بعض النوبيين أصولهم العربية وترى كثير منهم صار متمسك ومتعصب لكونه نوبي الأصل وهو ما يخالف الحقيقة التي ذكرت في كتب التاريخ وذكرها أجدادهم منذ زمن قليل في كتب الرحالة والباحثين.
وفقنا الله وإياكم إلى ما يحب ويرضى
أمجــــــد صيـــــــام
الفصل الأول
قراءة في التاريخ النوبي
النوبة هي المنطقة الجغرافية الواقعة في جنوب مصر على طول نهر النيل من جنوب أسوان حتى قرب جنوب السودان وبعضها غرب السودان حيث تقع معظم النوبة في السودان بإختلاف ممالكها عبر التاريخ .
– ويذكر د/ مصطفى محمد مسعد الإسلام والنوبة في العصور الوسطى ص 21 مقدمة جغرافيا النوبة وأسمائها: عرفت هذه المنطقة جميعها أي النوبة العليا والوسطى والسفلى وهي التي تمتد من الشلال الأول في الشمال إلى جنوب إلتقاء النيلين الأبيض والأزرق بإسم النوبة في العصور الوسطي ولكن ما مصدر هذه التسمية؟ ليس لدينا من الوثائق ما يشير إلى ظهور كلمة نوبة قبل العصر البطلمي في مصر وأول من أشار إليها اراتوسطيني الجغرافي اليوناني أمين مكتبة الإسكندرية (276 -196 ق.م) ثم أخذها عنه سترابون ويبدوا مما ذكره سترابون عن هذه المنطقة وسكانها أنها أخذت إسمها من أحد الشعوب التي كانت تعيش على الضفة الغربية لوادي النيل وهم النوبيون ثم صار هذا الشعب فيما بعد سيداً عليها كما أن إسمه ظل علماً على هذه المنطقة كلها طوال العصور الوسطى بيد أن سترابون ذكر أن النوبيين شعب مستقل عن الإثيوبيين على حين ذكرهم بليني على أنهم شعب من مجموعة الشعوب الإثيوبية التي تعيش وادي النيل .
– وكان يطلق على ممالك كوش ومروي ونبتة “إثيوبيين” أي بلاد السود و كلمة إثيوبيا كما جاء في تاريخ هيرودوت : ( أرض السواد أو محرقو الوجوه ) ثم إختص لفظ إثيوبيا على بلاد الحبشة فقط بعد ذلك.
وقد سكنت قبائل من البربر بالصحراء الغربية جنوب الواحات وهم عرقية تختلف عن عرقية مملكة نوباتيا التي أسسها الملك سِلْكو ( silko ) سنة 540م وسيأتي ذكرها في العصر المسيحي وهي ممكة نوبادة التي سميت بالمريس بعد ذلك وهي النوبة السفلى ، ثم جنوبها مملكة الماقرة ومملكة العلوة وهي الممالك التي أطلق عليها لفظ نوبة وسطى وعليا بالترتيب.
ويذكر الشريف الإدريسي نزهة المشتاق في إختراق الآفاق المجلد الأول ص 30 ، الإدريسي (493 – 560 هـ = 1100 – 1165 م) : ومن مدينة تاجوة إلى مدينة نوابة ثماني عشرة مرحلة (لمرحلة 45 كم 45 ×18 = 810 كم) وإليها تنسب النوبة وبها عرفوا وهي مدينة صغيرة وأهلها مياسير ولباسهم الجلود المدبوغة وأزر الصوف ومنها إلى النيل أربعة أيام. أي أن إسم النوبة قد ينسب إلى هذه المدينة الصغيرة التي تبعد عن وادي النيل أربعة أيام التي هي إلى الجنوب من تاجوة في دار فور أو كردفان التي ذكرها الشريف الإدريسي في ذلك الوقت منتصف القرن السادس الهجري .
خريطة جنوب وادي النيل والنوبة القديمة والمسيحية عبر العصور المختلفة
ملخص تاريخ جنوب وادي النيل
القبائل التي سكنت منطقة جنوب وادي النيل في العصور القديمة:-
1- الإثيوبيين : – وهو إسم أطلقه المؤرخون اليونانيون على جميع الشعوب الحامية ذات البشرة السوداء التي سكنت جنوب وادي النيل وهذه الكلمة إثيوبيا كما جاءت في تاريخ هيرودوت: أرض السواد أو محرقو الوجوه، وكان الإغريق يطلقونها على البلاد الواقعة جنوب أسوان وحتى حدود أثيوبيا الحالية (الحبشة) ثم إختصت هضبة الحبشة فقط بهذا الإسم و اللفظ .
– و قد أطلق إسم كوش و مروي ونبتة على جنوب وادي النيل قديما ثم تسمت بعد ذلك بممالك نوباتيا وماقرة وعلوة وهي أسماء ممالك النوبة التي سميت هذه المناطق الجنوبية بالنوبة بإختلاف ممالكها ثم سميت بالسودان حاليا ، وكان في الأصل قديما يطلق لفظ السودان على مناطق دول وسط و جنوب غرب أفريقيا ثم إختص به السودان الحالية وتسمت هذه الدول بأسماء نيجيريا والنيجر بمعنى أرض السود بالإنجليزية بعد الإحتلال الأوروبي لها .
– وتشحيذ الاذهان بسيرة أهل العرب والسودان صفحة 132 . في حواشي الكتاب وكتب حواشيه د/خليل محمود عساكر و د/ مصطفى محمد مسعديطلق إسم السودان على جميع الأقاليم شبه الصحراوية من أفريقيا التي إنتشر فيها الإسلام وتمتد جنوب الصحراء الكبرى ومصر أي من محيط الأطلنطي في الغرب إلى الحدود الغربية للحبشة في الشرق و تساير حدودها الجنوبية بصفة خاصة خط عرض 10 شمالا و تنقسم هذه الأقاليم إلى ثلاث أقسام : (أولا) السودان الغربي ويشمل حوض نهر السنغال ونهر غمبيا والمجري الأعلى لنهر فولتا العليا والحوض الأوسط لنهر النيجر (ثانيا) السودان الأوسط ويشمل حوض تشاد (ثالثا) السودان الشرقي ويشمل الحوض الأعلى والأوسط لنهر النيل) .
2- قبائل البجة والحداربة:
.
والبجة قبائل حامية سكنت بين وادي النيل والبحر الأحمر وقد لحق بهم في أوائل القرن قبل الميلاد بعض القبائل اليمنية التي تسمى الحداربة:
يذكرد/عبد المجيد عابدين البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب الباب الرابع القبائل العربية في وادي النيل مرحلة الأحلاف في إقليم مصر وأثرها في السودان ص 49: طائفة من الحداربة،وهم حضارمة أصلا، والحضارمة يلحقون بنسب حمير بن سبأ، ولا يبعد أن يكون الحداربة عناصرشتى من أعقاب سبأ، كان منها قبيلة بلى، نزحوا إلى بلاد البجة قبل مجيء ربيعة بزمن طويل، يربو على ثلاثة قرون” .
