مصريون يبيعون أحجارا للسياح على أنها قطع من الأهرامات

قد يكون من قبيل الهزل، أن يتم الحديث عن بيع قطع من الأهرامات المصرية، لكن الحقيقة تجزم أن ثلاثة من الشباب المصريين أقدموا على بيع قطع من الهرم الأصغر “منقرع” إلى عدد من السياح، مقابل 300 دولار.
العرب أحمد حافظ
القاهرة – اعتقلت قوات الشرطة المصرية متهمين ثلاثة السبت، اعترفوا ببيعهم قطعا من الهرم الأصغر “منقرع” إلى عدد من السياح، مقابل 300 دولار، وكانوا عازمين على الاستمرار بالتجارة في أحجار الأهرامات.
كان مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا مقطع فيديو لعمليات بيع قطع حجريّة في منطقة الأهرامات لسيّاح ومصريين، ما أثار موجة غضب وسط اتهامات تفيد بتواطؤ رجال الأمن في تلك المنطقة مع تجار آثار.
زاد الغضب عندما تابع رواد مواقع التواصل ظهور المتهمين في الفيديو المتداول، وهم يستعرضون طريقة سرقة حجارة الأهرامات.
قال علي الأصفر مدير عام آثار الهرم لـ”العرب” إن الحجارة المتناثرة حول الأهرامات الثلاثة، وتحديدا هرم “منقرع” كثيرة، بالتالي فإن الحصول عليها ليس أمرا صعبا، لكن الكارثة أن بعض الخارجين على القانون أقدموا على بيع هذه الحجارة على أنها أثرية.
وأضاف أن منطقة الأهرامات بطبعها مليئة بالحجارة، وهناك من يعتقد بالخطأ أنها أثرية، غير أنها بالأساس لا تمثل قيمة حقيقية. واعتبر الأصفر الحديث عن بيع قطع حجارة من الأهرامات ?إهانة بالغة لسمعة الآثار المصرية?، بل إنه يدخل في دائرة النصب على السياح.
ويجرّم قانون الآثار خروج القطع الحجرية، أو حتى ناتج تكسير الأحجار من المنطقة الأثرية، أو حرمها والأبنية المحيطة بها، وأراضي المنافع العامة التابعة للآثار، والأراضي المرافقة لها، كما نصت عليه المادة 8 من القانون المتصلة بحظر تداول الآثار المنقولة من تماثيل أو غيرها.
واعترف المتهمون أنهم قاموا ببيع قطع من حجارة، في غفلة من أعين رجال الأمن القائمين على حراسة منطقة الأهرامات.
وقال مدير آثار الهرم “على جهاز الشرطة توعية رجال الأمن بالمنطقة، للحيلولة دون تكرار الواقعة، خاصة أن الأمر إذا تحوّل إلى ثقافة للتجارة في الحجارة المتناثرة بجوار الأهرامات، قد ينذر في ما بعد بإمكانية تحطيم الأهرامات ذاتها”.
وأعلنت وزارة الآثار المصرية تكثيف إجراءاتها للحيلولة دون وجود شخصيات مشتبه فيها حول الأهرامات، رافضة التهويل من واقعة بيع الحجارة، لكونها غير أثرية.
وقال صفوت مصطفى أستاذ التاريخ والآثار بجامعة القاهرة، لـ”العرب” إن “حجارة الأهرامات كتل كبيرة يصعب تحطيمها بسهولة، وما يباع في منطقة الأهرامات قطع حجرية متناثرة تأتي في إطار النصب على السياح”.
وأضاف أن الدخول بآلات حادة إلى منطقة الأهرامات أمر مستحيل، ومن الصعب أن يكون هناك سائح مثقف يأتي إلى مصر ليأخذ قطعة من الأهرامات، فهم يدركون قيمتها أكثر من بعض المصريين.
وأشار إلى أن الحل الأمني مع تأمين الأهرامات لا يكفي للحفاظ عليها، بقدر ما يكمن الحل في أن تكون وزارات التعليم والثقافة والآثار ووسائل الإعلام المصرية مسؤولة عن هذه الحماية، لأنه من الممكن أن يدخل طالب دراسي أو زائر عادي إلى الأهرامات، ويخفي الحجارة أثناء مغادرة المنطقة عقب زيارتها، دون أن يتعرض للتفتيش.
وتقدم النائب البرلماني المصري عبدالحميد كمال، باستجواب عاجل إلى وزيري الآثار والسياحة المصريين للمثول أمام البرلمان للرد على واقعة بيع أحجار من الأهرامات، وإظهار الحقيقة للرأي العام.
أحمد حافظ