الإسلاموييون والترويج بأنهم الازمة والحل

د. عصام محجوب الماحي
? بئس الفكرة والحاءات الثلاثة _حركة، حزب، حكومة_ التي انتجها ودخنها وعطرها وحننها وبخرها وكبرتها الترابي فدخل عليها البشير وتمطى فيها وتمتع بها بولايات رئاسية مثني وثلاث بمساعدة دلاكتها يد الترابي اليمنى الشيخ علي عثمان.
انهى العميد (م) محمد ابراهيم عبد الجليل الشهير بود ابراهيم كلامه في حوار نشرته صحيفة (الصيحة) قبل ايام بعبارة: “انا لن انضم لنظام -يقصد نظام المؤتمر الوطني الحاكم حاليا- لا يلبي رغباتي”.
أليس ذلك مثيرا للقرف؟ عندما كانت رغباته ان يقتل في الجنوب كان عاشقا للنظام. حقا انه انسان بائس.
ﻻ زال -ود ابراهيم- في غيه، ولم يعتبر مما حدث لأنه يلقي الكلام على عواهنه ونتائج ربع قرن ماثلة امامنا ومنها نتائج العشرية الاولى وما صاحبها من تجاوزات شارك فيها العميد ود ابراهيم. ومع ذلك تبجح بالقول: وصول الإسلاميين الى السلطة جاء بمقاصد نبيلة وشريفة، فقد كانوا يحلمون بدولة عدل ودولة شريعة وقانون وحريات، لكن خلافات الاسلاميين انفسهم عصفت بهذه الأماني.
تصوروا قوله انه كان يقاتل بشعارات الجهاد في الجنوب من اجل الوحدة. تأمل!
الحوار الذي قرأته مع ود ابراهيم يدفعني لأرفع لكم سجالا جرى بيننا في اغسطس 2015 في قروب (صحافسيون) ومن يومها لم أسمع له حسا الى ان غادرت القروب بعد اشهر معدودات. وها هو يعود ليتحدث من جديد دون أن يستفيد من الدرس بل يعيد تسخين ذات “الشوربة” القديمة التي يقدمها أهل الإسلام السياسي كلما جلسوا أمام صحفي أو صعدوا لمايكرفون لمخاطبة الناس.
ادناه ما كتبته وما كتبه حينها:
– عصام: كتب العميد ود ابراهيم الذي ارحب بانضمامه للقروب: لنتفق اخي خالد ان البلد مأزومة وتحتاج لتضافر الجهود من كل وطني غيور لإيجاد حل يخرجها الي بر الأمان بغض النظر عن التصنيفات السياسية. وكان الصديق خالد فتحي قد كتب ما معناه بان واحد من مشاكل الإسلاميين او الفخ الذي يضعونه هو الترويج بأنهم الازمة والحل.
اسمحوا لي، تعليقا على ذلك، ان اوسع مضطرا قاعدة الاحباط بدلا من ازيد دائرة الأمل، لأنني لم اسجل نفسي في دائرة المخادعين التي ألاحظ انها تكبر يوما بعد الاخر. فالمسائل ما عادت تستحمل كلمات “الدلع” لوصف الحقائق الماثلة.
البلد ليست مأزومة فحسب يا أحباب، وانما ضااااااعت وانتهت. تسببتم في ضياعها يا ود ابراهيم. ومع ذلك، فالمأزوم هو النظام التي تحاصره ازماته وتقلباته وفقدان مرجعيته والمأزوم ايضا هو انت وأمثالك الذين وقفتم مع ودعمتم تنظيم متطرف حرك 15 عسكريا وألبس معهم 300 عنصرا مدنيا “كاكي” القوات المسلحة بعد ان كذب على نفسه بان البلد في أزمة فيما الازمة كانت ازمة عزلته التي اختارها بتطرفه تجاه القضايا المصيرية. وقد ثبت ان كل ذلك كان وهما ومبررا فقط للاستيلاء على السلطة التي عمل على احتكارها والتمكين فيها بفضلك يا ود ابراهيم وإخوانك في الجيش والأجهزة العسكرية والأمنية القامعة. تلك اول ازماتكم الحقيقية والتي انتهت بضياع الوطن وتقسيمه وإشاعة الحروب في كل اطرافه حتى ارجعتموه القهقرة لعهد الجاهلية بان صارت القبيلة اهم من نسيج الوحدة المجتمعية. وتلك حقائق، مهما حاولت انكارها او الجدل واللف والدوران حولها، لن يتغير منها شيئا ولن تنتج إلا المزيد من تأزم نفسك مثل ما يحدثه تصريحك في صحيفة “التغيير” حول طريق وحدة الاسلامويين. وعن ذلك تعال ننظر للحالتين ومحصلة جردهما خلال فترة حكمكم الجائر للسودان، موحدين في العشرية الاولى ومختلفين بعدها، ان كان ذلك تقية او حقيقة. فباتفاقهم ووحدتهم نهب الاسلاموييون البلد نهب من ﻻ يخشى المحاسبة وﻻ تلك الربانية وساموا الشعب العذاب وتسببوا في هجرة خير ابنائه في اركان الدنيا الاربعة وقسموا البلد لبلدين.