يقول المسعودي مروج الذهب ج1 ص 175 . المسعودي (000 – 346 هـ = 000 – 957 م).: وأما البجة فإنها نزلت بين بحر القلزم ونيل مصر، وتشعبوا فرقا، وملكوا عليهم ملكا، وفي أرضهم معادن الذهب، وهو التبر، ومعادن الزمرّد، وتتصل سراياهم ومناسرهم على النُّجُبِ إلى بلاد النوبة، فيغيرون ويسبون، وقد كانت النوبة قبل ذلك أشد من البجة، إلى أن قوي الإسلام وظهر، وسكن جماعة من المسلمين معدن الذهب وبلاد العلاة وعلاقي و عيذاب، وسكن في تلك الديار خلق من العرب من ربيعه بن نزار بن معد بن عدنان، فاشتدت شوكتهم، وتزوجوا في البجة، فقويت البجه بمن صاهرها من ربيعه، وقويت ربيعه بالبجة على ما ناوأها وجاورها من قحطان وغيرهم من مضر بن نزار ممن سكن تلك الديار، وصاحب المعدن في وقتنا هذا – وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلثماثة – أبو مروان بشر بن إسحاق، وهو من ربيعه، يركب في ثلاثة آلاف من ربيعه وأحلافها من مضر واليمن وثلاثين ألف حراب على النُّجُب من البجة بالحجف البجاوية، وهم الحداربة، وهم المسلمون ممن بين سائر البجة وباقي البجة كفاريعبدون صنما لهم .
– وذكر المقريزي : وذكر البجة ويقال إنهم من البربر: اعلم أنّ أول بلد البجة من قرية تعرف بالخربة معدن الزمرّذ في صحراء قوص، وبين هذا الموضع، وبين قوص نحو من ثلاث مراحل…… ، وآخر بلاد البجة، أوّل بلاد الحبشة، وهم في بطن هذه الجزيرة أعني جزيرة مصر إلى سيف البحر الملح مما يلي جزائر سواكن، وباضع، ودهلك، وهم بادية يتبعون الكلأ، حيثما كان الرعي بأخبية من جلود وأنسابهم من جهة النساء، ولكل بطن منهم رئيس، وليس عليهم متملك ولا لهم دين، وهم يورثون، ابن البنت وابن الأخت دون ولد الصلب، ويقولون: إنّ ولادة ابن الأخت وابن البنت، أصح فإنه إن كان من زوجها، أو من غيره ،فهو ولدها على كل حال، وكان لهم قديما رئيس يرجع جميع رؤسائهم إلى حكمه يسكن قرية تعرف: بهجر، هي أقصى جزيرة البجة ، ثم كثر المسلمون في المعدن فخالطوهم وتزوّجوا فيهم، وأسلم كثير من الجنس المعروف بالحدارب إسلاما ضعيفا، وهم شوكة القوم، ووجوههم، وهم مما يلي مصر من أوّل حدّهم إلى العلاقي، وعيذاب المعبر منه إلى جدّة وما وراء ذلك، ومنهم جنس آخر يعرفون بالزنافج هم أكثر عددا من الحدارب غير أنهم تبع لهم وخفراؤهم يحمونهم ويحبونهم المواشي ولكل رئيس من الحدارب، قوم من الزنافج في حملته، فهم كالعبيد يتوارثونهم بعد أن كانت الزنافج قديما أظهر عليهم، ثم كثرت أذيتهم على المسلمين، وكانت البجة تعبد الأصنام، ثم أسلموا في إمارة عبد الله بن سعد بن أبي سرح،
3- قبائل البربر :-
وكانت قبائل من بربرفلسطين قد سكنت الواحات ثم إختفت من هذه المناطق ورحلت إلى غرب أفريقيا حيث صحراء موريتانيا (بمعنى الواحات الداخلة) قبل قيام مملكة نوباتيا على يد سِلْكو بقرون و هم الذين هربوا من فلسطين فرارا من داوود عليه السلام قبل الميلاد بألف سنة وسكنوا الواحات المصرية ثم توكوها إلى المغرب الأفريقي .
حيث يذكر المقريزي : وإنّ جالوت بن بالوت، لما قتله داود، سار إبنه جالوت بن جالوت إلى مصر، وبها ملوك مدين، فأنزله ملك مصر، بالجانب الغربيّ، فأقام بها مدّة ثم سار إلى بلاد الغرب
ويذكر الشريف الإدريسي عن جبل جالوت البربري :” أرض الواحات الخارجة بما إتصل بها في جنوبها من أرض التاجوين نازلا مع الجبل المسمى جبل جالوت البربري وإنما سمي به لأن جالوت هزم عسكره به ولجأ هو وجملة من خيله إلى هذا الجبل فسمي بذلك إلى الآن وفي الشرق من هذا الجبل جملة من بلاد مصر على ضفة النيل النازل إليها من أعلى بلاد النوبة” .
وقبائل بربر فلسطين هذه هي غير قبائل “النوباتاي أو النوباطيين”
4-قبائل النوبة:
تنسب إلى مدينة نوابة في كردفان ذكرها الشريف الإدريسي ” ومن مدينة تاجوة إلى مدينة نوابة ثماني عشرة مرحلة وإليها تنسب النوبة وبها عرفوا.
و نوابة التي هي جنوب دارفور بحوالي 810كم تقريبا في الصحراء الغربية عند
كردفان كما ذكرالإدريسي وقد تكون في واحات السودان مثل واحة سليمة وهم قبائل غير قبائل البربر الذين رحلوا إلى المغرب.
وقد تكون سكنت واحات السودان مثل واحة سليمة وكردفان بعد صراع تلك القبائل مع الكوشيين المرويين ثم عادت وسكنت وادي النيل بعد إنتصار سِلْكو وتكوين أول مملكة للنوبيين وهي مملكة نوباتيا على يد سِلْكو سنه 530م .
وقد أطلق المؤرخ البيزنطي” بروكوبيوس في القرن السادس الميلادي إسم “النوباتاي” على أنها مجموعة سكنت الواحات وهي بالمنطقة الغربية لوادي النيل حيث الواحات الداخلة ودرب الأربعين وأن الإمبراطور دقلديانوس (توفى 313م) أمر هذه القبائل بالإنتقال الى وادي النيل من الشلال الأول إلى الشلال الثالث وحماية حدود مصر الجنوبية من البليميين ومحاربة البليمي و ربط بينها وبين النوباتيين أتباع الملك سِلْكو .
