الدكتور هشام الغزالي : التوعية بالمرض ضعيفة في السودان والعالم العربي

*الدكتور هشام الغزالي أستاذ علاج الأورام بجامعة عين شمس ورئيس الجمعية الدولية لأورام الثدي والنساء:
***علاج الأورام أمن قومي وهنالك تطور ملحوظ في علاج السرطان
دهشت لمستوى الطلاب الممتحنين
حوار : بكري خليفة
بدعوة من المجلس القومي السوداني للتخصصات الطبية، للمشاركة في امتحانات طلاب اختصاصيي قسم (الأورام)، وصل الخرطوم الأستاذ الدكتور هشام الغزالي، أستاذ علاج الأورام بجامعة عين شمس ورئيس الجمعية الدولية لأورام الثدي والنساء في زيارة للسودان، والذي أوضح من خلال حديثه عن عن الأورام بالسودان وفي الوطن العربي أسبابها ومعالجتها وتطور الطب في مجال علاجها. استهل د. هشام الغزالي حديثه بالإشادة بالطلاب الممتحنين والأداء المتميز للطلاب وعددهم (15) طالباً، والذي تمنى لهم مستقبلاً باهراً في تخصصهم المهم جداً، داعياً لزيادة التخصص في المجال والذي قال إنه لا يتناسب مع عدد السكان الكبير سواء في السودان أو في الوطن العربي.
الدكتور هشام الغزالي، أستاذ علاج الأورام بجامعة عين شمس، نائب رئيس الجمعية العالمية للأورام ومقرها بالولايات المتحدة الأميركية، تم اختياره ضمن (30) طبيباً في العالم، لوضوع خطوط إرشادية للأورام وفي أول اجتماع للجمعية العالمية لأورام الثدي والنساء شهد مشاركة (400) طبيب من جميع أنحاء العالم، وبعد أقل من شهر في الاجتماع الثاني شهدت مشاركة (2900) طبيب بمشاركة عدد من الجمعيات في أوروبا وأمريكا.
أسباب الأورام (السرطان)
أما عن تعريفه لـ(الأورام) فيوضح الدكتور هشام الغزالي أن السرطان يأتي من حالة “جنون” تصيب الخلايا نتيجة لأسباب داخلية وهي أسباب جينية وأسباب خارجية، مثل الأغذية المشبعة وبعض الأمراض مثل فيروس (سي) وغيرها من الممارسات والعادات الخاطئة التي اعتدناها. ونستطيع أن نعمل خطة قومية للقضاء على السرطان بمنع هذه الأسباب.
ويضيف هناك زيادة في نسبة الإصابة بالأورام في العالم العربي، ففي مصر وحدها هناك (113) ألف حالة تسجل سنوياً 34%، منها أورام ثدي والأنواع تختلف من دولة إلى أخرى، فمثلاً في السودان نسبة أورام الثدي أكثر وأيضاً أورام الجهاز التنفسي، بينما في مصر تكثر أورام الكبد.
وفي حالة الكشف المبكر والعلاج في العالم، معروف أن نسبة الشفاء تصل إلى 95%، بينما في العالم العربي لا تعرف نسبة الشفاء، أيضاً من المعروف أن نسبة الإصابة بأورام الثدي تحدث في أعمار كبيرة، لكن في العالم العربي قد تصاب فتيات دون سن العشرين عاماً، وهذا غير موجود في الدول الأوروبية والغربية، ونحن نحتاج إلى أبحاث ودراسات في هذا الشأن.
ويضيف في مصر نهتم جداً بالتوعية بأخطار المرض، فالمعروف أن الوقاية خير من العلاج، ولا بد من حملات توعوية ضخمة تقوم بها الحكومة والجمعيات الخيرية بمشاركة نجوم المجتمع في السودان، للتوعية بأخطار أمراض الأوارم، خصوصاً الفنانين والممثلين وغيرهم من الشخصيات المحببة والمعروفة، ففي مصر هنالك حملات توعية قادها عدد من الفنانين مثل الفنان محمد منير وعمر خيرت والفنانة شيرين عبد الوهاب وغيرهم.