وباختلافهم وفصالهم قتلوا 300 الف في دارفور وفي سبيلهم لفصلها ومعها جنوب كردفان والنيل الازرق ووسعوا دائرة نهب ثروات الوطن وسارت بفسادهم صحافة البلد والمراجع العام فيما الرئيس يدَوِّر ذات الاشخاص الفاسدين من موقع لموقع ويطلب تقديم اثباتات الفساد وعندما تشرع صحيفة في ذلك يغلقها لأجل غير مسمى فيأخذها “التيار” الجارف الذي اصبح بعد الفصال ينتجه القصر فيما كان خلال عهد وئام الاسلاموييون حكرا على المنشية.
لا تخدعوا كل الناس لكل الوقت ليظنوا، كما قال الاخ خالد فتحي، ان الحل بيدكم اليسرى كما الازمة تقدمونها بيمناكم. صدقني يا ود إبراهيم حتى وان قمت بانقلاب ونجح لن يكون ذلك حلا، فلن يتحقق وضعا دائما ومستداما وعادلا يأتي من امثالكم وأشباهكم يا ود ابراهيم ومن لف لفك من اهل اسناد او احزاب فكة تسبح بحمد الحاءات الثلاث_ حركة. حزب. حكومة_ التي وضعها الرئيس البشير تحت حذائه لأنه لم يستطع ان يفعل تلك الفعلة الشينة في القوات الاجنبية بدارفور كما أقسم، فأصبح عبئا على الدولة وشعبها، ومع ذلك باق ورازح على صدره كاتم لأنفاسه ﻻ يهمه عذابه ولا يحس بتعاسته.
بئس الفكرة والحاءات الثلاثة التي انتجها ودخنها وعطرها وحننها وبخرها وكبرتها الترابي فدخل عليها البشير وتمطى فيها وتمتع بها بولايات رئاسية مثني وثلاث بمساعدة دلاكتها يد الترابي اليمنى الشيخ علي عثمان.
تلك حقائق اخي ود ابراهيم اجلس اليها واعترف بها اولا امام الناس اجمعين وليس في افطارات رمضانية يؤمها اهل الحاءات الثلاثة، ومن ثم فكر في الانقلاب او الثورة لإحداث التغيير او حتى المشاركة في الضغط على النظام ليغير نفسه بنفسه، كما يحلم دعاة حوار الوثبة الذي ولد كسيحا. بغير ذلك لا لتجديد رخص الحاءات الثلاثة.
(بعد ايام من الرسالة اعلاه)
* عصام: الاخوة والاصدقاء الكرام.
كما وعدتكم في رسالة سابقة، لدي دين للعميد ود ابراهيم يجب ان اوفيه بالرد على تعليقه على مداخلة لي. وللفائدة ولتسهيل المتابعة استأذن في اعادة ما كتبه.
– كتب العميد ود ابراهيم يوم 5 اغسطس الماضي: الأخ عصام تعقيبا علي ما أوردته فقط أودّ ان أسالك من أين تستقي معلوماتك وهل يمكن ان يستولي خمسة عشر عسكريا علي السلطة ويقهروا جيشاً بأكمله؟ انت هكذا تسئ لمؤسسة عريقة ذات تاريخ، ثم ان استعادة الديمقراطية لن تتم إلاَّ بوقوف هذه المؤسسة بجانب الشعب وهذا ما سعينا له منذ أوائل التسعينات وليس في محاولتنا الاخيرة فقط، ولكنك أردت ان تطلق الاتهامات هكذا دون ان تتبين، ثم ان الإسلاميين ليسوا كلهم شياطينا كما تزين لك عين السخط، ولكن منهم الغيور علي وطنه فعارضوا النظام ودخلوا السجون وعُذِبوا اكثر من غيرهم ولفرط وطنيتهم لم يغادروا الوطن الي حيث بلاد الدعة والرفاهية ولكنهم آثروا ان يكونوا داخل الوطن يعيشون آلامه وآماله. نحن لسنا مأزومين فالمأزوم من لا يكون مع أبناء وطنه وبينهم يصنع المستقبل معهم لا يستجديه من خارج الحدود. ان نظرية الإقصاء التي يتبناها بعض المعارضين لن تفضي لحل أزمة السودان بل ستزيد عمر النظام. علينا ان نرحب ونثمن دعوة الامام الصادق المهدي ان يبحث الجميع عن الحل دون إقصاء لأحد.
(ادناه ردي عليه).
