الملاعب.. التحكيم والتلفزة تفرز منافسة متخلفة.. النسخة الحادية والعشرون من الممتاز نفس الملامح والشبه

الخرطوم – حافظ محمد أحمد
لم تختلف النسخة الحادية والعشرون من مسابقة سوداني للدوري الممتاز كثيرا عن سابقاتها وما تزال المنافسة بعيدة تماما عن التطور وخلال العشرين موسما الماضية لم يحدث جديد على مستوى البث، الرعاية، التحكيم والملاعب وما تزال الشكوى مستمرة من معظم الأندية التي تتجدد بل تزداد معاناتها سنويا لدرجة أن كثيرا من الرأسماليين هجروا الوسط الرياضي بسبب الصرف العالي للأندية وعدم وجود مداخيل ثابتة، المال لم يشكل العقبة الوحيدة وإن كان يمثل الأساس باعتباره عصب الحياة ومحركها الأول، ثمة مصاعب عانت منها المسابقة ولم تتغير.
أكبر مشاكل ومآسي الدوري الممتاز تبقى في الملاعب التي لم يطرأ على غالبيتها جديد وما تزال أرضية ملاعب مدن الدوري الممتاز تعاني بشدة وتجد الأندية بلا استثناء صعوبات بالغة في اداء مبارياتها عليها، وإذا كانت بعض الملاعب قد طالتها يد التغيير غير أن معظم الاستادات ما تزال ترزح تحت معاناة كبيرة صعبت مهمة الأندية وغابت فيها المتعة الكروية المنشودة، الملاعب البالية والأرضية الرديئة لم تساهم في غياب المتعة، ولا إصابات اللاعبين فقط وإنما ساهمت بشكل مباشر في عدم تسويق المسابقة وبدا الأمر واضحا بإصرار قناة بي أن سبورت على نقل المباريات التي يكون عملاقا القمة المريخ والهلال طرفا فيها، ولم يستطع الاتحاد تسويق مسابقته الأولى طوال السنوات الماضية واكتفى بالتعاقد مع الفضائية السودانية فقط ليكون النقل حصريا على قناة النيلين والقناة القومية بدعم مباشر من الدولة التي تفشل كثيرا في سداد ما عليها من التزامات تجاه الاتحاد والأندية، والأسوأ أن الفضائية الرياضية المحتكرة للمسابقة فشلت في الترويج لها بشكل جيد وظلت تعتمد على الصحف فقط وغابت البرامج الجاذبة واختفت الإعلانات تماما ولم تقدم برنامجا جاذبا على الرغم من وجود بعض الكوادر القادرة على تقديم البرامج المميزة الجاذبة، التلفزة عكست بجلاء مدى فشل الاتحاد والقناة النقالة للاستفادة من الفعالية الرياضية الأولى ومتابعة معظم فئات الشعب للدوري وشغفه بالرياضة.
ثانية أكبر مشاكل الدوري الممتاز تمثلت في التحكيم الذي عانت منه الكثير من الأندية وبالتالي استفادت منه أندية أخرى وهو ما كشفه نقل المباريات على الرغم من محدودية الكاميرات، وعدم وضوح زوايا الرؤية، وفي مباراة المريخ أمام هلال الفاشر في الجولة الماضية ظهرت علل التحكيم بوضوح شديد ومثلت تلك المباراة عنوانا بارزا لحال التحكيم وجاهر أعضاء مجلس المريخ بعدم رضاهم عن طاقم التحكيم الذي أدار المباراة ورأى عضو لجنة التسيير محي الدين عبد التام أن التحكيم يعكس الحالة التي وصل إليها قضاء الملاعب لافتا إلى أن ما شاهده من مستوى تحكيمي “لم يره طوال حياته”، مبينا أن الحكم اكتفى بالفرجة فقط دون أن يتخذ قرارات قوية تجاه العنف الذي شهدته المباراة، التحكيم الضعيف اشتكت منه معظم الأندية، بينما ظل سكرتير لجنة التحكيم صلاح أحمد محمد صالح يؤكد أن الحكام مظلومون وأن التحكيم يمثل الشماعة التي تعلق عليها الأندية إخفاقاتها.
الدوري الممتاز احتكره قطبا القمة المريخ والهلال فقط وإن بدأ الأهلي شندي والخرطوم الوطني يرفعان عصا التمرد على سطوة العملاقين بينما ساهمت الطفرة المالية للعملاقين في عهد جمال الوالي وصلاح إدريس في زيادة رقعة الأندية المشاركة في البطولات الأفريقية

اليوم التالي

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..