ولكن الشاطر بصيلي إستبعد صحة كلام هذا المؤرخ بكون مملكة نوباتيا أصلهم وفدوا من الواحات ،
الممالك المختلفة في جنوب وادي النيل في زمن حكم الفرعنة لمصر
وقد غزا جنوب وادي النيل بعض ملوك فراعنة وأول من غزا جنوب وادي النيل هو بيبي الأول ثاني ملوك الأسرة السادسة والملك تحتمس الثالث وقد فر عدد من المصريين من ظلم الهكسوس وخاصة إلى منطقة أركو بدنقلة وساعدوا الكوشيين على تنظيم دولة لهم وعلموهم الحياة المدنية والعمران وتمكن الملك أحمس الأول من طرد الهكسوس بمعاونة ملك الكوشيين ، و قد إنصبغ الكوشيين بالصبغة المصرية في عهد رمسيس الثاني 1290 ق .م حيث بلغت حدود الدولة المصرية مدينة نبتة جنوب دنقلة الحالية عند الشلال الرابع وإستخدم جنودا كوشيين في حربه ضد الحيثيين وحيث كانت تسكن قبائل” الواوات والمازوي والأرتت واليام “وسميت فيما بعد بمملكة كوش .
أولا- مملكة كوش :- إمتدت من الشلال الرابع إلى الشلال السادس و بحلول العام 900 ق.م تفتت إلى ثلاث ممالك صغيرة كوشية حكمت في الماضي، الأولى بعاصمتها كرمة (2400-1500 ق.م.) ، ثم نبتة من (1000-300ق.م.)، وآخرها مروي (300 ق.م. ? 350 م ) .
وقد ضعفت شوكتها وإحتل الجزء الشمالي منها الملك الفرعوني مرن رع .
2- مملكة نبتة:- تأسست على يد الملك ” كاشتا ” ، و” نبتة ” بالقرب من الشلال الرابع و نشأت بين (747 ق م – 200 ق م)،
وكانت تجاور هذه المملكة في الجنوب مملكة مروي، وفي الشمال الإمبراطورية المصرية المتهالكة التي كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة نتيجة للتمزق والصراعات الداخلية وخلف كاشتا” على العرش إبنه “سابقون” ثم “سيبخون ” ثم قد تمكن الملك المعروف ب “بعانخي”، من توحيد قطري وادي النيل فعليا بعد أن إستنجد به المصريون لحماية طيبة في الجنوب من خطر الملك الشمالي ” تفنخت ” ، وتوالى على عرش نبتة بعد ” بعانخي” العديد من الملوك أهمهم إبنه “شبتاكا” الذي تصدى للزحف الآشوري عندما أرسل جيوشه بقيادة أخيه الأصغر ” تهارقا ” الذي وجد نفسه مضطرا للتخلي عن نشاطاته المدنية والتصدي للآشوريين عام 663 ق.م.
وقد خلف ” تهارقا ” إبن أخيه “تانوت أمون” الذي تمكن من إستعادة منف من الآشوريين وإستعاد وادي النيل ،وقد إنتهت مملكتهم إلى إحتلال الأجزاء الشمالية من مملكة كوش في عهد الملك المصري” بساماتيك الثاني” في آخر الدولة الفرعونية الحديثة وإنتفلت العاصمة إلى مدينة نبتة بين الشلال الخامس إلي الشلال السادس.
ثم في زمن الإحتلال الفارسي لمصر أرسل قمبيز جواسيس إلى ملك الإثيوبيين . بالهدايا ولكن ملك الإثيوبيين أدرك نواياهم فأرسل معهم قوسا وقال لهم: “قولوا له إن ملك إثيوبيا ينصح ملك الفرس بأنه حينما يستطيع الفرس أن يشدوا قوسا بهذه بسهولة فليأت بجيش أقوى لمحاربة الإثيوبيين الأصلاء”،وقد جاء قمبيز بجيش لغزو الإثيوبيين ولكن الجيش مات في الصحراء بالجوع والعطش.
3- مملكة مروي :-30 ق.م إلى 350 ب.م تأسست وتوسعت مملكة مروي على أنقاض مملكة نبتة في نفس المنطقة الجغرافية وأصبحت المنطقة بين الشلالين الأول والثاني منطقة محايدة بينها وبين مصرخلال العصر البطلمي .
تشير كثير من المصادر إلى أن مروي سقطت في عام 350 على يد عيزانا ملك إثيوبيا(هضبة الحبشة)……. وقد خلف الملك عيزانا نقشاً طويلاً حكى فيه غزوه للسودان (مملكة مروي جنوب وادي النيل) وبرر لذلك بعاملين رئيسيين هما:
1. إنه أراد معاقبة المرويين الذين تمردوا عليه وتعدوا على أهالي مانقورتو والحسا والباريا ولأنهم أخطأوا حينما ظنوا أنه لن يستطيع عبور نهر تكازا والوصول إليهم.
2. أنه جاء لوقف المذابح البشعة التي أحدثها السكان السود في السكان الحمر (البيض) ونقضهم العهود أكثر من مرة بوقف تلك التعديات بل زادوا إساءة معاملة رسله الذين بعثهم للتحري فيما كان يجرى من شغب وفوضى .
– والسكان البيض الذي أشار إليهم النقش هم الهجرات العربية اليمنية التي عبرت البحر الأحمر من اليمن إلى الحبشة وساحل البحر الأحمر ثم إلى شمال مملكة مروي بوادي النيل وواحات السودان حيث في ذلك التاريخ كان هناك تحالف ومزج بين الحبشة واليمن التي أصبحتا مملكة واحدة.
– ويقول د محمد ابراهيم بكر : والنص مكتوب بالإثيوبية القديمة التي يطلق عليها GE EZ ويوجد منه نسخة بالإغريقية ….. فالملك عيزانا ملك أكسوم يدعي سيطرته على سبأ وحِمْيَر في جنوب شبه الجزيرة العربية ثم ريدان ومنطقة سيامو جنوب أكسوم ومنطقة البجا وهي المنطقة التي تقع في الصحراء إلى الشمال الغربي من أكسوم بالإضافة إلى سيطرته على كاسو(كوش) – أي مملكة مروي – كما يسميها المؤرخين ، و من خلال وصف الملك عيزانا لحملته على جيرانه السودانيين النوبا وكوش في الغرب يتضح أن الصورة هناك قد تغيرت كثيرا فلم تعد منطقة الحضارة المروية القديمة وقفا على الشعب المروي (كوش) فحسب إنما ظهرعنصر بشري جديد في المنطقة يتمثل في القبائل النوبية . التي إستغلت ضعف المملكة المروية وبدأت تدريجيا في مناطق الحضارة المروية بعد أن رحلت عن مواطنها الأصلية في كردفان
– أما عن أصل مملكة أكسوم : ومملكة أكسوم الحبشية التي قامت في الجزء الشمالي للمرتفعات الإثيوبية نتيجة هجرة من جنوب شبه الجزيرة العربية تشمل السبئيين ربما في أواخر الألف الأخيرة قبل الميلاد قد أصبحت في بداية القرن الأول الميلادي مركزا تجاريا متقدما.