* عصام: أخرت الرد على رسالة الاخ العميد ود ابراهيم في انتظار عطلة نهاية الاسبوع التي عادة ما اجد خلالها متسعا من الوقت للأشياء التي لا تأخذ من واجباتي، وهي لا يُعْلَى عليها. وكما فعلت في مداخلتي الأولى، اردت ايضا ان امنح العميد ود ابراهيم اهتمامي الشديد وتركيزي الاشد في الحوار معه على المسائل الاساسية وليس الإنصرافية التي لاحظت انه لجأ اليها في تعليقه، وقد احزنني ذلك. ومع ذلك، سأستمر في حواري معه منطلقا من رغبتي الاكيدة لأضعه في مكان يناسبه وأحاوره لا بلغة الهمز واللمز التي استعملها هو في رده علي، وإنما بمنطق وحقائق مشهودة وشاهدة علينا أجمعين وبالتالي لا تهضم حقه، ولكن في نفس الوقت لا تجامله. ولعل مجاملة الذين حوله والتي احاطت به، جعلته يصنع لنفسه هالة فيزهو وينتفخ ويرتفع من الارض لحين ان تأتي اول وخزة دبوس فتعيده الى مكان صحيح بين الناس وكذا بحجم مناسب دون انتفاخة. وعليه من المفترض ان يكون ممنونا اذا تمكن آخرين من خدمته بإعادته الى حجمه ووزنه الطبيعي بين البشر. فمسألة سائحون وهائمون، وكل تلك الخزعبلات، انتهت بفصل الانقاذ للجنوب الحبيب الذي كان مسرحا لعمليات قَتَلُوا وقُتِلُوا فيها وبَذَروا بذرة الانفصال. وبدلا من ان ينزووا بعيدا آثروا ان تظل جريمتهم في حق الوطن حاضرة، فلا زالت “السِيرة” تلوكها ألسن تعودت صنع اوهام لإخافة الاخرين وإرهابهم، و”السّيرة” مستمرة تعزف ذات الاسطوانة المشروخة التي يرقص عليها الرئيس البشير وتوزع قنوات التلفزة صوره. وعشنا وشفنا لنشهد جماعة منهم، تربت في ذات الحضن، توزع صورا لإفطار رمضاني لا نعلم من غطى تكلفته، ولم يَرُد عميدهم ود ابراهيم على الاسئلة التي لا اشك انها وصلت اذنيه ويعلم بها. ولكن، وكما في القول الشعبي “من نسى عادته قَلَّتْ سعادته”.. وعادة اهل الاسلام السياسي “الدغمسة” كما ذكر رئيسهم البشير، وليس هنالك شفافية يتعامل بها اهل الاسلام السياسي في أي مكان لهم فيها نبت او خلية او تنظيم دعك عن حزب وحركة وحكومة كما في السودان المغلوب على امره.
اخي ود ابراهيم لتعلم انني محصن ولا انفعل بالعبارات المبتذلة التي درج استعمالها كل من تربى في حضن الانقاذ والتي تزدري البعض فيضطرون عند الرد عليها للخروج من هدومهم، كالغجرية عندما تتشاجر مع اخرى امام الخيمة، ولذلك اتركك تلوكها وتمضغها كعلكة كيفما تريد، فخروجي وغيري من البلد يمكن ان يتحدث ويكتب عنه من يريد ان يرصد مخازي الانقاذ وما ارتكبته في الشعب السوداني. أضف الى ذلك انني أدرك وأسرتي وأهلي بل وكل معارفي أسبابه، وخروجي وعودتي حالة شخصية ليست ضمن المعروضات التي تريد بها محاكمة من يختلف معك. ومع ذلك دعني اذكرك ومعك من صفق لك ورفع لك علامة نصر او تهنئة على حديث يدلي به رجل دخل العمل العام ولكنه يشخصن المسائل: ألم يقل شيخكم الترابي قي اوائل التسعينات “ليمت ثلث السودانيين ويهاجر ثلثهم لنحكم الثلث الباقي”؟
يا ويل لأهل الحكم في السودان منذ 30 يونيو المشئوم، الحاليون والسابقون في العشرية الاولى وما بعد المفاصلة وحتى الذين مروا به عابرين، يا ويلهم من المعروضات التي ستقف شاهدة على ما ارتكبوه من جرم في حق البلد والشعب.
انصحك اخي ود ابراهيم بعدم ترديد عبارتيك..”ولفرط وطنيتهم لم يغادروا الوطن الي حيث بلاد الدعة والرفاهية” و “يبقى مع أبناء وطنه وبينهم يصنع المستقبل معهم لا يستجديه من خارج الحدود”.
تمهل وهون عليك يا أخي، فصناعة المستقبل بعيدة تماما عن الفكر الذي تنتمي اليه والتجربة خير مثال، فماذا تقول بعد نتائجها الماثلة أمامنا؟ وهل من بعدها تستطيع خداع الناس كما فعلتم قبل الانقاذ وخلالها ولازلتم على نفس الطريق الشائه الشائك وقد تفتق اخيرا ذهن من علمكم السحر بمصطلح الخالف؟
سببان يدعوانك لان تجلس في مواعينك وتهبط بأرجلك بين الناس وسيبك من حكاية دبابين وسائحين ولغاويث زي دي. الأول من الثاني والثاني من الأول، فطالما كنت من اهل الانقاذ فان مقياس الوطنية ليس بيدك والذي تراهن عليه مختلا. وعليك الاغتسال سبعة مرات والثامنة بالتراب قبل ان تسمح لنفسك بقياس وطنية أي انسان سوداني اخر لم يرتبط بتنظيمكم. خذ تلك المسألة وقلها للبشير نفسه ولكل اخوانك في الوطني والشعبي والإصلاح الان والمنبر وغيرها من الاوعية التي انتجتها الانقاذ.
