ابتكار إعلان تجاري يؤثر على المشاهد حد البكاء

تعزف الإعلانات التجارية في تايلاند على وتر المتلقي الحساس عن طريق التأثير مباشرة على مشاعر الحزن فيه لتكون دموعه أفضل وسيلة لتسويق المنتوجات الجديدة وربح الملايين فقط بقصص وموسيقى مؤثرة للغاية.
العرب
بانكوك- يعكف فريق من خبراء الإعلانات التايلانديين في إحدى وكالات بانكوك على ابتكار إعلان يكون هدفه التأثير على المشاهد حتى البكاء. وقد لاقت هذه الإعلانات المعروفة بالإنكليزية باسم ?ساد افرتايزينغ? وهي كلمة تجمع بين ?ساد? أي حزين و?ادفرتايزمنت? أي دعاية، انتشارا كبيرا في السنوات الأخيرة في العالم.
وبرز مصممو الإعلانات التايلانديون في مجال إثارة مشاعر الناس حتى أصبح شعارهم ?أفضل وسيلة لتسويق المنتوجات هي البكاء?. وتمحور إعلان قبل فترة قصيرة لماركة ملابس داخلية نسائية حول امرأة تكتشف في اليوم نفسه أنها حامل ومصابة بالسرطان.
ويظهر إعلان آخر مرفق بموسيقى بطيئة على البيانو وبصوت حزين، أبا أصم وأبكم ينقذ ابنته بفضل تبرعه بالدم بعد محاولة انتحار. وكل ذلك بهدف الترويج لشركة تأمين على الحياة.
ويقول جين بوبراباي مؤسس وكالة ?سي جاي ووركس? في بانكوك المتخصصة في إنتاج إعلانات مؤثرة إن ?الأمر مرتبط بالبوذية? التي تدين بها الغالبية العظمى لسكان تايلاند. ويوضح ?أن يكون المرء بوذيا يعني في المقام الأول أن يعطي كل شيء وأن يهتم للآخرين. لدينا دائما ميل إلى التعاطف مع الناس الأقل حظوة منا?.
ومن آخر إعلانات وكالته، واحد لحساب بنك ?خرونغ تاي? العام، ويروي قصة مأساوية لطالبة تعلمت كيف تتغلب على خوفها من الكلاب من خلال تبنيها كلب جارتها بعد وفاة هذه الأخيرة. وأصبحت الشابة والكلب اوليينغ لا يفترقان إلى حين صدمته سيارة. وقد نفق الكلب بين يديها، وهي مأساة دفعتها إلى أن تكون طبيبة بيطرية. ومنذ بدء بث الشريط في منتصف يناير شوهد الإعلان قرابة 13 مليون مرة عبر فيسبوك و2.6 مليون مرة عبر يوتيوب.
ويعتبر فيل تاونسيند مدير شركة ?أنرولي? في منطقة آسيا-المحيط الهادئ، المتخصصة في الإعلانات وأشرطة الفيديو عبر الإنترنت، أن تايلاند هي مرجع عالمي في مجال ?ساد افرتايزينغ?. ويؤكد قائلا ?الكثير من الناس يأتون إلى هنا للاستعلام ويطلبون أشرطة فيديو على هذا النسق?.
ويوضح رالف برونر مدير منطقة آسيا في شركة التأمين ?ميتلايف? التي أنجزت الكثير من إعلاناتها في هذا البلد منذ التسعينات، قائلا ?يتمتع التايلانديون بموهبة فعلية للقصص العاطفية والمؤثرة جدا?. ويتابع قائلا ?يظهر ذلك جليا في التلفزيون مع أفلامهم القصيرة التي تثير البكاء أو المضحكة للغاية أو المسلية جدا?.
ويظهر أحد إعلانات ?ميتلايف? أبا يكافح من أجل تأمين حياة كريمة لابنته، وقد كان من أنجح الإعلانات من هذا النوع في العالم العام 2015. وشوهد أكثر من 11 مليون مرة عبر يوتيوب وصور في تايلاند للسوق المحلية ولأسواق آسيوية أخرى. ويشدد رالف بورنر على أن الصعوبات التي يواجهها الأهل موضوع عالمي خلافا لحس الفكاهة الذي قد يختلف كثيرا من بلد إلى آخر.
ويعتبر دايف ماكوفان وهو مخضرم في مجال الإعلانات وقد أمضى أكثر من ثلاثة عقود في آسيا لحساب وكالة ?ماكان? أن النمو السريع لهذا النوع من الإعلانات مرتبط بالتغيرات الاقتصادية والاجتماعية السريعة وبقلق متعاظم على المستقبل.
وهو يذكر عند وصوله قي منتصف التسعينات إلى تايلاند في خضم فترة نمو اقتصادي، أن الإعلانات كانت تلعب على الوتر الكوميدي. أما الآن فهي أكثر حزنا و?تلعب على القيم التقيلدية?.
ويضيف ?ماذا يحصل عندما يكون المرء ضعيفا بعض الشيء؟ فهو يلجأ إلى الطمأنينة والأمان. مهما كانت ثقافة المرء الأمر سيان للجميع. وهنا تخلف المشاعر القوية هذا الشعور بالأمان?.