علاج الأورام أمن قومي
ويواصل د. هشام حديثه ويقول دائماً ما أقول إن علاج الأورام يعتبر أمنا قوميا، لأن المرض يؤثر على كل الأسرة، فإذا أصيب أحد أفراد الأسرة يجعل الأسرة غير مستقرة وعرضة للتفكك، وذلك من تكلفة العلاج الباهظة وطول فترة العلاج.
أما بخصوص ملاحظتة فى زيارتة للسودان عن طبيعة الأورام فيقول ملاحظتي في السودان ومعظم الدول الأفريقية، أن المرضى يأتون في حالة متأخرة، ما يدل على عدم وجود توعية كافية، بالإضافة الى ان البعض يتخوف في البداية من المرض على الرغم من أن اكتشاف المرض في مرحلة مبكرة يتحقق النجاح بنسبة 95%، كذلك لا بد من وجود مراكز بولايات السودان المختلفة، كذلك تفتقد المراكز لوجود اختصاصيين في مجال الأورام والأجهزة الحديثة.
مستوى الطلاب الممتحنين أدهشني
وفي زيارته التي خصصت لامتحانات طلاب اختصاصيي (الأورام)، قال حقيقة دهشت لمستوى الطلاب السودانيين الممتحنين، فمستواهم عالٍ جداً، وأعجبتني جداً طريقة تفكيرهم المنطقية والمستوى الاكاديمي جيد جدا، وانا سعيد بهم وأطمئن على المرضى بالسودان بأنهم في أيدٍ أمينة وأنهم سيقدمون خدمة كبيرة.
العلاج المناعي
وعن تطور العلاج في مجال الأورام، يقول إن العلم يبحث كل يوم ويطور في شكل العلاجات المقدمة للمرضى، ويضيف ظهر خلال العامين الماضيين علاج مناعي جديد للأورام، وأدى إلى ارتفاع في نسب الشفاء بشكل ملحوظ، بدأ بعلاج الأورام الصبغية للجلد ثم امتدت لعلاج أورام الرئة وأورام المثانة، وأظهرت النتائج الحديثة إمكانية استخدامه في أورام الثدي، وقد أدى إلى نسب شفاء تامة، كما حدث للرئيس الأمريكي كارتر، حيث تم القضاء على الورم المصاب به في الخلايا الصبغية المنتشرة بالمخ، كما قام هو شخصياً بإعلانه عبر الإعلام مما يعد انتصارا علميا كبيرا .

وأوضح الغزالي أن العلاج المناعي يعتمد على تنشيط الجهاز المناعي بالجسم ليهاجم بقوة الأورام المنتشرة للقضاء عليها، ويتميز باستمرار نسب الشفاء التي تحققت ولمدد طويلة وبأقل آثار جانبية ممكنة، ما يجعله يتفوق على العلاج الكيميائي التقليدي الذي يحقق نسب شفاء مصحوبة بآثار جانبية كثيرة، مع وجود فرص متاحة لارتجاع الأورام، مشيراً إلى أن تلك النتائج تحمل بشرى كبيرة قد يترتب عليها استخدام العلماء تلك العلاجات المناعية بشكل أكبر بمفردها أو بمصاحبة العلاجات الموجهة للقضاء على الأورام دون الحاجة إلى العلاج الكيميائي، بحيث خلال الخمس سنوات المقبلة سوف يكون هناك تغيير في خريطة العلاج للسرطان في مصر.