ألا تعي يا أخي انك بعد ان تفقر شعبا لا يحق لك ان تتحدث عن المستقبل؟ وبعد ان تشرد شعبا ليس لديك إلاَّ ان تسكت وتنزوي خجلا، ولا تردد حديث الذهاب لبلاد الدعة والرفاهية؟ وبعد ان تشارك في فصل دولة وشقها لدولتين يجب ان لا يتبقى لك إلا قضاء باقي عمرك تطلب المغفرة والسماح، لا ان تطعن في وطنية آخرين؟
دعني الان اقرأ من ردك على مداخلتي أول ما خطر على بالك، وهو عبارتك التي سألتني فيها: (من أين تستقي معلوماتك؟ وهل يمكن ان يستولي خمسة عشر عسكريا علي السلطة ويقهروا جيشاً بأكمله؟ انت هكذا تسئ لمؤسسة عريقة ذات تاريخ ثم ان استعادة الديمقراطية لن تتم إلا بوقوف هذه المؤسسة بجانب الشعب وهذا ما سعينا له منذ أوائل التسعينات وليس في محاولتنا الاخيرة فقط).
اولا، هل تستعجب ان قلت لك ان معلوماتي حول انقلاب 30 يونيو 89 استقيتها مباشرة من مشاركين فيه؟ اذن اسمح لي ان اتركك في تلك الحالة، وخذ مني مسألة أخرى: لا تضيع زمنك، فقد يكون كالسيف يقطعك ان لم تقطعه بالسؤال عن حقائق ثابتة، لا شك ان الجدل حولها يؤخر ولا يقدم، مثل سؤالك “وهل يمكن ان يستولى 15 عسكريا على السلطة ويقهروا جيشا بأكمله؟”.
اي نعم بمساعدتك وأمثالك يا سعادة العميد الذي رصع كتفيه بدبابير القوات المسلحة السودانية. حدث ذلك. داير تغالط؟ اسأل راعي الضان في الخلا!
بقية عبارتك التي تستجدى بها استعداء مشاعر الجيش تجاه شخصي المغلوب على امره وعلى مشروع وطني يجب ان يكون الجيش جزءا منه لاستعادة الديمقراطية وتحرير الجيش نفسه من مختطفي اسمه وهي القيمة الوحيدة التي تبقت له، أرُدّها لك بان انقل لك حرفيا ما كتبته بعد اسبوع واحد من انقلاب 30 يونيو المشئوم في قراءة تحليلية تحت عنوان: ماذا حدث في الخرطوم في الثلاثين من يونيو 1989؟
ففي فقرة طويلة انتهى بها المقال التحليلي كتبت:
[الانقلابات تأتي دائما بعد (حمل) كاذب و(حلم) فاجر بكل السلطة!
… إن المؤسسة العسكرية القومية لم تقم بانقلاب عسكري حتى الآن، وعليه إن التفسير الأوحد لمغامرات نوفمبر 58 ومايو 69 وأخيراً يونيو 89، هو ان قوى سياسية بعينها (إمتطت) القوات المسلحة لتصل للسلطة وتفرض برنامجها المتطرف، وبالتالي (تَطْبع) المؤسسة العسكرية (بطابِع) لا يشبهها، وتلبسها (لباساً) غير لباسها.
إن الفهم الصحيح للانقلابات العسكرية التي استلمت السلطة وحكمت البلاد في نوفمبر، مايو وأخيراً في يونيو، يوضح أن هنالك قوى سياسية كانت خلف كل مؤامرة من تلك المغامرات. فإذا (نَحَيْنا) جانباً حركة نوفمبر 58.. لاعتبار أن الحكم تم تسليمه وتسلمه بدعوة صريحة من الأداة السياسية التنفيذية في البلاد.. ولاعتبار أن الحكم كان حكماً عسكرياً صرفاً ولم يجنح كثيراً ولم يكشف وجهاً سياسياً.. ولاعتبار ان محاولات تغييره كانت تتم من داخل المؤسسة العسكرية نفسها لإبعادها عن المركز السياسي وحصر دورها في مهامها المعروفة، نجد أن (درس) إسقاط النظام بثورة شعبية قد تم فهمه فهماً صحيحاً عندما استجابت قيادة المؤسسة العسكرية الحاكمة لإرادة التغيير وذهبت لثكناتها كما طالبها الشعب في صوت واحد. أما مايو 69 ويونيو 89، لم يكونا انقلابين عسكريين قامت بهما المؤسسة العسكرية. الواضح والثابت أن اليسار المتطرف في مايو، أراد فرض برنامجه على الشعب السوداني باستغلال المؤسسة العسكرية. فقد حرك الشيوعيين واليسار عموماً عناصرهم (المُنْدَسَّة) في المؤسسة العسكرية لفرض ارادة غير إرادة الشعب باسم قوات الشعب. وقد تم وضع برنامج اليسار بكل تفصيلاته وتفعيلاته في الاختبار. وكانت النتيجة ان اليسار عندما عادت الديمقراطية، عاد له وزنه الحقيقي بدلاً من حالة (الانتفاخ) التي كان (يَوهِم) بها نفسه كالحمل الكاذب قبل مايو 69. وتتكرر نفس المأساة والملهاة عندما (نبتت) لليمين المتطرف، متمثل في مسمياته الكثيرة انتهاء بما سمي بالجبهة الإسلامية القومية، نبتت له عضلات في غير مكانها الصحيح.. ويتسارع (نبضها) وتصاب هي الأخرى بحالة حمل كاذب يعززه حلم فاجر بكل السلطة.. فتُحَرِك (الدمي) المندسة أيضاً في (جسم) القوات المسلحة لاستلام السلطة، فكان لها ما أرادت. وها هي أمام كل (السلطة) التي بيدها، وبيدها الأخرى البرنامج الذي ملأت به الدنيا ضجيجاً وصخباً قبل يونيو 89.