– وقد أرسل ملك مروي رسالة إلى الإمبراطور الروماني” تريوبوتياتوس جاليلوس” لطلب المساندة الرومانية ضد قبائل النوبة السود الذين كانوا يهددون مملكة مروي والذين تسببوا أخيرا في إسقاطها كما ساعدوا أيضا في إستقلال قبائل البليميين بعد أن إستغلوا فرصة ضعف الحكومة المركزية في مروي.
– وقد ورد في العهد الجديد (الإنجيل) : (ثم إن ملاك الرب كلم فيلُبُس قائلاً قم وأذهب إلى نحو الجنوب على الطريق المنحدر من أورشليم إلى غزة التي هي برية.فقام وذهب. وإذا رجل حبشي خصي وزيراً لكنداكة ملكة الحبشة ان على جميع خزائنها) (.
– ومن ذلك يتبن أن النوبة كيان يختلف عن الممالك الكوشية وأنهم عرقية أخري جاءت إلي المنطقة متأخرا قبيل سقوط مروي الكوشية وهي من أسباب سقوطها وأن قبائل البليمي كانت تحت حكم المرويين ثم أصبحت كيان منفصل بعد سقوط مروي .
جنوب وادي النيل زمن حكم البطالمة لمصر
(بين عام 234 ق.م زمن دخول الإسكندر الاكبر مصر :إلى عام 28 ق.م زمن استيلاء أوكتافيوس على مصر ) .
تذكر المصادر التاريخية خلو المنطقة من أسوان وحتى الشلال الثاني من السكان ولا سيما من الكوشيين أو حتى من النوبيين وفي أواخر العصر البطلمي حدث أن ملك مروي اركامون مد سلطانه إلي جزيرة فيلة حيث له نقوش هناك عليها إسمه وأيضا بالقرب من الدكة القديمة شيد مقصورة داخلية للمعبد ، بينما أضاف بطليموس الرابع الفناء الخارجي أما الصالة التي تسبق قدس الأقداس فقد شيدها بطليموس التاسع ، وهذا المزج الحضاري الفريد بين المرويين والبطالمة في هذه المنطقة المحايدة يعبر عن تسوية ودية بين الطرفين.
جنوب وادي النيل زمن حكم الرومان لمصر:
(بين عام 31 ق.م إستيلاء أوكتافيوس الإغريقي على مصر حتى عام 640 م عندما فتح عمرو بن العاص مصر)
– إهتم الرومان بالمنطقة بين الشلال الأول والثاني وأنشاوا معبد بالقرب من كلابشة القديمة ، وفي سنة 25ق.م قام المرويين في عهد الملكة ” كنداكة” أوهي المحاربة امانيريناس ملكة إثيوبيا بثورة كبيرة ضد الرومان وتغلبوا على الحامية الرومانية وإستولوا على جزيرتي أنس الوجود وألفنتين (سماها العرب أسوان بعد ذلك) ، فخرج الحاكم الروماني” بترونيوس “على رأس جيش كبير وإلتقى الجيش المروي قرب الدكة وكانت الغلبة للرومان الذين تقدموا جنوباً وحاصروا فلول الجيش المروي في قلعة أبريم وإستولوا عليها ، ثم واصلوا زحفهم صوب عاصمة مروي نباتا وتمكن “بترونيوس” من تدميرها ونهب ما فيها من كنوز ، إلا إن كل ذلك لم يضعف مقاومة المرويين الذين جمعوا قواتهم وتقابلوا مع الجيش الروماني عند أبريم فقبل المرويين الصلح مع الرومان والذي تم بموجبه إعفائهم من دفع الجزية للرومان ، ثم مرت منطقة جنوب أسوان الي آخر وادي النيل بفترة غامضة لا يعرف عنها الكثير ووفود مجموعات بشرية جديدة مجهولة الجنس كما عرفت بإسم حضارة بلانة (الحضارة”س”X) لوجود أثار حضارة بها ولم تسمى بهذا الإسم في عصرها ، أو قد أحضر الرومان عدد من القبائل الرومانية في هذه المنطقة بين الشلال الأول الثالث وهي قبائل البليمي والنوباديين كمحاربين لحراسة حدود مصر الجنوبية وسموا بالمريس(أي المحاربين بالرومانية) وهم عرقيتين مختلفتين وهي المجموعات مجهولة الجنس التي تحدث عنها العلماء والتي إستوطنت المنطقة.
مملكة البليمي الروميين:
وقد سكنوا جنوب أسوان شرق وادي النيل إلى حدود مروي خلال العصر الروماني والبليمي سكنوا مع البجة وهم غير قبائل البجا في شرق السودان والبحر الأحمر حيث رأي يقول أن البليمي تنسب إلى قبائل” بلي” التي كانت تسكن اليمن ثم إنتقلت إلى الشام ثم هاجر كثير منهم إلى الصعيد مابين سوهاج وقامولة غرب النيل وبين فاو وعيذاب في الشرق ولكن زمن وفود البليميين أسبق بمئات السنين على وفود هذه القبيلة إلى الصعيد.
حيث يذكر المقريزي : وكانت بلى بالشام فنادى رجل من بلى بالشام يا آل قضاعة، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب رضي لله عنه فكتب إلى عامل الشام أن يسير ثلث قضاعة إلى مصر فنظروا فإذا بلى ثلث قضاعة فسيروا إلى مصر. وكانت بلى متفرقة بأرض مصر ثم إتفقت هي وجهينة فصار لبلى من جسر سوهاي غربا إلى
قريب غرب قمولة وصار لها من الشرق من عقبة قاو الخراب إلى عيذاب. وكان ببلاد مصر هذه من بطون بلى …
والصحيح أن البليمي من الروم كما يذكر الشريف الإدريسي :” وربما أغار على أطرافها خيل السودان المسمين بالبليين ويزعمون أنهم روم وأنهم على دين النصرانية من أيام القبط وقبل ظهور الإسلام .
وفي نفس الصفحة ذكر عن عيذاب والبجة :ويسكنها قوم يعرفون ببني بولس ، ويقال إنهم من البجاة، ويقول آخرون أنهم من العرب وأنهم فزارة ، قوم نفاهم أبو بكر الصديق(
جنوب وادي النيل بعد المسيحية (545 م – 1400 م)
بدأت علاقة النوبة بالمسيحية عندما أرسلت الإمبراطورة الرومانية “ثيودورا “(على المذهب الملكاني مذهب الملك وهو المذهب الكاثوليكي الآن) بعثة تبشير مسيحية من القسطنطينية عام 543 م بقيادة” جوليان ” لنشر المسيحية بهذه المنطقة الجنوبية وساعده الأسقف ثيودور أسقف فيلة وألفنتين (سميت أسوان بعد ذلك). وفي عصر الإمبراطورجوستنيان إعتنقت المنطقة بأكملها بكل شعوبها المسيحية (علي المذهب الملكاني الكاثوليكي وليس المذهب الأرثوذكسي اليعقوبي) ليبدأ العصر المسيحي وبعد الفتح الإسلامي والقضاء على الرومان في مصر وحرية المذهب اليعقوبي في الدعوة إنتشر المذهب المصري اليعقوبي (الإرثوذكسي) في النوبة بعد ذلك.