عقاقير للوقاية من السرطان
وأشار إلى أنه من الانتصارات العلمية الجديدة أيضاً، هو ظهور عقاقير جديدة تؤدي إلى الوقاية من سرطان الثدي يمكن استخدامها، خصوصاً بين السيدات اللائي يحملن عوامل خطورة أهمها التاريخ المرضي في الإصابة بأورام الثدي، وهؤلاء تزداد لديهم احتمالات الإصابة بأورام الثدي، وتتميز تلك العقاقير بآثارها الجانبية الطفيفة، بالمقارنة بما سيعود بالنفع على هؤلاء السيدات، حيث يمكنهم تجنب الاصابة تماماً وتوجد عدة أنواع من تلك العقاقير تناسب الأعمار المختلفة من السيدات.
وأضاف قائلاً: “مع إن للعقار آثاره الجانبية مثله مثل أي عقار تخليقي، مثل ارتفاع طفيف في درجات الحرارة أو رعشة، لكن تلك الاعراض لا تقارن بالآثار الجانبية لعلاجات الأورام التقليدية، بالاضافة الى العلاج الاستباقي قبل الجراحة، ويعتمد على إعطاء العلاج الموجه أو الهرموني أو الكيميائي معاً أو بمفردهم، للقضاء على الأورام أو خفض حجمها قبل إجراء العملية الجراحية، حيث أكدت الأبحاث العلمية إمكانية اختفاء الأورام تماماً قبل العملية الجراحية بنسب تصل إلى ٦٠٪، لافتاً الى ان المرضى الذين اختفى الورم لديهم بالعلاج الاستباقي ترتفع نسب الشفاء التام بينهم إلى ٩٨٪ بعد الجراحة التي تتحول من جراحة كبيرة إلى جراحة صغيرة.
وأشار إلى وجود عدد من الأبحاث العلمية حول إمكانية الحفاظ على قدرة المرأة على ممارسة حياتها الطبيعية جنسياً، بالإضافة إلى إمكانية الحفاظ على خصوبتها وقدرتها على الإنجاب بعد العلاج الكيميائي أو الجراحي للشفاء من أورام الثدي وأورام المبيض، فقد أثبتت الأبحاث الجديدة إمكانية الحفاظ على خصوبة المرأة بعدة وسائل، منها استخدام بعض العلاجات الهرمونية لجعل المبيض لا يتأثر من العلاج الكيميائي نهائياً ثم إزالة تلك العلاجات الهرمونية بعد انتهاء العلاج الكيميائي، فيعود المبيض إلى حالته الطبيعية.
العلاج بالفم
وبخصوص العلاجات التي يتم تناولها بالفم، يقول إن العلاجات بالفم بأجيالها المختلفة تؤدي إلى تجنب مرضى أورام الثدي المنتشر تلقي العلاج الكيميائي عند فشل العلاج الهرموني، نظراً لأنها تعيد حساسية المريض للاستجابة للعلاج الهرموني مرة أخرى، ويعطي للمرأة المصابة في المتوسط مدة أطول في التحكم بالمرض تصل في أحسن الأحيان إلى 15 شهراً، الذي يساوي من اثنين إلى ثلاثة خطوط من العلاج الكيماوي.
‬‫وبذلك تتجنب المريضة الآثار السلبية للعلاج الكيميائي، والتي تتضمن معاناة المريضة ومن أشهرها تساقط الشعر، والغثيان ومعاناة ذويهم، حيث يتطلب العلاج الكيميائي الاحتجاز بالمستشفيات وتكاليف التنقلات من الولايات المختلفة إلى المراكز الطبية المتخصصة لتلقي العلاج، بالإضافة إلى تحمل نفقات العلاج بالمستشفيات واستهلاك موارد الدولة مقارنة بالعلاج الموجه بالفم الذي يوفر العبء المادي والمعنوي على مستوى المرضى وذويهم.‬
نصائح للسيدات لتجنب المرض
وينصح د. هشام السيدات والفتيات بالحفاظ على الوزن والرشاقة والإقلال من تناول السكريات، وتبدأ الفتاة أو السيدة الفحص الذاتي لنفسها وبخاصة إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بالسرطان، مضيفاً أن إجراء الأشعة يمكن تأجيله إلى وقت لاحق، بالإضافة إلى الرياضة والحفاظ على الوزن المثالي.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..