… والتاريخ هنا، لا يكرر نفسه، إلا للذين لا يعتبرون.. فتكون الملهاة العظمى أو المأساة الكبرى.. خير شاهد على حالة اليمين المتطرف في الغد القريب.] انتهى.
أبعد ذلك يأتي من يقول انني أسيء للجيش كمؤسسة؟ للأسف ان مَنْ يفعل تلك الفعلة الشينة هو مَنْ وضع دبابير تلك المؤسسة على كتفيه وصار جزءا من الجوقة التي اساءت للجيش حقا ولتاريخ الجيش _ارجو اعادة قراءة كلمة “تاريخ” اكثر من مرة_، بل أساءت لكل السودان بما ارتكبت من جرائم ادت الى فصله لدولتين وجهزت ارضية صالحة لتفتيت ما تبقى من اطرافه وأقاليمه بأهلها الذين هم اهلنا كما الجنوبيين الذين اقمت عليهم وجماعتك جهادا لا يستند لا على دين ولا على اخلاق ولا على انسانية؟
مسألة ثالثة وأخيرة في ذات الموضوع المرتبط بالجيش السوداني وتتعلق بقولك: ان استعادة الديمقراطية لن تتم إلا بوقوف هذه المؤسسة (تقصد القوات المسلحة) بجانب الشعب وهذا ما سعينا له منذ اوائل التسعينات وليس في محاولتنا الاخيرة.
حسنا يا اخي..
أتكون انت يا ود ابراهيم بعاتي ونحن لا ندري؟ أهل انت من شرفاء حركة رمضان الذين اعدموا بعد ان منحوا كلمة شرف ممن لا شرف لهم؟ أتكون قد نفدت بقدرة قادر من “دروة” ابراهيم شخص الدين شمسيا؟ …. اختم يا ود ابراهيم واقول لك بكل احترام مقرونا بصراحة، ان حديثك عن فِعْل لك لاستعادة الديمقراطية منذ اوائل التسعينات محض لغاويث وخزعبلات تريد ان تسجلها في دفتر النضال ضد الديكتاتورية وكأنها بدت مع اعتقالك. أين تلك السنين التي تشرد فيها رفاق السلاح فامتطوا بأنفس كسيرة “الركشات وامجاد والهايص” وبعضهم مات بالحسرة والغبن يعتصره. حق اولئك وأسرهم حسابه عسير يساءل عنه اول من يساءل رفاق السلاح الذين سمحوا للبشير والترابي ومن دار في محيطهما ان يفعلوا ذلك.
أذهب، سعادة العميد، وسَوِّق نفسك عند جماعتك وربما لدى اصحاب الذاكرة الخربة.
مين قل ليك ود أبراهيم ليس ود ابراهيم إنما بنت ابراهيم. …ليس أولاد ديل نساء بدرجة ….شر.ا….ميت لأن النساء لحن شرف أم حولك ليس عندهم شي.لقد كانو كنساء أمام البشير. …..
ود ابراهيم دا طوز منافق وكذاب ذي شيخه وباقي اخوانه98
د. عصام، ليس هناك وجه للمقارنة بين مايو 69 ويونيو 89، ففي مايو 69يمكن أن يوجد عذر لإنقلاب اليسار، لأن ذلك تم بعد مؤامرة اليمين على الديمقراطية بحل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان، لكن في يونيو 89غدر الإسلاميون بالديمقراطية التي كانوا جزءا منها.
مقال قوي و محكم يجزيك الله كل الخير يا دكتور عصام محجوب، يجب انعاش ذاكرة الشعب السوداني بما فعله هؤلاء الخبثاء بالسودان بكافة مسمياتهم و نحلهم الله يقعلهم من هذا البلد الطيب.
ياخي من المفضل ان تتجنب الإطالة. وتمطيط الموضوعات بطريقة تقضي الي الملل وعدم إكمال قراءة الموضوع علي الرغم من المعية الأفكار !!!!!!!!!
المقال الطيل يمكن كتابنه بالتقسيط المريح ،عشان نلحق الرغيف الطائر!
جريمة البشير وزمرته في حق القوات المُسلحة ورفقاء السلاح لا تدانيها جريمة في الخسة والإنحطاط، وعدم إحترام شرف الجُندية ورفقة السلاح المُقدسة عند العسكريين.
مقال رائع ورد قوي وقد ألقمت الكوز المعفن حجراً
ود ابراهيم وكل لصوص وقتلة ومجرمى الجبهة الاسلاميه الترابيه الا ن يعملون نفس ما فعله الخيش الشاذ حسن الترابى وتلميذه الغراب الاسود الحقود على عثمان كما جاء فى بداية المقال فى مجال الدلكه والدخان والبخور للرئيس الدائم امير المؤمنين الشهير ب لص كافورى .