المذهب المسيحي في النوبة بعد الفتح الإسلامي لمصر:
يذكر إبن الفَقيه: والنوبة يعقوبيّة وللصقالبة صلبان- الحمد الله على الإسلام- وكذلك أهل علوا وتكريت والقبط والشام كلّها نصارى يعقوبيّ وملكي، نسطوريّ، ونيقلائيّ، وركوسيّ، ومرقيونيّ، وصابئ، ومنانيّ- الحمد لله على الإسلام ، والنوبة أصحاب ختان لا تطأ في الحيض، ولا تغتسل من الجنابة، وهم نصارى يعقوبيّة، يهذون الإنجيل، والروم ملكانيّة يقرءون الإنجيل بالجرمقانيّة)، وأهل بجة عبّاد أوثان، يحكمون بحكم التورية ودمقلة مدينة النوبة وبها منزل الملك وهي على ساحل البحر، ولها سبع حيطان وأسفلها بالحجارة، وطول بلادهم مع النيل ثمانون ليلة)
ويبدوا أن البجة قد إتخذت التوراة للحكم من الحداربة اليمنيين الذين نزلوا قديما أرض البجة والحبشة ووادي النيل كما ذكرت.
وتوجد صورة لملك نوبي وجدت بكنيسة قديمة بفرس شمال وادي حلفا إسمه إيبارش (ميزاريك) صاحب قلعة الجبل وملامحه عربية والتاج أعلاه هلال ومن الأمام نجمة صهيون(
وقد قامت في هذا العصر ثلاث ممالك مسيحية في منطقة النوبة وهو البداية الحقيقية للنوبة ككيان سياسي كمملكة مستقلة تكونت من القبائل اليمنية التي سكنت وادي النيل مع الكوشيين القدماء بالمصاهرة والصراع أحيانا كثيرة والتغلب عليها وعلى قبائل البليمي الذين ثاروا على الرومان بسبب رفض البليميين في البداية لترك الوثنية وإعتناق الدين المسيحي الذي إعتنقته الإمبراطورية الرومانية.
1- مملكة نوباتيا:
أسسها الملك ” سِلْكو ( silko ). وهي (سِلْها ? كو )، و “كو” بمعني الملك فيكون معنى الإسم (الملك سِلْها) ما بين الشلالين الأول والثالث على أنقاض مملكة البليمي كانت عاصمتها عند كلابشة(للملك سِلْكو نقوش بالقرب من كلابشة القديمة يعود إلى 530 م ثم تحولت العاصمة إلى فرس(جنوب أدندان القديمة) ثم نزح إليها بني الكنز بعد ذلك وإستولوا عليها.
وقد قامت هذه المملكة بعد حروب بين البليمي والنوباديين كما يشير نقش الملك سِلْكو بعد أن هزمهم بعد ثورتهم على الرومان لآخر مرة عام 540 م الذي سجل سِلْكو أخبار إنتصاراته باللغة الإغريقة على جدران معبد الإمبراطور أوغسطس عند كلابشة جنوب أسوان .
نص النقش : أنا سِلْكو ملك النوباتيين وكل الإثيوبيين ذهبت إلى تلميس وطافية وحاربت البليميين مرتين وأعطاني الإله قوس النصر وبعد الثلاث مرات إنتصرت مرة أخرى عليهم وإحتللتها وثبت نفسي هناك مع جيوشي
والنوباطيين أو النوباديين عبارة عن فرع من الشعوب النوبية أخذت في الاستيطان التدريجي في وادي النيل في منطقة الحضارة المروية منتهزة فرصة ضعف مملكة مروي حتي إذا إحتضرت أجهزت عليها القبائل النوبية وكونت على أنقاضها ثلاث ممالك وثنية ففي الشمال نوباتيا وعاصمتها فرص وفي الوسط ماقرة وعاصمتها دنقلة العجوز وسمي سكان المملكتين بالنوبة الحمر ، ثم علوة في الجنوب وعاصمتها سوبا وسمي سكانها بالنوبة السود.
2- مملكة الماقرة :
ومنها قبائل الواوات والواوات تعنى التجديف المستمر أو الحركة المستمرة وكانوا في مناطق: سمنه والشب وواحة سليمة وادي حلفا وصاي ودنقلة وهى مناطق الشلالات الثالث والرابع إلى ما بعد الشلال الخامس وتبدأ من الشلال الثالث إلي”الأبواب” التي تقع بالقرب من كبوشية “شندي” ، وهذه المملكة عاصمتها “دنقلة العجوز” وقد إتفقت هذه المملكة مع عبد الله بن ابي السرح الذي غزا النوبة وضرب دنقلة بالمنجنيق وأخضع ملكها على دفع الجزية (سميت بمعاهدة البقط) ، وقد هاجر إليها بني الكنز الفارين من صلاح الدين الأيوبي وفي عهد الظاهر بيبرس تم إرسال حملة للقضاء على مملكة المقرة بعد تهديد أحد ملوكها لحدود مصر الجنوبية بتواطؤه مع الصليبيين.
يقول المقريزي:”النوبة والمقرة جنسان بلسانين كلاهما على النيل فالنوبة هم المريس المجاورون لأرض الإسلام وبين أوّل بلدهم وبين أسوان خمسة أميال ويقال أن ” سِلْها ” جد النوبة و” مَقُرَّي ” جد المَاقُرَّة من اليمن وقيل النوبة ومَقُرَّي من حِمْيَر وأكثر أهل الأنساب على أنهم جميعاً من ولد حام بن نوح وكان بين النوبة والمقرة حروب قبل النصرانية. وأوّل أرض المقرة قرية تعرف بـ تافةعلى مرحلة من أسوان ومدينة ملكهم يقال لها نجراش على أقل من عشر مراحل من أسوان ويقال أن موسى صلوات الله عليه غزاهم قبل مبعثه في أيام فرعون فأخرب تافة وكانوا صابئة يعبدون الكواكب وينصبون التماثيل ثم تنصروا جميعاً النوبة والمَقُرَّة ومدينة دنقلة هي دار مملكتهم وأوّل بلاد علوة قرى في الشرق على شاطئ النيل تعرف بالأبواب،ولهذه الناحية وال من قبل صاحب علوة يعرف بالرحراح والنيل يتشعب من هذه الناحية على سبعة أنهار
– والإختلاف بين النسابين في أصل ” سِلْها ومَقُرَّي ” جدا النوبة والماقرة جاء من الهجرات اليمنية الحميرية قبل دخول الإسلام إلى مصر والتي أدت إلى تعريب النوبة الشمالية مبكرا حتى قبل الإسلام بقرون طويلة حيث أن أصل الكوشيين حامي وخاصة بقاياهم الذين سموا بالنوبا السود وهي مملكة العلوة وكذلك ما بعدها جنوبا من شعوب أفريقية أما النوبة الشمالية ” النوبة المريس والمَقُرَّة ” فتم تعريبها عرقا قديما في عصور مبكرة وقد تكاثر وإكتسب العرب الحميريون لهجة النوبة الشمالية بالمصاهرة تدريجيا عبر قرون طويلة وصراع مع الكوشيين المرويين.
