من هنا بدأ النشيدُ إلى المدى وأشرقت عيون الأرض في وطني.. نوبيون في لندن

لندن ? تماضر حمزة
جريان النيل الخالد وتاريخ الممالك التي كانت بمحاذاته، أتجه بكم شمالاً باتجاه النوبة، بعيداً في بريطانيا، عميقاً في المجتمع النوبي هناك. وهكذا فإن الرابطة النوبية السودانيّة بالمملكة المتحدة تعد متكأً حميماً للنوبيين وغيرهم من السودانيين في غربة الصقيع البعيدة، يغنون وكأن لسان حالهم يقول “البلاد التي ننتمي إليها لن تضيع وتجرفها المياه”، فنفقد نحن وأبناؤنا وبناتنا بوصلة الهويّة والانتماء، من هنا ومن بذرة التمسك هذه نسعى جميعنا كنوبيين للحفاظ على الحضارة والإرث عن طريق الحفاظ على الأرض.
عشوائيات وأشياء أخرى
التعدين العشوائي واستعمال الزئبق والسيانيد والإغراق، نفوق الأسماك نتيجة إلقاء مخلفات التعدين في النيل، كل هذه الكوارث البيئية من شأنها دثر حضارة على السودان بكل نواحيه المحافظة عليها، وبل تأسيس متحف يضم الآثار المهمّلة، فالحضارات القديمة امتداد للحضارات الجديدة، هذا تأريخ من الموجع جداً اهماله وتعريضه لخطر الاندثار.
من المؤسف جداً رؤية ومتابعة علماء الآثار الأجانب، وهم يستنهضون همم أصحاب الحضارات للمحافظة على تاريخهم.
في قلب لندن نسعى جميعنا كنوبيين لتنظيم العديد من النشاطات التي تعزز الهوية، بل نسعى لإنشاء مدرسة نوبية لتعليم اللغة نطقاً في البداية ومن ثم كتابة. ولدينا من الكوادر ما يتيح تحقيق هذا المسعى. د. أبو ذر محمد علي، الطيبب المهموم بأرض النوبة، راعي التكاتف والذي جال في المناطق النوبية حاثاً وداعماً للتمسك بالأرض والمحافظة على التراث حدثني عن تأسيس الرابطة النوبية بالمملكة المتحدة باعتباره من المؤسسين: تأسست الرابطة النوبية في سنة 2000 وذلك بمبادرة من بعض الناشطين النوبيين، وأول لجنة تنفيذية كانت برئاسة د. محمد هاشم وقد كنت أميناً عاما للجنة.
وفي السياق هذا، يحسم د. فوزي صالح، وهو من وجهة نظر كثيرين يعد رجل المهمات الصعبة، يحسم نقاط الخلاف بمنطق عال، وبروح نوبية دافئة، نوبي سوداني أصيل، فيه رائحة بلادي برؤيته العميقة، وبصفته رئيس للرابطة النوبية في دورتها الحالية يبدو الرجل الذي درس في كلية العلوم جامعة الخرطوم وجامعة عين شمس كلية الهندسة ونال درجة الماجستير ثم الدكتوراه من جامعة ليدز، يبدو عليمًا بتفاصيل هذه الأنشطة أكثر من غيره، إذ يقول وهو يتحدث لـ (اليوم التالي) عن الرابطة النوبية: سبق قيامها محاولات كثيرة من قبل النوبيين السودانيين في بريطانيا لإنشاء جسم يعبر عن ثقافتهم الفخمة والإرث النوبي الممتد لآلاف السنوات وتقديمه للأجيال النوبية، خصوصاً الأجيال الشابة التي لا تعرف الكثير عن هويتها.
فلاش باك
إلى ذلك كله، في العام 1993 قامت الأستاذة سعاد إبراهيم أحمد ود هنية مرسي ود ماجدة محمد بدعم من د. إبراهيم بوضع الأسس للمنظمة النوبية السودانية، مركز الدراسات النوبية والتوثيق. العمل النوبي في بريطانيا قديم جداً ولكن العمل المسجل رسمياً بدأ في العام 1993، حيث ضم نوبيين وسودانيين اهتموا بالثقافة والتراث مثل ود الجيلي فرح ود التجاني مرسي. يمضي رئيس الرابطة النوبية السودانية والمسجلة لدى لجنة الأعمال الخيرية غير الربحية فأنا أفيد بأن الرابطة مفتوحة لكل السودانيين المهتمين بالثقافة والتراث النوبي العظيم، وتقدم لهم أنشطة اجتماعية وتثقيفية متعددة. ويردف: مؤخراً بدأت نشاطات من نوع مميز يهتم بربط الأجيال الجديدة بتاريخها وتراثها، وتعميق أسس الهوية، مما سيساعدهم على الوقوف على أرض صلدة وأساس متماسك حتى تصل فروعهم السماء

اليوم التالي

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..