الان البشير يضعهم جميعا تحت جزمته وليس فيهم رجل يقول ( بغم ) واصلا من يعمل فى مجال الدلكه ليس برجل .
سجلوا له السودان ليعمل فيه ما يشاء وقتما يشاء بعد ان خصاهم جميعا .
لماذا لم يسأله المحرر عن ماذا كان ينوي فعله لو نجح انقلابه علي الانقاذ؟
الإسلامويون هم الأزمة .. والأزمات
مقالك هادف و واضح ، و نحن أنجبرنا عليهو و قريناهو ، لذلك أرجو شاكراً ، لو تكرمت و جعلتها سنة دائمة في مقالاتك ذات السرد التحليلي ، أن يتبعها دائما ، تلخيص في نقاط مختصرة لأهم النقاط ، و السبب في ذلك:
* أهمية مقالاتك و الحقائق التي تستند عليها و هي في إطارها العام تعطي الصورة العامة بدون بتر تاريخي ، كما يحدث في الساحة الإعلامية حالياً ، فإنت تغوص في الحقائق و تذكر الرأي العام بالبدايات.
* الظروف العامة للمجتمع ، قد لا تجذب المقالات الطويلة عدد مقدر من القراء ، لذا إذا إقترنت مقالاتك بتلخيصات لأهم ما ورد فيها ، فسيعتاد المتلقى على الإضطلاع على التلخيصات ، و بالتالي قد يدفعه ذلك للعودة للتفاصيل لاحقاً
* لتشجيع الأجيال الجديدة على الإضطلاع على مقالاتك لأنهم الشريحة الواعدة الأهم في المجتمع و أمل المستقبل ، و لأنهم كلما إزدادت معارفهم كلما تبينوا طريقهم ، لكن يجب أن نتقرب إليهم بنهجهم و أسلوب عصرهم المتسارع (Take away).
في ظني إن رأيك الذي كتبته عن إنقلابات الجيش ، قد يكون غير ما كتبته في بدايات إنقلاب الإنقاذ ، فبالإضافة لما ذكرته و هو صحيح ، فإن المعلومات التي تكشفت لاحقاً عن تفاصيل إنقلاب الإنقاذ (التخطيط و التنفيذ) ، تجعلنا نضع الأمر بهذا المعيار:
نعم إنقلاب نميري و عبود كان وراءهما جهات سياسية ، لكنهما من ناحية ميكانيكية:
* تم تنفيذ الإنقلاب بواسطة قادة عسكريين و بوحدات عسكرية 100% من وحدات الجيش السوداني.
* نوعية القادة و الضباط المشاركين في الإنقلاب (ما عدا بعض الحالات) ، كانوا من المستوى العام المتواجد في المجتمع السوداني ، و مع تفاوت درجات درجات تأهيلهم أو أداءهم ، إلا إننا إذا حكمنا عليهم بحيادية (بغض النظر عن خطأ الإنقلاب نفسه) ، يمكن أن نعتبرهم جميعاً سودانيين وطنيين.
أما جماعة الإنقاذ ، فمن المعلومات المستقاة من ضباط الجيش المعاصرين للأحداث ، و منفذي الإنقلاب و إعترافات قادة الإنقاذ (منها الحوار الصحفي مع على الحاج – مع همت) ، نخلص للآتي:
* كامل تخطيط الإنقلاب كان بتخطيط الجبهة الإسلامية القومية.
* قامت كوادر الجبهة (المدنية) المدربة عسكرياً ، بإجراء عدة تمارين و بروڤات ، لسيناريوهات التنفيذ.
* ذكر على الحاج أن كوادرهم المنفذة للإنقلاب ، كانت تشكل 80% من القومة المنفذة للإنقلاب ، و هذه وحدها ، تثبت حقيقة أن الإنقلاب لم يكن عسكرياً.
* رغم تحفظي على معلومات على الحاج – لأنه جبهجي أصلاً و أيضاً لأن الأمر لم يصل نهايته بعد – فإن نسبة العسكريين (20%) ، مبالغ فيها ، و أعتقد رغم تباين المعلومات التي تداولت ، فإن عدد العسكريين المشاركيين فعلاً ، بمعني معرفتهم بتفاصيل خطة الإنقلاب و التوقيتات و يوم التنفيذ ، كانت أقل بكثير.
* التحرك الوحيد للقوات ، كان بقيادة أبراهيم شمس الدين و بعدد محدود من الدبابات ، يمكن لحرس بوابة القيادة العامة التعامل معها بما هو متوفر لها من أسلحة ، إذا ما تلقت أوامر بالأستعداد للتعامل مع هذا العدد المحدود من الدبابات ، خاصةً ، و أن التحرك كان ليلاً ، و هذا يعطي المبادأة لأتيام إصطياد الدبابات ، لإطلاق القذائف و تغيير مواقعها لإصطياد و تدمير البقية و تكون الدبابات في عماء و أهداف مباشرة سهلة ، لعدم مرافقة قوات برية لها على الأرض ، هذا عدا ، قوات الإستعداد الإحتياط ، التي تتمركز داخل القيادة العامة.