ويتحدث المسعودي عن:”مساكن النوبة : وأما النوبة فإفترقت فرقتين: فرقة في شرق النيل وغربية ،وأناخت على شطيه،فإتصلت ديارها بديارالقبط من أرض مصروالصعيد من بلاد أسوان وغيرها،وإتسعت مساكن النوبة على شاطئ النيل مصعدة،ولحقوا بقريب من أعاليه،وبنوا دارمملكة،وهي مدينة عظيمة تدعى دنقلة،والفريق الآخرمن النوبة يقال لهم علوة،وبنوا مدينة عظيمة وسموها سوبة. قال المسعودي: ………،وكنت بفسطاط مصرفأخبرت أن الملك في مدينة دنقلة للنوبة كابل بن سرور،وهوملكا بن ملكا بن ملك فصاعدا وملكه يحتوي على ماقرة وعلوة،والبلد المتصل بمملكته بأرض أسوان يعرف بمريس،وإليه تضاف الريح المريسية،وعمل هذا الملك متصل بأعمال مصرمن أرض الصعيد ومدينة أسوان
وهنا فرق المسعودي في ذلك التاريخ بين المريس النوبة وإعتبرها غير النوبة وقال أن النوبة فرقتين الماقرة والعلوة وإنضما في ذلك التاريخ تحت ملك واحد.
ويذكر الشريف الإدريسي :عن النوبة وأعراق أهلها : “وفي نسائهم جمال فائق وهن مختتنات ولهن أعراق طيبة ليست من أعراق السودان في شيء وجميع بلاد أرض النوبة في نسائهم الجمال وكمال المحاسن وشفاههم رقاق وأفواههم صغار ومباسمهم بيض وشعورهم سبطة وليس في جميع أرض السودان من المقازرة ولا من الغانيين ولا من الكانميين ولا من البجاة ولا من الحبشة والزنج قبيل شعور نسائهم سبطة مرسلة إلا من كان منهن من نساء النوبة “.
وهذا يدل ان في ذلك التاريخ- بداية الفتح الإسلامي لمصر على أن العرق النوبي الشمالي النوبة والمقرة بهذه المواصفات عرقية وجنس غير حامي بل ذو عرق عربي(يمني) نوبي وسببه كما ذكر في نص إن سليم الأسواني أن جد النوبة سِلْها (سِلْكو) وجد المقرة مقري من حمير من اليمن وأن الهجرات اليمنية كما ذكرت بالنصوص التاريخية قد نزلت أرض النوبة قديما قبل الإسلام وسموا بالنوبة الحمر (البيض) كما وصفوا في ذلك الوقت لإحتفاظهم بملامحهم العربية لقرب عهدهم بمصاهرة الكوشيين وكانوا في ذلك الوقت مازلوا محتفظين ببعض من ملامحهم العربية الغير أفريقية .
3- مملكة علوة :
وقامت في النوبة العليا بالقرب من الشلال السادس إلي جنوب السودان حاليا يطلق عليها نوباء تميزا لها عن النوبة الشمالية وكانت عاصمتها سوبا بالقرب من الخرطوم الحالية وسقطت في عام 1504/910هـ على يد الفونج .
– فإن النوبيين القدماء(النوبة والمَقَُرة) هم منطقة النوبة الشمالية وهم العرب اليمنيين من تصاهروا مع ملوك النوبة الكوشية وهم غير النوباويين وهم آخر ممالك النوبة وهي العلوة بقايا الكوشيين وهم من قضى على معظمهم الفونج ولم يحدث تداخل من العرب المسلمين معهم بالمصاهرة مثل النوبة الشمالية .
كما يذكر بوركهارت:- “ويطلق لفظ نوبا على جميع السود القادمين من بلاد العبيد جنوبي سنار… فلونهم أفتح من لون الزنج وهو ضارب إلى حمرة النحاس ولكنه أدكن من لون العرب الأحرار من أهل سنار وشندي ” .
ويتحدث نعوم شقير في أوائل القرن العشرين عن النوباويين في السودان في تاريخ النوبا العليا:” وقد إنقرض النوبا من تلك البلاد وإنقرضت لغتهم ولم يبق منهم إلا نفر قليل في نواحي شندي وجريف ودقمر بقرب سوبه فإعتنقوا الإسلام وإتخذوا لغة العرب لغة لهم ولم يزالو مميزين عن العرب في الملامح والأخلاق تمييزا لا يراه إلا الوطني. وهم على إسلامهم محتقرون وإسم نوباوي من ألفاظ الشتم عندهم والعرب تأنف من مصاهرتهم إلا أنهم قد يتزوجون من الجميلات من نسائهم ويزوجون كبارهم غير الجميلة من نساء العرب
ممالك ظهرت علي فلول بعض القبائل الكوشية والنوبية الفارة من الحروب والصراعات في وادي النيل ومنها
1- مملكة الداجو :
في دارفور وكانت عاصمتها جبل مرة ثم أم كردوس ثم كلوا.
ويرى آركل أنها إمتداد لمملكة مروي التي إنهارت نحو عام350 م ففر ملوك الداجو غرباً إلى كردفان ولحق بهم أيضا قبائل أفريقية مثل المسليت (المساليط) والزغاوى وهم من قبائل الصحراء الليبية وحكم عدد كبير من ملوك الداجو المنطقة حتى أنهارت المملكة وهم جاءوا من مروي ، أي من بقايا فلول المملكة الكوشية بعد سقوطها على يد عيزانا ملك مملكة أكسوم الحبشية فهرب ملوك مروي إلى جنوب غرب نهر النيل وأنشأوا مملكة في دارفور و وقد هاجر الداجو أيضا من دارفور إلى جبال النوبة وللنوبيين في جبال النوبة ستة عشر لهجة وهم أول من إستقروا في منطقة “إبيي” وهي المنطقة المتنازع عليها الآن بين السودان والجنوب المنفصل وذلك قبل أن يسكنها قبائل المسيرية العربية و الدينكا نوق الإفريقية التي هي قبائل إفريقية من أكبر قبائل كينيا ، وقد تصاهروا مع قبيلتي السقوري و قبيلة اللقوري ، ثم لحقهم إلى دارفور في القرن التاسع الهجري/ السادس عشر ميلادي عدد كبير من القبائل النوبية كالبرتي ،و البرقد، .والبيقو. التنجار، والميدوب .
أما الفور فهم قبائل إمتداد لشعب الداجو وحدث تصاهر بينهم وبين العرب فظهرت طبقة الكنجارة وأسرة الكيرا في دارفور .