* التحرك الآخر الذي له صبغة عسكرية ، كان تحرك بكري حسن صالح ، رغم إنه لم يتحرك بقوات ، لكنه ذهب بمفرده للقياده العامة ، و كان هذا معتاداً منه بحكم مهامه ، لمعرفة الجميع به ، قام بإبلاغ الضباط المناوبين بأن القوات المسلحة (القيادة العامة) قد قامت بالتحرك لإستلام الحكم ، و لأن الأجواء كانت مهيأة و لثقة الجميع به صدقوه.
* باقي العسكريين المشاركين تنوعت أدوارهم ، لكنها كلها إنحصرت في مهام (الطابور الخامس) بإمتياز !! من تسليم أسلحة و معدات و أجهزة لكوادر الجبهة ، و كلها تشابه دور ابن العلقمي الوزير الشيعي و أشهر خائن في التاريخ الإسلامي حيث عمل على ممالاة المغول لغزو العراق ، و بسببه إنتهت الخلافة العباسية و أُبيدت أعداد مهولة من المسلمين و إستباح المغول بغداد أربعون يوماً ، قضوا فيها على الأخضر و اليابس ، و قد قام بدور ابن العلقمي الضباط المناوبيين بالأمن و الإستخبارات ، حيث حجبوا المعلومات عن تحركات الإنقلاب ، خاصة تحركات الدبابات بقيادة إبراهيم شمس الدين ، و قد ذكر المرحوم عبد الرحمن فرح ، بأن عناصره التي كانت تعمل معه في جهاز الأمن و المعلومات التابع لحزب الأمة ، كانت ترسل له معلومات عن تحركات مريبة لآليات عسكرية ، و كان هو بدوره يبلغ تلك المعلومات لمهدي بابو نمر (رئيس الأركان وقتها) ، و كان عبد الرحمن يتندر ، بأن ضابط الأستخبارات المناوب ، كان إسمه مضمناً في تقريره الذي كان قد قدمه للصادق المهدي ، و فيه لائحة بأسماء العسكريين المجندين من قبل الجبهة الإسلامية القومية ، و الذين كانوا معروفين تقريباً لأغلبية العسكريين!!
قال عبد الرحمن فرح أن الصادق المهدي عرض التقرير على مهدي بابو ، و كان رد فعله ساخراً و قال: هولاء لا يستطيعون قلب الكاب بتاعي.
لا شك أن ثقة الصادق في مهدي بابو ، كانت في غير محلها ، و هذا ما أجمع عليه الكل:
عبد الرحمن فرح و قيادات حزب الأمة و الجيش.
و مع ذلك أقول بأن مهدي بابو كان رده فعله للتقرير ينم عن جهل و عدم الحرفية ، إلا إنه بنى تقييمه على الأسماء فقط ، و أهمل الجهة المخططة للتحرك و الإنقلاب ، (الجبهة الإسلامية القومية).
فالأسماء كانت معروفة في الأوساط العسكرية ، بإنهم ضباط غير ذوي شأن في المجال المهني و جميعهم يفتقدون للمهارات القيادية المعروفة للضباط و بالذات عمر حسن أحمد البشير.
لذلك كان تندر عبد الرحمن فرح ، من غفلة و مكابرة بابو نمر ، حيث كان يتصل بالإستخبارات العسكرية و أمر الضابط المناوب بإخراج أتيام للتحقق من تحركات الآليات العسكرية ، و توالت الإتصالات ، و في كل مرة كان الضابط المناوب (العلقمي) يرد على بابو نمر: لسه سعادتك مافي حاجة!
و في آخر إتصال كان رد ضابط الإستخبارات المناوب و الذي أجاد دور ابن العلقمي:
[و الله سعادتك تو ليت (too late) ، كان فيه تحركات لمدرعات فعلاً ، و إحتلت بوابة القيادة]
الجبهة الإسلامية القومية (و أي مسميات أخرى إتخذتها) ، تنظيم عقائدي محترف و ذو عقلية إجرامية و روح عدائية نحو المجتمع (منذ نشأة التنظيم بمصر و تاريخه الإرهابي) ، و هم لم يختاروا هذه (المسوخ العسكرية عبطاً) فقد كانوا يتحلون بجميع المواصفات المطلوبة لإنجاح مخططهم الإجرامي (الإنقلاب):
★ لم يكونوا يتحلوا بالمواصفات العسكرية التي يتحلى بها الضباط عادةً ، (القيادة ، تقدير الموقف ، الثوابت الوطنية من حيث الولاء و الواجبات ، الأنفة و عزت النفس ، العمل بإحترافية داخل المنظومة العسكرية) ، و كان معظمهم يفتقد للتواصل الإجتماعي الطبيعي في محيطه العسكري ، و بإستثناء بكري ، لم يكن لأي منهم الجرأة ليواجه أي مجموعة من الجنود ليعطيهم تعليمات بالتحرك.
بإختصار هذه المجموعة قامت طوعاً و بخناعة ، بتسليم أو سرقة مقدرات الدولة (إمكانيات القوات المسلحة) الى تنظيم إجرامي (مدني) و من خارج منظومة العمل العسكري ، و تلقوا أوامرهم من كوادر هذا التنظيم ، و خانوا وطنهم و جيشهم الذي يعملون به.
الجميل في الأمر أن التاريخ يعيد نفسه!
فكما قام هولاكو قائد المغول بإحتقار ابن العلقمي و تحقيره ، كذلك فعلت الإنقاذ بهذه التيوس!!
أين هم الآن؟
ليس دفاعاً عن الجيش ، و ليس دفاعاً عن نهج الإنقلابات و سلب السلطة ، إنما ما قام به هولاء سمه ما شئت ، إنما بأي حال من الأحوال لم يكن إنقلاباً عسكرياً ، و لعل كشوفات الإحالة للصالح العام التي طالت الجيش ، و محاولات الأدلجة المنظمة ، لإخراج الجيش من منظومة الوطن و العمل القومي خير برهان على ذلك.
عندما أكتشف جمال عبد الناصر ، أن توجه جماعة الأخوان المسلمين كان سياسياً (و ليس دعوياً) ، لم يتوانى في محاربتهم و العمل على القضاء عليهم.
و زولك ود إبراهيم هذا ، تقمصه شيطان الفكر الضلالى و أعمى بصيرته ، و إلا لما ما زال يتمشدق بهذا الهراء الذي بردده.
تسمية هذه الجماعات و تميزها لنفسها ، يطرح السؤال ، الذي يمكن طرح أيضاً ، على مجموعة رسائل حسن البنا ، إذا كان هم المسلمين الأفضل و هم الفئة الناجية الوحيدة من فرق المسلمين ! فماذا نمثل نحن ، جميع المسلمين غير المنتظمين في جماعتهم؟ ناهيك عن الإنضمام لمؤسسة وطنية ، مملوكة بكاملها للدولة و اجبها الأساسي الدفاع عن الدولة و المواطن الذي دفع من ماله و عرق جبينه للصرف على هذه الموسسة لتحميه؟
الولاء يجب أن يكون لمن؟ للوطن أم لفئة من الناس لا يمثلون الوطن؟
و هل هذا الإفك و الضلال سينطلى على الله؟ (و أستغفر الله من قول ذلك) .
نعلم أن جميعهم مساخيط ، ولا يستحقون أن نوليهم أي إعتبار ، لكن من المهم أيضاً أن تواصل رسالتك التنويرية نحو المجتمع و تأصل أدبيات هدم أفكارهم و ضلالاتهم في أوساط الأجيال الواعدة حتى تتواصل المعرفة و تتناقل الأخلاق و الموروثات المجتمعية التي تحاول هذه الجماعات تدميرها في مجتمعنا.
ملحوظة:
إجابة ود أبراهيم لك:
[من أين تستقي معلوماتك؟ وهل يمكن ان يستولي خمسة عشر عسكريا علي السلطة ويقهروا جيشاً بأكمله؟] .
هذا هاجس ما زال يعلق بذهنه و هو يدفع به لتبرئة نفسه أمامهم من تهمة الإنقلاب ، لكنه مع ذلك يضع نصب عينيه ، تجربة إنقلاب 89 ، و إستعانتهم بعدد قليل جداً من النمازج المشوهة من العسكريين ، لكنه فات عليه ، أن الظروف المواتية قد تغيرت ، و أن التنظيم لم يفت عليهم ذلك ، لأنه لن يفوقهم إجراماً و دهاءاً.
و سواء أن كان هو و من شابهه ، أو تنظيمه الأم ، فات عليهم أن هذا الشعب قد تعلم من تجاربه و مآسيه ، و لن تنطلى عليه أي حيل من عصابات آل كابوني ، مهما غيروا من مسمياتهم أو شعاراتهم.
(صدقني يا ود إبراهيم حتى وان قمت بانقلاب ونجح لن يكون ذلك حلا، فلن يتحقق وضعا دائما ومستداما وعادلا يأتي من امثالكم وأشباهكم يا ود ابراهيم ومن لف لفك من اهل اسناد او احزاب فكة تسبح بحمد الحاءات الثلاث_ حركة. حزب. حكومة_ التي وضعها الرئيس البشير تحت حذائه لأنه لم يستطع ان يفعل تلك الفعلة الشينة في القوات الاجنبية بدارفور كما أقسم، فأصبح عبئا على الدولة وشعبها، ومع ذلك باق ورازح على صدره كاتم لأنفاسه ﻻ يهمه عذابه ولا يحس بتعاسته).
** ينصر دينك.والله لو لم تزد على هذه السطور.. لكفى..لك التحية ووافر الاحترام..
يا عصام ﻻ تنه عن خلق وتأتى مثله تتحدث عن ان ود ابراهيم الذى ﻻ اعرف سوي اسمه يستعمل عبارات غبر ﻻئقة فانت ايضا وقعت فى نفس الشك . كنت والله اكون اكثر سعادة لو ان هذا المحهود الجبار وجهته لمن ما زالوا فى السلطة وموقع القرار حتى تفكفموا بدلا من تشنها حربا على رجل اعترف بأخطاء النظام بل تعدى ذلك بان حاول اﻻنقلاب عليه فهنالك من هم فى السلطة منذ مجئ اﻻنقاذ يتقلبون فى المناصب يمنة ويسرة فهؤلاء أولى بهجومك هذا اخ عصام