ويذكر الشريف الإدريسي توفى 560هـ : ومن مدينة مانان إلى مدينة تاجوة ثلاث عشرة مرحلة وهي قاعدة بلاد التاجوين وهم مجوس لا يعتقدون شيئا وأرضهم متصلة بأرض النوبة ومن بلادهم سمنة ومدينة سمنة هذه مدينة صغيرة وحكى بعض المسافرين إلى مدائن كوار أن صاحب بلاق (توجه إلى سمنة وهو أمير من قبل ملك النوبة فحرقها وهدمها وبدد شملهم على الآفاق وهي الآن خراب ومن مدينة تاجوة إليها ست مراحل ومن مدينة تاجوة إلى مدينة نوابة ثماني عشرة مرحلة وإليها تنسب النوبة وبها عرفوا وهي مدينة صغيرة وأهلها مياسير ولباسهم الجلود المدبوغة وأزر الصوف ومنها إلى النيل أربعة أيام وشرب أهلها من الآبار(
2- مملكة الفور: وهم السكان الأصليين لدارفور الذين أعقبوا حكم الداجو في المنطقة وسميت دار فور.
3- مملكة التنجور (التنجار) : في دارفور بعد أن إنهارت مملكة الداجو والفور قامت مملكة التنجور وأصلهم من السلو أصل منطقة المريس
جنوب أسوان وبعضهم من بني هلال الذين إستوطنوا مع بني الكنز ثم رحلوا عن المنطقة فترة القرن التاسع الهجري
4- مملكة الكيرا وقد إنتزعت أسرة الكيرا (الخير) حكم دارفور من التنجار(صورة الأرض ص 129 . إبن حوقل (000 – بعد) ، وهم خليط من العرب مع الفور سموا بطبقة الكنجارة (التنجارة) ومنهم الملك دالي و الملك كورو والملك سليمان سلونجي بن كورو و السلطان على دينار الذي قضى على مملكته الإحتلال الإنجيزي للسودان
خريطة مصر لإبن حوقل
علاقة الداجو بالنوبة وبني هلال : يذكر الشريف الإدريسي” أرض الواحات الخارجة بما إتصل بها في جنوبها من أرض التاجوين (الداجو) وأكثر بلاد الجفار والبحرين راجعا في أرض سنترية التي عرضنا بذكرها قبل هذا وذاهبا في مساكن بني هلال نازلا مع الجبل المسمى جبل جالوت البربري وإنما سمي به لأن جالوت هزم عسكره به ولجأ هو وجملة من خيله إلى هذا الجبل فسمي بذلك إلى الآن وفي الشرق من هذا الجبل جملة من بلاد مصر على ضفة النيل النازل إليها من أعلى بلاد النوبة”.
مما يدل على سكنى بني هلال شمال دارفور غرب وادي النيل من أسوان إلي دنقلة في جهة الصحراء الغربية وقد تصاهروا مع الداجو والفور وأصبح منهم ملوك على الفور والداجو فيما بعد.
وقال البكري:”في ذكر ممالك السودان:” صار ولد كوش بن كنعان نحو المغرب حتّى قطعوا نيل مصر، ثمّ افترقوا فصارت منهم طائفة إلى المشرق وطائفة إلى المغرب، فمن المشرق النوبة والبجاة والزّنج والحبشة، فمن المغرب الزّغاوة والمفاقوا ومركة وكوكو وغانة وغيرهم من أنواع الأحابيش والزنج، أصناف منهم مكير وبربر، وهم غير البربر الّذين في بلاد المغرب والمشكر وغيرهم”.
ذكر ياقوت الحموي: “وبلاد النوبة ست مراحل وبها قبائل من البربر من لواتة وغيرهم”.
أي أن قبائل من البربر قد سكنت النوبة في ذلك العصر أو هم نوع من البربر غير بربر المغرب كما ذكر البكري.
تاريخ العرب المسلمين في منطقة أسوان والنوبة والسودان
– بدأت الهجرات العربية الإسلامية إلى منطقة أسوان والنوبة سنة 240 هجرية (855 م) تقريبا في زمن الخليفة العباسي “المتوكل على الله” وهي قبائل من ربيعة وغيرها وهي قبيلة كانت تسكن تهامة بالجزيرة العربية ثم بدأت تتوافد علي أسوان هربا من الأحوال السيئة في الجزيرة العربية أو بغرض التجارة و بحثا عن الذهب والزمرد بوادي العلاقي والوديان الشرقية لأسوان ووادي الحمامات بقنا.
وقد سكن أسوان عدد كبير من القبائل العربية وأقاموا بها الثغور لصد هجمات النوبة والبجة من الجنوب وخاصة من قبائل جهينة وبلي وربيعة وقد ثار عليهم البجا وطردوهم من العلاقي عام 242هـ فأرسل الخليفة العباسي المتوكل حملة وجمع معها هؤلاء العرب بقيادة محمد بن عبد الله القمي إنتهت لصالح القمي وتم الصلح وعودة قبيلة ربيعة للعمل بإستخراج الذهب وحدث تصاهر بين ربيعة والبجة وبين الحداربة أيضا ذوي الأصل اليمني والأم البجاوية .
ويذكر المقريزي عن سبب تسمية أسوان : ( أسوان من قولهم: أسى الرجل، يأسى ، أسى: إذا حزن، ورجل أسيان وأسوان: أي حزين ،وأسوان في آخر بلاد الصعيد، وهي ثغر من ثغور الإقليم يفصل بين النوبة وأرض مصر )
و يذكر ناصر خسرو: “وتسمى هذه الولاية أسوان بالصعيد الأعلى
– يذكرالمسعودي:” ومدينة أسوان يسكنها كثير من العرب من قحطان ونزاربن معد من ربيعه ومضر وخلق من قريش، وأكثرهم ناقلة من الحجاز وغيره
-ويذكر الشريف الإدريسي: “وأسوان هذه من ثغور النوبة إلا أنهم في أكثر الأوقات متهادنون وكذلك مراكب مصر لا تصعد في النيل إلا إلى مدينة أسوان
فقط وهي آخر الصعيد الأعلى وهي مدينة صغيرة عامرة… وليس يتصل بمدينة أسوان من جهة الشرق بلد للإسلام إلا جبل العلاقي
ويذكر أن العرب الساكنين في أسوان قد إشتروا من النوبيين أراضيهم في داخل النوبة فغضب ملك النوبة ورفع دعوى إلى حاكم وقاضي أسوان وقال أنهم عبيد له لا يحق لهم بيع أراضيهم فرفض بعض النوبيين ذلك ورضي آخرون فمن رفض عبوديته لملك النوبة سكن المريس والآخرون سكنوا جنوبا خارج المريس .
يقول المسعودي : ” فلما جمع الحاكم بينهم وبين صاحب الملك أتوا بهذا الكلام للحاكم أو نحوه مما وقفوا عليه من هذا المعنى، فمضى البيع لعدم إِقرارهم بالرق لملكهم إلى هذا الوقت، وتوارث الناس تلك الضياع بأرض النوبة من بلاد مريس وصار النوبة أهل مملكة هذا الملك نوعين: نوع ممن وصفنا أحرار غير عبيد، والنوع الأخر من أهل مملكته عبيد، وهم من سكن النوبة في غير هذه البلاد المجاورة لأسوان، وهي بلاد مريس”
.
ويتحدث المقريزي: “عن ربيعة: “وكان بصعيد مصر أولاد الكنز أصلهم من ربيعة…. وكانت البجة تشن الغارات على القرى الشرقية في كل وقت حتى أخربوها، فقامت ربيعة في منعهم من ذلك حتى كفوهم، ثم تزوجوا منهم وإستولوا على معدن الذهب
– ” وفي عهد الدولة الطولونية وفي منتصف القرن الثالث الهجري وأخذت قبيلة ربيعة وأحلافها بقيادة أبي عبدالرحمن العمري على عاتقها التصدي لخطر النوبة إذ قام النوبيون بهجوم سنة 259هـ على قرى الصعيد الأعلى وقتلوا عددا كبيرا من أهالي الصعيد فتحركت قبيلة ربيعة وأحلافها تحت إمرة العمري وقاتلوا النوبة وأبعدوا خطرهم عن الصعيد وطاردوهم داخل بلادهم ومزقوا قوتهم وسبوا من نسائهم “.
ولم تجترأ النوبة على مهاجمة مصر وصعيدها إلا بعد قرون طويلة بعد أن ضعفت قبيلة ربيعة التي تعرضت لعدة ضربات من حكام مصر نتيجة تمردها على الدولة الفاطمية ثم الدولة الأيوبية .
– يقول ابن خلدون في تاريخه: “ثم تحيز بنو سليم والكثير من ربيعة بن عامر إلى القرامطة عند ظهورهم وصاروا جندا بالبحرين وعمان ولما تغلب شيعة إبن عبيد الله المهدي على مصر والشام، وكان القرامطة قد تغلبوا على أمصار الشام فإنتزعها العزيز منهم وغلبهم عليها وردهم على أعقابهم إلى قرارهم بالبحرين، ونقل أشياع
هم من العرب من بني هلال وسليم، فأنزلهم بالصعيد وفي العدوة الشرقية من نهر النيل، فأقاموا هناك وكان لهم اضرار بالبلاد .
ثم إنتقل كثيرمنهم إلى غرب النيل بالصحراء الغربية وجنوب الواحات .
كما يذكر بن حوقل : وبالواحات من بنى هلال عدّة ويقول: ثمّ من أسفل النيل في يمين الصورة ناحية الواحات وتحت ذلك مساكن بنى هلال” .
يذكر المقريزي : “ففي بلاد أسوان وما تحتها بنو هلال…وكانوا أهل بلاد الصعيد كلها إلى عيذاب”.
– وقد لحق بني هلال بأبناء عمومتهم من بني ربيعة في الصعيد والنوبة ، في زمن العزيز بالله الفاطمي بعد أسر الفاطميين العبيديين للقبائل الموالية للقرامطة وهم من عشيرة داوود القيسية فرع من فروع القبيلة الكبيرة بني عامر بن صعصعة فرع من هوازن في نجد بالجزيرة العربية وكانت معها قبائل موالية لها مثل بني هلال و ربيعه ونمير و سواءة والأثبج وزغبة وجشم ورياح وعدي وذلك بصفتهم أسرى حرب بما سمي في كتب “السيرة الهلالية” لديهم بالتغريبة الهلالية ، فقد قام القرامطة بقتل الحجاج و نزع الحجر الأسود سنة 363 هـ ونقلوه الي البحرين وردموا بئر زمزم بجثث قتلى الحجاج وعطلوا الحج نظرا لخلو الكعبة من الحجر الأسود بعد أن نزعوه وأعيد بعد إثنين وعشرين عاما ، مما أدى الي قيام الفاطميين بتغريب أشياعهم من الشام بعد أن تغلبوا عليهم بها ونقلوهم إلي الصعيد الأعلى والواحات ثم إلى النوبة .
ذكر جلال الدين السيوطي: “وفي سنة ثلاثمائة وثلاث وستين 363هـ ،” خرج بنو هلال وطائفة من العرب على الحجاج، فقتلوا منهم خلقاً كثيراً، وعطلوا على من بقي منهم الحج في هذا العام، ولم يحصل لأحد حج في هذه السنة سوى أهل درب العراق وحدهم”.
وسيكون لهم أثر في الصعيد والنوبة والسودان وفي الصراع مع بني الجعد الأنصار و النوبيين وإجلائهم منها سنة 767 هـ و 780 هـ .
إمارة بني الكنز الأولى
إختار بنو الكنز أميرا لهم هو” أبو المكارم هبه الله “زمن” الحاكم بأمر الله ” الخليفة الفاطمي الذي ساعده في القبض على الثائر الأموي” أبو ركوة.
يذكر المقريزي : وإلى مسروق هذا ينسب كنز الدولة حامي أسوان وأنشأ مكانه المعروف بساقية شعبان ولم يزل رئيسا على ربيعة حتى مات. فقام برياستهم بعده ولده أبو المكارم هبة الله بن الشيخ أبى عبد الله محمد بن علي ويعرف بالأهوج المطاع، وهو الذي ظفر بأبي ركوة الخارج على الحاكم بأمر الله وقبض عليه فأكرمه الحاكم إكراما عظيما ولقبه كنز الدولة وهو أول من لقب بذلك منهم. ولم تزل الإمارة فيهم وكلهم يعرفون بكنز الدولة، حتى كان آخرهم كنز الدولة فقتله الملك العادل أبو بكر بن أيوب في سابع صفر سنة 570سبعين وخمسمائة عندما
خالف على السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب وجمع لحربه وقتل أخاه أبا الهيجاء السمين .
وحيث كانت اليمامة هي موطن ربيعة حيث يذكر ابن حوقل : ” كانت اليمامة قراراً لربيعة ومضر” صورة الارض ص 31
ويصف ناصر خسرو الذي مر على اليمامة منتصف القرن الخامس الهجري ( حوالي سنة445هـ) :” بلغنا اليمامة بعد مسيرة أربعة أيام بلياليها وباليمامة حصن كبير قديم والمدينة والسوق حيث صناع من كل نوع يقعان خارج الحصن وبها مسجد جميل وأمراؤها علويون منذ القديم ولم ينتزع أحد هذه الولاية منهم إذ ليس بجوارهم سلطان أو ملك قاهر وهؤلاء العلويون ذوو شوكة فلديهم ثلاثمائة أو أربعمائة فارس”أ.هـ سفر نامة ص 40 ومن هؤلاء العلويون من كانوا أمراء ربيعة أيضا في بلاد المريس والعلاقي وأسوان .
حيث كان الكنز أميرهم شريفا قرشيا حين كانت القبائل تسير بمبدأ الحديث